بعد أكثر من نصف قرن.. رسميا كاميلا باركر "ملكة" لبريطانيا
حملت الدعوة التي أرسلها قصر باكينغهام إلى 2000 شخص لحضور حفل تتويج الملك تشارلز الثالث، مفاجأة غير متوقعة في نظر الكثيرين، إذ كان لافت للنظر أن اسم كاميلا لم يعد مقترنا بلقب "الملكة القرينة"، بل أصبح لقبها الملكة كاميلا فقط.
ووفقا لصحيفة Guardian البريطانية، أن تتويج كاميلا بلقب الملكة، يمثل تجسيدا لرحلة كاميلا على مدى أكثر من 5 عقود، من علاقة رومانسية سرية إلى زوجة الملك، والتي ستكلل بتتويجها بشكل رسمي كملكة إلى جانب الملك تشارلز الثالث.
ورغم أنها لم تحظ بحب البريطانيون لكونها حبيبة الملك تشارلز الثالث الخفية، أصبحت كاميلا باركر الآن ملكة بريطانيا، بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية. وباتت الآن تحمل لقبا لم يتصوره كثيرون قبل 50 عاما.
تتويج الملكة كاميلا باركر بجانب زوجها الملك تشارلز
في بيان صحفي لقصر باكنغهام، أكد أن الاحتفال بتتويج جلالة الملك، سيستمر 3 أيام، من السبت 6 إلى الاثنين 8 مايو القادم، وسيتم تتويج الملك تشارلز الثالث والملكة القرينة كاميلا فى وستمنستر أبي، وبعد التتويج، سيعودان إلى قصر باكنغهام، ليقوما مع أفراد أخرين من العائلة المالكة البريطانية، بتحية المواطنين من شرفة القصر.
اختارت الملكة كاميلا باركر مصمم الأزياء بروس أولدفيلد، الذي صمم مجموعة من أشهر فساتين الأميرة ديانا، ليكون مصمم إطلالتها في حفل تتويج الملك تشارلز.
وأعلن قصر باكنغهام، أن الملكة كاميلا باركر، تٌخطط لارتداء تاج تتويج الملكة ماري في الحفل، إذ تم الكشف أيضا عن أن بريطانيا قد بدأت بالفعل في إعداد تاج تتويج الملكة ماري استعدادا لاستخدامه في حفل تتويج الملك تشارلز في مايو المقبل، حيث تم نقله من موقعه في برج لندن.
من هي كاميلا باركر ملكة بريطانيا؟
ولدت كاميلا روزميري شاند في 17 يوليو عام 1947، كان والدها هو بروس شاند رائدًا في الجيش البريطاني ووريثًا لبارونية والده، وتزوج عام 1946 من والدتها روزاليند شاند والتي كان لها دور فعال في العمل الخيري.
الملكة كاميلا باركر هي الشقيقة الكبرى، لديها شقيقتها أنابيل إليوت، وهي مصممة ديكور، ساعدت الزوجين في إعادة تصميم Restormel Manor في كورنوال، أما مارك فهو شقيقها الأصغر والذي توفي متأثرا بإصابة في الرأس عام 2014، وكان يعمل كاتب رحلات.
الملكة كاميلا باركر واجهت حياة صعبة
عانت ملكة بريطانيا الحالية من التشهير العلني فقد كانت الظل الخفي للملك تشارلز الثالث، وهي المرأة التي لم يتوقف العالم عن مقارنتها بالأميرة الراحلة ديانا، حتى بعد زواجها من ولي عهد بريطانيا حينذاك ووفاة ديانا لم تستطع الحصول على لقب أميرة ويلز حتى لا يغضب محبي ديانا.
وواجهت الملكة كاميلا باركر، حياة صعب للغاية، إذ أن من يوم إعلان زواجها بالملك تشارلز الثالث، ولم يكن اسمها يلقى أصداءً إيجابية لدى الشعب البريطانى، حيث ارتبطت هذه السيدة فى أذهانهم بأنها كسرت قلب أميرة قلوبهم الراحلة ديانا، لكن هذا لا ينفي أنها كانت وستظل دائما النصف الآخر لملك بريطانيا.
