الأميرة آن أول فرد ملكي ينافس في دورة الألعاب الأوليمبية
تعد رياضة الفروسية واحدة من أكثر الرياضات المفضلة لدى العائلات الملكية من مختلف أنحاء العالم، حتى أن غالبية أفراد العائلات الملكية يجدون رياضة الفروسية، وأحد أفضل الأمثلة على ذلك العائلة المالكة البريطانية والتي تدرب غالبية أفرادها على الفروسية منذ الصغر وأصبحوا يجيدونها لدرجة الاحتراف، ومع ذلك فإن القليل فقط من أفراد العائلات الملكية الذين احترفوا حقا رياضة الفروسية ومثلوا بلادهم في منافسات وبطولات فروسية دولية، وكان من بينهم الأميرة آن Princess Anne والتي صنعت التاريخ بعد أن مثلت موطنها الأم بريطانيا في الأولمبياد في سبعينيات القرن الماضي.
أول فرد في العائلة الملكة البريطانية ينافس في الأولمبياد
بدأت علاقة الأميرة آن وهي ابنة الملكة الراحلة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II برياضة الفروسية، منذ الصغر، مثلها في ذلك مثل والدتها والتي اشتهرت بحبها على رياضة الفروسية وتدربت عليها منذ أن كانت في الثالثة من عمرها، وفي سبعينيات القرن الماضي، وتحديدا في عام 1976، أصبحت الأميرة آن، أول فرد في العائلة المالكة البريطانية ينافس في دورة ألعاب أوليمبية، بعد مشاركتها بحصان والدتها، جوودويل Goodwill، في منافسات الفروسية في دورة الألعاب الأوليمبية التي أقيمت في مونتريال، كندا في ذلك العام، واستمرت لمدة ثلاثة أيام.
الأميرة آن شاركت أيضا في العديد من بطولات الفروسية الأوروبية European Event Championship وفازت بميدالية ذهبية في منافسات السباق الفردي في البطولة الأوروبية في عام 1971 وبميدالية فضية في كل من المنافسات الفردية والجماعية في البطولة الأوروبية في عام 1975.
تاريخ طويل مع دورة الألعاب الأوليمبية
ارتباط الأميرة آن أو الأميرة الملكية، كما يطلق عليها، بدورة الألعاب الأوليمبية لا يقتصر فقط على حقيقة أنها فارسة أوليمبية سابقة، مثلت بلادها في الأولمبياد حيث استمرت علاقة الأميرة آن بدورة الألعاب الأوليمبية بعد سنوات من اعتزالها المشاركة في منافسات الفروسية، بفضل عملها عن قرب مع الجمعية الأولمبية البريطانية والتي أصبحت رئيسة لها فيما بعد، وبصفتها أيضا عضو في اللجنة الأولمبية الدولية، ففي عام 1988 تم تعيين الأميرة عضو في اللجنة الأولمبية الدولية، كما شغلت أيضا منصب رئيسة لجنة الترشيحات الأوليمبية خلال الفترة من 2014-2015، وعضو لجنة انتخاب أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية منذ عام 2015 وحتى يومنا هذا.
الأميرة آن أصبحت أيضا ضيف دائم في دورات الألعاب الأوليمبية بصفتها عضو في اللجنة الأولمبية الدولية، وسبق وأن حضرت عدة دورات ألعاب أوليمبية على مر السنوات، دعما للبعثة الأوليمبية البريطانية أو فريق بريطانيا العظمى أو GB كما يطلق عليها في بريطانيا وسافرت الأميرة إلى مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، دعما لفريق بريطانيا العظمى في دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو في عام 2016، ووجهة أيضا رسالة تشجيع ودعم لفريق بريطانيا العظمى قبل مشاركته في أولمبياد طوكيو 2020، قالت فيها: "أنا والأمة كلها ندعمكم ... لقد عملتم جميعا بجد وبذلتم جهد لا يصدق من أجل هذا لحظة، خلال أصعب الأوقات".
الأميرة آن شاركت أيضا في إعداد عرض بريطانيا الناجح لاستضافة دورة الألعاب الأوليمبية في عام 2012، والتي أقيمت في العاصمة البريطانية لندن، وكان ذلك بصفتها مديرة لجنة لندن المنظمة للألعاب الأولمبية وأولمبياد المعاقين، وكانت من تسلم رسميا الشعلة الأولمبية في أثينا بالنيابة عن لندن.
