ما الطعام الذي اعتاد الملك تشارلز على تناوله في مدرسته الداخلية في اسكتلندا؟
غالبا ما تتبادر الشطائر والأطعمة الخفيفة إلى الأذهان عند الحديث عن الأطعمة التي يتناولها الطلاب عادة، خلال الدوام الدراسي أو أطباق سريعة التحضير مثل المكرونة بالجبن، وحلوى بسيطة مثل كعك الكب كيك، والتي تقدم عادة في المدارس الحكومية الأوروبية أو في المملكة المتحدة، ولكن هذا لا ينطبق بكل تأكيد على المدارس الداخلية الراقية التي عادة ما تضم طلاب من الأثرياء والمشاهير وأبناء النبلاء والأمراء، بل وحتى ورثة العروش، وأحد أفضل الأمثلة على ذلك مدرسة جوردونستون Gordonstoun المدرسة الداخلية المختلطة العريقة والتي تقع في منطقة موراي في إسكتلندا.
أبرز الطلاب الملكيين الذين التحقوا بمدرسة جوردونستون
تعد مدرسة جوردونستون واحدة من أفضل المدارس الداخلية في اسكتلندا، واشتهرت المدرسة على مر السنوات، بمعاييرها المرتفعة، وبتقيدها بقواعد وتقاليد صارمة إلى حد كبير، ومن بين أبرز الطلاب الملكيين الذين التحقوا بمدرسة جوردونستون على مر السنوات، الأمير الراحل فيليب Prince Philip زوج الملكة الراحلة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II، وابنهما الأكبر الملك تشارلز الثالث King Charles II ملك بريطانيا الحالي، وحفيدتهما الفارسة الحاصلة على ميدالية أوليمبية، زارا تيندال Zara Tindall وهي ابنة الأميرة آن Princess Anne. تقبل مدرسة جوردونستون الطلاب في الصفوف الدراسية من 9 إلى 12، بتكلفة تزيد عن 15000 جنيه إسترليني سنويا للطلاب المقيمين في المدرسة.
مرافق مميز وطعام من الدرجة الأولى
توفر مدرسة جوردونستون لطلابها مرافق مميزة، تتضمن غرف نوم مريحة ومميزة، لطلابها المقيمين، إلى جانب أطعمة من الدرجة الأولى، لوجبات الطعام والغذاء والعشاء، ووفقا للموقع الرسمي للمدرسة فإن الأطعمة المعدة لطلاب المدرسة، تتضمن طعام فاخر وصحي وغني المغذيات التي تساعد على تعزيز الصحة وتنشيط الذهن.
وتتضمن قائمة الطعام المقدم في المدرسة، أطعمة فاخرة مثل شرائح اللحم وفطيرة غينيس، وإسكالوب الديك الرومي المحمر مع الصلصة الحلوة والحامضة، وحتى شرائح اللحم الرقيقة مع البصل المقلي وزبدة الثوم والمعدة على الطريقة الفرنسية، وفي حين أن قائمة الطعام المقدم لطلاب المدرسة قد تغيرت بدون شك عن نوعية الطعام المقدم للملك تشارلز عندما التحق بالمدرسة للمرة الأولى، في عام 1962 وهو في الثالثة عشر من عمره، إلا أن مدرسة جوردونستون كانت دائما ما تفتخر بتقديم أفضل وأجود الأطعمة لطلابها على مر السنوات، والتي تجمع ما بين الطعام المغذي الصحي والوصفات المنزلية الشهية، وبفضل ذلك حصلت المدرسة على جائزة أفضل الطعام المقدم في المدارس الاسكتلندية Scottish School Food Awards.
