تعرفي على "منزل الملكة الفارغ" الذي ولد فيه ملك أوروبي شهير
منزل العائلة المالكة البريطانية في ساندرينجهام في مقاطعة نورفك البريطانية هو بالتأكيد واحد من أشهر المنازل الملكية الريفية شهرة فهو المنزل الملكي الذي عرف لعقود طويلة بأنه المنزل الريفي الخاص بالملكة الراحلة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II وهو أيضا مقر العطلة الشتوية الخاص بالملكة إليزابيث الثانية حيث اعتادت الملكة وعائلتها قضاء عطلة أعياد الميلاد في ساندرينجهام في كل عام، كما اعتادت الملكة الراحلة أيضا قضاء بقية عطلتها الشتوية في ساندرينجهام (والتي كانت تستمر حتى فبراير)، منزل العائلة المالكة في ساندرينجهام اشتهر أيضا بأنه موقع لأحداث ومناسبات هامة في حياة العائلة المالكة البريطانية مثل حقيقة أنه كان مكان وفاة الملك جورج السادس George VI والد الملكة إليزابيث الثانية والتي أصبحت بعد وفاة والدها ملكة لبريطانيا، واشتهر أيضا بأن أراضيه كانت تضم منزل ملكي ريفي ولد فيه واحد من أشهر ملوك أوروبا فيما بعد وهو الملك أولاف الخامس ملك النرويج King Olav V of Norway، وهو منزل أبليتون Appleton House الذي وصف في الماضي البعيد بالمنزل الملكي البسيط والفارغ، والذي توقع الكثيرين أن يظل إلى الأبد على هامش الحياة الملكية.
المنزل الملكي الريفي الذي قدم كهدية زفاف لأميرة بريطانية ووصف بالبسيط والمتواضع
منزل أبليتون قدم كهدية زفاف لأميرة بريطانية حيث قام الملك إدوارد السابع King Edward VII بتقديم المنزل كهدية زفاف لابنته الصغرى الأميرة مود Princess Maud، احتفالا بزفافها على الأمير كارل أمير الدنمارك Prince Carl of Denmark في عام 1896، ومنذ ذلك الحين أصبح ذلك المنزل مقر الإقامة الخاص بالأميرة مود وزوجها في بريطانيا.
المنزل الذي حصلت عليه الأميرة مود من والدها وصف وقتها بأنه منزل ريفي هادئ وأنه "بسيط وصغير" بالمعايير الملكية وشبه فارغ (لأن الزوجين الملكيين اللذان يمتلكان المنزل، كانا يقيمان معظم الوقت في الدنمارك) ومع ذلك فلقد وقعت الأميرة مود وزوجها في حب منزلهما الريفي من النظرة الأولى، حتى أن الأميرة مود وصفت منزلها الريفي الجديد والذي يحتوي على 20 غرفة، بأنه "جنة مثالية"، وبأنه "يبدو أقرب إلى حلم"، في حين وصفه زوجها الأمير كارل بأنه "منزل جميل للغاية".
المنزل الذي ولد فيه الملك أولاف
منزل الأميرة مود والأمير كارل في ساندرينجهام، كان أيضا المكان الذي ولد فيه ابنهما الوحيد الأمير ألكسندر إدوارد كريستيان فريدريك أمير الدنمارك Prince Alexander Edward Christian Frederik of Denmark (لاحقا الملك أولاف ملك النرويج)، والذي ولد في يوم الثاني من يوليو عام 1903، قبل أسابيع قليلة من الذكرى السنوية السابعة لزواج والديه، وفي وقت لاحق تم تعميد الأمير ألكسندر إدوارد كريستيان فريدريك أمير الدنمارك في كنيسة القديسة مريم المجدلية القريبة وقضى الكثير من أيامه الأولى في المنزل الذي ولد فيه، محاطا بعائلة والدته، وفي حين أن الأمير ألكسندر كان يفترض أن يظل طوال حياته أمير دنماركي إلا أن حياته تغيرت بعد عامين ميلاده، واصبح وريث للعرش النرويجي.
من أمير دنماركي إلى ملك مستقبلي للنرويج
حياة الأمير ألكسندر تغيرت في عام 1905، بعد أن عرض على والده الأمير كارل عرش النرويج، ووافق الأمير كارل على ذلك بشرط إجراء استفتاء لسؤال الشعب النرويجي عما إذا كان لا يزال يريد النظام الملكي في النرويج، وصوت الشعب النرويجي على الاستفتاء بنعم، وبأغلبية ساحقة، وتم إعلان الأمير كارل في يوم 18 نوفمبر 1905، ملكا للنرويج، ليغادر كارل بعدها الدنمارك بصحبة زوجته مود وابنهما ألكسندر منزلهم في الدنمارك إلى مملكته الجديدة، ووصل إلى هناك في يوم 25 نوفمبر من نفس العام، وبحلول ذلك الوقت كان قد قد غير اسمه إلى هاكون وغير اسم ابنه إلى أولاف.
كيف أصبح منزل أبليتون الملكي المحبوب منزل مهجورا
في حين أن منزل أبليتون ظل منزل مفضل لدى الملك هاكون وزوجته الملكة مود وابنهما أولاف إلا أن حياتهم الملكية الجديدة في النرويج، لم تسمح لهم بقضاء المزيد من الوقت في بريطانيا أو في منزلهم المحبوب أبليتون، خاصة بعد أن أصبح أولاف ملكا للنرويج خلفا لوالده، في عام 1957، ليكرس حياته بعدها في خدمة النرويج، وهو ما جعله يتمتع بشعبية غير عادية في النرويج حتى أنه وصف بأنه واحد من بأنه واحد من أكثر الملوك المحبوبين في تاريخ النرويج، واختير كأفضل نرويجي في القرن في استطلاع للرأي أجري في النرويج عام 2005.
أما والدته الملكة مود، فظلت تحب منزل أبليتون لبقية حياتها، حتى أنها نقلت نباتات من نورفك إلى حديقة منزلها الملكي في النرويج، وصممت حدائق منزلها في النرويج بحيث تكون شبيهة بحدائق منزل أبليتون، الملكة مود زارت منزل أبليتون للمرة الأخيرة في أكتوبر 1938، وفي الشهر التالي توفيت بأزمة قلبية بعد أيام قليلة من خضوعها لجراحة في البطن في إحدى مستشفيات لندن.
نهاية منزل إبليتون
المنزل الذي ولد فيه ملك النرويج المحبوب أولاف، لم يعد موجودا حيث تم هدمه في عام 1984 بعد أن بقي شاغرا لعدة سنوات، وأصبح يعرف خلال تلك الفترة باسم "بيت الملكة الفارغ"، وهو ما كان سبب في تعرض العائلة المالكة البريطانية للانتقاد، واضطر العائلة المالكة البريطانية لهدمه، ومع ذلك فإن منزل إبليتون سيظل دائما يحتل مكانة مميزة في التاريخ الملكي باعتبارها مسقط رأس لملك النرويج أولاف الذي ولد كأمير دنماركي، ولم يتوقع وصوله لعرش النرويج في يوم ما، والذي أصبح أكثر ملوك النرويج شعبية في تاريخ النرويج.