لهذه الأسباب أصبح الأمير أندرو أكثر أفراد العائلة المالكة البريطانية إثارة للجدل
العام الماضي كان بالتأكيد عام عصيبا وشديد الصعوبة بالنسبة للأمير أندرو دوق يورك Prince Andrew, Duke of York وهو الطفل الثالث للملكة الراحلة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II وثاني أبنائها الذكور حيث بدأ العام الماضي بداية صعوبة للغاية بالنسبة للأمير أندرو بعد أن رفعت واحدة من ضحايا صديقه المقرب السابق، جيفري إبستاين Jeffrey Epstein، وتدعى فيرجينيا جوفري Virginia Giuffre دعوى قضائية ضده أمام محكمة أمريكية في يناير في ذلك العام، تتهمه فيها، باستغلالها جنسيا في ثلاث مناسبات، عندما كان عمرها، لا يتجاوز 17 عام، وفي حين أن القضية تم تسويتها خارج المحكمة في مقابل تعويض مالي ضخم (يعتقد أنه لا يقل عن 10 ملايين دولار) إلا أن القضية تسببت في خسائر هائلة للأمير أندرو، لم تقتصر فقط على الخسائر المادية حيث تسببت في حرمانه من حق استخدام لقب صاحب السمو الملكي، وتجريده من ألقابه الشرفية العسكرية، وإنهاء كافة فرصه في العودة مرة أخرى للحياة الملكية.
الأشهر التالية من العام الماضي، كانت أكثر صعوبة على الأمير أندرو، والذي قيل إنه كان الابن المفضل للملكة الراحلة إليزابيث الثانية، وأنها كانت من أكبر داعميه حيث شهد ذلك الوقت تدهور كبير في الحالة الصحية للملكة إليزابيث الثانية قبل وفاتها في سبتمبر في ذلك العام، في قلعة بالمورال في منطقة المرتفعات الإسكتلندية (وهي مقر الإقامة الصيفي للعائلة المالكة البريطانية)، عن عمر يناهز 96 عام.
وإذا صحت التقارير المنشورة فإن هذا العام لن يكون أقل صعوبة وتحديا بالنسبة للأمير أندرو حيث تحدثت التقارير المنشورة عن أن الملك تشارلز الثالث King Charles III ملك بريطانيا الحالي والشقيق الأكبر للأمير أندرو، قد قرر إيقاف المنح المالية والتي قيل إنها كانت تقدم للأمير أندرو بتوجيهات من الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، من إيرادات ملكيتها الخاصة، دوقية لانكستر، والتي ورثها تشارلز الثالث بعد أن أصبح ملكا لبريطانيا خلفا لها.
التقارير تحدثت أيضا عن أن الملك تشارلز الثالث يخطط أيضا لإجبار الأمير أندرو على مغادرة المنزل الملكي Royal Lodge في وندسور هو منزل تاريخي مدرج من الدرجة الثانية يقع في حديقة وندسور الكبرى Windsor Great Park في مقاطعة بيركشاير البريطانية، ويبعد حوالي 3.2 ميل (5.1 كم) عن جنوب قلعة وندسور، والمنزل الملكي كان في الماضي، مقر إقامة خاص بالملكة إليزابيث المعروفة بالملكة الأم Queen Mother (وهي جدة الملك تشارلز الثالث والأمير أندرو)، وأقامت في المنزل من عام 1952 حتى وفاتها هناك في عام 2002 ، عن عمر يناهز 101 عام، وفي عام 2004، أصبح المنزل الملكي، مقر إقامة رسمي للأمير أندرو وأسرته ولا يزال كذلك حتى يومنا هذا، ولكن يبدو أن هذا قد يتغير في المستقبل القريب حيث تحدثت التقارير عن أن الملك تشارلز الثالث طلب من الأمير أندرو إخلاء المنزل، وعرض عليه الانتقال إلى منزل فروغمور الريفي الأصغر المكون من خمس غرف نوم، والذي يقع أيضا في وندسور، وكان في الماضي، مقر الإقامة الرسمي للأمير هاري Prince Harry قبل أن يقوم الأخير بإخلاء المنزل، بناء على أمر من والده الملك تشارلز الثالث.
أقل أفراد العائلة المالكة البريطانية شعبية وأكثرهم إثارة للجدل
مشكلات الأمير أندرو لا تقتصر على ذلك فحسب وإنما تتضمن أيضا أزمة تضرر سمعته والانهيار الحاد في شعبيته بسبب الاتهامات التي وجهت له بالاستغلال الجنسي لقاصر وبسبب علاقة الصداقة المثيرة للجدل مع صديقه المقرب السابق جيفري إبستاين، والمتهم بقضايا اغتصاب قصر وإتجار بالبشر، وهي علاقة صداقة تسببت بحرج بالغ للعائلة المالكة البريطانية، وأضرت بسمعة الأمير أندرو بشدة، لدرجة أنه لم يعد مرحب به في أي من المناسبات العامة أو الحفلات الاجتماعية الهامة، كما أظهرت استطلاعات رأي حديثة أن الأمير أندرو هو أقل أفراد العائلة المالكة البريطانية شعبية على الإطلاق بين عموم البريطانيين، وأكثرهم إثارة للجدل، ومع ذلك فإن علاقة الأمير أندرو بجيفري إبستاين، لم تكن السبب الوحيد أمام انهيار شعبية الأمير أندرو بين البريطانيين حيث شهدت حياة الأمير أندرو الكثير من المواقف والخيارات الشخصية الأخرى المثيرة للجدل والتي جعلته أقل أفراد العائلة المالكة البريطانية شعبية، وفي ما يلي مجموعة من أهم الأسباب التي جعلت الأمير أندرو أقل أفراد العائلة المالكة البريطانية شعبية، وأكثرهم إثارة للجدل:
علاقة الصداقة المثيرة للجدل التي جمعته برجل الأعمال الأمريكي جيفري إبساتين
من بين أهم أسباب انهيار شعبية الأمير أندرو هي علاقة الصداقة التي امتدت لسنوات مع رجل الأعمال الأمريكي سيء السمعة، جيفري إبستاين، والمتهم باغتصاب قصر والإتجار بالبشر (والذي انتهت حياته بانتحاره في محبسه في نيويورك)، وكان الأمير أندرو قد التقى بجيفري إبستاين للمرة الأولى في عام 1999، عن طريق الثرية البريطانية جيسلين ماكسويل Ghislaine Maxwell وهي مدانة أيضا بتهم اتجار بالبشر، وتقضي عقوبة بالسجن المؤبد حاليا، علاقة الأمير أندرو بجيفري إبستاين أصبحت قوية وجيدة للغاية خلال السنوات التالية حتى أنه سبق وأن قام بدعوته إلى عدد من المنازل والقصور الملكية البريطانية، بما في ذلك قصر باكنغهام وقلعة بالمورال، بل وسبق وأن قام بدعوته أيضا لعيد الميلاد الثامن عشر لابنته الكبرى الأميرة بياتريس Princess Beatrice في عام 2006، بجانب رجال أعمال آخرين مدانين بتهم اغتصاب وإتجار بالبشر، من بينهم المنتج السينمائي الأمريكي هارفي واينستين Harvey Weinstein (والذي أدين لاحقا بجرائم جنسية) في عيد ميلاد ابنته الأميرة بياتريس الثامن عشر في عام 2006، الأسواء من ذلك أن الأمير أندرو أصر بالتمسك على صداقته بجيفري إبستاين حتى بعد أن بدأ التحقيق معه في تهم تتعلق بالإتجار بالبشر واغتصاب قصر، في عام 2010، بل والتقطت صورة شهيرة للأمير أندرو بصحبة جيفري إبستاين في حديقة سنترال بارك في نيويورك في نفس العام، بعد أسابيع قليلة من تحقيق الشرطة من إبستاين للاشتباه بتورطه في جرائم جنسية في ذلك الوقت، الأمير أندرو اعترف بشعوره بالندم على ذلك ووصف ما قام به وقتها بأنه "سوء تقدير كبير للأمور" من جانبه، خلال مقابلته التلفزيونية الشهيرة مع برنامج Newsnight على بي بي سي في نوفمبر 2019، والتي وصفت بالكارثية بالنسبة له، لفشل الأمير أندرو في إبعاد شبهة تورطه في تهم جنسية عن نفسه، وبعد فترة وجيزة من المقابلة، أعلن الأمير اندرو عن انسحابه رسميا من الحياة الملكية.
