أشهر الشقيقات المقربات في العائلة المالكة البريطانية
يبدو أن سيدات العائلة المالكة البريطانية أكثر حظا فيما يتعلق بعلاقتهن بشقيقاتهن، فعلى العكس من علاقات الكثير من الأشقاء الملكيين في تاريخ العائلة المالكة البريطانية والتي وصفت بأنها كانت تهيمن عليها الخلافات وتتضمن الكثير من التوتر والتنافس إلا أن علاقات سيدات العائلة المالكة البريطانية بشقيقاتهن، غالبا ما توصف بأنها أكثر من رائعة، وتحمل الكثير من مشاعر الحب والمودة والاحترام، وتتضمن قيام كل شقيقة بدعم الآخر والتواجد في جانبها في أهم لحظات حياتها، وأحد أفضل الأمثلة على ذلك العلاقة بين الملكة الراحلة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II وشقيقتها الصغرى، الأميرة مارغريت Princess Margaret، والعلاقة بين الملكة كاميلا Queen Camilla وشقيقتها الصغرى أنابيل أليوت Annabel Elliot، كاثرين أميرة ويلز Catherine, Princess of Wales وشقيقتها الصغرى بيبا ميدلتون Pippa Middelton، والآن دعونا نسلط الضوء على أشهر علاقات الشقيقات المقربات في العائلة المالكة البريطانية:
الملكة إليزابيث الثانية والأميرة مارغريت
الملكة إليزابيث الثانية هي الابنة الأولى للملك جورج السادس King George VI وولدت في عام 1926، وبعدها بأربعة أعوام، ولدت شقيقتها الصغرى الأميرة مارغريت، الملكة إليزابيث الثانية والأميرة مارغريت عاشتا الجزء الأكبر من طفولتيهما في قصر باكنغهام بعد أن أصبح والدهما ملكا لبريطانيا، وكانت طفولتهما لا تبدو مختلفة كثيرة عن بقية أبناء ملوك وملكات بريطانيا الذين عاشوا في قصر باكنغهام، الملك جورج السادس سبق وأن وصف ابنتيه في إحدى المناسبات قائلا: "ليليبت (اسم تدليل الملكة إليزابيث الثانية) هي مصدر فخري، ومارغريت هي مصدر سعادتي"، وهو ما يعبر بشكل كبير عن نظرة الكثيرين للملكة إليزابيث الثانية والأميرة مارغريت، فالأولى أعدت منذ أن كانت في العاشرة من عمرها (بسبب تنازل عمها إدوارد الثامن Edward VIII عن العرش وإعلان والدها ملكا لبريطانيا) لتكون وريثة للعرش البريطاني وللمسئولية الكبيرة التي تأتي مع ذلك في حين أن الأميرة مارغريت والتي كانت تحتل وقتها المرتبة الثانية في ولاية العرش، كان يتوقع منها أن تتحمل جزء أقل من المسئوليات الملقاة على عاتقي شقيقتها الكبرى ولكن ماذا عن نظرة الشقيقتين لبعضهما البعض؟
وفقا للتقارير المنشورة فإن إليزابيث الثانية والأميرة مارغريت كانتا مقربتان للغاية خلال طفولتيهما، بالرغم الاختلاف الكبير بين شخصيتهما، فالملكة إليزابيث الثانية كانت أكثر هدوء ورزانة منذ الصغر، في حين أن شقيقتها الصغرى، كانت أكثر عفوية وتهورا في بعض الأحيان، وهو ما كان سبب في وقوعها في المشكلات، وخاصة مع جدتهما الملكة ماري Queen Marry والتي أبدت في عدة مناسبات شعورها بعدم الرضا عن ميل حفيدتها مارغريت لتجاهل القواعد والتقاليد الملكية الصارمة، وعلى العكس من إليزابيث الثانية أيضا، كانت الأميرة مارغريت لا تتقبل قيود وأعباء الحياة الملكية، وتشعر أنها سبب في تعاستها، وهو الأمر الذي وجدت إليزابيث الثانية صعوبة كبيرة في تقبله، ومع ذلك فلقد تعاطفت مع معاناة شقيقتها الصغرى، وحاولت مساعدتها قدر الإمكان، بتقديم الدعم لشقيقتها الصغرى عندما قررت إنهاء زواجها، والحصول على الطلاق، بالرغم من أن حقيقة أن الكنيسة الإنجليزية كانت وقتها لا تعترف بالطلاق.
