من هم الملوك والملكات الذين دفنوا في كاتدرائية وستمنستر
لطالما ما ارتبطت كاتدرائية وستمنستر بالملوك منذ تأسيسها وعلى مدار تاريخها الطويل والعريق والذي يمتد من ستينيات القرن الحادي عشر إلى حرب الوردتين، إلى عصر تيودور، وما بعده حيث لا تشتهر فقط باستضافتها للمناسبات الملكية الهامة مثل حفلات تتويج ملوك بريطانيا وحفلات الزفاف الملكية والجنازات الملكية، وإنما تشتهر أيضا بأنها كانت المرقد الأخير لعدد من ملوك وملكات بريطانيا، عددهم 16 ملك وملكة بريطانية، ومع ذلك فإن كاتدرائية وستمنستر لم تعد موقع الدفن الذي اختاره ملوك بريطانيا في العصور الملكية الأكثر حداثة، وحاليا أصبحت المقبرة الملكية في القبو الملكي في كنيسة سانت جورج في قلعة وندسور، مكان الدفن الملكي الرسمي لأفراد العائلة المالكة البريطانية والمثوى الأخير للعديد من ملوك بريطانيا الجدد (الملكة فيكتوريا Queen Victoria وزوجها الأمير ألبرت، Prince Albert واللذان دفنا في مقبرة ملكية في فروغمور القريبة من قلعة وندسور).
ودفنت فيها الملكة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II بجانب والديها، الملك جورج السادس George VI والملكة إليزابيث (والتي عرفت لاحقا بالملكة الأم Queen Mother) وزوجها الأمير فيليب دوق إدنبرة الراحل Prince Philip, Duke of Edinburgh وشقيقتها الصغرى الأميرة مارغريت Princess Margaret, Countess of Snowdon.
قصة بناء كاتدرائية وستمنستر
يعتقد أن ما يعرف الآن بكاتدرائية وستمنستر قد تأسس عام 960، وأمضى الملك إدوارد المعترف King Edward the Confessor، عقد كامل، ما بين عامي 1042 و1052 في إعادة بناء دير القديس بطرس في الموقع الحالي لكاتدرائية وستمنستر والتي تغير اسمها لاحقا إلى كاتدرائية وستمنستر، ولكن كاتدرائية وستمنستر بصورتها الحالية، تم بناؤها في حوالي عام 1245 على يد الملك هنري الثالث King Henry III، وتمت إضافة المزيد من الأبنية إلى مبنى الكاتدرائية على مر القرون، بما في ذلك الأبراج.
ملوك وملكات بريطانيا الذين دفنوا في كاتدرائية وستمنستر
كاتدرائية وستمنستر كانت المرقد الأخير للملك إدوارد المعترف حيث دفن فيها ولاحقا دفنت بجواره زوجته إديث من وسكس Edith of Wessex، وجاءت وفاة الملك إدوارد المعترف بعد أسبوع واحد فقط من إقامة مراسم تكريس كاتدرائية وستمنستر، وإن كان بناء الكاتدرائية لم يكن مكتمل في ذلك الوقت، بل ولم يكتمل بنائه حتى تسعينيات القرن العاشر، الملك هنري الثالث، والذي اشتهر بأنه أحد أتباع إدوارد المعترف المخلصين، ودفن في كاتدرائية وستمنستر عند مذبح الكنيسة العالي عام 1272 حيث دفن إدوارد المعترف إلا ابن هنري الثالث وخليفته قام بنقل جثمانه لاحقا إلى مكان آخر.
تم أيضا دفن سلسلة من ملوك بريطانيا وزوجاتهم الذين ينتمون إلى عائلة بلانتاجينت الملكية الحاكمة، وأشهرهم إدوارد الأول Edward I والذي يحمل قبره في الكاتدرائية نقشا لاتينيا باهتا هو " Edwardus Primus Scottorum Malleus hic est, 1308. Pactum Serva" ويعني "هنا يرقد إدوارد الأول، مطرقة الاسكتلنديين، 1308، حافظ على العهد، كما دفن في كاتدرائية وستمنستر أيضا إدوارد الثاني Edward II، وريتشارد الثاني Richard II.
دفنت أيضا في كاتدرائية وستمنستر، الرفات المفترضة لإدوارد الخامس Edward V، ملك بريطانيا الصغير الذي لم يتوج أو يحكم مملكته، وإنما تم احتجازه إلى جانب شقيقه الأصغر الأمير ريتشارد دوق يورك Richard, Duke of York في برج لندن، قبل أن يختفيا تماما عن الأنظار، ويصبح مصيرهما مجهول، وأطلق عليهما لاحقا أميري برج لندن، وعند اكتشاف عظام أطفال تحت درج في برج لندن عام 1674، أمر الملك تشارلز الثاني King Charles II بوضع الرفات في جرة تحمل اسمي إدوارد وريتشارد، ودفنها في كاتدرائية وستمنستر، جدير بالذكر أنه في عام 1933، تم استخراج هذه الرفات وفحصها وتبين أنها لهياكل عظمية غير مكتملة ومختلطة بعظام الحيوانات، ولا يوجد دليل ملموس حتى الآن على أن هذه الرفات تعود للملك الصغير إدوارد الخامس وشقيقه الأصغر الأمير ريتشارد دوق يورك.
