"The Continental".. التاريخ الدموي لفُندق الكونتيننتال ودراما لا تشبه عالم جون ويك!

"The Continental".. التاريخ الدموي لفُندق الكونتيننتال ودراما لا تشبه عالم جون ويك!

إيهاب التركي
10 أكتوبر 2023

عُرض المسلسل القصير " الكونتيننتال: من عالم جون ويك" "The Continental: From the World of John Wick" على شبكتي "بيكوك" و"أمازون"، مؤكدًا في أحداث ثلاث حَلْقات طويلة نِسبيًا أن عالم جون ويك ليس فقط رحلته الشخصية المُتطرفة والعنيفة من أجل الانتقام لكلبه؛ بل هُناك حكايات أخرى لا تقل عُنفًا وإثارة، الرابط بينها هو فُندق الكونتيننتال.

ع

عودة إلى السبعينيات!

طلب الممثل "كيانو ريفز" أن يكون الفيلم الرابع من سلسلة أفلام "جون ويك" John Wick"" هو تتمة السلسلة، وأن يؤكد السيناريو ذلك بوضوح في نهاية الفيلم، ويعود موقفه إلى إدراكه أن نجاح الشخصية بلغ الذروة، ونهايتها في ذلك التوقيت هو الأنسب، وأي استطراد أخر هو استغلال تُجاري يخصم من رصيد نجاح الشخصية الأسطوري. نهاية الفيلم الرابع لم تحسم نهاية الشخصية تمامًا؛ وتركت باب عودة جون ويك مُواربًا؛ فمن الصعب الاستغناء عن شخصية حققت كل هذا النجاح الفني والتُجاري بسهولة.

ع

حتى لو انتهى دور جون ويك بنهاية الجزء الرابع، لم ينته عالم جون ويك؛ فهناك نُسخة نسائية سينمائية قيد التنفيذ؛ بعنوان "باليرينا" "Ballerina"، وأحداث الفيلم عن القاتلة المُحترفة روني "آنا دي أرماس"، ومُطاردتها لهؤلاء الذين قتلوا عائلتها، وتدور الأحداث في الحقبة الزمنية بين أحداث الجزئين الثالث والرابع من سلسلة أفلام "جون ويك".

ع

يقع فندق الكونتيننتال في خلفية أماكن أحداث سلسلة أفلام الحركة "جون ويك" John Wick""، وهو يُضفي ظلال من الغموض والجاذبية على حبكة القصة؛ فهو يبدو من الظاهر مثل أي بناء نيويوركي شاهق من حِقْبَة العشرينيات، لكنه في الواقع ملاذ آمن للقتلة والمجرمين الكبار؛ مكان تحكمه قوانين صارمة لحماية النُزلاء، وله عُملة خاصة لا يمتلكها سوى صفوة رجال العصابات، ويتمتع بحماية غامضة تجعله بعيدًا عن عيون الشرطة، المُسلسل من ثلاث حَلْقات، وتقع أحداثه في حِقْبَة السبعينيات، والشخصية الرئيسة هي ماكورماك "ميل جيبسون" وهو يُدير فندق "الكونتيننتال"، ووينستون سكوت "كولين وودل" الذي يُجسد النسخة الشابة من الشخصية التي جسدها "إيان ماكشين" في سلسلة أفلام "جون ويك"، وهي شخصية مدير الفندق في الزمن المُعاصر.

ع

كثير من السلاح قليل من الدراما!

الخلفية التاريخية لنشأة فندق الكونتيننتال هو محور الدراما، والبداية مع الصراع حول قيادة المكان؛ طرفها الأول هو كورماك "ميل جيبسون"، وهو شخص سادي لا يتهاون مع الفشل، والطرف الثاني هما الشقيقين فرانكي ووينستون، وكورماك تولى تربيتهما منذ الطفولة وبرع كل منهما في عالم الجريمة، وحينما سرق فرانكي جهاز سك عملة يمتلكه كورماك بدأت مطاردة عنيفة لاستعادة الغرض المسروق، ويتبع هذا الكثير من الأكشن والرصاص المُتطاير.

