مخرجات عرب مهدن لمستقبل السينما في المنطقة وصنعن كبرى النجاحات بالمهرجانات السينمائية
قدمت المخرجات العرب خلال مشوارهن العديد من الأعمال السينمائية المهمة، مهدن من خلالها الطريق لأكثر من جيل قادم، ووضعت الأعمال العربية على الخريطة العالمية، تجارب المخرجات العرب مع كل عام تزداد بريقا وحضورا على مستوى المهرجانات السينمائية، من ناحية الحضور، وكذلك الجوائزة، ولعل النجاح الكبير الذي حققته كل من المخرجة المغربية أسماء المدير، وكذلك التونسية كوثر بن هنية، دليلا على ما يمكن للمرأة العربية أن تصل إليه، وتحققه ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط بل أيضا في كبرى الفعاليات والأحداث الفنية حول العالم، وقد سبق كذلك كوثر بن هنية وأسماء المدير العديد من المخرجات اللاتي صنعن نهضة حقيقية في سينما الشرق الأوسط.
أسماء المدير تحصد أكثر من جائزة في مهرجان كان 2023
حضور ملفت للمخرجة المغربية الشابة أسماء المدير، بعدما استطاعت أن تحصد جائزتين ضمن فعاليات الدورة الـ76 من مهرجان كان السينمائي في فرنسا، فأسماء المدير قدمت فيلم "كذب أبيض" أحد أبرز تجاربها الإخراجية ضمن فعاليات المهرجان، العمل شكل محطة مهمة في كان، بعدما نجحت أن تحصد المخرجة المغربية جائزة أفضل إخراج من قسم نظرة ما عن فيلمها، الذي تدور قصته حول شابة تعود إلى منزل والديها في الدار البيضاء لمساعدتهما على الانتقال إلى منزل آخر، فتبدأ في فرز كل أغراض طفولتها، وفي لحظة معينة ترى صور تصبح نقطة الانطلاق في تحقيق تسأل خلاله المخرجة عن كل الأكاذيب الصغيرة التي ترويها عائلتها شيئا فشيئا.
أسماء المدير، لم يتوقف نجاحها عند هذا الحد بل توجت كذلك بجائزة العين الذهبية كأفضل فيلم وثائقي في الدورة الـ 76 لمهرجان كان السينمائي، وقد شاركتها المخرجة كوثر بن هنية في الجائزة أيضا، حيث توج فيلمها "بنات ألفة" بنفس الجائزة، واحتفلت أسماء المدير بهذا النجاح، ونشرت العديد من الصور عبر حسابها على انستجرام، وتلقت كذلك التهاني من العديد من المشاهير أبرزهم السيناريست والمخرج الشهير كوينتين تارانتينو، وكذلك تييري فريماوكس، والمخرج الشهير نورى بيلجى جيلان.
المخرجة كوثر بن هنية تكرر نجاحها
كوثر بن هنية، المخرجة التونسية توهجت من جديد في فعاليات مهرجان كان في دورته الأخيرة، بعدما حصدت جائزة العين الذهبية عن فيلمها الروائي الوثائقي والذي يحمل عنوان "بنات ألفة" والذي شاركت في بطولته النجمة هند صبري، الفيلم لم يتوقف نجاحه عند تلك الجائزة، بل نال العمل أيضا أكثر من جائزة في المهرجان أبرزها جائزة السينما الإيجابية التي تمنح للأعمال التي تشارك في قائمة الأفلام المرشحة بالمسابقة الرسمية في مهرجان كان، خصوصا أن فيلم كوثر بن هنية، يجمع بين العمل الروائي والوثائقي، وفاز الفيلم أيضا بتنويه خاص، من لجنة جائزة النقاد "فرنسوا شالي"، وهي ممنوحة من جمعية فرنسوا شالي، المختصة بالمجال السينمائي.
