بالتزامن مع يوم المرأة العالمي.. ملكات خلدهنّ التاريخ
ما زال سحر قصص العديد من ملكات التاريخ مثل كليوباترا والملكة فيكتوريا وسواهن يجذب الانتباه إلى يومنا هذا، إذ أنهن تمتعوا بنفوذ وسلطة على مدار التاريخ القديم.
بالرغم أن المُلك والحُكم كان شأن من شؤون الرجال قديما، فإن التاريخ يزخر بملكات وإمبراطورات حكمن العالم وتركن بصمتهن الواضحة واستطاعن تحقيق إنجازات عظيمة لبلادهن.
ومع اقتراب يوم المرأة العالمي الذي يحتفل به في 8 مارس من كل عام، نتعرف على قصص ملكات توجن على عرش بلادهن وغيّرن مجرى الأحداث، فخلدهنّ التاريخ.
كليوبترا ملكة مصر
كانت كيلوباترا أشهر الملكات في تاريخ مصر، إذ جمعت بين قوة الشخصية والقيادة والأنوثة، كما أنها رمزاً لأسطورة الحب الخالد ومصدر إلهام للكثير من الشعراء العالميين.
عاشت الملكة كيلوباترا بروح وفكر القائد لاستعادة مجد الأسرة البطلمية وعملت على تقوية مملكتها المصرية عسكرياً وعلمياً في مواجهة روما، وشكلت خطراً حقيقياً على الجيش الروماني، حتى هزيمتها هي وانطونيوس.
وحفاظاً على عرشها وحياتها وكرامتها حتى النهاية وخشيت من تقديمها كغنيمة نصر للرومان المنتصرين وتعرضها للإذلال فقتلت نفسها عن طريق لدغة ثعبان.
تعلَّمت كليوباترا اللغات والعلوم والاستراتيجيات العسكرية مما جعل لها قدرة على التنبؤ بنتائج الحروب، و قادها ذكائها لبذل مجهود كبير لدراسة وفهم الثقافة المصرية فتعلمت كليوباترا اللغة المصرية ولذلك أحبها المصريون خاصة بعد أن وفرت لهم الأمان والرخاء.
ماريا تريزا ملكة النمسا
وُلدت ماريا تيريزا بالنمسا عام 1717، وهي ابنة الإمبراطور تشارلز السادس، وفي عام 1724 أعلن عن مرسوم سمح لابنته بأن ترث الحكم بعد وفاته، وتقبل حكام الدول بأوروبا هذا القرار، ووعدوا بألا يعتدوا على أراضيها.
وأصبحت ملكة بعد وفاة والدها تشارلز السادس في عام 1740، وكانت ماريا تيريزا من أنجح حكام النمسا الذين مروا على تاريخها، إذ كانت تتمتع بذكاء خارق مما ساعدها للجلوس على العرش وهي في الـ 23 من عمرها.
وعند اعتلاء ماريا تيريزا العرش قامت بتعديل الحكومة، وانعاش الاقتصاد، وقضت على الفوضى التي كانت منتشرة بالبلاد جراء حرب الخلافة النمساوية، والتي اندلعت بسبب اعتبار ماريا تيريزا غير مؤهلة للحكم لأن القانون حينذاك كان يحرم النساء من الميراث الملكي، ولكنها حرصت على مصارحة الشعب بمشاكل البلاد ونجاحها في التغلب عليها، وتوفيت عام 1780.
الإمبراطورة الصينية "وو شتيان"
اشتهرت الإمبراطورة الصينية "وو شتيان" بقوة شخصيتها وبأنها أول إمبراطورة تحكم الصين في التاريخ، بل هي الوحيدة التي حملت هذا اللقب.
سويكو أول إمبراطورة تحكم اليابان
سويكو هي أول إمبراطورة في التاريخ المسجل تحكم اليابان، خلال فترة حكمها تم الترويج للبوذية رسميًا.
كاثرين الثانية ملكة روسيا
ولدت الملكة الروسية كاترين الثانية في عام 1729، ولقبت بكاترين العظمى، لقدرتها على تولي الحكم لأكثر من 30 عاما بقوة وجدارة، وتعد من أطول النساء الحاكمات التي جلسن على العرش في روسيا، وتميزت بذكائها الحاد.
تزوجت الإمبراطور الروسي بطرس الثالث، ثم تربعت على عرش الإمبراطورية بِنفسها بعد الانقلاب الذي جرى ضده وأفضى إلى اغتياله.
ثم قامت بالعديد من التغييرات السياسية داخليا وخارجيا، وطورت الأحوال الاقتصادية والعلمية والثقافية، وتوفيت عام 1796.