ع

المقارنة بين الفيلم والمسلسل تطرح نفسها حتى لو كان كل عمل منهما مُستقل بحكايته وأسلوب تنفيذه؛ فقد وضع صُناع المسلسل اسم جون ويك على العنوان لجذب جَمهور الأفلام؛ على مستوى مشاهد الأكشن يقف المسلسل في موقع مُتأخر عن الأفلام، وكذلك تصميم المشاهد والصورة، وذلك لا يعني أن المسلسل يُقدم دراما أكشن سيئة، والأدق أنه حاول صُنع عمل درامي مُشتق للمعجبين بعالم جون ويك، ولكنه لا يُقدم رؤية إبداعية أصيلة؛ هناك أشياء تذكرنا بأجواء الفيلم؛ العُنف والدموية المُفرطة، وعالم الجريمة وشخصياته التي تُسيطر على كل شيء حولها، ولكن المسلسل يفتقد الكثير من سحر سلسلة الأفلام؛ جاذبية البطل والشخصيات، التصميم البصري المدهش لمشاهد الأكشن، وأجواء الغموض داخل فندق الكونتيننتال.

ه

على الرغْم وجود كثير من الخيوط الدرامية المُعاصرة داخل سلسلة الأفلام، وبعضها يُمثل بَذرة دراما مُحملة بكثير من التفاصيل الجذابة، اختار فريق كتابة المسلسل "جريج كوليدج"، و"كيرك وارد"، و"شون سيمونز" قصة تدور أحداثها في السبعينيات، أبطالها نُسخ شابة من بعض شخصيات الفيلم، ولكنهم يفتقدون كاريزما شخصيات الفيلم، وبشكل خاص الممثل "كولِن وودل" الذي يجسد النسخة الشابة من الممثل "إيان ماكشين"، ولكنه يفتقر إلى عناصر تألق أداء الأخير، ويبتعد كثيرًا عن كاريزما شخصية وينستون سكوت في الأفلام.

لا صوت يعلو فوق صوت الُعنف!

تفتتح الحَلْقات بمشاهد بالأبيض والأسود من طفولة فرانكي ووينستون، وبينما يدور الصراع بينهما وبين كورماك في مرحلة الشباب نتعرف إلى بعض ملامح ماضيهما، وينسج المسلسل الكثير من التفاصيل العاطفية التي تتعارض مع أجواء عالم جون ويك، ومن تابع الأفلام يعرف أن هذا العالم لا مجال فيه للعواطف التقليدية، وردود الفعل غير مُتوقعة غالبًا، والشر بعيد من الشكل النمطي، وكل شيء يدور في أجواء أسطورية بعيدة ابتذال مشاهد الأكشن الخفيفة.

عالم جون ويك بارد بالرغْم من سخونة الأحداث، شديد القتامة مع لمعان خاطف من فوهات بنادق لا تتوقف عن إطلاق النار الكثيف، صامت ولا صوت فيه يعلو على صوت اللكمات والرصاص وتهشيم العظام، خالي من الثرثرة، وهو يرفع سقف الأكشن إلى حدود المُبالغة المُفرطة، ويكاد يقترب من الواقع، وكل تلك الصفات جعلت من سلسلة الأفلام حالة خاصة من سينما الأكشن.

حَلْقات المسلسل تُقدم دراما أكشن عادية وسطحية أحيانًا، تحمل طموحًا للسير على خُطا أجواء جون ويك ولكنها تُخفق في ذلك، حتى مُحاولات خلق عالم سبعينياتي مُختلف لا تُضيف شيئًا، باستثناء بعض الأغاني القديمة اللطيفة التي تُستخدم خلفية للأحداث، وبعيدًا عن ذلك لو كنت تمتلك وقت فراغ يُمكنك مشاهدة حَلْقات المسلسل دون توقعات كبيرة، ودون انتظار شيء يشبه جون ويك.

الصورة من حساب المسلسل على انستجرام