أحمد أمين لـ "هي": التنقل بين الشخصيات في "الصفارة" كان متعة ولهذه الأسباب الكوميديا الأحب الى قلبي
المرشد السياحي و"البلطجي" والمريض والأب والموظف والرجل السلبي، جميعها وأكثر، شخصيات نجح في تقديمها الفنان أحمد أمين، من خلال شخصية "شفيق" بمسلسل "الصفارة"، والذي عرض في النصف الأول من شهر رمضان 2023، ونجح في التلون والتنقل في ثوب أكثر من شخصية، بأداء وروح مُختلفة على مدار 15 حلقة.
وفي حوار خاص لـ"هي" تحدث أحمد أمين عن أسباب إعجابه برواية "تأثير الفراشة" المأخوذ العمل منها، والتنقل بين أكثر من شخصية على مدار الحلقات، ومدى التشابه بين العمل وبرنامجه "البلاتوه"، وعن الرسالة التي يقدمها العمل للجمهور.
"الصفارة" هو عمل درامي مستوحى من إحدى روايات الخيال العلمي الكلاسيكية "صوت الرعد" ..فلماذا اخترت هذه الرواية تحديدًا لتقديم عمل مستوحى منها، وما أكثر ما جذبك بها؟
في البداية استوحيت الفكرة من الفيلم الأمريكي " Butterfly Effect"، وعندما عدت للبحث لتأكيد المعلومة وجدت أن تأثير الفراشة مأخوذ عن الرواية، حيث ذُكر تأثير الفراشة بها لأول مرة، وما علمته إنه تم الاستعانة بالرواية الأصلية آلاف المرات في الأعمال الفنية المُختلفة، ونظرًا لإعجابي بالفكرة فأحببت تقديمها في عمل فني.
المسلسل يمتاز بطبيعة مُختلفة تطلب حرفية شديدة في التنفيذ حتى يخرج بطريقة جديدة يتقبلها ويتفاعل معها الجمهور .. فهل قلقت في البداية عند تنفيذ هذا العمل؟
أحاول دائمًا ألا يسيطر علي القلق، فأمتلك الثقة في الله، ثم في اجتهاد عناصر العمل من مُخرج وكتاب وغيرهم، والذين أرى إنهم كانوا مميزين للغاية. وفي الحقيقة وبعيدًا عن الموهبة كانوا يتمتعون بروح تفاني وحب ورغبة في أن يخرج العمل في أحسن صورة في مُحاولة لتقديم أقصى ما يمكننا دون تقصير، فمع شعوري بالتقصير يبدأ حينها القلق الحقيقي، لكن هذا لم يحدث.
وما هو مقياسك لنجاح "الصفارة" هل اعتمدت حينها على "الترند" أم جمهور الشارع أم من خلال من هم حولك فقط؟
النجاح بالنسبة لي نسبي، ووفقاً للهدف الذي أحدده لنفسي من وراء العمل، وبالتأكيد جميع ما ذُكر من مؤشرات النجاح أو ردود أفعال الجمهور هو ما يؤخذ تمامًا في الاعتبار، ولكن على سبيل المثال أتابع الترند ولا أتركه يحركني أو يشتتني.
يناقش "الصفارة" بعدًا فلسفيًا يتعلق بضرورة قبول القدر والاقتناع بالواقع ..هل قصدتم تقديم هذا البعد الفلسفي للجمهور أم هو مجرد عمل كوميدي أحببت الفكرة التي يقدم بها؟
أحببت فكرة "الصفارة"، وحاولنا تقديمها في تيمة بسيطة يسهل على الجمهور فهمها والوصول لمعنى ورسالة من وراءها رغم أنه ليس شرطًا أن يحمل العمل رسالة صريحة وواضحة؛ فالقصة وحدها رسالة والضحك نفسه كذلك.
تنقلت في العمل بين أكثر من شخصية رجل الأعمال والبلطجي والمُطرب شعبي .. فحدثنا هل التنقل بين الشخصيات مثل صعوبة في العمل أم لا ؟
بالطبع التنوع في الشخصيات يمثل مجهودا إضافيا ولكنه كان متعة إضافية بالنسبة لي، والاستعداد للشخصيات كان مجهود جماعي يشترك فيه المخرج والماكير والستايلست ومسؤول المؤثرات الخاصة والكوافير وآخرون وأشكرهم جميعًا، كما أشكر كافة النجوم والأبطال الذين شاركوا في هذا العمل.
