مناسبات اتهم فيها أفراد العائلة المالكة البريطانية بالعنصرية
الكثيرون حول العالم صدموا بسماع الاتهامات التي وجهها الأمير هاري Prince Harry وزوجته ميغان ماركل Meghan Markle للعائلة المالكة البريطانية، خلال مقابلتهما التلفزيونية المثيرة للجدل مع المذيعة الأمريكية الشهيرة أوبرا وينفري Oprah Winfrey في مارس 2021 وأبرزها اتهام ميغان وهاري ضمنيا للعائلة المالكة البريطانية، بالعنصرية اتجاه ميغان، بسبب أصولها الإفريقية، وفي حين أن أفراد العائلة المالكة البريطانية غالبا ما يتبعون سياسة "عدوى الشكوى ومحاول التفسير" الشهيرة التي اشتهرت بها الملكة الراحلة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II إلا أن الاتهام بالعنصرية كان مزعجا ومقلقا للغاية بالنسبة للعائلة المالكة البريطانية لدرجة أن الأمير وليام William, Prince of Wales رد على اتهام ميغان، وشقيقه الأصغر هاري، للعائلة المالكة البريطانية بالعنصرية خلال ارتباط رسمي قام به بعد فترة وجيزة من عرض مقابلة هاري وميغان الصادمة مع أوبرا حيث قال الأمير وليام وقتها إنه وعائلته "أبعد ما يمكن عن أن يكونوا عنصريين".
في حين أن اتهام العائلة المالكة البريطانية بالعنصرية قد فاجأ الكثيرين-خاصة أنه اتهام جاء من هاري وميغان وكلاهما كان فرد في العائلة المالكة-إلا أنه لم يكن الأول من نوعه حيث سبق وأن اتهم عدد لا بأس به من الأفراد العائلة المالكة البريطانية بالعنصرية على مر السنوات، بما في ذلك الملكة الراحلة إليزابيث الثانية.
وفي ما يلي مجموعة من أشهر المناسبات التي اتهم فيها أفراد من العائلة المالكة البريطانية بالعنصرية:
عندما تجاهلت الملكة الراحلة إليزابيث الثانية المطالبات بتقديمها اعتذار رسمي عن دور النظام الملكي البريطاني في تجارة الرقيق
من المعروف أن النظام الملكي البريطاني، قام بدور رئيسي في تجارة الرقيق بل ونقل ملايين الأفارقة المستعبدين لاستخدامهم في الأعمال الشاقة في مستعمراتها في ذلك الوقت في منطقة البحر الكاريبي وأمريكا الشمالية والجنوبية ودول أخرى خلال القرن السادس عشر حتى عام 1807، ووفقا للمؤرخين بأن تجارة الرقيق دعمها العديد من الملوك البريطانيين وكانت سبب في تنامي ثرواتهم، واستفاد منها بشكل مباشر الملوك البريطانيين التاليين حتى وإن لم يقوموا بدعم تجارة الرقيق صراحة، وكان من بين هؤلاء إليزابيث الثانية، ومع ذلك فإن الملكة إليزابيث الثانية اختارت تجاهل المطالبات بتقديمها اعتذار رسمي عن دور النظام الملكي البريطاني في تجارة الرقيق بالرغم من حقيقة أن هناك ملوك أوروبيين تحدثوا عن أسفهم عن على تورط بلادهم في تجارة مشينة مثل تجارة الرقيق، وأبرزهم الملك فيليم ألكسندر ملك هولندا Willem-Alexander of the Netherlands والذي اعتذر صراحة عن الدور الذي قامت به بلاده في تجارة الرقيق، وهو ما كان سبب في اتهام البعض للملكة الراحلة إليزابيث الثانية بالعنصرية.
عندما قام الأمير فيليب بالإدلاء بعدة تصريحات في مناسبات رسمية اعتبرت عنصرية
من المعروف أن الأمير الراحل فيليب، زوج الملكة إليزابيث الثانية، كان يمتلك حس دعابة مميز ولا يتردد في المزاح أو إلقاء النكات حتى في المناسبات الرسمية أو الجادة (وهو ما كان سبب في اعتقاد الكثيرين من المقربين إليزابيث الثانية في الماضي أنه ليس الشخص الملائم ليكون زوج لملكة بريطانيا)، حتى أنه اعتاد على المزاح على الفارق في المكانة والمنزلة الاجتماعية بينه وبين زوجته الملكية أمام آخرين في مناسبات وارتباطات عامة، ولكن يبدو أن حبه للمزاح وإطلاق النكات كان سبب في اتهامه في العنصرية في مناسبات عديدة كان من بينها ما قاله عند مقابلته لرئيس نيجيريا في عام 2015 حيث قال له معلقا على الزي الوطني الذي كان يرتديه الرئيس النيجيري وقتها أنه يجعله يبدو وكأنه "يستعد للذهاب للنوم"، وقبل ذلك، خلال زيارة له للصين في عام 1986، أخبر طالبا بريطانيا يعيش هناك أنه إذا بقي لفترة أطول في الصين، "سيعود إلى الوطن بعينين ضيقتين".
