"الصفارة".. قصة مكررة عن التلاعب بالزمن لكن طريقة أحمد أمين وألغازه جعلتها استثنائية

مسلسل "الصفارة" للنجم أحمد أمين يعد من أبرز المسلسلات التي خطفت اهتمام الجمهور بمجرد عرضها في شهر رمضان الجاري، فبالرغم من عرض 4 حلقات فقط حتى الآن، إلا أن المسلسل نجح في حصد تفاعل الجمهور منذ اللحظة الأولى، واعتبره البعض أنه يأتي في مقدمة الأعمال الكوميدية المميزة التي نحرص على مشاهدتها في رمضان هذا العام، وينافس بقوة المسلسلات الأخرى، الكوميدية منها وغير الكوميدية.

إفيهات غير مملة 

دائمًا ما يلتفت الجمهور في رمضان كل عام إلى المسلسلات الكوميدية الأكثر قدرة على إضحاكهم بدون مجهود، ويعتبر مسلسل "الصفارة" من أبرز هذه الأعمال التي نجحت في إضحاكنا بالفعل بسهولة، وهو ما تسبب في أن يجذب شريحة كبيرة لمشاهدته في الأيام الأولى من الشهر الكريم.

أبطال مسلسل "الصفارة" قرروا الاستعانة بكوميديا الموقف بدلًا من افتعال إفيهات مخصصة يقومون بإطلاقها من أجل إثارة الضحك فقط، فلم يمر أي مشهد من مشاهد المسلسل إلا وأن يكون الضحك هو سيد الموقف، بالإفيهات غير المملة وغير المكررة التي خرجت تحديدًا من كل من أحمد أمين وطه دسوقي، في سياق الموقف الذي يتعرض له كل منهما.

أداء أحمد أمين وطه دسوقي

أداء أحمد أمين العفوي والكوميدي كان من أكثر الأمور التي شجعتنا على مواصلة متابعة العمل، حيث تلون أمين في أكثر من شخصية منذ بداية المسلسل وحتى الآن، جميعهم كان أساسهم شخصية شفيق، الموظف المثالي الذي يطمح لأن يكون مؤثرًا في عمله، لكنه يمر بلحظة فارقة تؤثر في حياته بشكل عام، وعندما يقرر استخدام الصفارة الفرعونية ليعود إلى تلك اللحظة لتغيير حاضره؛ يجد نفسه بالفعل أصبح شخصية مختلفة عما كان عليه في الماضي، فمرة يجد نفسه رجل أعمال أصبحت ملامحه متغيرة للغاية، وفي مرة أخرى أصبح مطرب مهرجانات شهير، لكنه مازال يحتفظ بداخله بشخصية شفيق المرحة الطموحة التي ترغب فقط في تغيير واقعها من أجل الفوز بقلب شيرين زميلته، والعيش حياة مستقرة وطبيعية.

وخلقت هذه المواقف والأحداث التي يتعرض لها شفيق، حالة من الكوميديا، التي جعلها أداء أحمد أمين مختلفة بسبب عفويته وقدرته على تقمص شخصيته بكل المراحل التي يمر بها.

أما الفنان الشاب طه الدسوقي أيضًا فكان أدائه العفوي محل اهتمام الجمهور، حيث إنه يظهر بشخصية جادة، لكن تصرفاتها وردود أفعالها كوميدية للغاية، ويقدم شخصية شقيق شفيق الذي يصبح في كل مرحلة هو الداعم له ومعاونه الأول في عمله، وكانت هناك "كيمياء" بين الثنائي في الأحداث ودائمًا ما يكملان بعضهما البعض.

وبجانب هؤلاء، كان عدد من المشاركين في المسلسل قد نجحوا في لفت الأنظار إليهم بمشاهد حتى وإن كانت صغيرة، من بينهم النجمة محمود البزاوي والنجمة القديرة إنعام سالوسة، أما الفنان حاتم صلاح فبالرغم من إعجاب البعض به، إلا أنه سيطر عليه تماما أدائه وطريقته التي قدم بها دوره في مسلسل "الكبير أوي" مؤخرًا، حيث قدم شخصية نفادي.

العودة بالزمن على خطى "طير انت" و"ساعة رضا"؟

تيمة العودة بالزمن رغم أنها تكررت في العديد من الأعمال العالمية والعربية، وبالرغم من تشابه أحداث "الصفارة" مع فيلمي "طير أنت" و"ساعة رضا" تحديدًا؛ إلا أن المسلسل نجح بالفعل في خطف الانتباه، وخلق حالة منفردة أبعدته عن أجواء المقارنة، كونه تم تقديمه بطريقة كوميدية سلسة ومميزة.

