حقائق مثيرة للاهتمام عن حياة ماري الأولى
تعد الملكة ماري الأولى Queen Mary I واحدة من أكثر الملكات شهرة في تاريخ بريطانيا، وذلك لا يرجع فقط إلى حقيقة أنها كانت واحدة من الملكات القلائل اللاتي أصبحن ملكات حاكمات في إنجلترا (وخلال فترة زمنية، كانت تميل للاستبعاد ورثة العرش الإناث)، ولكن بسبب حياتها التي شهدت الكثير من الأحداث الدرامية والتي بدأت من إبطال زواج والديها، هنري الثامن King Henry VIII وكاثرين من أرغون Catherine of Aragon، وإعلانها نتيجة لذلك ابنة غير شرعية لوالدها الملك، مرورا بزواج والدها مرات عديدة، في وقت لاحق، وحتى انتزاع ماري الأولى، لعرش إنجلترا بصعوبة كبيرة، بعد صراع دموي مشتعل، ولكن حياة ماري الأولى لم تصبح أقل درامية بعد وصولها إلى العرش حيث شهد عصرها الكثير من الاضطهاد الديني لغير الكاثوليك الذين تنتمي إليهم ماري الأولى، وقامت ماري الأولى بالفعل بإعدام بعضهم وهو ما كان سبب في منحها لقب ماري الدموية، وفيما يلي مجموعة من الحقائق المثيرة للاهتمام عن حياة ماري الأولى:
1. الملكة ماري الأولى كان لديها الكثير من زوجات الأب
ولدت الملكة ماري الأولى في قصر غرينتش في يوم 18 فبراير 1516 (بعد سبع سنوات من زواج والديها، الملك هنري الثامن وكاثرين من أراغون عام 1509)، وكانت طفلتهما الوحيدة التي بقيت على قيد الحياة بعد مرحلة الطفولة، بحلول عشرينيات القرن السادس عشر، كان والدها هنري الثامن، قد قرر إنهاء زواجه من والدتها كاثرين من أراغون، بسبب فشل الأخيرة في إنجاب وريث ذكر لعرشه والذي لطالما ما حلم، و وقتها خطط للزواج من أخرى، لإنجاب وريثه المنتظر، ووقع اختياره على آن بولين Anne Boleyn (والتي تخلص منها لاحقا بإعدامها بتهم ملفقة بغد ثلاث سنوات فقط من زواجهما، بعد أن فشلت هي الأخرى في إنجاب وريث ذكر لعرشه).
في عام 1527، سعى هنري، وهو كاثوليكي، إلى طلب إبطال زواجه من زوجته الأولى كاثرين من أراجون، من البابا، على أساس أن اتحاده مع كاثرين كان سفاح القربى وغير قانوني لأنها كانت متزوجة سابقا من أخيه الأكبر المتوفى، وعندما رفض البابا إبطال ذلك الزواج، انفصل هنري الثامن عن الكنيسة الكاثوليكية في روما، وتزوج من آن بولين في عام 1533 بعد تأسيسه لكنيسة إنجلترا والتي أصبح رئيسا لها.
بعد ثلاث سنوات من زواجه من آن بولين، قرر هنري الثامن التخلص من زوجته الثانية، ويعتقد أنه دبر لها تهم ملفقة بالزنا، لإنهاء زواجه منها، وهو ما حدث بالفعل في عام 1536، هنري الثامن تزوج بعدها أربع زيجات أخرى، تضمنت زواج قصير بزوجته الثالثة والتي ماتت بعد وقت قصير من ولادة وريث عرشه الذكر، وانتهى زواجه الرابع بالبطلان، وانتهى زواجه الخامس بقطع رأس زوجته الشابة، بتهمة الزنا، قبل أن يتزوج للمرة السادسة والأخيرة في السنوات الأخيرة من حياته.
2. لم يكن وصول ماري الأول إلى عرش إنجلترا أمر سهل
بعد إبطال زواج والديها، أصبحت ماري الأولى تعامل كابنة عير شرعية، وتم استبعادها من خط خلافة العرش، إلى جانب شقيقتها الصغرى إليزابيث الأولى Queen Elizabeth I (وكانت الأخيرة استبعدت من خلافة العرش وأصبحت تعامل كابنة غير شرعية للملك، بعد إعدام والدها لوالدتها، آن بولين، ولكن بحلول عام 1544، أعاد هنري ابنتيه لوراثه العرش خلفا لشقيقهما الأصغر، إدوارد السادس King Edward VI، والذي أنجبته ثالث زوجات هنري الثامن قبل وفاتها.
وعندما توفي هنري عام 1547، أصبح إدوارد ملكا، وفي عهد ذلك الملك الشاب، تأسست البروتستانتية في إنجلترا وهو ما كان سببا في توتر علاقة إدوارد مع شقيقته الكاثوليكية المتعصبة ماري، وتسبب لاحقا في اختيار إدوارد السادس لابنة عمه البروتستانتية، ليدي جاي جري Lady Jane Grey، كحليفة له، لتجنب مطالبة ماري بالعرش، حتى لا تعيد نشر الكاثوليكية والتي قضى عليها هنري الثامن في عصره.
ترتب على ذلك اندلاع حرب أهلية، ولكن ماري، قامت بجمع جيشها الخاص وحشدت المؤيدين الآخرين لها حتى تتمكن انتزاع العرش وهو أمر نجحت فيه ماري الأولى.، بعد سجنها جين، والتي حكمت لمدة تسعة أيام فقط، في برج لندن، قبل أن تأمر ماري الأولى بإعدام جين.
3. ماري الأولى كان يفترض أن تخطب في سن الثانية
بالنسبة لأفراد العائلة المالكة الرئيسيين مثل ماري الأولى، كان الزواج يدور حول بناء الأسرة الملكية الحاكمة والعلاقات الدبلوماسية وليس الحب، لذلك عندما كانت ماري في الثانية من عمرها فقط، كان من المقرر أن تتم خطوبتها لابن ملك فرنسا، وعلى الرغم من إنهاء ذلك الترتيب بعدها بعدة سنوات خطبت ماري الأولى لابن عمها الإمبراطور تشارلز الخامس Emperor Charles V، والذي كان يكبرها بـ 16 عام، ولكن هذه الخطبة انتهت أيضا قبل الزواج، بعدها خطبت ماري الأولى لابن تشارلز الخامس، وهو الأمير فيليب ملك إسبانيا Prince Philip of Spain، وفي عام 1554، وتزوج الاثنان بعد يومين من لقائهما الأول.
4. زواجها كاد أن يتسبب في اندلاع حرب أهلية
في عام 1554، حاولت مجموعة من الإنجليز الإطاحة بماري، خوفا من الهيمنة الأجنبية، بسبب زواجها من الأمير الإسباني فيليب، كما كانوا قلقين أيضا بشأن إعادة ماري الأولى للكاثوليكية، عرفت هذه الحركة بتمرد وايت، نسبة لأشهر أفرادها سير توماس وايت Sir Thomas Wyatt، وبعد ذلك، تم إعدام حوالي 100 شخص شاركوا في هذه الحركة، وكان من بينهم الليدي جين جراي، والتي اشتهرت بلقب ملكة الأيام التسعة، جين لم تكن متورطة في تلك المؤامرة، إلا أن والدها كان متورطا.
في ذلك الوقت أيضا سجنت ماري الأولى، شقيقتها الصغرى إليزابيث، في برج لندن لعدة أشهر ووضعتها لاحًا تحت الإقامة الجبرية لمدة عام، على الرغم من عدم وجود دليل قاطع على أنه كان لها أي دور في محاولة التمرد على ماري.
5. كان لديها حمل كاذب
بعد وقت قصير من زواج ماري في سن 37 عام، اعتقدت ماري الأولى وأطباؤها أنها حامل بسبب معاناتها من غثيان الصباح، وكبر حجم بطنها، بل وقيل أيضا أنها شعرت بحركة طفل داخل بطنها، ولذلك صدر إعلان رسمي بحمل ماري الأولى، ولكن خلال الأشهر التالية، تبين أن حمل ماري الأولى كان حمل كاذب.
6. ماري الأولى حصلت على لقب ماري الدموية بسبب إحراقها مئات الأشخاص
بمجرد وصولها إلى السلطة، عملت ماري على إعادة الكاثوليكية، إلى إنجلترا، واستعادة السلطة البابوية والتراجع عن الإصلاحات المختلفة للكنيسة الإنجليزية والتي شهدها عهد شقيقها الأصغر إدوارد السادس، كما أنها أعادت أيضا إحياء القوانين ضد الهرطقة، ونتيجة لذلك، تم حرق ما يقرب من 300 بروتستانتي في عهدها، مما منحها لقب ماري الدموية.
أشهر من أعدمتهم ماري الأولى توماس كرنمر Thomas Cranmer، رئيس أساقفة كانتربري ومستشار الملك هنري الثامن وإدوارد السادس، والذي أبطل زواج والدي ماري الأولى، وبالرغم من إعدام ماري الأولى للكثير من البروتستانت إلا أنها فشلت في تحويل إنجلترا إلى الكاثوليكية حيث أعادت خليفتها الملكة إليزابيث الأولى الأمة إلى البروتستانتية.
7. ماري فقدت آخر أراضي إنجلترا في فرنسا
تلقت الملكة ماري الأولى ضربة قاسية في عام 1558 عندما استولى الفرنسيون على كاليه، وهي مدينة ساحلية يُشار إليها على أنها "ألمع جوهرة في التاج الإنجليزي"، وكانت كاليه أيضا، وهي بوابة التجارة في فرنسا وقتها، تحت السيطرة الإنجليزية منذ القرن الرابع عشر. عندما علمت ماري بنبأ فقدان إنجلترا آخر ممتلكاتها في فرنسا، يُقال إن ماري ردت: "عندما أموت وأفتح، ستجد فيليب وكاليه ملقيين في قلبي".