حقائق تاريخية هامة لا يعرفها الكثيرون عن العائلة المالكة البريطانية
حياة أفراد العائلة المالكة البريطانية لا تتضمن فقط الكثير من المميزات مثل الثراء والنفوذ، ولكنها تتضمن أيضا تحمل مسئولية كبيرة... وقدر كبير من القواعد، ولأن دور التاج في المجتمع المعاصر أصبح رمزي إلى حد كبير، أصبحت القواعد الملكية التي تطبق على أفراد العائلة المالكة البريطانية، أقل عددا وأكثر صرامة مقارنة بالماضي، ومع ذلك فإن بقايا التقاليد التي انتقلت خلال من جيل لجيل مع هي تذكير بالنظام الملكي البريطاني العريق والذي استمر لأكثر من 1000 عام.
وفي ما يلي مجموعة من أهم الحقائق التاريخية التي قد لا يعرفها الكثيرين عن النظام الملكي البريطاني العريق والقواعد التي تنظم حياة أفراد العائلة المالكة البريطانية:
-
أول ملك لإنجلترا كان من عائلة وسكس
اسم وسكس قد يبدو مألوفا بالنسبة للكثيرين، بسبب حقيقة أنه جزء من اللقب النبيل إيرل وسكس، والذي ظل يحمله الأمير إدوارد Prince Edward، وهو أصغر أبناء الملكة الراحلة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II، لسنوات، قبل أن يحصل على لقب دوق إدنبرة، ولكن اسم وسكس، كان أيضا اسم عائلة أول ملك لإنجلترا وفقا للمؤرخين، وهو أثيلستان Athelstan (895-939 م) وينتمي إلى عائلة وسكس النبيلة وهو حفيد ألفريد العظيم Alfred the Great والعم الأكبر الثلاثين للملكة إليزابيث الثانية، أثيلستان هزم آخر غزاة الفايكنج ووحد بريطانيا، وحكم من بريطانيا من عام 925 حتى عام 939 م.
-
النظام الملكي البريطاني كان يعطي في الماضي أولوية ولاية العرش للذكور
منذ أن تأسس النظام الملكي البريطاني، كان يعطي أولوية ولاية العرش لورثة العرش الذكور، بل وكانت وراثة العرش البريطاني تقتصر في الماضي ورثة العرش الذكور فقط إلا أن ذلك تغير في عام 1702 عندما أقر البرلمان البريطاني قانون التسوية، الذي نص على أنه عند وفاة الملك ويليام الثالث King William III، سينتقل اللقب أو الملك إلى ابنته آن Queen Anne ومن بعدها "ورثة العرش الذين تقوم بإنجابهم"، في ذلك الوقت، كان القانون العام الإنجليزي يعطي أولوية لورثة العرش الذكور، وبسبب تزايد نفوذ كنيسة إنجلترا، وقتها نص قانون التسوية أيضا على أن أي وريث للعرش كاثوليكي أو يتزوج من كاثوليكي سيتم إزالته من خط الخلافة.
ولم يتم تحديث القواعد المتعلقة بمن يمكنه وراثة العرش البريطاني مرة أخرى حتى عام 2013، عندما أقر البرلمان تعديل تاريخي في قانون وراثة العرش البريطاني، وقام ذلك التعديل بإلغاء قاعدة منح أولوية وراثة العرش لورثة العرش الذكور، وجعلها وفقا لترتيب ولادة ورثة العرش (من الأكبر إلى الأصغر)، بصرف النظر عن الجنس.
-
النظام الملكي البريطاني لا يزال لا يسمح بأن يرث العرش من ينتمي إلى الطائفة الكاثوليكية
حتى يومنا هذا لا يزال النظام الملكي البريطاني يقوم باستبعاد ورثة العرش البريطاني من المسيحيين الكاثوليك من ولاية العرش، ولذلك السبب استبعد الكثيرين من ملوك وأمراء أوروبا الذين تجمعهم صلة قرابة للعائلة المالكة البريطانية ويمكن اعتبارهم من ورثة العرش البريطاني، من خط وراثة العرش البريطاني لأنهم كاثوليك، ومع ذلك فلقد القواعد المتعلقة بالتعامل مع أبناء الطائفة الكاثوليكية المنتمين للعائلة المالكة البريطانية، أصبحت أقل صرامة عن ذي قبل، ففي الماضي كان زواج وريث العرش من زوج أو زوجة ينتمي للطائفة الكاثوليكية، يكفي وحده لاستبعاده من وراثة العرش حتى وإن كان الوريث لا يؤمن بالطائفة الكاثوليكية.
-
يحق لعاهل بريطانيا الاعتراض على زواج أحد أفراد العائلة المالكة البريطانية
منح قانون الزواج الملكي لعام 1772 الملك البريطاني الحق في الاعتراض على زواج أفراد عائلته من العائلة المالكة البريطانية، وجاء ذلك القانون بسبب غضب جورج الثالث George III من بسبب زواج شقيقه الأصغر الأمير هنري Prince Henry من آن هورتون Anne Horton لأنها تنتمي من عامة الشعب.
ومنذ ذلك الحين، كان على أفراد العائلة المالكة الراغبين في الزواج أن يطلبوا إذن العاهل البريطاني للزواج، ولم يكن ذلك الإذن يمنح دائما، فمثلا رفضت الملكة إليزابيث الثانية شقيقتها الأميرة مارغريت Princess Margaret بالزواج من بيتر تاونسند، وهو بطل حرب بسبب معارضة التيار المحافظ في بريطانيا لذلك الزواج لأن بيتر تاونسند Peter Townsend من عامة الشعب ومطلق.