إليزابيث الأولى ملكة بريطانيا
وُلدت الملكة إليزابيث الأولى في عام 1533، وهي ابنة الملك هنري الثامن، وتوجت على عرش بريطانيا عام 1559 بعد وفاة شقيقتها ماري.
وخلال فترة حكمها أحل السلام بين الكاثوليكيين والبروتستانت في إنجلترا، وأبعدت خطر الغزو الفرنسي والإسباني للبلاد، كما بنت العلاقات الدبلوماسية الناجحة، مع عدد من الدول.
شهد حكمها ازدهار الأدب الإنجليزي وبروز شعراء ومسرحيين أبرزهم ويليام شكسبير، ولم تتزوج ولقبت بـ" الملكة العذراء" رغم تقدم العديد من الملوك والأمراء لخطبتها، فقد رفضت الزواج من أي منهم، ويٌرجع بعض المؤورخين السبب، لأنها كانت تحب صديق طفولتها "روبرت دودلي" الذي كان متزوجًا، لذلك بقيت دون زواج حتى وفاته، وتوفيت الملكة إليزابيث الأولى في عام 1603.
الملكة شارلوت زوجة الملك جورج الثالث
ولدت صوفيا شارلوت في 19 مايو 1744 في ميرو بألمانيا، وكانت الابنة الصغرى للدوق تشارلز لويس فريدريك من مكلنبورغ، والأميرة إليزابيث ألبرتين من ساكس هيلدبورغهاوزن، حكمت أسرتها دوقية صغيرة شمال ألمانيا.
وفي سن السابعة عشرة، تم إرسال الأميرة الألمانية الشابة إلى إنجلترا لتتزوج الملك جورج الثالث، الذي لم تلتق به من قبل، تم الزواج بعد ست ساعات فقط من وصولها إلى بلدها الجديد في الكنيسة الملكية في قصر سانت جيمس في 8 سبتمبر 1761، واستمرت احتفالات الزفاف لمدة ثلاثة أيام، لتصبح شارلوت أول ملكة لبريطانيا ذات البشرة السمراء.
أنجب الملك جورج الثالث من زوجته شارلوت 15 طفلاً، عاش منهم 13 حتي بلغوا سن الرشد، وكان من بينهم اثنين من ملوك بريطانيا وهم جورج الرابع وويليام الرابع.
على الرغم من تحذيرات زوجها بألا تهتم بالسياسة، فإن الملكة شارلوت كان لها تأثير خفي على الملك وعلى الحكم، قضا الثنائي الملكي 25 عامًا من السعادة، إلى أن تدهورت صحة الملك العقلية على مر السنين، وأصبح تأثير الملكة أكثر بروزًا في ذلك الوقت.
كانت الملكة شارلوت راعية للفنون وخاصة الموسيقى، وأسست مع زوجها الملك جورج الثالث الأكاديمية الملكية للفنون، كما كانت من هواة عالم النبات، إذ ساعدت في تطويرالحدائق النباتية الملكية المعروفة باسم "كيو"، وهي الآن ضمن مواقع التراث العالمي.
توفيت الملكة شارلوت عام 1818 عن عمر يناهز الـ 74 عامًا، بعد أن أمضت أكثر من 57 عامًا على عرش إنجلترا ودفنت في كنيسة القديس جورج، وتوفي زوجها بعدها بأقل من عام.
وعلى الرغم من مرور أكثر من 200 عام على وفاة الملكة شارلوت، فإنه لا تزال أصولها محل جدل، إذ قيل إنها من أصل أفريقي أو من عرق مختلط.
فيكتوريا ملكة بريطانيا
ولدت الملكة فيكتوريا في 24 مايو عام 1891، وبعد وفاة عمها الملك ويليام الرابع، اعتلت العرش، وتٌوجت رسميًا في عام 1838، وأصبحت أول ملكة تقيم في قصر بكنغهام.
وتُعرف فترة حكمها باسم العصر الفيكتوري، بسبب توسعها الكبير في العديد من المجالات سواء التكنولوجية أو الصناعية، إذ أن قطارات الأنفاق التي أصبحت جزء أساسي في نظام النقل البريطاني يعود تأسيسها إلى عصرها، وكذلك الجسور والطرق والسكك الحديدية الموجودة الآن ظهرت لأول مرة في عهدها.
وتوفيت الملكة فيكتوريا عام 1901، بعد أن حكمت لأطول فترة في تاريخ بريطانيا، وكان ذلك رقمًا قياسيًا حتى عام 2017 عندما تجاوزته الراحلة الملكة إليزابيث الثانية.