ما قصة فستان الزفاف الذي ارتدته ملكة واختفى لعقود.. وما مصيره الآن؟
في عام 1959، وعندما كانت آن ماري Queen Anne-Marie (أميرة الدنمارك في ذلك الوقت) في الثالثة عشرة من عمرها، التقت لأول مرة بزوجها المستقبلي، وقريبها، قسطنطين King Constantine، ولي عهد اليونان آنذاك، عندما رافق والديه، الملك بول King Paul والملكة فريدريكا Queen Frederica، في زيارة رسمية إلى الدنمارك، أما اللقاء الثاني بين الاثنين فكان في الدنمارك في عام 1961، بحلول ذلك الوقت، كان قسطنطين قد أخبر والديه برغبته في الزواج من آن ماري.
آن ماري وقسطنطين، التقيا مرة أخرى في أثينا في مايو 1962 في حفل زفاف شقيقة قسطنطين، الأميرة صوفيا أميرة اليونان والدنمارك Princess Sofia of Greece and Denmark على ولي عهد إسبانيا آنذاك (وملك إسبانيا لاحقا) خوان كارلوس Juan Carlos of Spain حيث كانت آن ماري واحدة من وصيفات الشرف في الحفل الزفاف، وبعدها بعام واحد تقريبا، التقيا مرة أخرى في عام 1963 في الاحتفالات المئوية للملكية اليونانية.
في يوم 6 مارس 1964، توفي الملك بولس، وخلفه قسطنطين ملكا لليونان، وفي يوليو من نفس العام، تم الإعلان رسميا عن خطبة آن ماري على ملك اليونان الجديد في ذلك الوقت (وهو الأمر الذي اعترض عليه تيار اليسار السياسي في الدنمارك في ذلك الوقت)، قبل أن يتزوجا في يوم 18 سبتمبر 1964 (بعد أسبوعين من عيد ميلاد آن ماري الثامن عشر) في الكاتدرائية الأرثوذكسية اليونانية في العاصمة اليونانية أثينا، منذ تلك اللحظة، أصبحت الأميرة الدنماركية، ملكة لليونان، وأصبحت كافة التفاصيل المتعلقة بحياتها، موضوع اهتمام الكثيرين، حتى أبسط التفاصيل، مثل إطلالاتها وملابس، والمثير للاهتمام أن واحد من أشهر وأهم الفساتين التي ارتدتها آن ماري على مدار حياتها، وهو فستان زفافها، اختفى لعقود، قبل أن يكتشف العالم مصيره في وقت لاحق.
ما سبب فقدان فستان زفاف الملكة آن ماري لعقود؟
عادة ما تكون فساتين زفاف العرائس، واحدة من قطع الملابس التي لا تتخلى عنها العروس بسهولة، حتى إذا ما كانت سترتديها مرة واحدة فقط في العمر، وذلك لعدة أسباب مثل رغبتها في أن تحتفظ به للذكرى أو لاستخدامه كإرث عائلي لاحقا، تتناقله العرائس في الأسرة، أو ما شابه ذلك، وعندما يتعلق الأمر بالعرائس الملكيات، وخاصة الملكات منهن، فإن الأسباب التي تجعل كل عروس ملكية، تحرص أشد الحرص على الاحتفاظ بفستان زفافها، لا يقتصر فقط على الأسباب السابق ذكرها، وإنما يتضمن أيضا حقيقة أن ملابس الزفاف الملكية تعد جزء من التاريخ الملكي، وعادة ما يتم الاحتفاظ بها لعرضها في المتاحف والمعارض الملكية، لذلك من غير الغريب أو غير المألوف أن تحتفظ الملكات مثل ملكة اليونان السابقة آن ماري، بفستان زفافها، لعقود طويلة، باعتباره قطعة من التاريخ، وذكرى لا تقدر بثمن بالنسبة لها ولعائلتها، ولكن هذا لم يحدث، بل ظل الفستان خفيا وبعيدا عن أنظار الملكة آن ماري لعقود، والسبب أنها اضطرت لترك الفستان، في القصر الملكي اليوناني تاتوي، قبل فرارها وعائلتها من القصر واليونان، بعد الإطاحة بحكم زوجها الملك قسطنطين.
كيف أعيد اكتشاف فستان زفاف الملكة آن ماري
منذ ذلك الحين، اختفى الفستان عن الأنظار لعقود، ولم يبدو أن أحد قد شاهد الفستان منذ عقود طويلة، ولكن بفضل عمليات التحديد الحالية لقصر تاتوي، تم إعادة اكتشاف الثوب داخل القصر، وتوجد اقتراحات بالفعل بأن يتم عرض الفستان في متحف ملكي، كشف عن ذلك الصحفي اليوناني، أندرياس ماجوس Andreas Magos، والذي نشر على مواقع التواصل، صور لفستان زفاف الملكة آن ماري، والذي يبدو من الصور، أنه كان محفوظا في صندوق معدني عليه الأحرف الأولى من اسم الملكة آن ماري.
أما عن سبب عدم عودة الملكة آن ماري أو أي من أفراد أسرتها مرة أخرى إلى قصر تاتوي، لاستعادة فستان زفافها من القصر، بعد أن سمحت الحكومة اليونانية للعائلة المالكة اليونانية بالعودة إلى اليونان مرة أخرى، فالسبب ببساطة أن قصر تاتوي والذي كان موطن لأجيال من العائلة المالكة اليونانية قبل نفيهم وإلغاء النظام الملكي في نهاية المطاف بعد انقلاب عسكري، تبعه سلسلة من الاستفتاءات، لم يعد ببساطة قصر ملكي أو ملكية خاصة بالعائلة المالكة اليونانية، كما ظل القصر مهملا لسنوات طويلة حيث تم التخلي عن القصر نفسه بعد هروبهم جدير بالذكر أن العائلة المالكة اليونانية اضطرت لمغادرة القصر بسرعة كبيرة للغاية للفرار، لدرجة أنهم تركوا وراءهم العديد من ممتلكاتهم الشخصية الأخرى وليس فستان زفاف الملكة آن ماري فقط، وأعيد بعض هذه الممتلكات إليهم بعدها بعدة عقود، ومع ذلك، بقيت آلاف الأغراض الأخرى التي لم يتم إعادتها للعائلة المالكة، والآن تم الكشف عن فستان زفاف الملكة آن ماري داخل القصر، ويبدو أنه أحد القطع الملكية القليلة التي لا تزال متبقية في ذلك المنزل الملكي المهجور.
لهذا السبب يتم إعادة تجديد قصر تاتوي
يتم حاليا تجديد قصر تاتوي، والهدف وراء ذلك ليس خطط لإعادته للعائلة المالكة اليونانية أو لاستخدامه كمقر حكومي، ولكن لتحويله إلى فندق فخم ومنتجع صحي راقي، يحتوي على متحف عن العائلة المالكة اليونانية التي كانت تعيش في القصر في يوم ما، جدير بالذكر أن قصر تاتوي كان قد تضرر بشدة بسبب حرائق الغابات في عام 2021 وما زالت أعمال الترميم في القصر مستمرة.
في حين أن قصر تاتوي وأراضيه لم تعد ملكا للعائلة المالكة اليونانية، ومع ذلك، فإن المقبرة الملكية الخاصة بهم لا تزال على أرض القصر، ولا يزال يستخدمها أفراد العائلة المالكة اليونانية، حتى أنهم قام بدفن الملك قسطنطين هناك، بعد وفاته في يوم 10 يناير 2023، والتي جاءت بعد أكثر من 60 عام، قضاها في المنفى، ويوم جنازته، ارتدت آن ماري نفس المجوهرات التي ارتدتها يوم زفافهما.
أحد أشهر فساتين الزفاف الملكية في القرن العشرين
حفل زفاف الملكة آن ماري على الملك قسطنطين، كان مناسبة تاريخية حقا، وكان فستان الزفاف الذي ارتدته الملكة واحد من أشهر فساتين الزفاف الملكية في القرن العشرين، والفستان من تصميم اثنين من كبار مصممي الأزياء الدنماركيين في ذلك الوقت، هولجر بلوم Holger Blom، بمساعدة يورغن بندر Jorgen Bender، والفستان مصنوع من الساتان الكريمي ويتميز بخط رقبة مستدير ويحتوي على أكمام بطول ثلاثة أرباع وخصر إمبراطوري أفسح المجال لتنورة كاملة مع قطار يبلغ طوله حوالي عشرين قدم.
حتى وصول الأخبار عن إعادة اكتشاف فستان الزفاف الملكي، لم يكن مكانه معروفا بالتحديد خلال العقود الماضية، بل ولم يكن الكثيرين يعرفون أنه كان مفقودا، نظرا لأن العديد من فساتين الزفاف الملكية تظل مخفية داخل خزانة ملابس العروس التي ارتدتها، لذلك افترض الكثيرون أن الفستان بقي مع الملكة آن ماري طوال ذلك الوقت.
وفي حين أن الفستان كان مفقودا لعقود، إلا أن الزينة والملحقات الأخرى بإطلالة زفاف آن ماري، وظلت بحوزة آن ماري، وتضمن ذلك طرحة زفاف من قماش الدانتيل الأيرلندي الفاخر وتاج خديوي مصر، وقامت بارتدائهما في وقت لاحق، عرائس ملكيات يونانيات أخريات.