ما السبب الذي يجعل أطفال أمير وأميرة ويلز الثلاثة يذهبون إلى المدرسة في أيام السبت؟
من المعروف أن أفراد العائلات الملكية توقفوا منذ زمن بعيد، عن الاكتفاء بتلقي تعليم خاص ومكثف على يد مدرسين شخصيين داخل قصورهم ومنازلهم الملكية الفخمة، وأصبحوا يتلقون تعليمهم أيضا داخل مؤسسات تعليمية معترف بها مثل المدارس والجامعات، فعلى العكس من الملكة الراحلة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II والتي لم تلتحق بمدرسة رسمية أو جامعة، ودرست الفنون والآداب والعلوم السياسية، واللغة الفرنسية، على يد مدرسين شخصين داخل القصر الملكي (وتلقت أيضا بعض الدروس لإعدادها كوريثة للعرش البريطاني على يد والدها الملك جورج السادس George VI)، فإن ابنها الأكبر تشارلز الثالث (King Charles III) ملك بريطانيا الحالي، قد تلقى تعليمه في المدارس بل وأنهى تعليمه الجامعي أيضا (ليصبح بذلك أول فرد في العائلة المالكة البريطانية يحصل على شهادة جامعية)، ومع ذلك فإن أفراد العائلات الملكية، بما في ذلك أفراد العائلة المالكة البريطانية، لا يلتحقوا عادة بمدارس ومؤسسات تعليمية عادية، وإنما غالبا ما يتلقوا تعليمهم داخل أفضل المدارس الدولية ذات الشهرة العالمية أو مدارس النخبة كما يطلق عليها، وليس المدارس الخاصة العادية، ناهيك عن المدارس الحكومية (بخلاف بعض الاستثناءات البسيطة مثل أفراد العائلة المالكة النرويجية والتي درس عدد منهم في مدارس حكومية نرويجية، بما في ذلك الملك هارالد الخامس ملك النرويج Harald V of Norway، وحفيدته الأميرة انجريد ألكسندرا Princess Ingrid Alexandra والتي ستصبح ملكة للنرويج في يوم ما)، ولكن يبدو أن الأجيال الشابة من العائلات الملكية أصبحت تفضل أن يتلقى أبنائها تعليمهم في مدارس خاصة عادية بالمقاييس الملكية وليس مدارس النخبة والتي درس فيها آبائهم وأجدادهم.
عندما اختار أمير وأميرة ويلز أن يلتحق أبنائهم الثلاثة في مدرسة قريبة من المنزل
أحد أفضل الأمثلة على ذلك، الأمير وليام ولي عهد بريطانيا وأمير ويلز William, Prince of Wales، وزوجته كاثرين أميرة ويلز Catherine, Princess of Wales حيث اختار ملك وملكة بريطانيا المستقبليين أن يدرس أبنائهما الثلاثة، الأمير جورج Prince George of Wales، والأميرة تشارلوت Princess Charlotte of Wales، والأمير لويس Prince Louis of Wales في مدارس خاصة عادية إلى حد كبير (أو بمعنى أدق لا تشتهر بشكل خاص بأنها مدارس لأبناء الأثرياء أو النخبة)، تتمتع بسمعة جيدة للغاية، وتقع على مسافة ليست بالبعيدة عن مقر إقامة العائلة، وهو ما قام به أمير وأميرة ويلز، عندما اختارا أن يلتحق طفليهما الأكبر سنا، الأميرين جورج وتشارلوت بمدرسة حضانة قريبة من منزل العائلة الريفي في نورفك (والذي يعرف بمنزل أنمر هول) عندما كانا لا يزالان مقيمين في نورفك، قبل أن يختارا أن يلتحق طفليهما الأكبر سنا بمدرسة توماس باترسي في العاصمة البريطانية لندن، والتي تقع على مسافة قريبة نسبيا من قصر باكنغهام حيث كانت الأسرة تقيم هناك في ذلك الوقت، وكما حدث في العام الماضي، عندما فاجأ أمير وأميرة ويلز الكثيرين بالإعلان عن اختيارهما لمدرسة لامبروك والتي تقع على مرمى حجر من منزلهم الجديد في وندسور، لتكون المدرسة التي يدرس فيها أطفالهما الثلاثة، وتفاجأ البعض أكثر عندما علموا أن مدرسة لامبروك وهي مدرسة إعدادية خاصة مشتركة، لا تمنح طلابها يومين عطلة في الأسبوع، وتجعل الطلاب يداومون في المدرسة في أيام السبت.
