أشهر علاقات الصداقة الملكية
لا يزال يوجد في عالمنا مجموعة من الممالك العريقة التي لا تزال قائمة ومستمرة حتى يومنا، وفي حين أن غالبية هذه الممالك أو الدول الملكية تبعد عن بعضها البعض أميال عديدة، بل ويتواجد بعضها في قارات مختلفة إلا أن أفرادها يتقابلون من حين لآخر في المناسبات الملكية الاحتفالية الهامة (مثل حفلات الزفاف الملكية) أو الارتباطات الرسمية (مثل الزيارات والجولات الملكية الرسمية)، كما سبق وأن قام بعضهم بالمشاركة في مشاريع خيرية وبيئية مشتركة (مثل مشاركة الملكة رانيا ملكة الأردن Queen Rania of Jordan في مشروع The Earthshot Prize البيئي الذي أطلقه الأمير وليام ولي عهد بريطانيا وأمير ويلز William, Prince Of Wales بهدف إيجاد حلول للمشكلات البيئية الأكثر إلحاحا وتحديا بحلول عام 2030) إلا أن ذلك لا يعني أن أفراد العائلات الملكية من مختلف أنحاء العالم، تجمعهم فقط علاقات عمل، تأتي في إطار مهام عملهم الرسمي، كقادة أو ممثلين ملكين لبلدانهم، فهناك أيضا عدد لا بأس به من أفراد العائلات الملكية المختلفة التي جمعتهم علاقات صداقة جيدة على مر السنوات، لأسباب مختلفة، من بينها ارتباطهم ببعضهم البعض من خلال تجاربهم المشتركة أو بفضل لقاءاتهم المتكررة لوجود صلات قرابة بينهما أو لعملهم جنبا إلى جنب لسنوات عديدة لدعم مبادرات ومشاريع خيرية تمثل أهمية كبيرة بالنسبة إليهم.
وفي ما يلي مجموعة من أشهر علاقات الصداقة الملكية والتي استمرت لسنوات طويلة ولا يزال بعضها مستمرا حتى يومنا هذا:
الملكة ماتيلد ملكة بلجيكا Queen Mathilde of Belgium والملكة ماكسيما ملكة هولندا Queen Maxima of the Netherlands
كلتاهما تزوجت من ملك أوروبي حاكم، فالملكة ماتيلد تزوجت من الملك فيليب ملك بلجيكا Philippe of Belgium، في حين تزوجت الملكة ماكسيما من الملك فيليم ألكسندر ملك هولندا Willem-Alexander of the Netherlands، وبحكم الروابط التاريخية الوثيقة بين دولتي هولندا وبلجيكا، وحقيقة أن زوجيهما صديقين جيدين، التقت الملكتين ماتيلد وماكسيما مرات عديدة على مر السنوات، كما سبق وأن قامتا بعدد من المهمات الرسمية المشتركة معا، ولكن علاقتهما ليست علاقة رسمية أو تقتصر على العمل فحسب، فمن المعروف أيضا أنهما صديقتين مقربتين، حتى أنهما تبادلتا زيارات شخصية في مناسبات عديدة في الماضي، كان من بينها زيارة الملكة ماكسيما للملكة ماتيلد في المستشفى، بعد إنجاب الأخيرة لابنتها الأمير إليزابيث ولية عهد بلجيكا Princess Elisabeth، الملكة ماتيلد، حرصت أيضا على تهنئة الملكة ماكسيما شخصيا عند ولادة الأخيرة لابنتها الأميرة ألكسيا Princess Alexia، بل واختيرت الملكة ماتيلد أيضا لتكون الأم الروحية للأميرة ألكسيا (وهي أيضا الأم الروحية للأميرة إيزابيلا أميرة الدنمارك Princess Isabella of Denmark).
الأميرة فيكتوريا ولية عهد السويد Crown Princess Victoria of Sweden والأمير فريدريك ولي عهد الدنمارك Crown Prince Frederik of Denmark
من المعروف أن العائلات الملكية الاسكندنافية تجمعهم روابط وثيقة ببعضهم البعض، تتنوع ما بين صلات القرابة، وعلاقات الصداقة الجيدة بين أفرادها والتي تمتد لسنوات، وأحد أفضل الأمثلة على ذلك علاقة الصداقة الجيدة بين الأميرة فيكتوريا ولية عهد السويد والأمير فريدريك ولي عهد الدنمارك، والتي جاءت بفضل لقائتهما المتكررة على مر السنوات وعملهما جنبا إلى جنب في عدة مناسبات، بحكم العلاقات التاريخية الوثيقة بين دولتيهما، وصلات القرابة بين عائلتيهما الملكتين، وعلى مر السنوات حرص كل منهما على حضور المناسبات الهامة في حياة الآخر، ولذلك كانت الأميرة فيكتوريا وزوجها من أوائل المدعوين لحفل زفاف الأمير فريدريك على زوجته الأميرة ماري Mary, Crown Princess of Denmark، وكان الأمير فريدريك من بين أبرز الحضور في حفل زفاف الأميرة فيكتوريا على زوجها الأمير دانيال Prince Daniel.
كلاهما يحمل أيضا للآخر الكثير من مشاعر التقدير والاحترام، وتقل عن الأميرة فيكتوريا وصفها للأمير فريدريك، بأنه "يتمتع بحضور قوي للغاية" وبأنه من النوع الذي يضع كامل اهتمامه في كل ما يقوم به، ووصفته أيضا بأنه من النوع الذي يجيد الاستماع للآخرين وينتظر سماع ما لديهم ليقولوه.
