تعرفي على الرياضات التي أجادها الأمير فيليب خلال حياته

اشتهر الأمير فيليب Prince Philip، دوق إدنبره الراحل وزوج الملكة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II ملكة بريطانيا الراحلة، بحبه لرياضة سباقات عربات الخيول، والتي لم يكتفي بممارستها فقط، المشاركة لبعض الوقت في عدد من بطولاتها في بريطانيا، وإنما قام بتدريب حفيدته ليدي لويز وندسور Lady Louise Windsor عليها، والتي أصبحت تشارك فيما بعد في سباقات الخيول، بعد تقاعد الأمير فيليب عن ممارسة هذه الرياضة لكبر سنه، ولكن علاقة الأمير فيليب بالرياضة لم تقتصر على ذلك فحسب حيث أجاد الأمير فيليب خلال حياته عدة رياضات، وقام أيضا بدعم العديد من المؤسسات والمبادرات الخيرية المعنية بالرياضة خلال حياته الطويلة والتي امتدت لما يقرب من 100 عام.

نشاط رياضي مميز منذ مرحلة الطفولة

بدأت علاقة الأمير فيليب بالرياضة، منذ أن كان طفلا صغيرا وتلميذا في مدرسة جوردونستون Gordonstoun School في مورايشاير في إسكتلندا حيث حرص وقتها على المشاركة بحماسة في الأنشطة الرياضية في المدرسة، حتى أنه أصبح قائد لفريقي الهوكي والكريكيت في مدرسته، وخلال السنوات التالية تعلم الأمير فيليب رياضة الإبحار، وأصبح يجيد الإبحار بأنواع مختلفة من قوارب الإبحار.

مؤسسات رياضية قام بدعمها ورعايتها الأمير فيليب

بالرغم من حبه للإبحار إلا أنه لم يتوقف عن ممارسة رياضتي الكريكت والهوكي اللتان تعلمهما وأجادهما منذ الطفولة، حتى أنه شارك في عدد من مباريات الكريكت الخيرية في خمسينيات القرن الماضي، دعما للرابطة الوطنية لرياضات الملاعب the National Playing Fields Association، والتي أصبح رئيسا لها في عام 1948، وفي عام 1950 أصبح الراعي الرسمي لجمعية لوردز تافرنرز Lord’s Taverners، وهي مؤسسة خيرية تشجع الشباب الفقراء والأكثر احتياجا وذوي الاحتياجات الخاصة على ممارسة رياضة الكريكيت، إضافة إلى ذلك فإن الأمير فيليب شغل أيضا منصب رئيسا لنادي ماريليبون للكريكيت  MCC، وخلافا للتوقعات، تم انتخابه في منصب رئيس النادي مرتين.

خلال الأشهر الستة الأولى من عام 1949، عمل الأمير فيليب في مكاتب الرابطة الوطنية لرياضات الملاعب في لندن، وشغل منصب مدير عام متفرغ، ولكن قبل مغادرته لعمله في المؤسسة لتسلم مهام عمله كضابط في البحرية الملكية البريطانية، على المدمرة HMS Chequers، رتب بحيث تصله تقارير دورية من المؤسسة، والتي استمر في العمل معها حتى عام 2013، وتسلم في هذا العام مهام عمله في المؤسسة (والتي أصبحت تعرف حاليا باسم مؤسسة Fields in Trust)، حفيده الأمير وليام ولي عهد بريطانيا وأمير ويلز William, Prince of Wales.

في عام 1951، أقامت مؤسسة Variety Club of Great Britain الخيرية غير الربحية، والتي تشجع الأطفال والشباب الصغار، منذ ذوي الاحتياجات الخاصة، حفل جمع تبرعات لصالح المؤسسة، حضره الأمير فيليب وزوجته إليزابيث الثانية، إلى جانب نجوم ومشاهير آخرين من بينهم نويل كوارد Noel Coward وأورسون ويلز Orson Welles وفرانك سيناترا Frank Sinatra.