السبب الذي يجعل أطفال عائلة ويلز الثلاثة يذهبون إلى المدرسة في يوم السبت
أما عن السبب الذي قد يجعل مدرسة لامبروك، لا تمنح طلابها يوم السبت عطلة على غرار غالبية المدارس البريطانية الأخرى، فكان موضوع حلقة جديدة من برنامج البودكاست A Right Royal Podcast المقدم من مجلة HELLO!، والتي شاركت فيها مديرة تحرير مجلة The Good Schools Guide (دليل المدارس الجيدة) ميلاني ساندرسون Melanie Sanderson، ووفقا لميلاني ساندرسون، فإن السبب الرئيسي الذي يجعل الأسبوع الدراسي في مدرسة لامبروك، أطول من المعتاد هو الأنشطة الإضافية العديدة التي تشجع المدرسة طلابها على القيام بها، والتي لا تقتصر فقط على الأنشطة الرياضية والفنية، وإنما تتضمن أيضا مجموعة من الأنشطة الاجتماعية والخيرية.
ميلاني ساندرسون تحدثت أيضا عن الأسبوع الدراسي الحافل في مدرسة لامبروك وقالت: "الأسبوع الدراسي هناك (في مدرسة لامبروك)، أسبوع دراسي مكثف وطويل بالنسبة لأطفال صغار تتراوح أعمارهم بين ستة وسبعة أعوام"، ومع ذلك فإن مدرسة لامبروك والتي تقع في مقاطعة بيركشاير البريطانية، لا تزال الخيار الأمثل لأطفال عائلة ويلز الثلاثة، من وجهة نظر ميلاني ساندرسون (وبالطبع أمير وأميرة ويلز)، لأن مدرسة لامبروك والتي تشغل مساحة 52 فدان، تشجع طلابها على قضاء المزيد من الوقت في الهواء الطلق وممارسة الأنشطة الرياضية والفنية المتنوعة، في المرافق الرائعة التي توفرها المدرسة وتتضمن ملعب للجولف، وحمام سباحة، ومسرح، ومركز رياضي، بالإضافة إلى العديد من الاستوديوهات الفنية، مما يجعلها مثالية لأطفال عائلة ويلز الثلاثة، شارلوت وجورج ولويس، وتحدثت ميلاني ساندرسون عن ذلك وقالت: "نحن نعلم أن أفراد العائلة المالكة يحبون التواجد في الهواء الطلق. إنهم يحبون الريف وهذه المدرسة من نوع المدارس الذي يشجع طلابه على القيام بالكثير من النشاط والحركة في الهواء الطلق، فالمدرسة تمتلك أفدنة وأفدنة من المساحات الخضراء والملاعب الرياضية، ويسمح لطلابها بحرية الحركة فيها واستكشافها في أوقات استراحتهم."
أسباب تجعل أمير وأميرة ويلز راضين تماما عن مدرسة لامبروك كمدرسة لأطفالهم الثلاثة
ميلاني ساندرسون تحدثت أيضا خلال الحلقة عن الأسباب التي تجعل أمير وأميرة ويلز يشعران أنهما قانا بالخيار الصحيح عندما اختارا مدرسة لامبروك لتكون مدرسة أطفالهما الثلاثة، بعد انتقال الأسرة إلى وندسور، ووفقا لميلاني ساندرسون فإن البرنامج الدراسي لمدرسة لامبروك يتوافق مع القيم والقناعات الخاصة بأمير وأميرة ويلز فيما يتعلق بالنشأة والتعليم الذي يرغبان في أن يحصل عليه أطفالهما الثلاثة، وذلك بفضل المنهج الدراسي المتوازن والذي يعطي الكثير من الأهمية لدراسة الفنون وممارسة الرياضة، إلى جانب دراسة المواد الدراسية التقليدية، ويشجع الطلاب على الإبداع والابتكار، بالإضافة إلى تشجيع المدرسة لطلابها على المشاركة في سن مبكرة في الأنشطة الاجتماعية والخيرية، وعلقت ميلاني ساندرسون على ذلك قائلة أنه أمر غاية في الأهمية بالنسبة لأمير وأميرة ويلز، لأنهما يرغبان في أن يدرك أطفالهما منذ الصغر أهمية الخدمة العامة، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والخيرية.