نجم التسعينيات يحصل على الأوسكار 2023.. كيف أنقذ برندان فريزر مسيرته بعد سنوات الأزمات والنسيان؟
برندان فريزر، النجم الكندي الأمريكي، تصدر إسمه الواجهة في الساعات الأخيرة بعد فوزه بجائزة الأوسكار كأفضل ممثل في دور رئيسي في النسخة 95 من حفل الجوائز، والذي اعتبره البعض من أكثر اللحظات الدرامية في الحفل بعودة برندان فريزر إلى الواجهة بعد سنوات طويلة من الابتعاد بعد شهرته الكبيرة في التسعينيات.
برندان فريزر يعود إلى الواجهة بجائزة الأوسكار 2023
وأصبحت لحظة فوز النجم برندان فريزر على جائزة أوسكار أفضل ممثل في دور رئيسي عن دوره في فيلم "The Whale"، من أكثر اللحظات الدرامية والبارزة في حفل النسخة 95 من جائزة الأوسكار، حيث اعتبرها البعض رد اعتبار لنجم أفلام التسعينيات الشهير، وعودة قوية له إلى الأضواء بعد فترة طويلة من الاختفاء والابتعاد عن الأدوار الرئيسية والبارزة، وهو الأمر الذي جعل الفيلم الأخير له والجائزة بمثابة انقاذ لمسيرته الفنية من النسيان والضياع، خاصة بعد خفوت بريقه ونجمه في السنوات الماضية، وأصبحت قصة عودته مرة أخرى بحصوله على أول جائزة أوسكار في مسيرته مصدر إلهام وإعجاب للجمهور.
وألقي برندان فريزر كلمات مؤثرة في خطاب فوزه بجائزة أوسكار لأفضل ممثل في 2023 ولم يتمالك دموعه أثناء الحديث، وقالت: "هذا ما يبدو عليه الكون المتعدد، أنا ممتن لدارين أرونوفسكي لإعطائي حبل نجاة إبداعي ونقلني على متن السفينة الجيدة..لقد بدأت في هذا العمل منذ 30 عامًا، لم تكن الأمور سهلة بالنسبة لي ولكن كان هناك مرفق لم أكن أقدره في ذلك الوقت، أريد فقط أن أشكركم على هذا الإقرار.. لا يمكن أن يتم ذلك بدون فريق الممثلين، لقد كان الأمر كما لو كنت في رحلة استكشافية والغوص، ويتم مراقبة الهواء على الخط من قبل بعض الناس في حياتي مثل أبنائي".
ووجه فريزر التحية للمخرج دارين أرونوفسكي والممثل هونغ تشو المنافس له في الجائزة وقال: " إنه لشرف لي أن أكون بجانبك في هذه الفئة، أريد أن أخبركم أن الحيتان فقط هي القادرة على السباحة في أعماق موهبة هونغ تشو"، وظهر برندان فريزر متأثراً للغاية في معظم لحظات الحفل بعد حصوله على الجائزة، والتي يبدو أنها تمثل له الكثير بعد سنوات من مواجهة شبح النسيان بعد فترة شهرته الكبيرة في التسعينيات.
أزمات صحية وشخصية أبعدت برندان فريزر عن الأضواء لسنوات
وأثار فوز برندان فريزر بجائزة الأوسكار تساؤلات الجمهور حول سبب اختفائه طوال تلك السنوات بعد شهرته الكبيرة في فترة صعوده بالتسعينيات، حيث غاب برندان فريزر منذ تلك الفترة بسبب أزمات صحية وشخصية عديدة واجهته، وكشف في لقاءات إعلامية سابقة له أن دوره في سلسلة "The Mummy" منذ عام 1999، سبب له عدة أزمات صحية خطيرة، وأصيب بعدة إصابات خطيرة أثناء تصوير الأفلام الثلاثة، وكاد فريزر أن يموت من الاختناق أثناء تصوير أحد المشاهد بالفيلم وتوقف عن التنفس وكان في حاجة للإنعاش بسبب خطأ في التصوير، وأدت الجروح والإصابات التي تلقاها إلى خضوعه للعديد من العمليات الجراحية، بما في ذلك استئصال الصفيحة الفقرية، وعملية في الظهر لتخفيف الضغط على النخاع الشوكي أو الأعصاب، وجراحة المفاصل الجزئية للركبة، وإجراءات الظهر الأخرى للحام الضمادات الشوكية المضغوطة، وإصلاح الأحبال الصوتية وإجراءات أخرى، وظل لمدة ما يقارب 8 سنوات ما بين المستشفى وخارجها بسبب هذه العمليات الجراحية.
