ميغان ماركل ليست الوحيدة.... أشهر الخلافات الملكية مع زوجات الأبناء على مر التاريخ
قبل أن يفاجئ الأمير هاري Prince Harry وزوجته ميغان ماركل Meghan Markle دوقة ساسيكس العالم، بانسحابهما المفاجئ من الحياة الملكية، ثم انتقالهما لاحقا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، كانت وسائل الإعلام قد بدأت تتحدث بالفعل عن وجود خلافات حادة بين العائلة المالكة البريطانية، والزوجين الملكيين هاري وميغان، وسائل الإعلام وتحدثت وقتها عن أن أحد أهم أسباب ذلك الخلاف، هو رفض العائلة المالكة البريطانية لقرار الأمير هاري بالزواج من ميغان، ونقل بعضها عن مصادر مطلعة، قولهم، إن الأمير وليام William, Prince of Wales، ولي عهد بريطانيا، والشقيق الأكبر للأمير هاري، كان من بين أكثر المعارضين لزواج هاري بميغان، ونصح هاري عدة مرات بتأجيل قرار زواجه بميغان والذي اعتبره الأمير وليام، قرار متسرعا للغاية، ويقال إن ذلك تسبب في توتر العلاقة بين الأميرين وليام وهاري، حتى قبل زواج هاري بميغان.
أشهر الخلافات بين الأصهار الملكيين البريطانيين على مر التاريخ
بعد الكثير من التكهنات حول طبيعة العلاقة بين ميغان ماركل وأصهارها الملكيين، ومدى تقبلهم لها، لمح الأمير هاري في كتابه الشهير Spare والذي صدر في يناير 2023، إلى أن عائلته لم تكن سعيدة للغاية بفكرة زواجه من ميغان وكتب عن ذلك في كتابه واصفا ذلك بمعضلة "عدم تقبل عائلتك للمرأة التي تحبها"، إذا صح ما يتردد عن وجود خلافات بين ميغان وأصهارها الملكيين، فستكون ميغان بذلك قد انضمت إلى قائمة طويلة من الزوجات الملكيات أو الأزواج الملكيين الذين عانوا من مشكلات وكانوا على خلاف مع أصهارهم الملكيين، وبعض هذه الخلافات لم تقتصر فقط على الاتهامات والانتقادات العلنية، كما هو الحال بالنسبة لهاري وميغان، وإنما اتخذت في كثير من الأحيان طابع أكثر درامية، بل وأكثر دموية في بعض الحالات، واليوم دعونا نستعرض معا مجموعة من أشهر الخلافات بين الأصهار الملكيين في تاريخ بريطانيا على مر السنين:
الخلاف بين وليام الفاتح William the Conqueror وأصهاره
أحد الأمثلة على الخلافات بين الأصهار الملكيين في التاريخ البريطاني هو الخلاف بين وليام الفاتح، وأصهاره، فعندما تزوج من زوجته ماتيلدا Queen Matilda، ابنة الكونت بالدوين الخامس من فلاندرز Count Baldwin V of Flanders، في حوالي عام 1050، لا بد أنه كان يعتقد أنه فاز باليانصيب، فعائلة فلاندرز كانت واحدة من أغنى العائلات النبيلة في ذلك الوقت وأكثرها أهمية استراتيجية في أوروبا، وبالتالي كانت حليفا قويا لوليام الفاتح، وفي حين أن ماتيلدا أثبتت أنها زوجة ممتازة، وأنجبت له تسعة أطفال، ساهموا في تأمين وراثة العرش في نسله، إلا أن والدها، خذل وليام الفاتح في الوقت الذي كان يعتمد فيه على دعمه، فعندما بدأ وليام الاستعداد لغزو إنجلترا عام 1066، توقع وقتها أنه يستطيع الاعتماد على القوة العسكرية الكبيرة لدى والد زوجته، الكونت بالدوين، ولكن والد زوجته كان بطيئا للغاية في تقديم المساعدة لدرجة أنه - حرفيا - فاته اللحاق بحملة وليام الفاتح لغزو إنجلترا.
