أسباب وقفت عائقا أمام البطولة النسائية في السينما رغم محاولات النجمات لإثبات جدارتهن
فرضت أكثر من نجمة حضورها على المستوى الدرامي، وتصدرن المشهد في العديد من الأعمال التي باتت مرادفة للبطولة النسائية في العقدين الماضيين، لكن النجمات يواجهن صعوبة كبيرة لدخول عالم البطولة المطلقة في السينما، لتسعى النجمات في السنوات الأخيرة لإثبات حضورهن فيها، وتأكيد قدرتهن على النجاح، وكانت هناك عدد من التجارب مؤخرا لأكثر من نجمة مع البطولة المطلقة في السينما، باتت علامة تشير إلى إمكانية تحقيق تلك المعادلة الصعبة، ومواجهة المعوقات التي تعرضن لها في العقود الأخيرة.
أنماط سينمائية أبعدت النجمات عن البطولة المطلقة
منذ بداية التطور الكبير فيما يخص سينما الشباب التي ظهرت في أواخر عقد التسعينيات، باتت هناك أنماط سينمائية تسيطر بشكل شبه كامل على إنتاج الأفلام، أبرزها الكوميديا والأكشن، بالإضافة إلى مجمل اختيارات النجوم التي انحصرت أيضا في هذه الفئات لتصبح هي السائدة، بداية من فيلم "إسماعيلية رايح جاي"، مرورا بفيلم "صعيدي بالجامعة الأمريكية"، و"اللمبي"، وجميع هذه الأفلام كانت البطولة النسائية فيها هامشية، وهذا أيضا ظهر في تهميش البطلات في أفلام الأكشن التي ظهرت في تلك الفترة، وأن كان لبعضهن هوامش من المساحات أكبر من نظريتها في الكوميديا، ومن هنا قررت بعض النجمات مواجهة تلك الظواهر ومحاولة التأقلم معها من أجل الحصول على فرصة البطولة المطلقة.
الكوميديا لم تخدم النجمات في السينما
خاضت أكثر من نجمة عالم البطولة المطلقة في السينما من بوابة الكوميديا التي باتت سائدة في جميع المواسم، والأعمال الأكثر إقبالا جماهيريا، ومن هنا قررت أكثر من نجمة بداية رحلتها، وتصدرت النجمة عبلة كامل هذه المغامرة بداية من فيلم "كلم ماما"، مع النجمة منة شلبي، وقد أحدث الفيلم ضجة كبيرة بعد طرحه في قاعات السينما، لكون العمل تعيد فيه عبلة كامل تقديم شخصية "خالتي فرنسا"، التي قدمتها من قبل في فيلم "اللمبي"، مع النجم محمد سعد، ولم تكتف بهذه التجربة فقط، حيث يعد فيلم "خالتي فرنسا" إنتاج 2004 لعبلة كامل ومنى زكي، من الأعمال السينمائية التي كسرت المألوف وقتها، وأدخلت البطولة النسائية مرحلة جديدة، وعلى الرغم أن العمل قد نال بعض الانتقادات، لكنه أصبح من أبرز التجارب السينمائية المهمة التي تصدرتها النجمات في تلك السنوات.
ياسمين عبدالعزيز صارت أيضا على خطى عبلة كامل في هذه المرحلة، وحققت نجاحات كبيرة من خلال أكثر من عمل سينمائي تصدرت فيه البطولة، وركزت من خلاله على عالم الكوميديا، وذلك بعد مشاركتها كبطلة ثانية في مجموعة من الأعمال الناجحة مع العديد من النجوم مثل مصطفى قمر، ومحمد رجب، ومحمد سعد، واحمد حلمي، واحمد عز، لتقدم ياسمين بعد ذلك أولى تجاربها كبطلة مطلقة في فيلم "الدادة دودي" عام 2008، وهو من الأعمال التي حققت نجاحا على مستوى الإيرادات، وكانت من أبرز النقاط المضيئة للبطولة النسائية المطلقة في تلك الفترة، لتستمر بعدها ياسمين عبدالعزيز في مغامرتها مع السينما لتتصدر بطولة أكثر من عمل أبرزهم "الثلاثة يشتغلونها"، و"الأنسة مامي"، و"أبو شنب"، ورغم ذلك لم تؤثر تلك النجاحات في تغيير النظرة السائدة عن البطولة النسائية المطلقة.
