بعد 17 عامًا من عرضه.. أسباب جعلت الجمهور يرتبط بمسلسل "باب الحارة" ويحافظ على شعبيته رغم مرور السنين
يمر 17 عام على العرض الأول لمسلسل "باب الحارة" أحد أشهر الأعمال الدرامية التي عرضت في العقود الأخيرة، ولا يزال العمل محل تقدير واهتمام من الجمهور سواء عند إعادة عرض أجزائه الأولى أو مع الأجزاء الجديدة التي تعرض منه حتى الآن ولا تزال يهتم بها قطاع من المشاهديني، وهو الأمر الذي يثير العديد من التساؤلات حول الأسباب التي أدت إلى هذا النجاح الكبير للعمل، وكذلك إخلاص الجمهور لإعادة مشاهدته حتى مع معرفتهم بكافة التفاصيل والأحداث، مما جعل المسلسلات من أيقونات الدراما العربية.
مرور 17 عام على عرض الحلقة الأولى لمسلسل "باب الحارة"
احتفل الفنان عباس النوري بمرور 17 عام على عرض الحلقة الأولى من مسلسل "باب الحارة"، والذي يوافق يوم 23 سبتمبر 2006، وتحدث الفنان السوري وأحد أبطال العمل عن التأثير الكبير الذي تركه المسلسل في وجدان الجمهور العربي ودخوله في كل البيت، ونشر النوري صورة لأحد المقاهي في فلسطين لمجموعة من الشباب وهم يشاهدون العمل الذي عرض على شاشة قناة MBC، وكتب تعليقا على الصورة قال فيه: "يصادف اليوم مرور 17 عام على عرض أول حلقة من مسلسل باب الحارة بث الحلقة الأولى لأول مرة في رمضان 23 -9-2006 باب الحارة له ذكرى خاصة في كل بيت عربي"، هذا النجاح الذي لا ينسى لمسلسل "باب الحارة"، ارتبط الجمهور به رغم مرور سنوات طويلة على عرضة وهذا بسبب مجموعة من الأسباب.
ملامح الشخصية الشرقية تتصدر في "باب الحارة"
قدم مسلسل "باب الحارة" مجموعة من الشخصيات التي تعبر عن الأفكار الشرقية من عادات وتقاليد، وكذلك المواقف في ظل فترة عاشتها المنطقة تحت الاحتلال، فأبو عصام جسد معاني الرجل الشرقي الشهم الذي طالما قدمته الأعمال العربية في أعمال كثيرة من قبل، لكن تظل الشخصية وأداء عباس النوري أكثر لمعان وجذب للمشاهد من طريقة تعامله مع من حوله في الحارة، وأيضا أبنائه وأفراد أسرته، وتحديدا زوجته وبناته، فعكست الشخصية قوة الرجل خارج منزله ومدى عطفه على أهل بيته، هذه النوعية من الأفكار التي دائما يفضلها المشاهد العربي، وينجذب لها، رغم ما يشوبها من بعض السلبيات والأفكار التقليدية.
شخصية أبو عصام تعد نموذجا للعديد من الشخصيات التي ظهرت في المسلسل وتحديدا الأجزاء الأولى التي حققت نجاحا جماهيرا فاق التوقعات، كما أن هذا وغيره من الأدوار في العمل واجهت أيضا مظالم الاحتلال، والرغبة في التصدى له، وهو أيضا من العناصر التي ساعدت على تقديم الصورة النموذجية للمسلسل، والتي دائما يفضل المتفرج مشاهدتها في الأحداث، بالإضافة إلى تقديم العديد من الصور الانسانية التي أيضا تتوافق مع الأفكار الشرقية وتقاليدها.
انتماء "باب الحارة" لمسلسلات البيئة الشامية
قبل عرض مسلسل "باب الحارة" باتت الأعمال الدرامية عن البيئة الشامية محط اهتمام المشاهدين في العالم العربي، الذين ارتبطوا ببعض الأعمال من بينها "ليالي الصالحية" وغيرها من الأعمال التي تغوص داخل البيوت والعائلات في تلك الفترة، وطريقة تعاملهم وكيف كانوا يعيشون، فالعمل أعاد تقديم صورة مميزة عن تلك البيئة التي كانوا يعرفونها من خلال أعمال سابقة، لكن من خلال "باب الحارة" بات ارتباطهم بها بشكل أكبر، خصوصا مع تسارع الأحداث الاجتماعية التي تسيطر دائما على حلقات المسلسل، والتي تشبه الواقع الذي كان يعيشه قطاع كبير من الجمهور في فترات عمرية مختلفة.
"باب الحارة" يعيد ذكريات الماضي
مسلسل "باب الحارة" بات كذلك محطة مهمة لاستعادة الجمهور لذكريات الماضي، وارتباطهم بأجزاء العمل وتحديدا الأولى منه، والتي حظت على أعلى نسب مشاهدة وكانت محط اهتمام كبير من قبل المشاهدين في العالم العربي وليس في سوريا فقط، فحلقات تلك الأجزاء باتت قريبة وتمثل ذكرى مهمة في حياة المشاهد التي يسعى لاستعادتها من خلال الأحداث والشخصيات التي ارتبط بها في مراحل عمرية معينة، وهذا ما جعل "باب الحارة" من المسلسلات الأيقوينة في الدراما العربية التي تشبه الكثير من الأعمال التي سبقتها وتصدرت أيضا اهتمام وارتباط الجمهور وعرض قبل سنوات طويلة مثل "طاش ما طاش"، و"المال والبنون" و"ليالي الحلمية" و"لن أعيش في جلباب أبي"، وغيرها من الأعمال.
المشاركة الواسعة من النجوم في "باب الحارة"
يعد "باب الحارة" من الأعمال الدرامية الأبرز في العقود الأخيرة التي جمعت عدد ضخم من نجوم الدراما السورية والعربية، فعلى مدار أجزاء المسلسل شارك فيه كوكبة من النجوم يتقدمهم عباس النوري، أحد أبطال أيضا مسلسل "ليالي الصالحية"، وبسام كوسا وصباح الجزائري وسامر المصري ومنى واصف، وعبدالرحمن آل رشي وسليم كلاس، بالإضافة إلى كل من وفاء موصللي، وهدى شعراوي، والثنائي الأبرز وائل شرف في دور معتز، وميلاد يوسف في دور عصام، ورغم أن هؤلاء النجوم تصدروا بطولة الأجزاء الأولى من المسلسل، إلا هناك أعداد كبيرة منهم قد تركوا العمل الذي لا يزال حتى الآن يعرض على الشاشات العربية.
فرمضان 2023، شهد عرض الجزء الـ13 من المسلسل وشارك في بطولته كل من نجاح سفكوني ورضوان عقيلي وفاديا خطاب وروعة ياسين ورباب كنعان وعلي كريم، وغيرهم من النجوم، ويعد المسلسل من أطول الأعمال العربية التي قدمت في تاريخ الدراما، فرغم مرور 17 عاما على عرضه، لا يزال حتى الآن هناك أجزاء جديدة منه.
الصور من حساب عباس النوري وميلاد يوسف على فيس بوك وانستجرام.