أغرب الخلافات الملكية البريطانية على مر التاريخ
عند الحديث عن أشهر الخلافات الملكية البريطانية، غالبا ما يتبادر إلى الأذهان الخلاف الدرامي الشهير بين الأمير وليام ولي عهد بريطانيا وأمير ويلز William, Prince of Wales، وشقيقه الأصغر الأمير هاري Prince Harry (والذي تطور لاحقا إلى خلاف أكثر درامية بين الأمير هاري، وغالبية أفراد العائلة المالكة البريطانية، بعد انسحاب الأمير هاري المفاجئ من الحياة الملكية)، وفي حين أن الخلاف بين الأميرين وليام وهاري واللذان كانا شقيقين مقربين للغاية، كان خلاف صادم للغاية بالنسبة للكثيرين، إلا أنه لم يكن الأول من نوعه حيث شهدت الحياة الملكية البريطانية الكثير من الخلافات الملكية الصادمة على مر تاريخها، والتي تنوعت ما بين خلافات ملكية عائلية وأخرى تضمنت تعقيدات سياسية.
وفي ما يلي مجموعة من أشهر الخلافات الملكية البريطانية على مر التاريخ:
الخلاف بين الملكة ماتيلدا Queen Matilda والنبلاء في عصرها
قبل وفاة الملك هنري الأول King Henry I في سن الثامنة والخمسين، عين ابنته ماتيلدا، وريثة لعرش إنجلترا ونورماندي، ولكن غالبية النبلاء في ذلك الوقت لم يسعدوا بذلك القرار، لأنه لم يسبق وأن كان لإنجلترا ملكة حاكمة قبل إعلان ماتيلدا، بناء على رغبة والدها، ملكة حاكمة في عام 1126، وترتب على ذلك اندلاع حرب أهلية فور وفاة الملك هنري الأول، استمرت 19 عاما وانتهت في نهاية المطاف بمعاهدة سلام.
الخلاف بين الملكة إليزابيث الأولى Queen Elizabeth I وماري، ملكة اسكتلندا Mary, Queen of Scots
في حين أن الملكة إليزابيث الأولى وماري، ملكة اسكتلندا، كانتا أبناء عمومة وبالرغم من وجود الكثير من أوجه التشابه بينهما (وأولها حقيقة أن كلتاهما ملكة حاكمة تحمل الكثير من الأعباء والمسئوليات بحكم منصبها) إلا أن علاقتهما لم تكن جيدة على الإطلاق وتضمنت قدر هائل من المنافسة ومشاعر الغيرة بالرغم من أنهما لم تلتقيا قط، الخلاف الطويل بين إليزابيث الأولى وماري ملكة اسكتلندا، لم ينتهي بالمصالحة، وإنما باستغلال إليزابيث الأولى للحرب الأهلية التي اندلت في اسكتلندا وقتها، وأطاحت بماري، لمحاكمة ماري بتهمة الخيانة والتآمر والتدبير لمحاولة إليزابيث الأولى، ليصدر قرار بإعدام ماري، ويتم تنفيذه، بعد توقيع إليزابيث الأولى على قرار التنفيذ.
الخلاف بين جورج الثاني George II والأمير فريدريك Prince Frederick
الخلاف بين الملك جورج الثاني وابنه الأمير فريدريك، هو بالتأكيد واحد من أكثر الخلافات الملكية البريطانية غرابة، لأن كلاهما كانا يكرهان بعضهما البعض بشدة، ومنذ اليوم الأول، دون أسباب واضحة (وإن كان البعض يعتقد أن أحد أهم الأسباب وراء ذلك هو نشأة فريدريك بعيدا عن والده في هانوفر)، ولكن ما يعرفه الجميع، أنه وبحلول عام 1737، كان جورج الثاني والأمير فريدريك، بالكاد يتحدثان، وخلال السنوات التالية، تجاهل جورج الثاني ابنه فريدريك تماما ولم يتحدث إليه، كما استمر الأمير فريدريك في مقاطعة والده، وتجاهل والدته والتي لم يكن مقربا منها هي الأخرى لنشأته بعيدا عنها، وبسبب الدراما العائلية، اضطر الأمير إلى تهريب زوجته الحامل بعيدا عن البلاط خوفا من إجبار والده لها على البقاء هناك بسبب حملها في وريث للعرش.
