لهذا السبب لم يظهر الأمير فيليب بتاج طوال حياته
على العكس من الكثيرين من أزواج وزوجات أمراء وأميرات العائلات الملكية في عصرنا الحالي، فإن الأمير فيليب Prince Philip دوق إدنبرة الراحل وزوج الملكة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II ملكة بريطانيا الراحلة حيث أصبح منذ لحظة مولده يعرف بلقب الأمير فيليب أمير الدنمارك واليونان Prince Philip of Greece and Denmark، فوالده هو الأمير أندرو أمير اليونان والدنمارك Prince Andrew of Greece and Denmark، وجده هو جورج الأول ملك اليونان George I of Greece، وعند زواجه من إليزابيث الثانية في عام 1947 (بعد تنازله عن ألقابه الملكية التي حصل عليها بصفته فرد في العائلة المالكة اليونانية)، أصبح يعرف بلقب أمير بريطانيا دوق إدنبرة (والأخير هو لقب نبيل منحه إياه، والد زوجته، جورج السادس King George VI كهدية زفاف)، وبعد تتويج زوجته إليزابيث الثانية ملكة لبريطانيا في عام 1953، خلفا لوالدها جورج السادس، أصبح الأمير فيليب يعرف رسميا بلقب الأمير القرين زوج الملكة، وهو اللقب الذي احتفظ حتى لفظ أنفاسه الأخيرة في قلعة وندسور في إبريل 2021 عن عمر يناهز 99 عام (قبل شهرين فقط من عيد ميلاده المئة)، وفي حين أنه ظل زوج للملكة إليزابيث الثانية طوال 73 عام إلا أن الأمير فيليب لم يرتدي طوال هذه المدة تاج ملكي.
السبب الذي جعل الأمير فيليب لم يرتدي تاج ملكي بريطاني طوال حياته
السبب الذي لم يجعل الأمير فيليب يرتدي تاج ملكي بريطاني طوال حياته هو حقيقة أن القواعد والتقاليد الملكية لا تسمح إلا للملك البريطاني الحاكم وزوجته الملكة القرينة، والملكة البريطانية الحاكمة وأميرات بريطانيا بارتداء التيجان الملكية البريطانية، وفي عدد محدود للغاية من المناسبات الملكية الهامة مثل حفلات التتويج وحفلات الزفاف الملكية ومآدب العشاء الملكية، أما الأمراء البريطانيين فغالبا لا يتردون التيجان الملكية (باستثناء أمراء ويلز وورثة العرش البريطاني والذين يرتدون التيجان الملكية في مناسبات نادرة للغاية مثل مراسم تنصيبهم أمراء لويلز)، وهو ما ينطبق أيضا على الأمراء أزواج الملكات البريطانيات الحاكمات والذين يحملون لقب الأمير القرين، ولذلك لم يرتدي الأمير فيليب تاج ملكي بريطاني طوال حياته.
هل أقيمت مراسم تتويج للأمير فيليب إلى جانب مراسم تتويج زوجته الملكة؟
الأمير فيليب لم يرتدي أيضا تاج ملكي في حفل تتويج زوجته الملكة إليزابيث الثانية، والسبب هو أنه لم يتوج إلى جانبها في حفل تتويجها ملكة لبريطانيا في عام 1953، لأن مراسم التتويج لا تقام سوى للملك أو الملكة البريطانية الحاكمة، أو الملكة القرينة زوجة الملك البريطاني، وليس للأمير القرين زوج الملكة الحاكمة، ولذلك لم يرتدي الأمير فيليب أيضا تاج ملكي في حفل تتويج زوجته ملكة لبريطانيا ولكن هذا لا يعني أنه لم يشارك في مراسم رئيسية في حفل تتويج زوجته، فخلال الحفل، تعهد الأمير فيليب بالولاء لزوجته الملكة وبأن يظل مخلصا لها حتى اللحظة الأخيرة في حياته.
