من هي الأميرة التي كادت أن تنافس الملك تشارلز على العرش الإنجليزي

من هي الأميرة التي كادت أن تنافس الملك تشارلز على العرش الإنجليزي

عبد الرحمن الحاج
22 سبتمبر 2023

عندما اجتمع قادة ورؤساء الدول في بلجيكا لحضور قمة دولية أقيمت في سبتمبر من هذا العام، كانت هناك الكثير من الاجتماعات والخطب والندوات، مع تغطية إعلامية مكثفة، تضمنت التقاط الكثير من الصور، وسط كل هذا شاهدنا أميرة، تبدو للوهلة الأولى مثل أي أميرة أوروبية عادية، ولكنها ليست كذلك، فهذه الأميرة وهي الأميرة صوفي من ليختنشتاين Princess Sophie of Liechtenstein، كان يمكن أن تنافس في يوم ما، الملك تشارلز الثالث King Charles III ملك بريطانيا الحالي، على العرش البريطاني، والسبب هو خط ولاية العرش البريطاني البديل الذي كان منافس حقيقي على العرش لورثة العرش من الأسرة الملكية الحاكمة لبريطانيا منذ قرنين من الزمان، ولكن حق الأميرة صوفي من ليختنشتاين في وراثة العرش البريطاني ومن قبلها ورثة العرش البريطاني الآخرين من خط ولاية العرش البريطاني البديل، انتهى تاريخيا منذ سنوات عديدة، وأصبح بالفعل جزء من الماضي، ولكن من هي الأميرة صوفي من ليختنشتاين؟ وما قصة خط ولاية العرش البريطاني البديل، الذي كان من الممكن أن يجعلها ملكة لبريطانيا بدلا من الملك تشارلز الثالث King Charles III أو على الأقل منافسا قويا له على العرش؟

الأميرة صوفي من ليختنشتاين
الأميرة صوفي من ليختنشتاين

خلافة اليعاقبة

خط خلافة العرش البديل للعرش البريطاني والذي كان من الممكن أن يجعل من الأميرة صوفي من ليختنشتاين، وريثة للعرش البريطاني، هو خط خلافة اليعاقبة أو حركة اليعاقبة (Jacobitism) وهي حركة سياسية تاريخية في المملكة المتحدة اختير لها اسم حركة اليعاقبة نسبة إلى الملك جيمس الثاني King James II (جايكوب/يعقوب باللغة العربية) وكانت هذه الحركة السياسية الشهيرة والتي انتشرت على نطاق واسع في بريطانيا العظمى وأيرلندا في ذلك الوقت، تهدف إلى إعادة الملك الكاثوليكي المخلوع جيمس الثاني والذي ينتمي إلى عائلة ستيوارت الملكية النبيلة، وورثته إلى حكم عرش إنجلترا واسكتلندا وأيرلندا.

الأميرة صوفي من ليختنشتاين
الأميرة صوفي من ليختنشتاين

بدأت حركة اليعاقبة في المملكة المتحدة بعد أن تم خلع جيمس الثاني وإزاحته عن حكم بريطانيا وتنصيب ابنته البروتستانتية ماري الثانية Queen Mary II، ملكة للبلاد، وحكمت ماري وزوجها وليام الثالث William III، بريطانيا في ذلك الوقت، في حين عاشت أسرة ستيوارت في المنفى، وقامت في تلك الأثناء، بمحاولات تمرد ضد الحكومة البريطانية وقتها، لاستعادة العرش البريطاني، وخاصة خلال الفترة ما بين عامي 1688-1746.

تنصيب ابنته البروتستانتية ماري الثانية Queen Mary II، ملكة للبلاد، وحكمت ماري وزوجها وليام الثالث
تنصيب ماري الثانية ملكة للبلاد، وحكمت ماري وزوجها وليام الثالث