الخلاف بين هنري الثامن Henry VIII of England وكاثرين من أرجون Catherine of Aragon
الخلاف بين هنري الثامن وزوجته الأولى كاثرين من أرجون بدأ كخلاف شخصي، عندما رفضت زوجته وهي كاثوليكية متدنية، طلبه بالطلاق، لأن الطلاق ليس مسموح به وفقا للمعتقدات المسيحية الكاثوليكية والتي كان يؤمن بها هنري الثامن أيضا، قبل أن يدير ظهره للكنيسة الكاثوليكية (والتي وصف في شابه بأنه من أكبر داعميها وحراسها من قبل بابا الفاتيكان في ذلك الوقت)، وينفصل عنها، بعد فشله في الحصول على موافقة الكنيسة على إبطال زواجه من كاثرين، بسبب رغبته في الزواج من آن بولين Anne Boleyn (والتي أصبحت لاحق زوجته الثانية).
الخلاف بين هنري الثامن وكاثرين من أرجون سرعان ما تطور بشكل درامي بعد فشل هنري الثامن في إقناع كاثرين من أرجون بطلاق ودي، وفشله في إقناع الكنيسة الكاثوليكية في إبطال زواجه من كاثرين حيث ترتب على ذلك قراره بالانفصال عن الكنيسة الكاثوليكية، وتأسيسه لكنيسة إنجلترا، والتي قامت لاحقا بإلغاء زواجه من كاثرين، كما ترتب على ذلك أيضا إعدام هنري الثامن للكثيرين من معارضي إلغاء زواجه بكاثرين من التابعين المخلصين للكنيسة الكاثوليكية، وأشهرهم صديق هنري المقرب، سير توماس مور Thomas More.
الخلاف بين الملكة فيكتوريا Queen Victoria والأميرة بياتريس Princess Beatrice
بدأ الخلاف بين الأميرة بياتريس وهي الابنة الصغرى للملكة فيكتوريا، وبين والدتها الملكة بعد أن سافرت الأميرة بياتريس في رحلة إلى ألمانيا في عام 1884، ووقعت في حب شاب هناك، أرادت الزواج منه، أما عن سبب الخلاف، فهو معارضة الملكة فيكتوريا بشدة لذلك الزواج، وتطور هذا الخلاف إلى قطيعة بين الأم وابنتها، امتد لسبعة أشهر، رفضت خلالها الملكة الحديث مع ابنتها الأميرة بياتريس أو حتى مقابلتها، ولم توافق على الملكة على التواصل مع ابنتها إلا كتابيا، ولكنهما في النهاية تصالحتا في يوم عيد الميلاد.
الخلاف بين الأميرة ديانا Princess Diana والملكة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II
من المعروف أن علاقة الأميرة ديانا بأفراد العائلة المالكة البريطانية لم تكن جيدة على الإطلاق وخاصة خلال السنوات الأخيرة من زواجها من تشارلز الثالث King Charles III، ومن المعروف أيضا أن علاقة الأميرة ديانا بزوجها تشارلز الثالث، كانت مليئة بالخلافات منذ بداية زواجهما تقريبا، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون، هو قصة الخلاف الحاد بين الأميرة ديانا، وإليزابيث الثانية، والدة تشارلز الثالث، والتي كانت في يوم ما من أشد الداعمين لديانا ولزواجها من تشارلز الثالث، بل وبذلت الكثير من الجهد أيضا في محاولة لإنقاذ ذلك الزواج.
البداية كانت عندما اختارت الملكة إليزابيث الثانية، ديانا، باعتبارها مرشحة مثالية لتكون زوجة لابنها الأكبر، وولي عهدها في ذلك الوقت، تشارلز، والذي وافق على مضض على الزواج من ديانا، بعد أن فقد الأمل وقتها في الزواج من المرأة التي يحبها (والتي تزوجها في النهاية بعد وفاة ديانا)، ولكن بعد وقت قصير من زواجهما في عام 1981، بدأت المشاكل الزوجية بينهما، وازدادت حدة بعد عودة تشارلز الثالث لحبيبته السابقة كاميلا (Queen Camilla زوجة الملك تشارلز الثالث، لاحقا)، والتي لم يتوقف عن حبها حتى بعد زواجه من ديانا، وقتها بذلك الملكة إليزابيث الثانية قصار جهدها في محاولة إنقاذ زواج تشارلز بديانا، لدرجة أنها اتخذت قرار بمنع كاميلا من الدخول إلى القصور الملكية بعد أن فشلت في إقناع ابنها تشارلز بالتخلي عن كاميلا، والتركيز على إنجاح زواجه من ديانا، لكن العلاقة بين الملكة إليزابيث الثانية والأميرة ديانا بدأت بالتدهور بسبب خيانة ديانا لاحقا لتشارلز الثالث مع رجال آخرين، ووصول هذه الأنباء إلى وسائل الإعلام، قبل اعتراف ديانا صراحة بخيانتها لزوجها في مقابلتها المثيرة للجدل مع شبكة بي بي سي في عام 1995، والتي كشفت خلالها أيضا الكثير من الأسرار المثيرة للجدل التي تسببت في حرج بالغ للعائلة المالكة البريطانية، حتى أن الملكة إليزابيث الثانية والتي لطالما ما كانت من أكثر الداعمين لزواج تشارلز وديانا، أرسلت خطابا لديانا بعدها بفترة وجيزة، تخبرها فيها بأن زواجها من تشارلز الثالث لم يعد من الممكن أن يستمر، وأخبرتها بضرورة إنهاء ذلك الزواج على الفور، وهو ما حدث في النهاية في عام 1996.