ولطالما ألقى معجبو "أميرة الشعب" المتشددون، باللوم على الملكة كاميلا في انهيار زواج ديانا وتشارلز، مدعين أن علاقتهما الغرامية أدت إلى التسبب في وفاة ديانا المأساوية.
قصة حب مستحيلة
تعتبر قصة حب الملك تشارلز الثالث من كاميلا باركر من أكثر قصص الحب الملكية المستحيلة داخل العائلة المالكة البريطانية، فعلى الرغم من اعتراض الكثيرين عليها فإنها قصة الحب الحقيقية فى حياته والتى أنهى من أجلها علاقته الزوجية بالأميرة الراحلة ديانا، إذ بدأت الحكاية عام 1970 حينما التقيا لأول مرة فى مباراة بولو، إلا أنهما لم يتزوجا حينذاك.
أين التقيا الحبيبن
التقى الملك تشارلز الثالث بحبيبته كاميلا باركر عام 1970، في مباراة بولو في حديقة وندسور، واشتعلت شرارة الحب بينهما، وعلى الرغم من مواعدتهما في ذلك الوقت، فإن والدته الملكة إليزابيث الثانية الراحلة لم ترحب وتدخلت جدته الملكة إليزابيث الأم لتنهي علاقتهما.
جددت كاميلا باركر علاقتها بحبيبها القديم أندرو باركر، الذي التقته في حفل عام 1965، وأعلنا عن زواجهما في يوليو عام 1973، وانفصلت عن ولي عهد بريطانيا حينذاك بعد تدخل عائلته المالكة.
وبعد 4 سنوات من زواج كاميلا باركر، التقى الملك تشارلز الثالث بالأميرة ديانا عام 1977، وعقد الثنائي خطبتهما في فبراير 1981، ثم تزوجا في يوليو من العام نفسه.
وعادت علاقة كاميلا بالملك تشارلز حتى بعد زواجه من الأميرة ديانا، حتى تم فضح قصة الحب في شريط أٌذيع في عام 1992 احتوى على محادثة خاصة تدور بين كاميلا وتشارلز مما أحرج العائلة المالكة البريطانية بأكملها.
طلاق الملك تشارلز الثالث والأميرة ديانا
وقع الطلاق رسميا بين الملك تشارلز الثالث والأميرة ديانا في 28 أغسطس عام 1996، وعندما انفصل جلالته، أراد إعلان خبر زواجه من كاميلا بعد طلاقها أيضا من زوجها، ولكن وقع حادث الأميرة ديانا التي توفت على أثارها عام 1997، فقررا تأجيل الزواج.
وفي عام 2000، وافقت الملكة إليزابيث الثانية على لقاء كاميلا أخيرًا، مما أكد أن العلاقة بينهما تزداد جدية.
زواج الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا باركر
وفى 9 أبريل 2005، توجت قصة حب تشارلز وكاميلا بالزواج بعد سنوات طويلة بدأت من سبعينيات القرن الماضى، وأقيمت مراسم الزواج في وندسور.
كيف تخلصت كاميلا من شبح ديانا؟
كانت هناك كثير من الدلائل خلال السنوات الأخيرة التي تشير إلى رغبة الملكة الراحلة في منح كاميلا لقب "الملكة القرينة"، ففي عام 2016، جعلت إليزابيث الثانية كاميلا عضوًا في مجلس الملكة الخاص، ومنحتها وسام الرباط لتُصبح سيدة ملكية في 2021، وهو أعلى رتبة في مرتبة الفروسية بنظام التكريم البريطاني.
وأثيرت مسألة ما إذا كانت كاميلا ستُمنح لقب ملكة، منذ زواجها من الملك تشارلز الثالث عام 2005، لكن العائلة المالكة تجنبت طويلًا مسألة اللقب، بسبب المشاعر العامة السلبية تجاه كاميلا ودورها في إنهاء زواج تشارلز وديانا.
وخلال الفترة الماضية أبرزت كاميلا دعمها للملكة إليزابيث الثانية، بتكثيف مهامها الملكية، مع تراجع دور الملكة الراحلة، التي قررت وقتها توزيع معظم مسؤولياتها على أفراد العائلة، ومنذ ذلك الحين أعلنتها الراحلة ملكة بريطانيا القرينة لتتخلص من شبح ديانا إلى الأبد.
الصور من AFP