قصص الأميرات مع "تاج محل" أشهر رموز الحب في العالم
قام الأمير فريدريك ولي عهد الدنمارك Frederik, Crown Prince of Denmark برفقة زوجته الأميرة ماري Mary, Crown Princess of Denmark، منذ أيام بزيارة رسمية إلى الهند لتوثيق العلاقات بين البلدين .
ووفقا للتقارير، أن الزيارة هي الأولى من نوعها لأفراد من العائلة الملكة الدنماركية منذ عقدين، وجاءت بناء على دعوة من نائب الرئيس الهندي جاغديب دهنكر.
نشر الأمير فريدريك والأميرة ماري، صورا لهما وهما يتمتعان بمناظر الهند الخلابة وآثارها الشهيرة لاسيما تاج محل Taj Mahal .
وفي الصورة التي جمعتهما أمام تاج محل اختارت الأميرة ماري إطلالة أنيقة تناسب مع تراث الهند، إذ تألقت بقميص باللون الأبيض ونسقت معه تنورة طويلة من حرير الكريب بطبعات هندية، وأحاطت خصرها بحزام عريض من الكتان.
تزينت الأميرة ماري زوجة ولي عهد الدنمارك، بمجوهرات ذهبية ناعمة من أقراط على شكل أطواق من Dulong، وعقد ناعم من علامة Dulong، وأكملت طّلتها بسوار ذهبي من العلامة نفسها.
يٌعتبر تاج محل Taj Mahal أحد أبرز رموز الحب في العالم، وهو من المعالم التي ارتبطت بالأميرات، إذ لم يكن الأمير فريدريك والأميرة ماري أول من زار تاج محل من أفراد العائلات الملكية الأوروبية.
ففي عام 1992، زارت الأميرة ديانا تاج محل، أحد أبرز المعالم التاريخية في العالم والتي تعكس قصة الحب الشهيرة بين شاه جاهان وممتاز محل.
وجلست ديانا أمام عدسات الكاميرا وحيدة، بعد أن تركها زوجها الملك تشارلز الثالث لحضور اجتماع، وكانت تلك الصورة إشارة واضحة لانهيار الزواج الملكي، وبأن ديانا تعيش في عزلة تامة مع زوج لا يحبها.
وكشفت رحلة الهند عن الشروخ الشديدة في علاقاتهما الزوجية، بل كانت تلك الرحلة وتحديدًا زيارة الأميرة ديانا لـ"تاج محل" وحدها هي آخر طوبة في مبنى هذا الزواج المأساوي.
وبعد أكثر من 20 عاما، سافر الأمير ويليام ولي عهد بريطانيا والابن الأكبر للأميرة ديانا، إلى الهند مع زوجته كيت ميدلتون أميرة ويلز، والتقط الزوجان صورا عدة وهما جالسان على المقعد الرخامي نفسه الذي جلست عليه الأميرة ديانا عام 1992 أمام تاج محل.
وأظهرت صور كيت ميدلتون والأمير ويليام أن الحب لايزال يجمع بينهما، وهو مشهد مغاير للحزن الذي بدا على وجهة الأميرة ديانا في الصورة الشهيرة، التي اعتبرت بأنها رسالة ضمنية بانتهاء زواجها من الملك تشارلز الثالث، وهو ما تحقق بعدها بـ 4 سنوات، حينما انتهى الزواج الملكي الأشهر في التاريخ الحديث بالطلاق.
وأكدت الصور التي التقطها الأمير ويليام وكيت ميدلتون عام 2016 أمام تاج محل، أن السعادة لاتزال تلازمها، على عكس ديانا والدة أمير ويلز، والتي توفت عام 1997 في حادث مأساوي في العاصمة الفرنسية باريس، بعد مسيرة تخللها الكثير من خيبات الأمل العاطفية.
أثارت زيارة تاج محل المشاعر في نفس ولي عهد بريطانيا الذي كان يبلغ من العمر 15 عاما عندما توفيت والدته في حادث تحطم سيارة عام 1997. ولطالما تحدث وليام عن افتقاده لوالدته وتفكيره فيها كل يوم.
لماذا أصبح تاج محل رمزا من رموز الحب في العالم؟
في عام 1631 كان الملك شاه جهان الإمبراطور المغولي، مكتئيباً عندما ماتت زوجته الثالثة، وحبيبته ممتاز محل، وذلك أثناء ولادة طفِلهما الرابع عشر، لذلك أمر ببناء تحفته المعمارية تاج محل Taj Mahal ، ليضم رفاتها ويٌخلد ذكراها.
سميّ الضريح باسم تاج محل نسبه لاسم الأميرة ممتاز محل. وضع تصميم الضريح فريق من المهندسين، برئاسة المهندس المعروف بـ"أحمد اللاهوري".
شٌيد الضريح الجنائزي، تاج محل بين عامي 1631 و1648 في مدينة أغرا، وهو مرصع بالمرمر الأبيض المجلوب من جدهابور، وعند كل زاوية من زوايا المصطبة أقيمت مئذنة متناسقة الأجزاء بارتفاع 37 متر.
وتأتي القبة الرئيسية، بقطر 17 متر، وارتفاع 22.5 متر، وهي من أبرز وأشهر أجزاء الضريح، وبداخلها قبر الأميرة، وإلى جانبها ضريح زوجها، وكلاهما مزخرف بالنقوش الكتابية.
ومن أشهر أجزاء الضاريح الحديقة الخارجية، والتي تصل مساحتها إلى حوالي 300 متر مربع، وتسمى بحديقة شارباغ أو حديقة المغول.
وتقوم الحديقة على الممرات التي تقسم الأجزاء الأربعة من الحديقة إلى 16 روضة منخفضة أو أحواض زراعية، بالإضافة إلى خزان الماء الرخامي، الذي وضع في منتصف الحديقة بين المحور الشمالي والجنوبي، وهي بركة عاكسة لصورة الضريح.
يعتبر تاج محل من أجمل نماذج طراز العمارة الإسلامية، حيث يعرف على نطاق واسع بأنه "جوهرة الفن الإسلامي في الهند وإحدى الروائع الخالدة في العالم"، كما أنه من أرقى الأمثلة على العمارة المغولية، وهو أسلوب يجمع بين الطراز الإسلامي والمعماري الفارسي والتركي والعثماني والهندي.
وفي عام 1983، أصبح تاج محل من مواقع التراث العالمي لليونسكو. في حين أن قبة الرخام البيضاء هي الجزء الأكثر شهرة في تاج محل، وهو في الواقع مجمع متكامل من الهياكل، بدأ بناءه حوالي عام 1632 وتم الانتهاء منه في حوالي عام 1653، وعمل فيه آلاف الحرفيين.
الصور من AFP والانستقرام