الخلاف بين الأمير فيليب Prince Philip وسارة فيرجسون Sarah Ferguson
بعد سلسلة من الانتقادات والفضائح التي لاحقت سارة فيرغسون دوقة يورك (بما في ذلك شائعات خيانتها لزوجها وهي الشائعات التي نفتها دوقة يورك بشدة)، انتهى زواج سارة دوقة من الأمير أندرو Prince Andrew وهو الابن الثاني للملكة إليزابيث الثانية وزوجها الأمير فيليب، وفي حين أن زواجها سارة والأمير أندرو انتهى بطريقة ودية إلى حد كبير إلا أن الأمير فيليب لم يسامح سارة على ذلك الطلاق، أو على الفضائح التي سبقت ذلك الطلاق، بما في ذلك شائعات الخيانة، واستمر خلاف الأمير فيليب مع سارة لسنوات طويلة، بالرغم من علاقة الصداقة الجيدة التي أصبحت تجمع بين سارة وزوجها السابق الأمير أندرو، بعد طلاقهما (حتى أن سارة وأندرو لا يزالان يقيمان في منزل عائلة يورك في وندسور معا، حتى يومنا هذا)، ويقال إن الأمير فيليب لفترة طويلة بعد طلاق سارة والأمير أندرو، يرفض التواجد مع سارة في مكان واحد.
الخلاف بين الملك جورج السادس King George VI والملك إدوارد الثامن King Edward VIII
بدأت العلاقة المعقدة بين الأخوين الملك جورج السادس والملك إدوارد الثامن بتنازل الأخير عن العرش للزواج من امرأة أمريكية مطلقة، وهي واليس سيمبسون والتي قيل إنها قامت بتقديم إدوارد الثامن لأفراد من النظام النازي الذي كانت بريطانيا تحاربه، وقتها، وفقا للمؤرخين فإن تنازل إدوارد الثامن عن العرش، لم يغير خط الخلافة البريطانية بالكامل فحسب، بل وترك شقيقه الأصغر الملك جورج السادس والذي تولى الخلافة من بعده، يشعر بالمرارة بعد أن انقلبت حياته رأسا على عقب بسبب قرارات شقيقه الأكبر.
الخلاف بين الأمير وليام والأمير هاري
عندما بدأت الأنباء التي تتحدث عن وجود خلافات حادة بين الأميرين وليام وهاري، تحدثت وسائل الإعلام وقتها عن أن الخلاف في الحقيقية ليس بينهما مباشرة وإنما بين زوجتيهما، وربما يرجع ذلك إلى حقيقة أن الأميرين وليام وهاري، كانا مقربين للغاية منذ أن كانا صغيرين، ولكن تبين لاحقا أن البداية الحقيقية للخلاف كانت بسبب تحفظ الأمير وليام على قرار الأمير هاري بالزواج من ميغان ماركل Meghan Markle ونصحه له بألا يتسرع في اتخاذ ذلك القرار وهو الأمر الذي أزعج الأمير هاري بشدة، وكان سبب في زيادة التوتر بينه وبين شقيقه الأكبر الأمير وليام، ويبدو أن ذلك التوتر قد تحول لاحقا إلى شعور الأمير هاري بأن العائلة المالكة البريطانية ككل وليس شقيقه الأكبر وليام فحسب، قد خذلته وتخلت عنه في الوقت الذي عانى فيه وزوجته من هجمة إعلانية شرسة من قبل وسائل الإعلام البريطانية، اضطرته في النهاية إلى اتخاذ قرار صادم بالانسحاب من الحياة الملكية، إلا أن ذلك القرار تسبب بضرر بالغ في العلاقة بين الأميرين وليام وهاري وخاصة بعد الانتقادات الضمنية التي وجهها الأمير هاري وزوجته للعائلة المالكة البريطانية، في وسائل الإعلام، بعد سفرهما إلى الولايات المتحدة، والتي يقال إنها كانت سبب في قطيعة بين الشقيقين الملكيين لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا.