قبل "سفاح الجيزة".. قصص مأساوية حقيقية تحولت لأعمال درامية

إشادات واسعة نالها مسلسل "سفاح الجيزة" المستوحى من قصة حقيقية تعود أحداثها لعام 2020، عقب عرض أول حلقتين من أصل 8 حلقات عبر منصة شاهد الرقمية، إذا شهدتا العديد من الأحداث المثيرة والمحيرة، من بينها قيام السفاح الذي حمل عدة أسماء مختلقة، بقتل ضحيتين كانتا مقربتين له.

تفاصيل العمل الذي أخرجه هادي الباجوري، وألفه محمد صلاح العزب وإنجي أبو السعود وعماد مطر، وقام ببطولته كل من أحمد فهمي، باسم سمرة، ركين سعد، ميمي جمال، حنان يوسف، صلاح عبد الله، كانت دقيقة للغاية خاصة في المشاهد الخاصة بالأكلات التي اعتاد السفاح أن يطهوها، إذ سرعان ما تبادل رواد مواقع التواصل الاجتماعي لقطات من الحلقة للإعراب عن إعجابهم الشديد بها.

ورغم أن دوافع السفاح لم تتضح بعد خلال الأحداث، إلا أن تفاصيل الجريمة كاملة تم كشفها قبل وقت قريب حينما تم الإيقاع به في الحقيقة ومحاكمته بتهمة قتل أربع أشخاص هم زوجته وسيدتين وصديقه المقرب، إذ أنه أدلى بالعديد من الاعترافات حول جرائمه وكشف عن أماكن رفات ضحاياه.

مسلسل "سفاح الجيزة" أنعش ذاكرة الجمهور وذاكرة جيران البطل الحقيقي للقصة، ومن بينهم الإعلامي إبراهيم فايق، الذي نشر صورة حقيقية للسفاح عبر حسابه على موقع "إكس" وعلق عليها كاتبا: "اتفرجت على الحلقتين اللي نزلوا من مسلسل السفاح.. عجبني اختيار المخرج لأماكن التصوير.. مقبضة جدا والموود اللي عامله مدير التصوير رائع، فهمي عامل الدور حلو أوي.. بارد وهادي ومؤدب وقاتل محترف".

تابع: "نقول بقى المفاجأة: سفاح الجيزة كان بيشتغل زمان في سوبر ماركت قصاد بيتي في شارع مستشفى الهرم تحت اسم قذافي وقعد سنين طويلة عايش معانا.. والغريب إن مكانش بيفوت فرض وبيتعامل معانا بمنتهى الأدب والود.. لما شوفت الصور ووقائع التحقيقات فضلت مصدوم فترة لأن مكنتش متخيل البني آدم ده يطلع منه كده.. كان كبيره يقطع جبنة رومي.. حتة لانشون إنما قتل البشر بالشكل ده شيء كان كابوس بالنسبة لي.. شوف كام واحد قريب منك لابس القناع وبتكتشف عنه كوارث؟!".

فيما علق محمد صلاح العزب، أحد مؤلفي العمل، على كتابته للسيناريو حيث كتب: "عشان نبقى متفقين على حاجة، أنا مبحبش الرسايل في المسلسلات والأفلام، بس أنا كاتب لكم مسلسل (سفاح الجيزة) مخصوص عشان الناس تبطل تقول إن اللي بيشرب شاي بلبن يبقى طيب، واللي بيشغل قرآن ده متدين ونآمن له، والشاطر لا بينفسن ولا بياكل حق حد، واللي بيبوس إيد أمه يبقى عريس لقطة، واللي بيحب الحيوانات مستحيل يظلم البني آدمين، وباكيدج الطيبة المصرية الفطرية الجميل ده يخف شوية.. لو الحكاية دي نفعت يبقى الواحد أدى رسالته في المسلسل ويقدر يكتب فيلم وهو مرتاح".