فيلم "بنات ألفة" تدور قصته حول أم لـ 4 بنات تختفي اثنين منهن في ظروف غامضة، لتكشف بعد ذلك الأم تفاصيل حول هذا الاختفاء، الفيلم كما يشارك في بطولته نور القروي وإشراق مطر، وكانت كوثر بن هنية حققت نجاحا كبيرا كذلك خلال الفترة الماضية بأكثر من عمل مهم قدمته للسينما، كان آخرها فيلم "الرجل الذي باع ظهره"، الذي حقق نجاحات كبرى في العديد من المهرجانات الفنية، وترشح الفيلم كذلك لجائزة أفضل فيلم أجنبي في حفل الاوسكار 2021.
تجربة هيفاء المنصور الاستثنائية مع السينما
حصدت المخرجة هيفاء المنصور العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرتها مع الإخراج السينمائي، فهي المخرجة السعودية التي حملت العديد من القضايا والأفكار التي تهم النساء في العالم العربي، وكانت صاحبة أول فيلم روائي طويل يصور بالكامل في العاصمة السعودية الرياض، وهو فيلم "وجدة" الذي شاركت به في فعاليات مهرجان فينيسيا وحصل على 3 جوائز من المهرجان.
واستمرت هيفاء المنصور في تجربتها الفريدة مع الإخراج من خلال مجموعة من الأعمال السينمائية المهمة والتي من أبرزها فيلم "المرشحة المثالية"، الذي شارك في العديد من المهرجانات السينمائية المهمة والتي كان من بينها مهرجان البندقية في دورته الـ76، حيث نافس على جائزة الأسد الذهبي، لتصبح أول مخرجة سعودية تنافس على هذه الجائزة، مما يؤكد على حجم الحضور المهم للمخرجة هيفاء المنصور على الساحة السينمائية، والاسم البارز الذي صنعته على مدار السنوات الماضية.
نادين لبكي تنقل السينما العربية إلى العالمية
نادين لبكي قدمت خلال مسيرتها مع الإخراج السينمائي مجموعة من الأفلام السينمائية، التي استطاعت من خلالها أن تؤكد الدور المهمة للمخرجات العرب، وقدرتهن على خلق مستقبل مختلف في الصناعة، وكذلك القدرة على المنافسة في كافة الفعاليات السينمائية المهمة، فالمخرجة اللبنانية منذ أول فيلم لها والذي حمل عنوان "سكر بنات" عرض ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي 2007، وحقق العمل أصداء واسعة، بسبب تفاصيله التي تحكي عن الصالونات النسائية في شوارع بيروت بلبنان، ثم عادت لتقدم فيلم "هلا لوين"، عام 2011، ثم فيلم "كفر ناحوم" الذي يعد من أكثر تجاربها نضوجا، فضلا عن حصده للعديد من الجوائز المهمة ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي، حيث حصد جائزة لجنة التحكيم، ثم ترشح لجائزة أفضل فيلم أجنبي في كل من حفل الجولدن جلوب، والأوسكار، والبافتا، ثم فيلمها الأبرز "ريو.أحبك"، وأيضا فيلم "الملاك".
المخرجة السورية سؤدد كعدان
نجحت المخرجة سؤدد كعدان أن تترك بصمة واضحة لها أيضا في العديد من المهرجانات التي شاركت فيها، والجوائز التي حصلت عليها، بسبب تقديمها أكثر من فيلم يحمل العديد من الرسائل المهمة فالمخرجة السورية حصلت على جائزة من مهرجان تلفزيون مونتي كارلو، وجائزة المهر الذهبي للأفلام الوثائقية من مهرجان دبي السينمائي الدولي، وقد فاز فيلمها الأخير "نزوح" والذي عرض ضمن فعاليات مهرجان فينيسيا في دورته الأخيرة بجائزة الجمهور، وهو الفيلم الذي شاركت في بطولته النجمة كندة علوش.
الصور من حسابات المخرجات ومهرجان البحر الأحمر السينمائي على فيس بوك وانستجرام.