شاركت في كتابة هذا العمل .. فهل يصبح الأمر أكثر صعوبة عندما تشارك في كتابة بعض أعمالك الكوميدية أم تجد متعة في المشاركة في الكتابة؟
أحب الكتابة ولكنني في الأساس مُمثل، لذا لا أفضل أن أكون جزء كبير من عملية الكتابة طوال الوقت لأنه مجهود مُرهق ويؤثر على دوري كمُمثل أحيانًا خاصة مع ضغط وقت التصوير؛ لكن في "الصفارة" كانت فكرة أحبها، وقررت أن أساهم في توصيلها للناس.
ربط البعض بين الروح العامة التي تميز مسلسل "الصفارة" وبين طبيعة برنامج "البلاتوه" وأن هناك عامل مشترك بينهما في الفكرة الرئيسية..فما ردك على هذا الأمر؟
أعتقد أن هذا أمر طبيعي خاصة، وأن كلاهما ينتمي للكوميديا، و أوضح أن "البلاتوه" لم يكن برنامجًا بالمعنى المُتعارف عليه بل حمل الكثير من الأفكار وخطوط الدراما والشخصيات التي قد يحتمل بعضها التقديم في أعمال درامية مُنفصلة، ولكن بالطبع يختلف الأمر في "الصفارة" بوجود شخصيات ثابتة، وقصة مُترابطة ببداية ووسط ونهاية.
وهل أزعجك ما تردد أيضًا أن هناك أحداث من العمل تتشابه مع فيلم "Click"لأدم سندلر والذي قُدم قبل 17 عام ويتنقل أيضًا بين الأزمنة لكن بريموت كنترول .. فما تعليقك؟
كما ذكرت أن الفكرة مأخوذة في الأصل عن الرواية، وأرى إنه تم استخدام تيمة الانتقال عبر الزمن في مئات الأعمال وهو سبب رئيسي لاختياري لهذه التيمة لتكون قريبة للناس وتساعد على سهولة وصول الفكرة؛ لذلك فمن الطبيعي أن تتشابه التيمات والفارق يكون دائمًا في طريقة التنفيذ والتقديم والهدف من وراء الفكرة.
تنوعت وتلونت أدوارك على مدار الأعوام الماضية من مسلسل "ما وراء الطبيعة" ثم "جزيرة غمام" ثم العودة للكوميديا من جديد.. لكن هل الكوميديا هي المُفضلة لديك؟
بدايتي كانت في الكوميديا، من خلال تقديم أكثر من عمل خاص بهذه النوعية، ولها بالتأكيد مكانة خاصة في قلبي.
وكيف تقرر نوعية الأعمال التي ترغب في خوضها ؟
عادة ما أتبع إحساسي في اختيار العمل الجديد بصرف النظر عن تصنيفه كعمل كوميدي أو جدّي أو غيره من الأعمال، ومع وجود فكرة وقصة وعناصر عمل جيدة لا أهتم، فربما يجدني الجمهور العام المُقبل أقدم عملاً تاريخيًا أو أكشن، فلا أعرف ما سيحدث، وفي الوقت نفسه وبصراحة شديدة "الصفارة" شجعني و"فتح شهيتي" على الأعمال الكوميدية.
قدمت أغنية بعنوان "قرشين" ضمن أحداث إحدى حلقات المسلسل وحققت ردود فعل قوية مع الجمهور .. فحدثنا عن كواليس التحضير للأغنية؟
سعدت كثيرًا بردود أفعال الجمهور عليها، فأغنية "قرشين" من أحب الأغاني إلي قلبي وهي من كلمات تامر حسين وألحان عزيز الشافعي.
وأيضًا نجح تتر المسلسل مع هشام عباس في جذب الجمهور نحو العمل .. فحدثنا عن هذا الأمر؟
هشام عباس هو فنان جميل، لديه صوت مُبهج، يكفي الاستماع له لتبتسم وأنا استمتعت وسعدت كثيرًا بالتعاون معه.
ما هي الأعمال التي قررت مشاهدتها هذا العام وأعجبتك؟
للأسف بسبب الضغط وظروف التصوير، لم يتسنى لي بعد متابعة الأعمال بشكل جيد، ولكن قريبًا سأبدأ في مشاهدة كل ما فاتني.
الصور من المكتب الإعلامي للفنان أحمد أمين