شركات الإنتاج تعطل البطولة النسائية في السينما
شركات الإنتاج عطلت البطولة النسائية في السنوات الأخيرة، وهذا ما ظهر بوضوح في عدم خوض المغامرة بتقديم أعمال متعددة تتصدر النجمات فيها البطولة المطلقة في السينما، بل اختصر الأمر على بعض الأعمال التي تحمل أفكار وتجارب إنسانية مثل فيلم "أسماء" للنجمة هند صبري، وفيلم "أحكي يا شهر زاد"، لمنى زكي، وفيلم "أحلى الاوقات"، و"بنات وسط البلد"، لمنة شلبي، وحنان ترك، وكانت هند صبري قد أوضحت في لقاء سابق لها على هامش فوزها بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم "نورا تحلم" في مهرجان الجونة، أن بعض المنتجين يعتقدون أن النجمات لا ينجحن في حصد الإيرادات الكبيرة، وأشارت النجمة التونسية أن هناك حالة من التهميش أيضا في كتابة الأدوار النسائية في السينما بشكل ما، لذلك يظهر بوضوح التفوق النسائي في السينما من خلال الأعمال التي تعرض في المهرجانات وتتصدر النجمات البطولة فيه، حيث يحصدن العديد من الجوائز، ويتركن بصمة واضحة في تلك الأعمال.
البطولة النسائية تستطلع حضورها في السينما
الفترة الأخيرة شهدت تحول كبير من ناحية تنوع الأعمال السينمائية، وظهرت رغبة حقيقية لدى العديد من النجمات لترك بصمة خاصة بهن في السينما، حيث نجحت دنيا سمير غانم في كسر الكثير من التابوهات بعد قرار طرح فيلمها الأخير "تسليم أهالي" الذي شاركها في بطولته هشام ماجد، وحقق العمل نجاحا ملحوظا من ناحية الإيرادات، واعتبره البعض بداية قوية تسمح لدنيا سمير غانم بإعادة التجربة في الفترة القادمة، لاسيما أنها تحمل شعبية كبيرة وقادرة على جذب الجمهور لمشاهدة أعمالها السينمائية،وهو أيضا ما حققته هند صبري بعدما قدمت فيلم "فضل ونعمة"، حيث تقاسمت البطولة مع ماجد الكداوني، وحقق العمل ردود فعل إيجابية.
ليلى علوي حققت أيضا نفس النجاح من خلال تجاربها السينمائية الأخيرة كبطلة مطلقة بداية من فيلم "ماما حامل" واخيراً فيلم "شوجر دادي" حيث استطاعت تلك الأعمال تحقيق إيرادات كبيرة، وكانت نموذج يوضح إمكانية أن تحقق النجمات إيرادات في السينما كبطلة مطلقة، وحتى وإن كان هناك حضور قوي للنجوم.
غادة عبدالرازق وغادة عادل تستعد كل منهما أيضا لخوض تجارب سينمائية جديدة كأبطال رئيسيين وذلك في كل من فيلم "تاني تاني"، وفيلم "البطة الصفراء"، وهي أعمال من المتوقع أن تعرض خلال موسم صيف 2023، لينضما إلى قائمة كبيرة من الأعمال التي تعرض هذا الموسم، لتستمر خطوات النجمات في كسر سيطرت البطولة المطلقة للرجال، ويتخذن خطوات مهمة في تغيير المشهد في السينما.
الصور من حسابات النجمات على انستجرام.