حزام بن راشد لـ"هي": عرض مسلسل "الطفلة إيمان" قريبا وأستعد لسيناريو "اختفاء سحر"
امتدت النهضة السينمائية التي تشهدها المملكة العربية السعودية إلى الأدب، وهو مسار منطقي حيث اعتاد صناع الأفلام والمسلسلات على الاستعانة بنصوص أدبية لتوفير أفكار جذابة لجمهور السينما والتلفزيون وخصوصا منصات المشاهدة الرقمية، وتكرر في الفترة الأخيرة تحويل عمل أدبي ناجح إلى سيناريو وحوار لعمل تلفزيوني وأيضا سينمائي، ومن أحدث تلك المشروعات مسلسل "الطفلة إيمان" المأخوذ عن رواية من جزءين تحمل نفس الإسم للأديب السعودي حزام بن راشد .
"هي" التقت بن راشد على هامش مشاركته في الدورة 32 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، حيث كشف الكثير من تفاصيل حلقات "الطفلة إيمان" كما أعلن عن مشروعات فنية أخرى بالإضافة للمزيد من الإيضاحات حول تجربته الأدبية.
- بداية إلى أين وصل مشروع مسلسل "الطفلة إيمان"؟
- تم الانتهاء من تصوير الجزء الأول المسلسل، وجاري التعاقد مع احدى المنصات الشهيرة لعرض الحلقات، الجزء مكون من 8 حلقات، ومن المنتظر تصوير جزءين أخرين لتصل عدد الحلقات إلى 24 حلقة .
- لماذا تم تحديد عدد الحلقات 8 فقط وليس 10 أو 15 ؟
أحب أن أركز على الإثارة والتشويق وعدم الملل، لأن المُشاهد أصبح يمل سريعا، وكل المنتجين أصبحوا يتجهون لنظام عدد الحلقات الأقل، والثلاثون حلقة أصبحت مغامرة صعبة.
- الحلقات كتابة وإخراج حسين المهدي، هل كان لك دور في تحويل القصة إلى سيناريو؟
السيناريست والمخرج هو حسين المهدي، وهو بحريني الجنسية، وأشعر بالتفاؤل في التعاون معه، وكنت حاضرا لمراحل كتابة السيناريو، ومتابع معهم وأعطيتهم ملاحظاتي و"المهدي" شخص يحب أن يستمع إلى وجهات النظر الأخرى، ولديه خبرة، وحضرت تصوير المشاهد الأساسية من المسلسل.
- لماذا لم تقم بكتابة السيناريو وتكرر تجربة أحمد مراد؟
أحببت متابعة الأمر من الخارج في البداية، التعلم أمر مهم وأساسي بالنسبة لي، لكنني حصلت مؤخرا على العديد من الكورسات في كتابة السيناريو وسأقوم بتحويل روايات " اختفاء سحر" إلى سيناريو.
- بالعودة إلى "الطفلة إيمان" ماذا عن فريق العمل؟
- الطفلة التي ستقوم بدور إيمان هي رقية الجاسم سعودية، وهي المرة الأولى لها في التمثيل ولكن بعد الانتهاء من التصوير معنا بدأ يأتي لها العروض وتقوم الآن بدور في مسلسل خليجي آخر وأنا أراهن عليها لأنها متميزة في الملامح وحركة الوجه والصوت.
- ما الصعوبات التي واجهت فريق العمل؟، وهل يوجد نجوم بالعمل؟
- الصعوبات التي واجهت فريق العمل هي أن الأبطال أطفالا، حيث كان تحديا كبيرا للمنتج والسيناريست في البحث عن أطفال للبطولة، واستعنا بشخصية رئيسية في العمل وهو الفنان اليمني يحيى إبراهيم في دور أبو يحيى وهو رجل مجرم يبحث عن المال فقط، ويساعد الخاطفين ويسوق للأطفال ويساعد العصابات الإرهابية يبحث عن المال فقط، وفي الحلقات الأولى والد إيمان هو الفنان السعودي سمير الناصر ووالدتها الفنانة السعودية إبتسام محمد.
أحداث الرواية تدور حول "إيمان" سعودية الجنسية ، وتدور الأحداث بين اليمن وأفغانستان وباكستان، وتم التصوير في (الإحساء، والباحة) فمثلا الإحساء مثلنا فيها المشاهد التي في الأحياء الشعبية القديمة السعودية، و"الباحة" مثلنا فيها المشاهد التي في اليمن لأن تضاريسها تشبه اليمن تماما
- هل ستشاهد "إيمان" الحقيقية العمل؟
- أغلب القراء يتساءلون عن "إيمان" الحقيقية، وهل الرواية حقيقية أم لا، هي بالطبع واقعية ولكن أفضل أن أترك إجابة حقيقتها للجمهور.
- ما هي الرواية الثانية الأقرب لك؟
- كل الروايات التي قمت بكتابتها أحبها لأنها أخذت من وقتي ومجهودي، ولكن أرى أن الرواية الأكثر شعبية الآن بين القراء هي "سارقة الأزواج"، وسيتم للاتفاق مع أحد المنتجين لتحويلها لعمل فني قريبا.
- البعض قال ان عنوان "سارقة الأزواج" لا ينطبق على المضمون، ما ردك؟
- هناك البعض عندما يسمع اسم رواية "سارقة الأزواج" يعتقد بأن البطلة تسرق الزوج من زوجته، ولكنها تسرق استقراره في الحياة، حيث تستفزها المرأة الضعيفة والمتعلقة بالرجل المتكبر وتنتقم من المنزل كاملا فهي امرأة مجرمة بسبب مرورها بتجربة صعبة أثرت على حياتها 180 درجة، وهذه الشخصية أحبها المنتجين فهناك أكثر من منتج تحدثوا معي عنها منهم منتج سعودي ومنتج كويتي ومنتج مستقر في دبي وتم الاتفاق مع أحد المنتجين ولم نوقع العقد بعد.