بالرغم من عزل ونفي جيمس الثاني، وفشله ومؤيده في استعادة العرش البريطاني، إلا أن جيمس الثاني، أصر حتى نهاية حياته على أنه الحاكم الشرعي لبريطانيا، وأن ابنه ووريثه جيمس فرانسيس إدوارد ستيوارت James Francis Edward Stuart والذي ينتمي هو الآخر للطائفة الكاثوليكية، هو من له الحق في حكم بريطانيا من بعده، واستمرت سلالة جيمس الثاني من ابنه فرانسيس إدوارد ستيوارت وأنصارهم من اليعاقبة، في التمسك بذلك الاعتقاد، حتى عندما انتهى الخط المباشر لورثة العرش من سلالة جيمس الثاني، وأصروا على أن ذلك لا يعني أن خلافة اليعاقبة أو الخلافة الملكية البريطانية البديلة لم تنته بعد، وهو ما زاد إصرار النظام الملكي البريطاني على مر السنوات، في استبعاد ورثة العرش البريطاني من الكاثوليك من حق وراثة العرش البريطاني.

كيف أصبحت الأميرة صوفي من ليختنشتاين وريثة للعرش البريطاني وفقا خلافة اليعاقبة؟ 

الأميرة صوفي هي أيضا زوجة الأمير ألوي
الأميرة صوفي هي أيضا زوجة الأمير ألوي

عندما انتهى الخط المباشر لورثة العرش من سلالة جيمس الثاني، أصبحت آمال حركة اليعاقبة تقع على عاتق الورثة الفرعيين الكاثوليك لجيمس الثاني، حتى أصبحت تقع الآن على عاتق فرانز فون بايرن Franz von Bayern، دوق بافاريا الحالي، والذي كان يفترض أن يكون الملك فرانسيس الثاني King Francis II of Great Britain ملك بريطانيا العظمى الحالي، وفقا لخط خلافة اليعاقبة فرانز دوق بافاريا، والذي يبلغ من العمر حاليا 90 عام، لم ينجب أبناء، ولذلك فإن وريثه هو ماكس إيمانويل لودفيج ماريا هيرزوغ من بايرن Max-Emanuel Ludwig Maria Herzog in Bayern، والذي يطلق عليه أيضا الأمير ماكس من بافاريا ويبلغ من العمر حاليا 86 عام، الأمير ماكس هو أب لخمس فتيات، أكبرهن، هي الأميرة صوفي من ليختنشتاين مما يعني أن الأميرة صوفي هي صاحبة الترتيب الثاني حاليا في قائمة خلفاء اليعاقبة.

الأميرة صوفي هي أيضا زوجة الأمير ألوي، ولي عهد إمارة ليختنشتاين Alois, Hereditary Prince and Regent of Liechtenstein، وكونت ريتبرغ، وهو الابن الأكبر لهانز آدم الثاني Hans-Adam II, Prince of Liechtenstein، أمير ليختنشتاين، والكونتيسة ماري كينسكي فون وشينيتز وتيتاو Countess Marie Kinsky von Wchinitz und Tettau ووريث عرش ليختنشتاين، كما يشغل أيضا منصب الوصي على عرش ليختنشتاين.

الأميرة صوفي ليست لديها أي نية للمطالبة بالعرش البريطاني

الأميرة صوفي ليست لديها أي نية للمطالبة بالعرش البريطاني
الأميرة صوفي ليست لديها أي نية للمطالبة بالعرش البريطاني

إذا هل تزال الأميرة صوفي وأسرتها متمسكين بحق وراثتهم للعرش البريطاني؟ وفقا للتقارير المنشورة فإن الأميرة صوفي وعائلتها أكدوا في عدة مناسبات إنهم ليس لديهم أي نية على الإطلاق للتمسك بالخلافة اليعاقبة، علاوة على ذلك، فإن قوانين الخلافة في بريطانيا، لا تزال تمنع وصول الكاثوليك إلى العرش البريطاني، ليصبحوا بذلك المجموعة الدينية الوحيدة المحظورة قانونيا من الحصول على حق ولاية العرش.

ولنكون منصفين فإن الأميرة صوفي مشغولة للغاية على أية حال حيث تشارك زوجها الكثير من المسئوليات والأعباء التي تأتي مع منصبه، كوصي على عرش ليختنشتاين منذ ما يقرب من عشرين عام، وهي تقوم بالعديد من الارتباطات الرسمية إلى جانب وبالنيابة عن زوجها، وكانت حاضرة أيضا في اجتماع رؤساء دول الدول الناطقة بالألمانية والذي أقيم مؤخرا.