أما من جانب الأميرة مارغريت فكانت هي الأخرى تكن الكثير من مشاعر الحب والود لشقيقتها الكبرى، ويقال إنها اعتادت على الاتصال بها هاتفيا للحديث معها في كل يوم تقريبا، كما كانت أيضا تحمل الكثير من الاحترام والتقدير لشقيقتها الملكة، حتى أنها لم تكن تخاطبها علنيا إلا بلقب الملكة، بينما اعتادت أن تستخدم اسم التدليل "ليليبت" عند مخاطبة شقيقتها الكبرى، في محادثاتهما الشخصية.
مشاعر الحب التي كانت تحملها كل من إليزابيث الثانية والأميرة مارغريت اتجاه بعضهما البعض، بدت واضحة من تقبل كل منهما للأخرى، ودعمها للأخرى بالرغم من الاختلاف الكبير بين شخصيتهما، ومن حديث الأميرة مارغريت عن شقيقتها في تصريحاتها لوسائل الإعلام والتي كانت تحمل الكثير من الإعجاب والتقدير لشقيقتها الكبرى التي تحملت الأعباء والمسئوليات الثقيلة لمنصبها كملكة لبريطانيا منذ أن كانت في الخامسة والعشرين من عمرها، أما إليزابيث الثانية فإن مشاعر الحب العميقة التي تحملها لشقيقتها الصغرى بدت واضحة في جنازة الأميرة مارغريت في عام 2001 عندما ظهرت معالم الحزن واضحة على وجه إليزابيث الثانية والتي كانت نادرا ما تظهر مشاعرها وانفعالاتها بشكل علني.
الملكة كاميلا وأنابيل إليوت
الملكة كاميلا هي شقيقة كبرى مقربة للغاية من شقيقتها الصغرى أنابيل إليوت، بالرغم من الفارق الكبير بين شخصيتهما، مثلها في ذلك مثل الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، ولكن الاختلاف هنا أن الملكة كاميلا كانت ذات طبيعة أكثر انفتاحا وعفوية من شقيقتها الصغرى ذات الطبيعة الهادئة والرصينة، وكانت هي من يجد نفسه في مشكلة مع جدتهما ذات الطبيعة الجادة الصارمة، أثناء إقامتهما في منزل جديهما في هامبشاير، ومع ذلك فإن أنابيل إليوت وهي مصممة ديكور كانت دائما ما تشعر بالإعجاب اتجاه طبيعة شقيقتها ذات الطبيعة المنفتحة الواثقة والتي جعلتها تتمتع بحضور وتواجد قوي في المشهد الاجتماعي في لندن، على العكس من أنابيل ذات الطبيعة الخجولة والتي فضلت البقاء بعيدا عن الأضواء والتركيز على دراستها للفن، قبل سفرها إلى فلورنسا لاستكمال دراستها، قبل أن تعود إلى بريطانيا وتتزوج في سن 23، ومع ذلك استمرت أنابيل بتقديم الدعم لشقيقتها الكبرى والتي كانت موضع اهتمام الكثيرين في بريطانيا بسبب حب تشارلز الثالث King Charles III لها، وكان حفل عيد ميلاد أنابيل الأربعين هو المكان الذي واجهت فيه الأميرة ديانا Princess Diana، كاميلا، بشأن علاقتها مع تشارلز الثالث بينما كان لا يزال وقتها متزوج بديانا.
أنابيل استمرت في دعم شقيقتها الكبرى بالرغم من الجدل المثار حول علاقتها بتشارلز الثالث، والهجوم الكبير الذي تعرضت له كاميلا في وسائل الإعلام، بسبب هذه العلاقة، وكان حفل عيد ميلاد أنابيل الخمسين والذي أقيم في فندق ريتز المكان الذي ظهرت فيه كاميلا كشريك علني لتشارلز للمرة الأولى، قبل أن يتزوجا بعدها بعد سنوات.
