ما التعليم الذي سيحصل عليه الأمير كريستيان في المستقبل
يعد التعليم واحد من أهم الرحلات التي يمكن أن يقوم بها أي منا على مدار حياته، ناهيك عن أولئك الذين سيلعب التعليم دور هام وأساسي في مناصبهم المستقبلية الهامة التي ولدو لتوليها، مثل الأمير كريستيان Prince Christian of Denmark وهو الابن الأكبر للأمير فريدريك ولي عهد الدنمارك Frederik, Crown Prince of Denmark، وحفيد ملكة الدنمارك الحالية، مارغريت Margrethe II of Denmark، والذي سيصبح في المستقبل، ملكا للدنمارك، وبالتزامن مع اقتراب موعد بدء الاحتفال بعيد الميلاد الثامن عشر للأمير كريستيان والموافق ليوم 15 من أكتوبر الجاري، دعونا نسلط الضوء على التعليم الذي حصل عليه والمتوقع أن يحصل عليه في المستقبل، لإعداده لدوره كوريث للعرش الدنماركي.
كيف صنع الأمير كريستيان التاريخ في بداية رحلته التعليمية
منذ بداية رحلته التعليمية، صنع الأمير كريستيان التاريخ كأول عضو في العائلة المالكة الدنماركية، يلتحق بمدرسة الحضانة على الإطلاق، حيث قام والديه الأمير فريدريك والأميرة ماري Crown Princess Mary of Denmark، بتسجيله في مدرسة حضانة Dronning Louises Bornehus في فريدنسبورج في جزيرة زيلندا في الدنمارك حيث كان الأمير فريدريك وعائلته يقيمون في ذلك الوقت.
وعندما حان الوقت ليبدأ الأمير كريستيان بالدراسة في المرحلة الابتدائية، اختار والديه، الأمير فريدريك والأميرة ماري إلحاقه بمدرسة Tranegaardsskolen الحكومية والتي تقع في منطقة هيليروب الراقية في بلدية جينتوفت في ضواحي العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، وظل الأمير كريستيان، يدرس في هذه المدرسة، طوال السنوات التالية، وحتى بداية عام 2020، والذي شهد قيام والديه بإلحاق الأمير كريستيان وأشقائه الثلاثة، الأميرة إيزابيلا Princess Isabella، الأمير فنسنت Prince Vincent، الأميرة جوزفينPrincess Josephine، في مدرسة ليمانيا- فيربير الدولية Lemania-Verbier International School في سويسرا حيث كان من المفترض أن يقوموا بالدراسة في المدرسة لمدة فصل دراسي واحد، يستمر لثلاثة أشهر، ولكن موعد دراستهم في مدرستهم السويسرية الجديدة، تزامن مع الأسابيع الأولى، لبداية أزمة تفشي جائحة كورونا، وهو ما جعل الأمير فريدريك وزوجته يتخذون قرار صعبا بلا شك، بسحب أبنائهم الأربعة من مدرستهم الجديدة، وإعادتهم إلى الدنمارك.
فضيحة التنمر التي لاحقت مدرسة الأمير كريستيان وأجبرت والديه على سحبه من المدرسة
أزمة كورونا التي أجبرت الأميرة كريستيان على مغادرة مدرسته السويسرية الجديدة، والتي كان يأمل والديه أن تمنحه خبرة دراسية مميزة، لكونها واحدة من أفضل المدارس السويسرية في البلاد، لم تكن العقبة الوحيدة التي واجهها الأمير كريستيان في حياته الأكاديمية، فبعدها بما يزيد عن العام، واجه الأمير كريستيان عقبة تالية، وهي فضيحة ادعاءات التنمر في المدرسة الداخلية العريقة التي قام والديه بإلحاقه بها والتي اشتهرت بأنها خيار مفضل للدراسة لأبناء العائلة المالكة الدنماركية وأبناء الطبقة الأرستقراطية على مر السنوات.
المدرسة التي نتحدث عنها هي مدرسة هيرلوفشولم الداخلية، والتي التحق بها الأمير كريستيان في أغسطس 2021، وذهب بالفعل للإقامة في المدرسة، ولأن المدرسة، تقبل الطلاب من البنين والبنات على حد سواء، وكانت تتمتع بسمعة جيدة للغاية، خطط الأمير فريدريك والأميرة ماري، أن يلحقا ابنتهما الأميرة إيزابيلا في نفس المدرسة التي يدرس فيها شقيقها الأكبر الأمير كريستيان.
ولكن في يوم 5 مايو 2022، أذاعت القناة التليفزيونية الدنماركية TV2 فيلم وثائقي زعم فيه أكثر من 50 طالب سابق في مدرسة هيرلوفشولم الداخلية، أن المدرسة شهدت وقوع حوادث متكررة من التنمر والاعتداء الجنسي وأن المدرسة يسودها ثقافة عامة من العنف والتنمر، وتعمد التستر على هذه الحوادث المشينة، وعقب إذاعة الفيلم الوثائقي الصادم، أصدرت الأمير فريدريك والأميرة ماري بيان مقتضبا تعليقا على الفيلم، أدانا فيه التنمر، وقالا أيضا في البيان: "نحن كأولياء أمور لطفل في المدرسة، نتوقع من المدرسة أن تفعل ما يجب عليها القيام به لتصحيح الأوضاع غير المقبولة".
بحلول أواخر أغسطس 2022، تم الإعلان عن سحب الأمير فريدريك من مدرسة هيرلوفشولم الداخلية، وتراجع الأمير فريدريك وزوجته الأميرة ماري عن قرارهما إلحاق ابنتهما إيزابيلا في المدرسة، ليلتحق الأمير كريستيان بعدها بمدرسة Ordrup Gymnasium العريقة، وهي أول مدرسة مختلطة في البلاد، وتأسست عام 1873 وحرصت منذ بداية تأسيسها على تبني طرق التعليم الحديثة، والابتعاد عن أساليب التدريس التقليدية، مع التركيز على تشجيع طلاب المدرسة على الفضول الفردي والتعاون والاحترام.
الخطوة التالية في مستقبل الأمير كريستيان الأكاديمي
من المقرر أن يستكمل الأمير كريستيان دراسته الثانوية في مدرسة Ordrup Gymnasium الثانوية، والمتوقع أن تنتهي رسميا بحلول شهر مايو 2024، وبعد ذلك سيكون عليه أن يختار إما الحصول على دبلومة دولية في إحدى المدارس الدولية العريقة في المملكة المتحدة أو سويسرا، على غرار الكثيرين من ورثة العروش الأوروبية الآخرين أو يلتحق بعد استكماله لتعليمه الثانوي مباشرة بالجامعة والتي غالبا ما ستكون في داخل وطنه الأم الدنمارك، أو يختار الحصول قبل ذلك التحاقه بالجامعة على التدريب العسكري المكثف الذي يمنح لورثة عروش أوروبا بعد بلوغهم سن الثامنة عشر، وفي جميع الأحوال فإن رحلته الأكاديمية لم تنته بعد، وبدون شك فإن الشعب الدنماركي سوف يتابع خطواته التالية باهتمام، للحصول على فكرة أوضح عما سيكون عليه الأمير كريستيان والذي سيصبح ملكهم المستقبلي في يوم ما.