كيف تقوم مدرسة جوردونستون بتوفير أجود أنواع الأطعمة لطلابها
مدرسة جوردونستون تولي عناية كبيرة لكافة التفاصيل المتعلقة بالطعام المقدم لطلابها لضمان حصولهم على أفضل الأطعمة، وهو ما يتضمن اختيار مواد غذائية طازجة عالية الجودة، وغنية بأوميغا 3 ومليئة بالفيتامينات والمعادن، واستخدامها في إعداد طعام شهي وصحي، يساعد على تحسين الذاكرة وزيادة القدرة على التركيز، كما تحرص أيضا على أن يتوفر في الأطعمة المقدمة لطلابها، مغذيات من شأنها تعزيز الصحة البدنية لطلابها، ومدهم بالطاقة التي يحتاجون إليها للمشاركة في الأنشطة الرياضية العديدة التي تعدها المدرسة مثل الركبي أو رحلات الإبحار وأكثر من ذلك بكثير.
مدرسة جوردونستون تحرص أيضا على التعاقد مع أفضل الطهاة، عندما يتعلق الأمر باختيار طهاة لإعداد الطعام المقدم للطلاب في المدرسة، وجاء في الوصف الوظيفي الأخير للطهاة الذيم تم تعيينهم في مدرسة جوردونستون ما يلي: "يقدم فريق إعداد الطعام الموهوب لدينا طعاما فاخرا للمناسبات والزيارات من ضيوف مميزين وغالبا ما يكونون رفيعي المستوى، إلى جانب إعداد الطعام المغذي الذي يعزز من نشاط الطلاب وحب المغامرة، سواء كانت رحلة ذلك في صورة رحلة استكشافية إلى كيرنجورمز أو الإبحار بيخت إلى القطب الشمالي."
وفقا لروس بيرجيس Ross Burgess، وهو الشيف التنفيذي لدى مدرسة جوردونستون فإن مجموعة الأطعمة المفضلة لدى المدرسة لطلابها، والتي تعتبرها المدرسة من أفضل أنواع الأطعمة التي من شأنها، تعزيز وظائف الدماغ هي الأطعمة المعدة من سمك السلمون والسلمون المرقط والتوت الطازج والبذور والبقول.
كيف يتذكر الملك تشارلز فترة دراسته في مدرسة جوردونستون
وبالرغم من المميزات السابق ذكرها لمدرسة جوردونستون، فإن المدرسة تعرضت في الماضي لبعض الانتقاد بسبب قواعدها وقوانينها الصارمة التي تفرضها على طلابها، والتي أثارت المخاوف حول تسبب المدرسة في معاناة طلابها من ضغوط نفسية، وهو ما رد عليه الملك تشارلز في تصريح له في عام 1974، قال فيه: "يدهشني دائما ذلك الكم الهائل من الشائعات التي تحيط بجوردونستون والاستخدام المتهور للعبارات المبتذلة القديمة والتعليقات السلبية عند وصفها، المدرسة صارمة وصعبة بمعنى أنها أكثر تتطلب منك كفرد، أكثر مما تتطلبه معظم المدارس الأخرى، عقليا أو جسديا"، وأضاف قائلا: "أنا محظوظ لأنني أعتقد أنها علمتني الكثير عن نفسي وقدراتي ونقاط القصور لدي. لقد علمتني قبول التحديات وأخذ زمام المبادرة".
ومع ذلك فلقد تحدثت مصادر مقربة عن أن الملك تشارلز الثالث لم يكن راضيا عن مدرسة جوردونستون وقت التحاقه بها، لا لشيء سوي حقيقة أنها بعيدة للغاية عن المنزل، وتجعله يفتقد التواجد بصحبة أفراد عائلته، وهو ما جعل جدته الملكة الأم Queen Mother، والتي كان تدلل وتفضل الملك تشارلز أكثر من بقية أحفادها وتعتبره حفيدها المفضل، تحاول التدخل لدى والديه، وإقناعهما بالعدول عن قرارهما بإلحاقه بهذه المدرسة الداخلية البعيدة عن المنزل إلا أن والده الأمير فيليب، وهو أحد الطلاب السابقين للمدرسة، أصر على قرار إلحاق ابنه تشارلز بمدرسته السابقة، لقناعته بأنها ستضيف له الكثير، وهو ما تبين صحته فيما بعد، وفقا لتصريحات الملك تشارلز.