المسلسل رصد قدرة البطل على تغيير الزمان للوصول للحظة معينة في الماضي قد تسمح له في تغيير حياته تمامًا في المستقبل عن طريق استخدام صفارة فرعونية ليغير حياته من خلالها، ولكن عندما يرى المستقبل بنفسه وكيف يصبح متغيرًا بطريقة لا تنال إعجابه؛ يحرص على العودة لتلك اللحظة من جديد، ليرى كيف ستتغير اختياراته مجددًا، أما في فيلم "طير أنت" كان بطل العمل أحمد مكي يقوم بتغيير شخصيته تمامًا وأسلوب حياته بمساعدة "عفريت" حتى يصل لقلب حبيبته، فيما كان بطل فيلم "ساعة رضا" يستخدم ساعة قديمة ليعود إلى لحظة زمنية معينة من أجل أيضًا إنقاذ حبيبته في موقف معين، ليساعده هذا الموقف على مبادلته الحب.

لغز الحلقات الأولى 

الأحداث في الحلقات الأولى من مسلسل "الصفارة" جاءت متسارعة ومكثفة بدون لحظات مملة أو مط وتطويل، حيث حرص شفيق على تغيير شكل حياته مرتين من خلال الصفارة التي تعيده بالزمن للوراء، وفي كل مرة يعود شفيق إلى المستقبل دون أن يدري ماذا حدث خلال السنوات الماضية التي قضاها منذ أن قام بالنفخ في الصفارة وحتى أصبح شخصًا مختلفًا، فيصبح في حيرة تجاه بعض الأحداث التي يعلمها جميع من حوله ولكنه لا يعلمها هو، فتحولت إلى لغز بالنسبة له وبالنسبة للمشاهد أيضًا، الذي يسعى لمعرفتها.

فمثلًا في الجزء الأول من الحلقات الذي كان يرصد حياته كرجل أعمال، كان اللغز المسيطر على الأحداث هو "ماذا حدث في جمصة؟" وهو الأمر الذي يبدو وأنه كان بمثابة حدثًا هامًا في حياة رجل الأعمال شفيق بعدما تغيرت حياته تمامًا، وحتى عندما انتهى هذا الجزء وعاد شفيق بالزمن، أصبح اللغز محيرًا للجمهور أيضًا والذي تسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي عما حدث في جمصة كذلك، ولم يتم ذكره في الحلقات، أما في الحلقة الرابعة أيضًا يبدو وأن هناك حفلا قد شهد حدثا ما سوف يكون مؤثرًا كذلك في حياة شفيق بعدما غير حياته ليصبح مطرب مهرجانات شهير، وحتى الآن لم يذكر من حوله ما الموقف الذي حدث في الحفل، ويبدو أن كل مرحلة من مراحل المسلسل سيصبح هناك لغزًا محيرًا للجمهور، فهل تنتهي أحداث المسلسل قبل أن نحل ألغازه؟ أم ستكون تلك وسيلة من صناع العمل لجذب الانتباه؟

روح البلاتوه تسيطر على "الصفارة"

الفنان أحمد أمين الذي اشتهر بتقديم البرامج الكوميدية المميزة قبل التمثيل الاحترافي، والتي اعتمد خلالها على الاسكتشات الكوميدية التي تسلط الضوء على أزمة معينة؛ يبدو وأنه كان متأثرًا في "الصفارة" بروح هذه البرامج التي قدمها مسبقا ومنها "البلاتوه"، سواء في طريقة أداء الشخصيات التي قدمها، وفكرة تسليط الضوء أيضًا سواء على حياة مطربي المهرجانات وحياة رجال الأعمال الأثرياء، الذين يعانون أحيانا من الأمراض والعلاقات الإنسانية المتوترة.

فيمكن أن نعتبر المسلسل بمثابة اسكتشات متنوعة ترصد جوانب مختلفة من حياة شفيق، الذي تأثر كثيرًا بروح العديد من الشخصيات المتنوعة التي قدمها في "البلاتوه" كذلك.

معلومات عن مسلسل "الصفارة"

الجدير بالذكر أن مسلسل "الصفارة" تدور أحداثه في إطار كوميدي بعيدًا عن المألوف إذ يجسد أحمد أمين دور "شفيق" الذي يعمل مرشدًا سياحيًا، ويسرق "صفارة" أثرية من سيوة تعيده إلى الماضي، ليدخل في مغامرات كوميدية، مع كل من حوله، والمسلسل مكون من 15 حلقة، ويعتبر بمثابة عودة للنجم أحمد أمين للكوميديا، بعد أن قدم العام الماضي دورًا دراميًا في مسلسل "جزيرة غمام" الذي يات حديث الجميع بسببه.

والمسلسل يشارك في بطولته بجانب أحمد أمين كل من طه دسوقي، آية سماحة، سامية الطرابلسي، حاتم صلاح، محمد رضوان، محمود البزاوي، إنعام سالوسة، ماريا أسامة، وغيرهم، وهو من تأليف ورشة كتابة تضم سارة هجرس وشريف عبد الفتاح وإخراج علاء إسماعيل وإنتاج شركة media Hub – سعدي وجوهر، وتنفيذ الإنتاج شركة أروما.

الصور من حسابات النجوم المذكورين على انستجرام ولقطات من المسلسل على يوتيوب