أول حفل تتويج ملكي بريطاني منذ عقود
في حين أن حفل تتويج الملكة إليزابيث الثانية لم يتضمن مراسم تتويج زوج ملكي، وإنما مراسم تعهد زوج الملكة بالولاء والإخلاص لزوجته الملكة مدى الحياة، ولكن مراسم تتويج ابنهما الأكبر تشارلز الثالث King Charles III والتي أقيمت في كاتدرائية وستمنستر في لندن في مايو في هذا العام، تضمنت مراسم تتويج للملكة القرينة كاميلا Queen Camilla وهي زوجة الملك تشارلز الثالث منذ عام 2005 أي منذ 18 عام، ولكن قصة حبهما بدأت قبل ذلك بعدة عقود، عندما كانا لا يزالان شابين حديثي السن، وبالرغم من حب كل منهما للآخر إلا زواجهما بدا مستحيلا وقتها لأن العائلة المالكة البريطانية كانت تفضل أن يتزوج تشارلز الثالث والذي كان وريث العرش البريطاني وقتها، من شابة من عائلة نبيلة، ووقع الاختيار على الأميرة ديانا Princess Diana التي تزوجها تشارلز الثالث في عام 1981، بعد انفصاله عن حبيبته كاميلا وزواجها من زوجها الأول أندرو باركر بولز Andrew Parker Bowles، ولكنهما عادا ليصبحا حبيبين مرة أخرى بعد انفصال كاميلا عن زوجها الأول دون أن يحصلا على الطلاق وارتباطه بامرأة أخرى وبعد أن قرر تشارلز الثالث أن لا يستطيع البقاء بعيدا لفترة أطول، عن المرأة التي يحبها والتي لا يزال يحبها حتى بعد زواجه من أخرى.
في النهاية انتهى الزواج الأول لتشارلز الثالث والزواج الأول لكاميلا بالطلاق، وبعد سنوات من انتهاء زواج كل منهما، تزوج الاثنان أخيرا بمراسم زواج مدنية في وندسور، اعقبها قداس احتفالي في قلعة وندسور، حضرته إليزابيث الثانية، في إشارة لمباركتها لذلك الزواج، وفي حين أن متحدث باسم منزل كلارينس (المتحدث الرسمي باسم تشارلز الثالث وقتها) قد أعلن قبل زواج تشارلز الثالث من كاميلا أن الأخيرة ليست لديها أي رغبة في أن تصبح ملكة قرينة عندما يصبح ملكا وإنما ستكتفي بلقب الأميرة القرينة زوجة الملك إلا أن مصادر مطلعة أكدت معارضة تشارلز الثالث لذلك بشدة وإصراره على أن تتوج زوجته كملكة بجانبه، وهو بدا أنه سيتحقق أخيرا عندما أعلنت الملكة إليزابيث الثانية في خطابها إلى عموم الشعب البريطاني، بمناسبة الذكرى السنوية السبعين لإعلانها ملكة، عن رغبتها في أن تتوج كاميلا ملكة قرينة إلى جانب تشارلز الثالث وقالت عن ذلك: "عندما يصبح ابني تشارلز ملكا، أعلم أنكم ستمنحونه وزوجته كاميلا نفس الدعم الذي قدمتموه لي؛ وأتمنى صادقة، وعندما يحين ذلك الوقت، أن تعرف زوجته كاميلا بلقب الملكة القرينة".
أول ملك بريطاني حاكم منذ عدة عقود
وبالفعل توجت الملكة كاميلا ملكة قرينة إلى جانب زوجها الملك تشارلز الثالث والذي توج ملكا لبريطانيا في مايو في هذا العام ليصبح بذلك أول وريث عرش بريطاني ذكر يصل إلى حكم بريطانيا ويصبح ملك بريطاني حاكم، منذ عهد جده الملك جورج السادس، والذي أصبح ملكا لبريطانيا في عام 1937، وشهد حفل تتويج تشارلز الثالث أيضا ارتداء أول أمير بريطاني لتاج ملكي منذ عهد جورج السادس وتتويج تشارلز الثالث أمير لويلز في عام 1969.