تم تقليص هذه السلطة قليلا تعديلات قانون وراثة العرش لعام 2013، والذي مكن ورثة العرش البريطاني من غير ورثة العرش الستة الأوائل في خط وراثة العرش دون إذن من العاهل البريطاني.
-
لم يكن لملوك وملكات إنجلترا اسم عائلة حتى الحرب العالمية الأولى
حتى أوائل القرن العشرين، كان يشار إلى الملوك الحاكمين لبريطانيا بأسماء عائلاتهم الملكية النبيلة الأم التي ينتمون إليها وليس اسم عائلة محدد، كان هنري الثامن وأبناؤه جميعا، يشار إليهم بأنهم من آل أو عائلة تيودور، وتبعتهم في ذلك التقليد ملوك عائلة ستيوارت، تغير هذا خلال الحرب العالمية الأولى، عندما كانت إنجلترا في حالة حرب مع ألمانيا، وكان للملك جورج الخامس King George V بعض الروابط العائلية المثيرة للجدل لكونها ألمانية، فجده الأمير ألبرت Prince Albert، ولد ونشأ في ألمانيا، ومن خلاله ورث جورج الخامس لقب رئيس عائلة ساكس-كوبرج-جوثا الألمانية النبيلة، ولتجنب الجدل المثار بخصوص ذلك الشأن، أعلن جورج الخامس عن اسم عائلة جديد يرفق باسمه ويرثه أبنائه من بعده وهو اسم وندسور نسبة إلى قلعة وندسور التي أسسها ويليام الفاتح William the Conqueror، لاحقا أضافت الملكة إليزابيث الثانية اسم مونتباتن وهو اسم عائلة زوجها الأمير فيليب Prince Philip، ليصبح اسم مونتباتن وندسور هو اسم العائلة الذي يرثه أبنائهما وأحفادهما.
-
طلاق ملوك وملكات بريطانيا وورثة العرش البريطاني لا يزال أمر معقدا
في الماضي البعيد كان طلاق ملوك وملكات بريطانيا وورثة العرش البريطاني من المحظورات ولا يحدث إلا في حالات شديدة الخصوصية، وكان غالبا ما يلقى الكثير من المعارضة من قبل الجميع تقريبا، وخاصة الكنيسة وهي السلطة الدينية في البلاد، لدرجة أن هنري الثامن والذي كان يوصف في الماضي بأنه كاثوليكي مخلص، اضطر إلى إبعاد الكنيسة الكاثوليكية في البلاد وتأسيس الكنيسة الإنجليزية كبديل لها حتى يتمكن من تطليق زوجته الأولى والزواج للمرة الثانية، وفي حين أن طلاق الملوك والملكات وورثة العرش البريطاني لا يزال مثار الكثير من الجدل إلا أنه لم يعد مستحيلا كما كان في الماضي، وبفضل ذلك لم يعد الملوك وورثة العرش البريطانيين مضطرين إلى تغيير دياناتهم أو إثبات-وأحيانا تلفيق-تهم خيانة لزوجاتهم حتى يتمكنوا من الحصول على الطلاق، والزواج مرة أخرى، فبعد عام 1936، والذي اضطر فيه إدوارد الثامن Edward VIII للتنازل عن العرش للزواج من الأمريكية المطلقة مرتين واليس سيمبسون Wallis Simpson، أصبحت القواعد المتعلقة بالزواج والطلاق لأفراد العائلة المالكة البريطانية، أقل صرامة، حتى أن الملكة إليزابيث الثانية، سمحت لشقيقتها الصغرى الأميرة مارغريت، بالطلاق في عام 1978. وفي عام 1996، وافقت إليزابيث الثانية على طلاق ابنها تشارلز الثالث King Charles III والذي كان ولي لعهد بريطانيا وقتها، وأصبح بذلك أول ولي عهد في تاريخ بريطانيا يحصل على الطلاق.
-
العاهل البريطاني هو أكثر من مجرد ملك أو ملكة لإنجلترا
بالإضافة إلى كونه رئيس الكنيسة الإنجليزية، فإن العاهل البريطاني هو أيضا رئيس اتحاد دول الكومنولث، وهو رابطة تضم 54 دولة مستقلة، كان معظمها في السابق مستعمرات أو مواقع استيطانية للإمبراطورية البريطانية.
كانت إليزابيث الثانية أيضا ملكة معترف بها لعدد 16 دولة تشكل جزء من الكومنولث وتشمل دول: أنتيغوا وبربودا، أستراليا، جزر البهاما، بربادوس، بليز، كندا، غرينادا، جامايكا، نيوزيلندا، بابوا غينيا الجديدة، سانت كيتس ونيفيس، سانت لوسيا، سانت فنسنت. وجزر غرينادين، وجزر سليمان، وتوفالو، والمملكة المتحدة، جدير بالذكر أن بعض من هذه الدول أعلنت عن نيتها عن عزل إليزابيث الثانية من منصبها كملكة لدولهم، وقامت عدد من هذه الدول بذلك بالفعل خلال حياتها، بينما أعلنت دول أخرى اعتزامها القيام بالمثل، وعزل وريثها والملك البريطاني الجديد تشارلز الثالث، من منصبه كملك لدولهم.