فارسة أوليمبية أخرى في العائلة المالكة البريطانية
في حين أن الأميرة آن هي أول فارسة أوليمبية في العائلة المالكة البريطانية، ولكنها ليست الوحيد حيث سارت على خطاها ابنتها زارا تيندال Zara Tindall والتي احترفت رياضة الفروسية، وشاركت في منافسات الفروسية في أولمبياد لندن 2012، وفازت بالميدالية الفضية إلى جانب منتخب بريطانيا للفروسية، قام بتسليمها وزملائها في الفريق الميداليات الفضية، الأميرة آن.
أفراد عائلات ملكية شاركوا في دورة الألعاب الأوليمبية
الأميرة آن وابنتها زارا تيندال هما من بين قائمة طويلة من أفراد العائلات الملكية الذين شاركوا في دورة الألعاب الأوليمبية على مر السنوات، وأبرزهم الأميرة شارلين أميرة موناكو Princess Charlene of Monaco، وهي سباحة أوليمبية سابقة، مثلت موطنها الأم جنوب إفريقيا في منافسات السباحة الدولية، قبل سنوات من زواجها من الأمير ألبرت الثاني أمير موناكو، كما شاركت في الأولمبياد كجزء من منتخب جنوب إفريقيا للسباحة في سباق التتابع 4x100 متر في دورة الألعاب الأوليمبية في سيدني في عام 2000، ولكنها لم تحصل وزملائها في الفريق على ميدالية أوليمبية حيث احتل الفريق المركز الخامس في السباق.
الأمير ألبرت الثاني أمير موناكو Prince Albert II of Monaco قام مثل زوجته الأميرة تشارلين، بتمثيل موطنه الأم في الأولمبياد حيث شارك مع منتخب إمارة موناكو لرياضة الزلاجة الجماعية في خمس دورات أولمبية شتوية متتالية خلال الفترة من عام 1988 حتى عام 2002، وكان خلال تلك الفترة لا يزال ولي لعهد إمارة موناكو وليس أميرها الحاكم.
الملك فيليب السادس ملك إسبانيا King Felipe of Spain، كان هو الآخر لا يزال في منصب ولي العهد وليس ملك حاكما لموطنه، خلال الفترة التي قام فيها بتمثيل بلاده في دورة الألعاب الأوليمبية، وكان ذلك عندما شارك مع منتخب إسبانيا للإبحار في دورة الألعاب الأوليمبية التي أقيمت في وطنه الأم، وتحديدا في مدينة برشلونة الإسبانية في عام 1992، وكان أيضا حامل علم البعثة الإسبانية لأولمبياد 1992، لحظة دخولها في حفل افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية في عام 1992، إنفانتا كريستينا Infanta Cristina of Spain وهي الشقيقة الكبرى للملك فيليب السادس، مثلت أيضا إسبانيا مع منتخب الإبحار الإسباني، ولكن في دورة الألعاب الأوليمبية التي أقيمت في سول في عام 1988.
عالمنا العربي قدم أيضا أمراء وأميرات كانت لهم صلات وثيقة بالرياضة وبالأولمبياد وكان منهم أيضا من قام بتمثيل بلاده في دورة الألعاب الأولمبية، أبرزهم الأميرة هيا بنت حسين Princess Haya bint Hussein وهي ابنة الملك الحسين ملك الأردن الراحل King Hussein of Jordan، ومثلت الأردن في منافسات الفروسية في أولمبياد سيدني 2000، وكانت تبلغ من العمر وقتها 26 عام، وهناك أيضا الشيخة ميثاء ال مكتوم Sheikha Maitha Almaktoum والتي دخلت التاريخ في عام 2008 عندما أصبحت أول امرأة تحمل علم دولة الإمارات العربية المتحدة في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية، ومثلت الشيخة ميثاء ال مكتوم وهي ابنة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم Sheikh Mohammed bin Rashid Al Maktoum، دولة الإمارات في منافسات التايكواندو في دورة الألعاب الأوليمبية التي أقيمت في ذلك العام.