الأمير فيليب شغل أيضا منصب رئيس مجلس ألعاب القوى البريطاني للهواة (والذي أصبح يعرف حاليا بمجلس ألعاب القوى في المملكة المتحدة) لمدة 59 عام، ورئيس اتحاد ألعاب الكومنولث خلال الفترة ما بين عامي 1955، 1990، وخلال تلك الفترة حضر العديد من البطولات الرياضية الدولية الهامة، ومعظم دورات ألعاب الكومنولث.

الأمير فيليب ضيف بارز في البطولات الرياضية الدولية

وفقا للتقارير المنشورة فإن الأمير فيليب حضر 6 دورات أوليمبية، تتضمن دورات ألعاب مكسيكو سيتي (1968) وميونيخ (1972) ومونتريال (1976) وموسكو (1980) ولوس أنجلوس (1984)، وحضر أيضا العديد من دورات ألعاب الكومنولث، كما انتخب رئيسا للجنة الأوليمبية البريطانية في عام 1964 وشغل هذا المنصب حتى عام 1986 عندما سلمه إلى الأمير آن Princess Anne والتي تعرف بلقب الأميرة الملكية، الأمير فيليب شغل أيضا منصب رئيس للاتحاد الدولي للفروسية (FEI) خلال الفترة ما بين عامي 1964، 1986، وأشرف أيضا على الترتيبات الخاصة بسباق الفروسية في خمس ألعاب أولمبية خلال الفترة ما بين عامي 1968، 1984.

الأمير فيليب ورياضات الخيول

من المعروف أن الأمير فيليب كان من هواة رياضة سباقات العربات التي تجرها الخيول ولكن ما قد لا يعرفه الكثيرون أنه كان من بين شاركوا في وضع  قواعد سباقات عربات الخيول في بريطانيا، من المعروف أيضا أن الأمير فيليب تعلم رياضة الفروسية منذ  الصغر وأجاد هذه الرياضة وغيرها من رياضات الخيول، وخاصة رياضة البولو والتي تعلمها خلال فترة خدمته كضابط بحري في مالطا في عام 1949، بتشجيع من أحد أخواله، وهو إيرل مونتباتن من بورما Earl Mountbatten of Burma، واستمر الأمير فيليب في ممارسة رياضة البولو خلال السنوات التالية، وشارك في العديد من مباريات البولو الخيرية (وهو تقليد اتبعه فيما بعد ابنه الأكبر تشارلز الثالث، وحفيديه الأميرين وليام وهاري Prince Harry وهما ابني تشارلز الثالث)، وخلال فترة ممارسته لرياضة البولو أسس نادي Household Brigade Polo Club (والذي اصبح يعرف حاليا باسم نادي Guards Polo Club) في وندسور في عام 1955.

استمر الأمير فيليب في لعب البولو حتى بلغ سن الخمسين من عمره، وبعدها بدأ يركز جهوده في رياضة سباقات عربات الخيول واستمر في ممارسة هذه الرياضة والمشاركة في بطولاتها في بريطانيا حتى عام 2003، بعدها أصبح يكتفي بحضور سباقات عربات الخيول وتدريب حفيدته ليدي لويز على الرياضة واستمر ذلك حتى اعتزل الحياة العام في صيف عام 2017، وبعدها بثلاث أعوام تقريبا، توفي الأمير فيليب في إبريل في عام 2020، قبل شهرين فقط من احتفاله بعيد ميلاده 100، وجاءت وفاته بعد صراع قصير مع المرض، في قلعة وندسور، وبينما كانت زوجته الملكة إليزابيث الثانية بجواره، جدير بالذكر أن قلعة وندسور كانت مقر الإقامة الرئيسي للملكة وزوجها خلال فترة الإغلاق العام في ظل أزمة تفشي جائحة كورونا وخلال السنوات الأخيرة من حياتهما.