صناع فيلم "فوي فوي فوي" يكشفون الكواليس وراء الفيلم المستوحى من قصة حقيقية
انطلق مؤخرا، العرض الخاص لفيلم "فوي فوي فوي"، بحضور أبطاله من بيهم الفنان محمد فراج.
يشارك "فراج" البطولة كل من نيللي كريم، بيومي فؤاد، طه دسوقي، بسنت شوقي، محمد مغربي، أمجد الحجار، محمد عبد العظيم، وحنان يوسف، وغيرهم.
قصة مستوحاة من خبر حديث
أحداث الفيلم مستوحاة من قصة حقيقية، وقد أوضح عمر هلال، مؤلف ومخرج الفيلم، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب عرض الفيلم، أن القصة في الأساس اقتبسها بناء على خبر تم تداوله قبل عدة أشهر بشأن سفر مصريين إلى بولندا بعد أن تظاهروا بفقدانهم للبصر.
أشار إلى أنه رغم كونه مخرج إعلانات شهير، إلا أنه قرر أن يكون ذلك الفيلم هو تجربته الأولى التي يدخل من خلالها إلى عالم، لذا سرعان ما شرع في الكتابة لتحمسه لتلك الفكرة التي تحمل في مضمونها معاني كثيرة أبرزها على سبيل المثال الهجرة غير الشرعية، ولكن في إطار اجتماعي كوميدي.
وعلق منتج الفيلم محمد حفظي، على المشاركة السينمائية الأولى لـ "هلال" قائلا إنه اعتتقد في البداية أنه سيعتذر له، لكنه لم يستطع ذلك بعد أن قرأ السيناريو المكتوب بدقة وبحبكة رائعة.
محمد فراج يجسد دور مركب ومعقد
وبشأن القصة، فقد أكد محمد فراج، خلال نفس المؤتمر الذي أداره الإعلامي شريف نور الدين، أنها كانت مختلفة وجديدة على السينما المصرية بدرجة تشجعه على المشاركة فيها.
خلال الفيلم جسد محمد فراج، دور "حسن" الذي يسعى للزواج من جارته التي تربطه بها علاقة حب، وتجسد تلك الحبيبة زوجته الفنانة بسنت شوقي، لكن رغم محاولاته الكثيرة للهروب من الفقر وواقعه المرير، إلا أنه يفشل في كل مرة.
محاولات "حسن" كانت أغلبها تتضمن تحايل في الأمر وتواكل على الغير، إذ أنه ظهر في بداية الفيلم وهو ينصب على سيدة كبيرة في السن من خلال إقناعها بمدى حبه له واستعداده للزواج منها، على أمل أن تأخذه معها في دولتها الأوروبية، إلا أنها تتعرض فجأة للوفاة، ليقرر أن يبحث عن سبيل آخر.
فكر "حسن" أيضًا أن يجرب الطرق التقليدية بأن يسافر للعمل في دولة الكويت، إلا أنه فشل أيضًا إذا لم تراسله الجهة التي كان يريد أن يعمل لديها، سرعان ما خسر حبيبته التي تزوجت بآخر، لكن رغبته المُلحة في السفر للخارج كانت تزيد يوما بعد يوم، لذا قرر أن يذهب لأحد الأشخاص الذين يساعدون الشباب على السفر للخارج بطرق غير شرعية عن طريق البحر، إلا أنه خشي من الأمر.
في النهاية توصل لفكرة غريبة بأن يدعي أنه فقد الإبصار، ليلتحق بفريق كرة القدم للمكفوفين، وذلك بعد أن عرف أنهم يسافرون للخارج خلال مشاركتهم في البطولات الدولية.
استطاع "فراج" خلال الأحداث أن ينجح في الانضمام للفريق بالتمرين على طرق المكفوفين، إلا أنه سرعان ما انكشف مخططه ليدخل في مغامرة جديدة أغلبها قائم على الابتزاز والنصب بمشاركة أصدقائه وزملائه في الفريق.
الشخصية التي جسدها "فراج" كانت معقدة إلى حد كبير، نظرا لكونه يجسد شخصية مبصرة تدعي فقدانها البصر، وعن كواليس تحضيرها قال إن لعب كرة القدم في حد ذاته لم يكن أمرا صعبا عليه، إذ أنه اعتاد على ممارسة هذه الرياضة منذ طفولته، لذا فكانت هذه المشاهد هينة عليه، لكن ما استدعى بذله مجهودا كبيرا هو بحثه ودراسته لكرة القدم الخاصة بالمكفوفين، إذ أنه لم يكن على علم بوجودها في الأساس.
ولفت "فراج" إلى أن ما كان تحديا كبيرا بالنسبة له، هو أن يمثل أنه يدعى فقدان البصر ليقنع آخر بكذبته حتى يتثنى له الهرب إلى إحدى الدول الأوربية.
عمل يحذر من الهجرة غير الشرعية ويوجه عدة رسائل
بعيدا عن القصة التي تدور حول النصب والاحتيال والهجرة غير الشرعية، فقد كشف الفيلم للكثيرين عن وجود لعبة مثل هذه للمكفوفين في مصر، إذ أن الكثيرين لا يعلمون بوجودها في الأساس، بجانب هذا بين مدى معاناتهم ليستطيعوا أن يلعبونها، وقد علق "فراج" على ذلك قائلا إنه استبسل ليوضح مدى المجهود المبذول من قِبل فاقدي الإبصار لممارسة لعبة تحتاج عادة إلى مجهود بدني كبير من قِبل اللاعبين العاديين، مضيفا: "في ناس صحتها كويسة ومبتعملش كده".
بجانب ممارسة كرة القدم لفاقدي الإبصار، فقد لفت الفيلم الانتباه، إلى وجود رياضيين من ذوي القدرات الخاصة يفوزون بالعديد من الجوائز والبطولات، وذلك من خلاله استعراض ما حققه نجل بيومي فؤاد، خلال الأحداث من إنجازات رياضية رغم كونه يجلس على كرسي متحرك ويعاني من الشلل النصفي.
رغم نجاح أبطال الفيلم ممن ادعوا أنهم فاقدي البصر في الهروب إلى بولندا عقب سفرهم مع الفريق، إلا أن مخرج الفيلم عمر هلال، حرص على أن يوضح أن نهايتهم لم تكن جيدة، إذ استعرض المهن المتواضعة التي عملوا بها، وقد علق على ذلك مؤكدا على أن نهاية الفيلم لم تكن سعيدة، ولا تشجع البعض على الهروب من البلد أملا في حياة أفضل، وإنما هي رسالة تحذر من المصير المجهول الذي يمكن أن يلحق بهم في بلاد الغربة.
وبجانب ذلك وجه رسالة أخرى، بعدما عرض مشهد لفريق بديل فاز ببطولة المكفوفين، وهي أن هناك الكثير من المصريين ما زالوا يتمتعون بالنزاهة والشرف.