ريا وسكينة

سفاح الجيزة، ليس العمل الوحيد الذي تناول قصة حقيقية بهذا القدر من القساوة، وإنما سبقه عدة أعمال أبرز على الإطلاق قصة الشقيقتين "ريا وسكينة" المهوستين بقتل النساء بغرض السرقة، والتي تم ذكرها في عدة أعمال تنوعت ما بين السينما والمسرح والتلفزيون، إلا أن أقربها للحقيقة كان العمل الأخير الذي تناول بالتفصيل أسماء الضحايا وما حدث في التحقيقات آنذاك.

قام ببطولة مسلسل "ريا وسكينة" الذي تم إنتاجه عام 2005، كل من عبلة كامل، سمية الخشاب، سامي العدل، رياض الخولي، صلاح عبد الله، أحمد ماهر، وألفه مصطفى محرم، وأخرجه جمال عبد الحميد.

 

تناول العمل التحولات التي طرأت على حياة ريا وسكينة منذ أن كانتا تكدحان لكسب قوت يومهما وحتى استطاعا أن يكونا عصابة قتلت العديد من النساء اللاتي كن على صلة بهما.

وسبق ذلك مسرحية كوميدية حملت نفس اسم المسلسل عام 1982، قامت ببطولتها كل من الفنانتين شادية وسهير البابلي، بمشاركة عبد المنعم مدبولي، أحمد بدير، راندا، حمدي أحمد، وكانت من تأليف بهجت قمر، وإخراج حسين كمال.

لكن تفاصيل القصة كانت أقرب للتسلية منها لسرد واقعي، إذ دارت القصة حول ريا التي قتلت ابنتها كنوع من الكارما بعد أن أوقعت بعدة ضحايا، كانت تتعرف عليهن في سوق "زنقة الستات" بالإسكندرية، أثناء ترويجها لأنواع مختلفة من الأقمشة، وتلك النقطة أبعد ما تكون عن الواقع.

من ناحية أخرى، شهد عام 1952، أولى محاولات تجسيد هذه القصة التي حدثت في بدايات القرن الماضي، من خلال فيلم "ريا وسكينة" الذي شارك في بطولته أنور وجدي، فريد شوقي، شكري سرحان، سميرة أحمد، نجمة إبراهيم، وهو من تأليف لطفي عثمان،وإخراج صلاح أبو سيف.

سفاح المهندسين

من بين الأعمال الشهيرة أيضًا المقتبسة من قصة واقعية هو فيلم "السفاح" الذي تم عرضه عام 2009، وقام ببطولته هاني سلامة، خالد الصاوي، أشرف مصيلحي، محمد الشرنوبي، نيكول سابا، نبيل الحلفاوي، وألفه خالد عكاشة، وأخرجه سعد هنداوي.

أحداث الفيلم مأخوة عن قصة "سفاح المهندسين"، الذي ارتكب عدة جرائم قتل انتهت بإعدامه خلال تسعنيات القرن الماضي، واستعرض العمل نشأة ذلك السفاح ومبرراته لارتكاب جرائمه الوحشية.

المرأة والساطور

شهدت أواخر ثمانينيات القرن الماضي، جريمة تم تداولها إعلاميا بكثرة نظرا لبشاعة تفاصيلها غير المعتادة، إذ قامت سيدة تدعى ناهد القفاص، بقتل زوجها وتقطيع جثته إلى أشلاء ألقاتها في الشارع، بعدما تعرضت للنصب من قِبله وحاول أن يعتدي على ابنتها.

وفي عام 1996، تم تجسيد الجريمة على شاشة السينما من خلال فيلم "المرأة والساطور" الذي قامت ببطولته الفنانة نبيلة عبيد، بمشاركة أبو بكر عزت، ماجد المصري، عبد المنعم مدبولي، دنيا عبد العزيز، زوزو نبيل.

وخلال العمل الذي أخرجه وألف سعيد مرزوق، جسدت "عبيد" الشخصية باسم الأرملة سعاد قاسم، التي تتزوجت من محمود علوان، الذي عانت بسببه من القسوة والاستغلال.

جميع الصور من الحسابات الرسمية على إنستجرام