كيف قام أصهار إدوارد الرابع في وضعه في موقف حرج
بعد مرور 400 عام على عهد وليام الفاتح، أصبح في إنجلترا مجموعة أخرى من الأصهار الملكيين، بخلاف أصهار وليام الفاتح، وهي عائلة وودفيل Woodville، وتنتمي إليها إليزابيث وودفيل Elizabeth Woodville، زوجة الملك إدوارد الرابع Edward IV، ملك إنجلترا والذي ينتمي لعائلة يورك النبيلة، التي حكمت إنجلترا خلال مرحلة ما في تاريخها، الملك إدوارد الرابع، أصبح صهرا لعائلة وودفيل، بعد زواجه من إليزابيث وودفيل، وجاء ذلك الزواج بعد قصة حب عاصفة، عارضها الكثيرون في البداية، بسبب حقيقة أن إليزابيث وودفيل وعائلتها من عامة الشعب، ولكن الملك إدوارد الرابع، أصر على الزواج من إليزابيث وودفيل، وفي النهاية نجح الاثنين في تجاوز العقبات التي كانت تحول بين زواجهما، وتزوجا في النهاية، ولكن ذلك كان البداية الحقيقة لسلسلة من المشكلات التي وقع فيها إدوارد الرابع بسبب أصهاره، والسبب هو والدي زوجته وإخوتها الطموحين، وكذلك أبنائها من زواجها الأول، ولم يمض وقت طويل على زواجهما حتى امتلأ بلاط إدوارد الرابع بأكمله بأفراد وأقارب وأصدقاء عائلة وودفيل، وفي الوقت نفسه، كانت شقيقات إليزابيث متزوجات من أبرز العائلات النبيلة في إنجلترا، وهو ما كان سبب في تزايد نفوذ عائلة وودفيل .
على الرغم من أن إدوارد نفسه، والذي أحب زوجته الجديدة كثيرا، كان راضيا عن أقاربها ولم يمانع فكرة تزايد نفوذهم، إلا أن ذلك أثار قدرا كبيرا من الغيرة والاستياء بين أفراد حاشيته الآخرين، وخاصة ريتشارد نيفيل، إيرل وارويك Richard Neville, Earl of Warwick (والمعروف باسم "صانع الملوك")، والذي سرعان ما بدأ بالتخطيط للإطاحة بهم.
أزمة إليزابيث وودفيل مع أصهارها الملكيين
إليزابيث وودفيل كان لديها هي الأخرى سبب للشكوى من أهل زوجها حيث تآمر صهرها جورج، دوق كلارنس، مع وارويك George, Duke of Clarence، لاتهام والدتها بممارسة السحر، وعندما توفي زوجها الملك، تاركا عرشه لابنهما إدوارد (إدوارد الخامس Edward V لاحقا) والذي كان يبلغ من العمر وقتها 12 عام، استولى على العرش صهرها الآخر، ريتشارد من غلوستر Richard of Gloucester (ريتشارد الثالث Richard III لاحقا)، قبل أن يقوم لاحقا بسجن ابنيها إدوارد الخامس وشقيقه الأصغر ريتشارد في برج لندن، بعدها بفترة قصيرة اختفى الطفلين (واللذان عرفا لا بأميري البرج)، ولم يريا بعدها، وقيل أنهما قتلا، ريتشارد الثالث لم يكتفي بذلك فحسب، وإنما قام أيضا بإلقاء القبض على نجل إليزابيث، ريتشارد جراي Richard Grey وشقيقه أنتوني وإعدامهما بتهمة الخيانة.
خلافات الأصهار الملكية في عائلة تيودور
مشكلات إليزابيث يورك Elizabeth of York مع والدة زوجها
الأمثلة على خلافات الأصهار الملكيين في عائلة تيودور الملكية، والتي تعد واحدة من أشهر العائلات الملكية التي حكمت إنجلترا في تاريخها، كثيرة أيضا، أبرزها أزمة إليزابيث يورك، ابنة إليزابيث وودفيل، زوجة إدوارد الرابع، مع والدة زوجها هنري السابع Henry VII، وهي ليدي مارغريت بوفورت Lady Margaret Beaufort.
هنري السابع، هو ملك لإنجلترا من عائلة تيودور، وبفضل جهود والدته ليدي مارغريت، والتي كانت شديدة الذكاء والطموح وأضمت سنوات في التآمر لوضع ابنها الوحيد العزيز على العرش، نجح هنري السابع في الحصول على عرش إنجلترا، بعد انتصاره في معركة بوسورث في أغسطس 1485، ولكن سرعان ما أصبح من الواضح بعدها أن الجهود التي بذلتها مارغريت نيابة عن ابنها لمساعدته على الوصول إلى العرش، لم تكن بدافع الحب والإخلاص لابنها فحسب، وإنما كانت تتضمن أيضا رغبة قوية في الحصول على حصة سخية من السلطة لنفسها، وتأكد ذلك، بعدما أصبحت تخاطب بعد وصول ابنها إلى العرش بلقب "السيدة النبيلة والدة الملك"، وعندما غيرت توقيعها إلى "مارغريت ر" Margaret R، واعتبر الكثيرون الحرف "R" في التوقيع، يرمز إلى كلمة ريجينا Regina (وتعني الملكة الحاكمة باللاتينية).
عندما تزوج هنري السابع من إليزابيث يورك [في عام 1486]، لم تكن لدى مارغريت أي نية للتنازل عن السلطة للملكة القرينة الجديدة، وكانت مارغريت ترتدي أردية من نفس نوع وجودة أردية زوجة ابنها، وكانت تسير خلفها في المواكب بنصف خطوة فقط، خلافا للتقاليد الملكية، إليزابيث لم تستطع أن تلجأ إلى زوجها للحصول على الدعم، لأنه كان متعلقا للغاية بوالدته وكان يستشيرها في كل الأمور.
هنري الثامن وأصهاره من زوجته الثانية
برزت مجموعة أخرى من الأصهار الجشعين إلى الساحة في عهد هنري الثامن Henry VIII، ابن هنري السابع وزوجته إليزابيث يورك، عندما فشلت زوجة الملك الأولى، كاثرين أراغون Catherine of Aragon، في إنجاب وريث العرش الذكر الذي كان يرغب فيه، ولم تنجح سوى في إنجاب ابنة واحدة (وهي ماري الأولى Queen Mary I)، بعد سبع سنوات من الزواج، وقتها قرر هنري الثامن في استبدال زوجته بزوجة ثانية، لتنجب له وريث العرش الذكر الذي لطالما ما حلم به، ووقع اختياره على آن بولين Anne Boleyn، وهي ابنة توماس بولين Thomas Boleyn، أحد رجال الحاشية المقربين من هنري الثامن وقتها، والذي وصف بأنه كان يتمتع بطموح وجشع لا حدود له، وبسبب ذلك الجشع، حرض ابنتيه آن بولين، وماري بولين Mary Boleyn، على محاولة إغواء هنري الثامن، على أمل نجاح واحدة منهن بالفوز بقلب الملك، وإقناعه بالزواج منها، ماري بولين، كانت أول من نجح في جذب انتباه هنري الثامن من بين الشقيقتين بولين، وأصبحت عشيقته لفترة، وفي تلك الأثناء كانت آن قد سافرت إلى فرنسا، وبحلول الوقت الذي عادت فيه آن من فرنسا، كانت علاقة هنري الثامن بماري بولين قد وصلت إلى نهايتها، وفي ذلك الوقت بدأت آن وبتشجيع من والدها، في محاولة إغواء هنري السابع مرة أخرى، وهذه المرة، حققت نجاحا ساحقا.
بعد أن لاحظ توماس اهتمام الملك بابنته آن، بدأ بالتآمر لوضعها على العرش، وكان يدعمه في ذلك جورج بولين George Boleyn, Viscount Rochford، شقيق آن، والذي كان يتطلع هو الآخر إلى تحقيق مكاسب شخصية، وبعد أن خدعه سحر وذكاء آن وتلاعب به أقاربها الطموحون، قرر هنري الثامن الزواج منها بأي ثمن، ولكن الثمن كان باهظا، فعندما لم يوافق البابا على إبطال زواج هنري السابع من زوجته الأولى كاثرين، انفصل هنري عن الكنيسة الكاثوليكية في روما وأشعل شرارة واحدة من أكثر فترات الاضطراب والانقسام المجتمعي في تاريخ بريطانيا، وهي الفترة التي عرفت لاحقا بفترة الإصلاح، وشهدت الكثير من أحكام السجن والإعدام الجائرة في حق أولئك الذين رفضوا الاعتراف بشرعية زواج هنري الثامن بآن بولين.