الملكة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II والملكة مارغريت الثانية Queen Margrethe of Denmark
عندما نعت الملكة مارغريت الثانية ملكة الدنمارك، الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا الراحلة، بعد وفاة الأخيرة في سبتمبر 2022، لم تكن تنعي فقط ملكة حاكمة لواحدة من البلدان الصديقة للدنمارك أو حتى واحدة من أبناء عمومتها (لكونهما أبناء عمومة من الجيل الثالث)، وإنما نعت أيضا صديقة مقربة حيث جمعت بين الملكتين علاقة صداقة جيدة للغاية امتدت لسنوات، بالرغم من الفارق الكبير بينهما في العمر (حيث كانت إليزابيث الثانية تكبر مارغريت الثانية بأربعة عشر عام تقريبا).
علاقة الصداقة بين الملكتين بفضل لقائتهما المتكررة في المناسبات العائلية بحكم صلة القرابة بينهما والتي عززها زواج إليزابيث الثانية من الأمير فيليب أمير اليونان والدنمارك والذي تنازل عن ألقابه الملكية بعد زواجه من إليزابيث الثانية وأصبح يعرف بأمير بريطانيا ودوق إدنبرة، كما اعتادت الملكتين أيضا على اللقاء في مناسبات رسمية عديدة في إطار مهام عملهما الرسمي كملكتين حاكمتين، وقبل أزمة تفشي جائحة كورونا، كانت الملكة مارغريت تقوم من حين لآخر بزيارات شخصية للملكة إليزابيث الثانية في قصر باكنغهام، وذلك وفقا لصحيفة إكسبريس البريطانية.
أميرة لوكسمبورغ السابقة تيسي Former Princess Tessy of Luxembourg والأمير هاري دوق ساسيكس Prince Harry, Duke of Sussex
علاقة الصداقة الجيدة التي تجمع ما بين أميرة لوكسمبورغ السابقة تيسي والأمير هاري دوق ساسيكس، هي واحدة من علاقات الصداقة الملكية التي لا يعرف بشأنها الكثيرين والتي تم الكشف عنها عن طريق المصادفة حيث كشفت الأمير السابقة تيسي بشكل عابر عن علاقة صداقتها الوثيقة مع هاري في نوفمبر 2021، عندما شاركت من خلال صفحتها على الإنستغرام، مقطع فيديو من فعالية خيرية لمؤسسة Oscars for Social Change للتغيير الاجتماعي، والتي تناصر الأقليات، وكتبت معلقة على مشاركتها في الفعالية: "من بين أسباب أخرى. علقت على المنشور "لقد كنت ضيفة الشرف ومتحدثة (في الفعالية) لعامين متتاليين إلى جانب صديقي العزيز وزميلي المدافع عن القضية ومصدر الإلهام الحقيقي، صاحب السمو الملكي الأمير هاري".
علاقة الصداقة الجيدة بين أميرة لوكسمبورغ السابقة تيسي والأمير هاري بدت أيضا واضحة من خلال منشوراتها على مواقع التواصل التي دافعت فيها عن الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل Meghan Markle دوقة ساسيكس في الوقت الذي تعرض فيه الاثنان لحملات انتقادات شرسة.
أما عن بداية علاقة الصداقة غير المتوقعة بين أميرة لوكسمبورغ السابقة تيسي والأمير هاري، فيعتقد أنها بدأت بسبب حقيقة أن الأميرة السابقة تيسي قد أصبحت مقيمة بشكل دائم تقريبا في بريطانيا، منذ انفصالها عن زوجها السابق الأمير لويس أمير لوكسمبورغ Prince Louis of Luxembourg في عام 2017، قبل طلاقهما رسميا في عام 2019 (وفقدانها بذلك ألقابها الملكية)، ومن غير المستبعد أن يكون الاثنان قد التقيا في عدة مناسبات خلال تلك الفترة، لأن الأمير السابقة تيسي كانت لا تزال من الشخصيات المجتمعية الشهيرة في بريطانيا، بالرغم من فقدانها للقبها كأميرة.
الملكة ليتيزيا ملكة إسبانيا Queen Letizia of Spain والملكة رانيا ملكة الأردن Queen Rania of Jordan
بالإضافة إلى حقيقية أن زوجيهما الملك فيليب السادس ملك إسبانيا King Felipe والملك عبد الله الثاني ملك الأردن King Abdullah II تجمعهما علاقة صداقة جيدة (بدت واضحة من خلال قيام كل منهم بإظهار الدعم العلني لبعضهما البعض، وتبادل التهاني في المناسبات)، فإن الملكتين ليتيزيا ورانيا تجمعهما علاقة صداقة جيدة للغاية، بالرغم من الأميال العديدة التي تفصل بين دولتيهما والتي توجد كل منهما في قارة مختلفة، وبدأت علاقة الصداقة بين الملكتين بفضل تجاربهما المشتركة والتي تتضمن حقيقة أن كل منهما كانت امرأة عاملة تنتمي إلى عائلة من الطبقة المتوسطة قبل زواجها من ملك، هناك بالطبع علاقة الصداقة الجيدة بين زوجيهما والتي ساهمت في بناء جسور الصداقة بين الملكتين، بالإضافة إلى قيامهما بعدد لا بأس به من المهمات والارتباطات الرسمية المشتركة على مر السنوات.
علاقة الصداقة الجيدة بين ملكة إسبانيا وملكة الأردن بدت واضحة أيضا من الاستقبال الودي المميز الذي استقبل به ملك وملكة إسبانيا، ملك وملكة الأردن خلال زيارة ملك الأردن وزوجته إلى إسبانيا في عام 2015 حيث سارع ملك وملكة إسبانيا باستقبالهما في المطار بدلا من انتظار وصولهما في القصر الملكي الإسباني كما جرت العادة.