منذ إعلان الملك تشارلز الثالث وزوجته الملكة كاميلا، ملكين لبريطانيا، رسميا، في هذا العام، حرصت أنابيل إليوت على تقديم كل الدعم الممكن لشقيقتها الملكة كاميلا، ومنذ ذلك الحين أيضا حرصت الملكة كاميلا على إبقاء شقيقتها الصغرى قريبة منها، حتى أنهما شوهدتا معا في عدة مناسبات خلال الأشعر القليلة الماضية، كان من بينهما ظهورهما معا في المقصورة الملكية في بطولة ويمبلدون للتنس في صيف هذا العام.
أما بالنسبة للملكة كاميلا، فلقد كانت هي الأخرى داعما كبيرا لشقيقتها الصغرى أنابيل وكانت من أشد المعجبين والمشجعين لموهبة شقيقتها الفنية، حتى أنها اختارت وزوجها تشارلز الثالث، أنابيل لمهمة تصميم الديكور الداخلي لعدد من المنازل على أرض دوقية كورنوال (والتي كانت يمتلكها الملك تشارلز قبل أن يصبح ملكا لبريطانيا)، كما اعتادت الملكة كاميلا أيضا على دعوة شقيقتها الصغرى للانضمام إليها في رحلات عطلتها، حتى أنها قامت بدعوة شقيقتها الصغرى وزوجها لقضاء عطلة في اسكتلندا عندما سافرت إليها بصحبة تشارلز الثالث لقضاء أجازة شهر العسل هناك، بعد زواجهما في عام 2005.
كاثرين أميرة ويلز وبيبا ميدلتون
كاثرين أميرة ويلز تجمعها هي الأخرى علاقة مقربة للغاية بشقيقتها الصغرى بيبا ميدلتون منذ الصغر، بحكم نشأتهما في أسرة مقربة ومتماسكة، والفارق الصغير بينهما في العمر والذي لا يتجاوز العامين، إضافة إلى ذلك فإن كاثرين أميرة ويلز وبيبا ميدلتون تتشابهان إلى حد كبير في الطباع ولديهما العديد من الهوايات المشتركة، بما في ذلك حب الرياضة، وخاصة رياضتي التنس والسباحة.
كاثرين أميرة ويلز، كانت دائما ما تحرص على إبقاء شقيقتها بالقرب منها قبل وبعد انضمامها إلى العائلة المالكة البريطانية بعد زواجها من الأمير وليام ولي عهد بريطانيا وأمير ويلز William, Prince of Wales، حتى أن بيبا ميدلتون قامت بدور رئيسي في حفل زفاف كاثرين أميرة ويلز حيث كانت وصيفة الشرف الرئيسية والوحيدة في حفل الزفاف، بعدها أصبحت بيبا ميدلتون تقوم بالظهور في العديد من المناسبات الهامة إلى جانب شقيقتها كاثرين أميرة ويلز، بما في ذلك حفل أعياد الميلاد الخيري السنوي الذي تستضيفه العائلة المالكة في كاتدرائية وستمنستر.
أما عن العلاقة بينهما كشقيقتين فتحدثت عنها بيبا ميدلتون في أول مقابلة تلفزيونية لها في عام 2014 حيث قالت وقتها إنها وشقيقتها الكبرى مقربتين للغاية وأن شقيقتها الكبرى لا تزال تحرص على قضاء بعض الوقت بصحبتها بالرغم من أعباء ومسئوليات حياتها الجديدة كفرد في العائلة المالكة البريطانية، وتحدثت عن ذلك وقالت: "من الواضح حياتها الجديدة تتضمن بالطبع الكثير من المسئوليات، هناك الكثير من المهام التي تحتاج للقيام بها والأشياء التي تحتاج لأن تتأقلم عليها، ولكننا نحرص على قضاء الوقت معا وتخصيص بعض الوقت لقضائه معا كعائلة".