ومع ذلك، فقد كان أداء أصهار هنري جيدا للغاية، حتى قبل أن يتزوج آن حيث نجحوا في كسب رضا وثقة هنري الثامن، مما دفع الأخير لمنح والد زوجته المستقبلي وقتها، لقبي إيرل ويلتشير وإيرل أورموند النبيلين، كما منح شقيقها جورج لقب فيكونت رشفورد، وسرعان ما أصبح بلاط هنري الثامن بعدها، تحت سيطرة عائلة آن بولين ولكن عندما فشلت آن، مثل زوجة هنري الأولى، في إنجاب ابن لهنري، ولم تنجح سوى في إنجاب ابنة (وهي إليزابيث الأولى Queen Elizabeth I)، قرر هنري الثامن التخلص منها هي الأخرى، ولكن بطريقة أكثر دموية حيث قام بتلفيق تهمة الزنا لها مع خمسة رجال، كان من بينهم شقيقها جورج، والذي أُعدم بسبب هذه التهمة في مايو 1536 قبل يومين من إعدام شقيقته آن، ومع ذلك، فلقد قرر هنري الإبقاء على حياة توماس، والد آن بولين، واكتفي بتجريده من معظم ألقابه وامتيازاته، وقضى الأخير بقية حياته في عزلة، حتى وفاته.
الدراما العائلية بين الأصهار الملكيين في عائلة هانوفر
معاناة الأميرة أوغوستا Princess Augusta بسبب الخلافات الحادة بين زوجها ووالديه عائلة هانوفر الملكية الحاكمة، والتي وصلت إلى عرش إنجلترا، بعد قرنين من حكم عائلة تيودور لإنجلترا، كان لديها هي الأخرى عدد لا بأس به من الأصهار الملكيين المزعجين، وأحد أفضل الأمثلة على ذلك معاناة الأميرة أوغوستا والتي بدأت بعد زواجها من عائلة هانوفر في عام 1736.
زوج الأميرة أوغوستا هو الأمير فريدريك Prince Frederick، الابن الأكبر للملك جورج الثاني King George II، ووريث عرشه، وبعد زواجهما بفترة وجيزة، صدمت الأميرة أوغوستا من سوء العلاقة بين زوجها ووالديه، فزوجها كان بالكاد يتحدث مع والديه، وكان يحمل اتجاههما الكثير من مشاعر الاستياء والغضب بسبب تركهما له لينشأ وحيدا في هانوفر، بعد أن استقرا في إنجلترا بعد وصول والده جورج الثاني، إلى الحكم، والأسوأ أن والديه، لم يرحبا به واستمرا في إهماله،
عندما انضم إليهما أخيرا بعد 14 عام من الفراق، حتى أنهما لم يقوما باتباع التقاليد الملكية، واستقباله بمراسم استقبال رسمية ملكية تليق بوريث العرش، لحظة وصوله إلى إنجلترا، وبدلا من ذلك اضطر إلى دخول قصر سانت جيمس عن طريق الدرج الخلفي، والد الأمير فريدريك، اعتاد أيضا على تجاهله في جلسات البلاط، وقيل إنه كان يمر بجواره وكأنه "شبح"، أما عن والدة الأمير فريدريك، وهي الملكة كارولين Caroline of Ansbach، فكانت هي الأخرى ولسبب ما، لا تحب ابنها الأمير فريدريك كثيرا (وإن كان البعض قد تحدث عن أن السبب الرئيسي هو حب فريدريك للقمار والنساء)، ونقل عنها أنها قالت في إحدى المناسبات أن مشاهدتها لابنها يجعلها ترغب في التقيؤ.
ولم تتحسن الأمور إلا بالكاد بعد زواج فردريك من أوغستا، بسبب ترحيب والدي فريدريك بذلك الزواج، وتطلعهما لأن يثمر ذلك الزواج عن وريث جديد للعرش، وهو ما حدث بالفعل حيث حملت أوغستا بعد بضعة أشهر قليلة من الزفاف (والذي أقيم في 27 أبريل 1736)، ويبدو أن فريدريك قد قرر استخدام تطلع والديه لمولد وريث للعرش، في إزعاج والديه حيث تأخر في إخبار والديه بأنباء حمل زوجته، ولم يخبرهما بالأمر إلا في يونيو 1737، كما كذب بشأن الموعد المتوقع لولادة الطفل، وأخبرهما أن طفله يتوقع أن يولد في أكتوبر، في حين أن الموعد المتوقع لولادة الطفل كان قبل ذلك بكثير، والأغرب من ذلك أنه وعندما دخلت زوجته أوغوستا في المخاض في يوليو 1737 وكان ذلك بينما كانت هي وزوجها يقيمان في قصر هامبتون كورت، قرر فريدريك أن يمنع والديه من حضور ولادة طفله، فنقل زوجته وهي مرحلة المخاض في عربة وأسرع بها إلى قصر سانت جيمس، وأُجبرت أوغوستا المسكينة على تحمل رحلة شاقة امتدت لمسافة 13 ميل على طريق طويل غير ممهد، بينما كانت من آلام المخاض، ولكن بحلول الوقت الذي وصلا فيه إلى قصر سانت جيمس، كانت والدة فريدريك قد سمعت بالأخبار وطاردت ابنها وزوجته التي توشك على الولادة، ووصلت في الوقت المناسب إلى قصر سانت جيمس، وتحدثت وقتها عن سعادتها بأن زوجة ابنها قد أنجبت "فأرة صغيرة قبيحة بائسة" بدلاً من "صبي كبير سمين يتمتع بصحة جيدة".
هل كانت الملكة فيكتوريا Queen Victoria حماة مزعجة؟
وفقا للمؤرخين، فإن الملكة فيكتوريا لم تكن أكثر الحموات دعما لأزواج أبنائها، ففي حين أنها كانت من رتب لزواج ابنها الأكبر ألبرت (إدوارد السابع Edward VII لاحقا) والتي اعتادت أن تخاطبه باسم التدليل بيرتي، من الأميرة ألكسندرا أميرة الدنمارك Princess Alexandra of Denmark، إلا أنها أعادت النظر في ذلك الزواج قبل موعد الزفاف بفترة وجيزة، بسبب حقيقة أن الدنمارك كانت على خلاف وقتها مع ألمانيا حول بعض المناطق المتنازع عليها في حين أن الملكة فيكتوريا كانت تتمتع بعلاقة جيدة للغاية الألمان في ذلك الوقت، لكن الزواج تم في يوم 10 مارس 1863 في كنيسة سانت جورج، وندسور، وحضرت الملكة فيكتوريا حفل الزفاف مرتدية ملابس حداد كاملة، كان زوجها الأمير ألبرت قد توفي قبل حوالي 15 شهرا من الزفاف، وتحديدا في ديسمبر 1861، ولذلك لم يكن ارتداء ملابس الحداد مبررا وقتها، وفي أن الملكة فيكتوريا كانت قد قررت وقت وفاة زوجها أن ترتدي ملابس الحداد طوال حياتها، إلا أن الكثيرين توقعوا أن تقوم باستثناء حفل زفاف ابنها من ذلك القرار، ولكنها لم تفعل.
بعد زواج بيرتي من ألكسندرا، بدا من الواضح أنهما كانا سعيدين، إلا أن فيكتوريا كان لا يزال لديها شكوك حول ذلك الزواج، وكانت سريعة الانتقاد لبعض الخيارات الشخصية التي كان يقوم بها ابنها وزوجته، وكانت ترفض بشكل خاص طريقة إدارتهما لحياتهما الاجتماعية، وشرعت في أن تملي عليهم في أمور مختلفة في حياتهم، وصولا إلى الأسماء التي يجب أن يطلقوها على أطفالهم.
الملكة فيكتوريا لم تكن أقل تدخلا في حياة أبنائها الثمانية الآخرين، فعندما تزوجت ابنتها الحبيبة لويز Princess Louise من جون كامبل، مركيز لورن Campbell, Marquess of Lorne، في مارس 1871، هرب الزوجان من براثن فيكتوريا لقضاء شهر عسل لمدة أربعة أيام في كليرمونت في سري، بحثا عن بعض الخصوصية، ولكن حتى ذلك الحين، لم تستطع حماة العريس الجديدة أن تتركهما بمفردهما، وقامت بزيارة مفاجئة لهم، متذرعة برغبتها في سماع آراء ابنتها حول الحياة الزوجية، ووفقا للمؤرخين كان الزوجان سعيدين في البداية، لكنهما أصبحا أقل سعادة وبعدا عن بعضهما البعض، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى تدخل فيكتوريا المستمر في حياتهما.