- بعد وجود 4 معارض للكتاب في السعودية كيف ترى هذه النهضة وكيف يحافظ كل معرض على شخصية مستقلة؟
- النهضة الثقافية التي تحدث الآن في السعودية شيء مختلف لم نكن نتوقعه، وكنا نفتقد للمعارض حيث يوجد معرض واحد فقط في الرياض، ولكن الآن أصبح هناك معارض في الدمام وجدة والمدينة، وأرى انتشار المعارض بالتأكيد سيساهم في انتشار الثقافة حيث إنها أحد أساسيات انتشار الترفيه وأصبح القارئ السعودي يترقب المعارض كحدث سنوي وبالتأكيد سينعكس علينا ككُتّاب كنا نتمنى المشاركة في المعارض المحلية والآن تحقق الحلم، بالإضافة إلى وجود حركة فنية وأصبح المنتجين يبحثون عن الروايات في المعارض بحكم انتشارها واقبال الناس عليها كلها أمور إيجابية وستنعكس على الكاتب والقارئ والمنتج والمخرج وهذا ما نلاحظه الآن والدليل هو تحويل روايتي إلى مسلسل.
- دائما ما توصف الروايات سريعة الانتشار بأنها كتابات خفيفة كيف ترى هذا التصنيف هل سيأتي وقت وتكتب كتابات أعمق أم ستستمر في الكتابات الشبابية؟
- الرواية الشبابية ليس شرطا أن تكون سطحية بالتأكيد يكون فيها عمق ولكن يجب أن يكون العمق بشكل يتقبله القارئ بدون ملل، فنحن أحببنا الروايات القديمة وتعلمنا منها وتعلقنا بها ولكن الرواية بشكلها القديم والرتابة في الطرح والبطء في تسلسل الأحداث كلها أمور تساهم في الملل لدى القارئ الحالي حتى على الصعيد الفني، فالمسلسلات البطيئة في الأحداث والحركة يمل منها المشاهد.
كما أن كل رواية لي بها قضية اجتماعية أناقشها بشكل عميق ولكن أحاول ألا تكون مملة، لا أبحث عن جوائز وبالتأكيد كل جيل له طريقته في الكتابة وأسلوبه واهتماماته والقضايا الخاصة به الأهم هو توفر العناصر الأساسية للنص وبالتالي كل شخص له أسلوبه الخاص فمثلا إحسان عبد القدوس أسلوبه مختلفا تماما عن أحمد خالد توفيق حتى في اللهجة العامية التي كان يستخدمها أحيانا.
- بمن تأثر حزام بن راشد؟
- هناك الكثير من الكُتّاب تأثرت بهم من ضمنهم نجيب محفوظ، وواسيني الأعرج، وأحمد خالد توفيق، وتركي الحمد، والمكتبة الخضراء التي تقدم قصصا لصغار السن، وكنت أشاهد الكتب أمامي باستمرار في مكتبة المنزل.
- هل تركز على القضية النسائية فقط؟ وتنتصر للمرأة؟ وتعتبر كاتب "فيمينيست"؟
- ألاحظ أن الإقبال النسائي على الكتب أكثر من الرجال وتحب المرأة قراءة أدب الرعب، لكن أنا أكتب قضايا اجتماعية، وأرى أن المرأة في المجتمعات العربية معرضة للانتهاك، أكتب بشكل غير انحيازي لست مع المرأة أو الرجل أنا مع القضية التي أشعر أن هذا الإنسان تعرض للظلم فيها مثلا في رواية الطفلة إيمان نتكلم عن اختطاف الأطفال بشكل عام سواء بنات أو أولاد وتكلمت أيضا عن التجنيد الإلكتروني للفتيات للوهلة الأولى من يرى العنوان يشعر أنها قضية نسائية ولكن عند التعمق يرى أنني أحاول أن اكون محايدًا.
- هل كنت تنوي كتابة الجزء الثاني من "الطفلة إيمان" أم كتبتها بعد نجاح الجزء الأول؟
- كنت أخطط لكتابة الجزء الثاني من الطفلة إيمان والدليل أن الجزء الاول النهاية به مفتوحة وكنت مترددا أن أكمله مباشرة فالجزء الأول تم كتابتها 2017، والجزء الثاني 2020.
- ما الذي اختلف بين أولى رواياتك وأحدثهم؟
- هناك اختلافا كبيرا بين أولى أعمالي الروائية وأحدثهم فمن الطبيعي بعد خوض التجربة وجدت أمورا كان من الممكن أن يتم تقديمها بشكل أفضل مع خوض التجربة صنعت مني شخصية أفضل وبالتأكيد استطعت تجاوز أخطاء أولى الروايات.
- كيف ترى تجربة الكتاب الصوتي؟ وهل رد فعل الجمهور يكون أكثر من القراء للكتب المطبوعة؟
- وجود الكتاب الصوتي مهم ويتم استخدامه أثناء القيادة، ولكن مهما حدث من تطور ما زال الكتاب الورقي هو الأول وأعتقد أن هذا الشيء سيستمر لفترة ممكن 5 أو 10 سنوات، ولكن حتى الآن يتم فتح دور نشر جديدة فالكتاب الورقي صامد.
- ما هي خطواتك المقبلة ككاتب؟
- أُحضر لعمل روائي سيتم طرحه في معرض الشارقة في شهر نوفمبر المقبل، وستكون البطلة سيدة أيضا، والقضية بها حساسية اجتماعية وأسرية غير مألوفة، وأحضر كتابة سيناريو لرواية "اختفاء سحر".