ووسط أزمات برندان فريزر الصحية في تلك الفترة من حياته، تلقى ضربة أخرى بعد انفصاله عن زوجته السابقة أفتون سميث في 2007، وأنهى الزوجان السابقان طلاقهما في عام 2008، وأمر بدفع نفقة لها ولأطفالهما الثلاثة، ولكنه واجه مشكلات مادية بسبب قلة أعماله في تلك الفترة، وبحلول عام 2013 طلب فريزر تخفيض نفقته لأنه لم يعد قادرًا على تحمل 900 ألف دولار أمريكي سنويًا من المدفوعات، ومن بعدها تلقى فريزر ضربة أخرى بوفاة والدته في تلك الفترة، بالإضافة إلى وقوعه في أزمات مع شخصيات فاعلة في هوليوود، وهو الأمر الذي جعله يلمح في عام 2018 إلى وضعه في "القوائم السوداء" في هوليوود، وكشف عن شعوره بالاكتئاب بسبب هذا الأمر.
كيف عاد برندان فريزر إلى الواجهة في 2023؟
وغاب فريزر طوال تلك السنوات عن الواجهة وذلك بعد شهرته الكبيرة في فترة التسعينيات إلى أول الألفينات، وهي الفترة التي قدم بها العديد من الأفلام التجارية التي كانت تلقى نجاح جماهيري كبير حول العالم، وجعلته واحد من أبرز الوجوه المحبوبة والمألوفة في تلك المرحلة في هوليوود، ومن أشهر هذه الأفلام فيلم "George of the Jungle" عام 1997، والذي حقق ما يقرب من 180 مليون دولار في شباك التذاكر، وقدم فريزر محاكاة ساخرة لطرزان والتي كانت مبنية على سلسلة رسوم متحركة، بالإضافة إلى فيلم "The Mummy" في 1999 والذي حقق ما يقارب 416.4 مليون دولار في جميع أنحاء العالم.
وأعاد برندان فريزر تقديم نفسه في عام 2022 بعد عدة أدوار له في السنوات الأخيرة في محاولة منه للعودة للأضواء، وتحققت محاولاته في فيلم "The Whale" الذي ابتعد به عن الأدوار التجارية وقدم دراما نفسية مركبة حول شخصية معلم يعاني من البدانة المفرطة ويسعى للتواصل مع أبنائه ومع من حوله، وتلقى الفيلم إشادات كبيرة في المهرجانات السينمائية التي شارك بها مثل مهرجان لندن وتورنتو وفينيسيا، وحصل بسبب الدور على جائزة أوسكار أفضل ممثل وجائزة sag لأفضل ممثل أيضاً.
وتحدث برندان فريزر عن عودته القوية إلى الواجهة، وقال في عدة تصريحات له مؤخراً، ومنها حديث له مع وكالة أسوشيتد بريس، إنه لا ينزعج من وصف ما يفعله مؤخراً بالعودة ولكنه يفضل وصف حالته بأنه يعيد تقديم نفسه من جديد، وقال: "إنها فرصة لإعادة تقديم نفسي إلى صناعة لا أعتقد أنها نسيتني، لم أكن بهذا البعد من قبل"، وأضاف أن الفيلم أعاد اكتشاف عدة قدرات تمثيلية به لم يكن يعرف بوجودها، ويبدو أنه سيستمر في تقديم هذه النوعية من الأدوار في الفترة المقبلة، حيث تعاقد على فيلم "Killers of the Flower Moon" مع المخرج الكبير مارتن سكورسيزي.