على الرغم من أن القصر أنكر صحة إدلاء الأمير فيليب بالتصريحات السابقة، إلا أن تصريح آخر للأمير فيليب وصف بالعنصري، تصدر وسائل الإعلام في التسعينيات وكان سبب في تقدمه في اعتذار الرسمي، حيث قدم الأمير فيليب اعتذار رسمي بعد زيارة له لمصنع إلكترونيات في اسكتلندا في عام 1999، لأنه علق خلالها صندوق صمامات ذو مظهر فوضوي داخل المصنع قائلا إنه يبدو وكأن من قام بإعداده هندي.
عندما نشر مقطع فيديو للأمير هاري يظهر فيه وهو يخاطب زميل أسيوي له في الجيش بكلمة عنصرية
اتهم الأمير هاري أيضا بالعنصرية بسبب مخاطبته لزميل له في الجيش من أصول باكستانية بكلمة "باكي" Paki وهي كلمة دارجة عنصرية إنجليزية (معروفة لدى البريطانيين بشكل خاص) تشير إلى الباكستانيين وذوي الأصول الباكستانية أو الجنوب الأسيوية، وتم الكشف عن ذلك عندما نشرت وكالة News of the World في عام 2009، للأمير هاري وهو يخاطب زميله الأسيوي في الجيش بهذه الكلمة العنصرية وتبين أن مقطع الفيديو تم تصويره في عام 2006.
الأمير هاري اعتذر عن ذلك على لسان متحدث باسم، والذي أكد أن الأمير يعي تماما حقيقة أن استخدم كلمة مسيئة وغير لائقة، ولكن المتحدث الرسمي أكد أن استخدام الأمير للكلمة لم يكن يهدف إلى الإساءة أو التقليل من شأن زميل له، وإنما كان أقرب لمزاح ثقيل بين صديقين مقربين.
عندما ارتدت الأميرة مايكل Princess Michael of Kent من كينت بروش "بلاكامور" Blackamoor لمقابلة ميغان ماركل في عام 2017
تعرضت الأميرة مايكل من كينت وهي زوجة أحد أبناء عمومة الملكة إليزابيث الثانية، لانتقادات حادة واتهمت بالعنصرية بسبب ارتدائها بروش "بلاكامور" في مأدبة غداء أعياد الميلاد التي استضافتها الملكة في قصر باكنغهام لعائلتها في عام 2017 والتي حضرتها ميغان ماركل، والبلاكامور هو فن أوروبي عنصري نشأ وازدهر في أوروبا في القرنين السادس عشر والسابع عشر وغالبا ما يصور الأشخاص ذوي البشرة الداكنة في مواقع الخنوع والتذلل باعتبارهم عبيد.
الأميرة مايكل كينت علقت على ذلك على لسان متحدث باسمها والذي نفى تعمد الأميرة إهانة ميغان ماركل، وقال عن ذلك في تصريح له لبي بي سي نيوز: "البروش كان هدية حصلت عليها الأميرة مايكل كينت وسبق وأن ارتدتها في عدة مناسبات سابقة من قبل، الأميرة مايكل حزينة ومنزعجة للغاية لأنها تسببت دون قصد في إساءة".
عندما قال هاري وميغان أن أحد أفراد العائلة المالكة البريطانية تحدث معهما عن لون بشرة طفلهما المتوقع قبل ولادته
خلال مقابلة هاري وميغان الشهيرة مع أوبرا وينفري اتهم الزوجان العائلة المالكة البريطانية ضمنيا بالعنصرية عندما تحدثا عن أن أحد أفراد العائلة المالكة البريطانية، قام بسؤلهما عن لون البشرة المتوقع لطفلهما الأول الأمير أرشي Prince Archie، أثناء حمل ميغان في الطفل حيث قالت ميغان إنها سئلت صراحة منذ ذلك الشخص الذي رفضت الكشف عن هويته، عما إذا كان لون بشرة طفلها الذي لم يولد سيكون قاتما، وأكد الأمير هاري خلال نفس المقابلة صحة ما قالته ميغان.
ميغان وهاري رفضا الإفصاح عن هوية الشخص من العائلة المالكة، الذي تحدث معهما عن مدى قتامة اللون المتوقع لبشرة طفلهما، ولكنهما أكدا أنه لم يكن الملكة إليزابيث الثانية أو زوجها الأمير فيليب.