شاهدي مجموعة مجوهرات ملكية تتوارثها ملكات إسبانيا عبر الأجيال
من المعروف أن العائلات الملكية من جميع أنحاء العالم، تمتلك مجموعات مجوهرات ملكية لا تقدر بثمن، تتوارث بعض قطعها عبر الأجيال، في حين يتم الاحتفاظ ببعضها بحيث تتوارثها فقط ملكات هذه العائلات الملكية، وغالبا ما يقتصر استخدام المجوهرات الملكية، على الملكات فحسب، فهي ليست ملكا لأي شخص محدد، ولا يمكن بيعها أو فصلها.
جواهر ملكية تتوارثها ملكات إسبانيا
أحد أفضل الأمثلة على ذلك، مجموعة المجوهرات الملكية الإسبانية المخصصة لملكات إسبانيا، والتي نشأت عندما قررت الملكة فيكتوريا يوجينيا Queen Victoria Eugenia، والمعروفة باسم التدليل إينا Ena، إنشاء مجموعة قيمة ومميزة للغاية من قطع المجوهرات لتنتقل من جيل إلى جيل بين ملكات إسبانيا، ووفقا للقواعد التي وضعتها الملكة إينا فيما يتعلق بتداول قطع المجوهرات من هذه المجموعة، فإن المجوهرات في هذه المجموعة، لا يسمح بإعارتها أو تبديلها أو القيام بأي تعديل على أي منها، ولقد أخذت هذه القواعد على محمل الجد، حتى أن قطع هذه المجموعة، لم يتم لمسها إلا بالكاد، بالرغم من حقيقة أن الملكة إينا قامت بإدخال العديد من التعديلات على قطع مجوهراتها الشخصية، والتي لا تنتمي إلى مجموعة المجوهرات الملكية التي خصصتها لملكات إسبانيا، والتي أصبحت لاحقا تعرف بمجموعة " joyas de pasar"، ويعني اسمها (المترجم من الإسبانية) حرفيا "المجوهرات التي سيتم تمريرها".
أهم قطع المجوهرات التي تتضمنها مجموعة joyas de pasar
مجموعة joyas de pasar تتضمن تاج وثلاث قلادات وزوج من الأقراط وسوارين وبروشين، والتاج هو على الأرجح أشهر قطع المجموعة شهرة، وصنع في عام 1906 من قبل الصائغ الإسباني أنسورينا Ansorena بتكليف من الملك ألفونسو الثالث عشر King Alfonso XIII والذي كلف الصائغ بصنعه ليقدمه لزوجته الجديدة الملكة إينا، والتي استخدمته كتاج زفاف، وكان من المفترض أن يستخدم ذلك التاج كتاج زفاف لجميع ملكات إسبانيا اللاحقات إلا أن ذلك لم يحدث حتى أن الملكة صوفيا والملكة ليتيزيا (وكلتاهما ملكة إسبانية قرينة)، قد اختارت أن تستخدم التاج البروسي Koch Prussian Tiara كتاج زفاف وليس التاج الذي اختارته الملكة إينا ليكون تاج زفاف للملكات، ووضعته في مجموعتها الخاصة بمجوهرات ملكات إسبانيا.
التاج في مجموعة joyas de pasar طويل للغاية، ولكن وعلى العكس من التيجان الملكية الكبيرة الأخرى (مثل تاج براغانسا Bragança tiara في السويد أو تاج الإمبراطورية في لوكسمبورغ Empire tiara)، فإن التاج يبدو "أكثر خفة" بفضل الزخارف الزهرية الثلاثية التي تزين التاج والتي يحيط بها أشكال لفائف مرصعة بالماس.
قلادات مجموعة joyas de pasar
العنصر التالي في مجموعة joyas de pasar عبارة عن قلادة مصنوعة من الماس الكبير، وهي واحدة من قطع المجوهرات الوحيدة في المجموعة التي أدخل عليها بعض التعديلات، ولكنها تعديلات بسيطة وعلى فترات زمنية متباعدة حيث تم تغيير طول القلادة عدة مرات على مدار القرون لتلائم الملكة الإسبانية التي ترتديها، وبخلاف ذلك، لم يتغير أي شيء آخر في القلادة، وكانت آخر من ارتدى هذه القلادة الملكة صوفيا، ولم يسبق وأن شوهدت الملكة ليتيزيا بهذه القلادة وهذا ليس بالغريب نظرا لأن الملكة ليتيزيا نادرا ما تظهر مرتدية القلائد الملكية، ولهذا السبب أيضا لا ترى القلادة الثانية في المجموعة كثيرا حيث لم تشاهد في مناسبة علنية منذ أكثر من عقد من الزمان، والقلادة الثانية هي عبارة عن قلادة أنيقة مرصعة بعدد 37 لؤلؤة وهي كبيرة الحجم وكانت هدية زفاف أخرى من الملك ألفونسو الثالث عشر إلى الملكة إينا، أما القلادة الثالثة والأخيرة توصف بأنها "قلادة من اللؤلؤ مكونة من أربعة خيوط من اللؤلؤ الكبير"، وقد شوهدت عدة مرات عندما ارتدتها الملكة إينا، وكذلك على الملكة صوفيا.
أقراط وبروشات وأساور مجموعة joyas de pasar
مجموعة joyas de pasar تضم أيضا زوج من الأقراط الماسية الأنيقة والتي توصف بأنها "زوج من الأقراط مرصع بماسة كبيرة، يحيط بها مجموعة من أحجار الماس"، وتعرف هذه الأقراط بالأقراط الماسية العنقودية، وكانت أيضا هدية زفاف أخرى للملكة إينا، واستخدمت كأقراط زفاف مرة أخرى في عام 1997 عندما أعارتها الملكة صوفيا لابنتها كريستينا Infanta Cristina لترتديها في حفل زفافها.
أما بالنسبة للبروشات في المجموعة، فلقد ذكرت الملكة إينا في وصيتها التي تحدد مصير مجموعة joyas de pasar أن البروش الأول عبارة عن بروش ماسي مع دلاية مرصعة بلؤلؤ كبيرة، تحمل اسم La Peregrina ومع ذلك، فإن اللؤلؤة المستخدمة حاليا ليست لؤلؤة "La Peregrina" الحقيقية، وإنما لؤلؤ بديلة، تعرف باسم لؤلؤة La Peregrina II وسبق وأن ارتدت الملكة صوفيا هذا البروش، كبروش وقلادة أيضا في الماضي.
البروش الثاني عبارة عن بروش مبهر، مرصع بلؤلؤة رمادية محاطة بالألماس، مع دلاية من اللؤلؤ الكمثري، ولا يعرف الكثير عن تاريخ هذه القطعة بالذات، ولكن تم رؤيتها في العديد من صور الملكة إينا.
القطعة الأخرى المعروفة من مجموعة "joyas de pasar" هي عبارة عن سوارين، وسبق وأن ظهرت بهم الملكة ليتيزيا في عدة مناسبات خلال السنوات الأخيرة، ليس فقط في المناسبات الرسمية الكبرى، ولكن في مناسبات أخرى متنوعة، وقام بصنع السوارين ماركة بولغاري، بتكليف من الملكة إينا، وصنع السوارين من تاج صغير من ماركة كارتييه، كانت قد حصلت عليه كهدية خطوبة من الملك ألفونسو في عام 1906، ولذلك غالبا ما يشار إلى السوارين بسواري كارتييه.
بعد ذلك، أن قامت الملكة إينا بتجميع مجموعة "joyas de pasar" (والتي جمعت معظمها من هدايا الزفاف والخطبة التي حصلت عليها)، ذكرت في وصيتها على وجه التحديد أن المجوهرات ستنتقل من ملكة إلى ملكة، وهو ما حدث بالفعل، فعلى مر السنوات، شاهدنا الملكة السابقة صوفيا تتزين بعدة قطع من هذه المجموعة، وبعد أن أصبحت الملكة ليتيزيا ملكة قرينة، أصبحت هي الأخرى تتزين بقطع هذه المجموعة المعدة خصيصا من أجل ملكات إسبانيا، ولاحقا يتوقع أن تتزين بها الأميرة ليونور ولية عهد إسبانيا وأميرة أستورياس Leonor, Princess of Asturias، ولكن ليس كملكة إسبانية قرينة، وإنما كملكة حاكمة لإسبانيا، وستصبح بذلك أول ملكة إسبانية حاكمة تتزين بمجوهرات من مجموعة joyas de pasar والتي لم ترتديها سوى ملكات قرينات منذ تأسيسها.