طلاقه من سارة فيرجسون Sarah Ferguson دوقة يورك
بعد زفاف ملكي رائع في كاتدرائية وستمنستر في لندن، وزواج استمر لعشر سنوات (أنجبا خلاله ابنتيهما الأميرة بياتريس والأميرة يوجين Princess Eugenie)، أعلن الأمير أندرو عن انفصاله عن سارة فيرجسون دوقة يورك في عام 1992، قبل أن يحصلا على الطلاق رسميا في عام 1996، انفصال الأمير أندرو من سارة فيرجسون، شهد عدة فضائح وادعاءات مثيرة للجدل تضمنت فضيحة الصور المسربة الشهيرة لسارة فيرجسون، وهي تجلس على أحد الشواطئ بصحبة رجل الأعمال الأمريكي جون بريان John Bryan (والتي تضمنت صورة له وهو يقبل قدمها)، بالإضافة إلى شائعات إساءة الأمير أندرو لسارة فيرجسون خلال زواجهما بقيامه بإهانتها لفظيا أمام آخرين، كل هذا تسبب في التأثير على سمعة الأمير أندرو سلبا، ومع ذلك فلقد كان انفصال الزوجين الملكيين السابقين هادئ وودي إلى حد كبير، ويقال إنهما قد أصبحا صديقين جيدين على مر السنوات، خاصة بعد أن قامت سارة فيرجسون بدعم الأمير أندرو والدفاع عنه علنيا خلال أزمة اتهامه بجرائم جنسية.
الإسراف المبالغ فيه والعطلات الباهظة
في حين أن الملكة إليزابيث الثانية حرصت طوال حياتها على تجنب مظاهر البذخ والإسراف، وكانت تفضل القيام بخيارات موفرة، خاصة فيما يتعلق بنفقاتها الشخصية إلا أن ابنها الأمير أندرو، كان على العكس من ذلك تماما حيث اشتهر بحبه للسفر والعطلات السياحية الفاخرة، حتى أن وسائل الإعلام البريطانية أطلقت عليه لقب "أندي المحب للسفر".
علاقات صداقة برجال أعمال وشخصيات سياسية مثيرة للجدل
علاقة الصداقة بين الأمير أندرو وجيفري إبساتين ليست علاقة الصداقة الوحيدة المثيرة للجدل في حياة الأمير أندرو حيث سبق وأن جمعته في الماضي علاقات صداقة وعمل مع شخصيات مثيرة للجدل طارق كايتوني Tarek Kaituni، وهو رجل أعمال ليبي أدين بتهريب الأسلحة في عام 2005، والعقيد معمر القذافي Colonel Gaddafi والذي التقى به الأمير أندرو عن طريق طارق كايتوني، الأمير أندرو قام أيضا باستضافة مأدبة عشاء في قصر باكنغهام في عام 2011، لرجل الأعمال التونسي صخر الماطري Sakher el-Materi، وهو صهر الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي Zine al-Abidine Ben Ali.
علاقات نسائية متعددة
الأمير أندرو أثار الجدل من حوله أيضا بسبب علاقاته النسائية العديدة على مر السنوات، والتي تضمن بعضها علاقات رومانسية مثيرة للجدل مثل علاقته بالمصورة الشهيرة كو ستارك Koo Stark في عام 1980 (والتي قامت بالمشاركة في فيلم للبالغين قبل مواعدتها للأمير أندرو)، وقيل إنها كانت الحب الأول في حياته، هناك أيضا علاقته بنساء أخريات شهيرات من بنهم عارضة الأزياء ألكسندرا إسكات Alexandra Escat، والشخصية التلفزيونية الشهيرة كارولين ستانبري Caroline Stanbury، وعارضة مجلة بلاي بوي، دينيس مارتيل Denise Martell وأنجي إيفرهارت Angie Everhart.