حقائق مثيرة للاهتمام عن حياة الأمير فيليب.... أكبر أفراد العائلة المالكة البريطانية سنا حتى وفاته
قبل وفاته في إبريل في عام 2021 (والتي جاءت قبل شهرين فقط من احتفاله بعيد ميلاده المئة)، كان الأمير الراحل فيليب Prince Philip، أكبر أفراد العائلة المالكة البريطانية الأحياء، سنا، وكان أيضا من بين أكثر أفراد العائلة المالكة البريطانية شعبية في بريطانيا (وهو ما بدا واضحا من مظاهر الحزن والحداد التي عمت مختلف أنحاء بريطانيا، بعد وفاة الأمير فيليب)، ويعتقد أن شعبية الأمير الراحل فيليب ترجع إلى حقيقة أنه كان داعما حقيقي لزوجته الملكة الراحلة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II ومصدر قوتها (كما وصفته في كلمتها بمناسبة الذكرى السنوية الخمسين لزواجهما في نوفمبر 1997)، بالإضافة إلى السنوات الطويلة التي قضاها في خدمة بريطانيا، منذ أن كان ضابط شاب في البحرية الملكية البريطانية والتي خدم فيها خلال فترة الحرب العالمية الثانية، وحتى سنوات عمله كفرد رئيسي في العائلة المالكة البريطانية والتي امتدت لأكثر من 65 عام، قام خلالها بالمئات من المهمات الرسمية والاجتماعية والخيرية بجانب زوجته الملكة وبالنيابة عنها، حتى تقاعد عن الخدمة العامة في صيف عام 1997.
بفضل ذلك أصبحت حياة الأمير فيليب موضع اهتمام الكثيرين، بل وجسدت في العديد من الأعمال الفنية، كما تناولتها العديد من الأفلام الوثاقية، وتحدثت عنها الصحف الشعبية والبرامج الحوارية وهو ما ساهم في كشف الكثير من التفاصيل الخاصة بحياته، بما في ذلك مجموعة من الحقائق المثيرة للاهتمام عن حياته.
وفي ما يلي مجموعة من أكثر الحقائق إثارة للاهتمام عن حياة الأمير الراحل فيليب، زوج الملكة إليزابيث الثانية، منذ أكثر من 70 عام:
-
ولد على طاولة في غرفة الطعام في منزل عائلته
من المعروف أن الأمير الراحل فيليب ولد في منزل عائلته، فيلا مون ريبوس Mon Repos، والذي يقع على جزيرة كورفو اليونانية، في يوم 10 يونيو 1921، ولكن ما قد لا يعرفه الكثيرون أن ولادته كانت سريعة ومفاجئة، مما اضطر والدته إلى إنجابه على طاولة في غرفة الطعام في منزل العائلة.
-
أمير في المنفى
على العكس من الكثيرين من أزواج وزوجات ملوك وملكات أوروبا، فإن الأمير فيليب لم يكن من عامة الشعب أو ينتمي فقط لعائلة أوروبية نبيلة، وإنما كان ينتمي لعائلتين ملكتين، قبل زواجه من الملكة إليزابيث الثانية، وانضمامه بذلك رسميا على العائلة المالكة البريطانية حيث كان ينتمي للعائلة المالكة اليونانية والعائلة المالكة الدنماركية، فهو الابن الوحيد والطفل الخامس والأخير للأمير أندرو أمير اليونان والدنمارك Prince Andrew of Greece and Denmark والأميرة أليس من باتنبرغ Princess Alice of Battenberg ولكن بعد سقوط الملكية في اليونان، نفي مع عائلته من البلاد وكان عمره وقتها لا يتجاوز ثمانية عشر شهر.
-
حب ملكي منذ سنوات المراهقة
قصة الحب التي جمعت بين الأمير فيليب والملكة الراحلة إليزابيث الثانية، بدأت لقائهما للمرة الأولى خلال زيارتها لها للكلية البحرية الملكية في عام 1939، حيث كان الأمير فيليب (والذي تربطه صلة قرابة عائلية بإليزابيث الثانية حيث يعتبر كلاهما أبناء عمومة) يدرس وقتها، واختير الأمير فيليب ليقوم باصطحابها في جولة داخل الكلية، وكان عمر الأمير فيليب وقتها 18 عام، بينما كان عمر إليزابيث الثانية لا يتجاوز 13 عام.
بعدها تعددت اللقاءات بينهما من خلال الزيارات العائلية المتبادلة لعائلتيهما، بحكم صلة القرابة بينهما، قبل أن يبدأ الأمير فيليب وإليزابيث الثانية بتبادل الرسائل في يوليو 1939، وسرعان ما تطورت علاقة الصداقة الجيدة التي تجمع بينهما إلى حب، وفي صيف عام 1946، منح الملك جورج السادس George VI، والد إليزابيث الثانية، الأمير فيليب، الإذن بالزواج من ابنته الكبرى إليزابيث الثانية، وتم الإعلان رسميا عن خطبتهما في يوليو 1947، ومنذ ذلك الحين توقف فيليب عن استخدام ألقابه الملكية اليونانية والدنماركية، وأصبح من الرعايا البريطانيين المتجنسين، واعتمد رسميا اسم عائلة والدته ذات الأصول البريطانية النبيلة، وهي عائلة مونتباتن، وفي يوم 20 نوفمبر 1947، تزوج الأمير فيليب من إليزابيث الثانية في احتفال زفاف ملكي أقيم في كاتدرائية وستمنستر في العاصمة البريطانية لندن، وفي اليوم الذي يسبق حفل زفافهما، منح الملك جورج السادس، الأمير فيليب، لقب صاحب السمو الملكي، الأمير، وفي يوم زفافهما، منحه الألقاب النبيلة دوق إدنبرة Duke of Edinburgh وإيرل ميريونث Earl of Merioneth وبارون غرينتش Baron Greenwich.
-
رجل أنيق للغاية
اشتهر الأمير فيليب بأنه كان يولي مظهره وملابسه عناية كبيرة، وخاصة خلال فترة شبابه حتى أنه كان يرتدي أزياء ضباط بحرية مصممة من ماركة Gieves & Hawkes، وكان أيضا كثيرا ما يتردد على شارع Savile Row التاريخي الشهير والذي اشتهر بأنه موقع لصناع الملابس والخياطين المحترفين والمتخصصين في صنع ملابس النبلاء، وعرف عن الأمير فيليب أيضا أنه كان يهتم بشراء الأقمشة عالية الجيدة لاستخدامها في تفصيل الملابس فيما بعد، خلال رحلات سفره، وبفضل ذلك اشتهر الأمير فيليب بأناقته، ووصف بأنه من بين أكثر رجال عصره أناقة، حتى أنه احتل المرتبة 12 في قائمة مجلة GQ لأكثر رجال العالم أناقة والتي صدرت في عام 2016.
-
أسرة مفككة
الأمير فيليب نشأ في أسرة مفككة، بعد نفي الأمير فيليب مع عائلته من اليونان، انتقلت العائلة للإقامة في فرنسا، وفي تلك الأثناء، وقع الأمير أندرو في حب الممثلة الفرنسية أندريه دي لا بيني Andrée de La Bigne، وهو ما جعله يترك منزل الاسرة وينتقل للإقامة مع حبيبته الفرنسية في شقة في جنوب إفريقيا، خلال تلك الفترة عانت الأمير أليس، والدة الأمير فيليب، من اكتئاب حاد، جعلها تقرر الدخول طواعية إلى مصحة للعلاج النفسي في عام 1931، مما ترك الأمير فيليب وشقيقاته بدون رعاية أب أو أم أو أسرة، واستمر ذلك حتى انتقل الأمير فيليب للإقامة في بريطانيا، مع عائلة والدته، عائلة مونتباتن.
-
أراد التناسخ ... كجائحة؟
اشتهر الأمير بتصريحاته المثيرة للجدل، والتي كان بعضها سبب في تعرضه للكثير من الانتقادات، بما في ذلك، هذا التصريح والذي أدلى به أثناء مشاركته في ارتباط ملكي في عام 1988 حيث قال وقتها معلقا على أزمة الزيادة السكانية: "في حال تم استنساخي من جديد، أود أن أعود للحياة مرة أخرى كفيروس قاتل، للمساهمة بشكل ما في حل مشكلة الزيادة السكانية".
-
حمضه النووي ساعد في تحديد هوية رفات ضحايا ملكيين لعملية اغتيال وحشية
بالإضافة إلى حقيقة أن الأمير فيليب ينتمي للعائلتين الملكيتين اليونانية والدنماركية، وتربطه صلة قرابة بالعائلة المالكة البريطانية، كانت تربطه صلة قرابة أيضا بعائلة رومانوف الإمبراطورية الروسية حيث كانت عمته هي ألكسندرا رومانوف Tsarina Alexandra Romanov، والتي قتلت إلى جانب زوجها قيصر روسيا نيكولاس الثاني Tsar Nicholas II وأطفالهما الخمسة، بعد أن تم إعدامهم بوحشية من قبل فرقة إعدام بلشفية في يوليو 1918، وفي عام 1998، تم استخدام الحمض النووي للأمير فيليب لتحديد هوية رفات عائلة رومانوف بشكل إيجابي بعد استخراج رفاتهم للمصادقة عليها.
-
ذواقة يحب تجربة الأطعمة من مختلف أنحاء العالم
في حين أن الملكة الراحلة إليزابيث الثانية تتمتع بذوق تقليدي بسيط إلى حد كبير، فيما يتعلق بطعامها، كان زواجها الأمير فيليب على العكس من ذلك تماما حيث اشتهر بأنه ذواقة، يحب تناول الطعام، وتجربة الطعام من مختلف أنحاء العالم، حتى أنه يحب بشكل خاص طبق فطيرة سلمون كوليباك وهو طبق شهير في المطبخ الروسي، وعبارة عن فطيرة محشو بالسلمون والأرز والبيض المسلوق والفطر والبصل والشبت، اعتاد الشيف الملكي السابق دارين ماكجرادي Chef Darren McGrady، والذي عمل لدى العائلة المالكة البريطانية لمدة عشر سنوات، على طهي هذا الطبق الروسي الشهير للأمير فيليب وقال أنه كان من الأطعمة المفضلة لديه.
الشيف ماكجرادي تحدث أيضا عن ذوق الأمير فيليب في الطعام مقارنة بزوجته الملكة، ملخصا إياه بما يلي: "الملكة كانت تأكل لتعيش، والأمير فيليب يعيش ليأكل"، وفقا للتقارير المنشورة فإن الأمير فيليب كان يستمتع أيضا بالبحث عن مكونات الطعام عالية الجودة وصيد الأسماك والشواء وتذوق الأطعمة المختلفة وغير التقليدية، ويعتقد أن كثرة أسفاره وحياته كضابط بحري، ساهما في ذوق الأمير فيليب المتنوع والمميز في طعامه.
-
أول رئيس للصندوق العالمي للطبيعة في المملكة المتحدة
شاركت العائلة المالكة بنشاط في الحفاظ على البيئة والحيوانات البرية لعقود طويلة (بالرغم من أنهم يهوون الصيد والرماية)، وذلك من خلال مشاركتهم في دعم المبادرات والمؤسسات الخيرية المعنية بالحفاظ بالبيئة والحياة البرية، وخاصة مؤسسة الصندوق العالمي للطبيعة في المملكة المتحدة، والذي أصبح الأمير فيليب أول رئيس له، عندما تأسست المؤسسة في عام 1961، وشغل منصب الرئيس حتى عام 1982، قبل أن يصبح رئيس الفرع الدولي للصندوق العالمي للطبيعة حتى عام 1996.