دفنت في كاتدرائية وستمنستر أيضا، آن نيفيل Anne Neville، زوجة الملك ريتشارد الثالث King Richard III المثير للجدل، أما زوجها، فلقد تم العثور على رفاته المفقود منذ فترة طويلة تحت موقف للسيارات في ليستر في عام 2012، وأعيد دفن رفاته لاحقا في عام 2015 في كاتدرائية ليستر بدلا من دفنه في كاتدرائية وستمنستر بجوار زوجته.
ريتشارد الثالث كان قد فقد عرشه قبل وفاته، عندما انتزع هنري السابع عرش إنجلترا من ريتشارد الثالث، آخر ملوك عائلة يورك الملكية، عام 1483 في معركة بوسورث فيلد، وبذلك أنهى حرب الوردتين، وضمن هو وزوجته إليزابيث من يورك Elizabeth of York (ابنة الملك إدوارد الرابع King Edward IV) إنهاء الحرب الأهلية وحصولهما على العرش البريطاني بجانب سلسلة طويلة من ملوك عائلة تيودور التي ينتميان إليها.
هنري الثامن Henry VIII هو الوحيد من ملوك تيودور الذي لم يدفن في كاتدرائية وستمنستر ففي حين أن باقي أفراد عائلة تيودور دفنوا في داخل كنيسة هنري السابع في الكاتدرائية، اختار هنري الثامن أن يدفن في كنيسة القديس جورج في قلعة وندسور بجوار زوجته الثالثة جين سيمور Jane Seymour.
أما بقية أفراد عائلته الذين دفنوا في كاتدرائية وستمنستر فهم والديه واللذان دفنا
جنبا إلى جنب، بينما تتشارك ابنتاه الملكة ماري الأولى Queen Mary I وإليزابيث الأولى Queen Elizabeth I، في القبر، نفس الكاتدرائية، وتم دفن ابن هنري الثامن الذي طال انتظاره، وهو الملك إدوارد السادس Edward VI، في نفس الكاتدرائية وفي قبر لم يكن مميز المعالم أو ملحوظ حتى عام 1966، ودفنت واحدة فقط من زوجات هنري الثامن في كاتدرائية وستمنستر، وهي آن من كليف Anne of Cleves، في كنيسة وستمنستر.
تم دفن الملكة ماري الأولى في كاتدرائية وستمنستر في يوم 14 ديسمبر 1558 بعد وفاتها بعد صراع طويل مع مرض مميت يعتقد أنه مرض السرطان، بالرغم من أنها كانت ترغب في أن تدفن بجوار والدتها، كاثرين أراغون Catherine of Aragon، والتي دفنت في كاتدرائية بيتربورو عام 1536، إلا أنها بدلا من ذلك تشاركت القبر، مع أختها الصغرى غير الشقيقة ووريثتها، إليزابيث الأولى، وكتب على قبر الشقيقتين الملكيتين نقش لاتيني يتضمن ما يلي: " Regno consortes & urna, hic obdormimus Elizabetha et Maria sorores, in spe resurrectionis" ويعني: "رفيقينا في الملكوت والقبر، هنا ترقد الشقيقتين، إليزابيث وماري، على رجاء القيامة".
دفن أيضا في كاتدرائية وستمنستر الملك جيمس السادس King James VI وبجواره قرينته آن من الدنمارك Anne of Denmark، وكان مرقده الأخير قد فقد لعدة قرون ولكن تم العثور عليه مرة أخرى في كنيسة هنري السابع في القرن التاسع عشر، ودفن أيضا الملك تشارلز الثاني ملك إنجلترا واسكتلندا King Charles II of England and Scotland في كاتدرائية وستمنستر عند وفاته في 14 فبراير 1685، كما دفن أيضا في نفس الكاتدرائية، الزوجين الملكيين اللذين تشاركا في حكم بريطانيا، وهما الملك ويليام الثالث King William III والملكة ماري Queen Mary II، إضافة إلى ذلك فلقد تم دفن أخت الملكة ووريثتها الملكة آن داخل كنيسة هنري السابع Queen Anne، أما عن آخر الملوك الذين دفنوا في كاتدرائية وستمنستر، هو الملك جورج الثاني George II.