تعرفي على دور القصور الملكية البريطانية في حماية البيئة

تضم العائلة المالكة البريطانية العديد من الأفراد الذين حرصوا على مر السنوات على المشاركة في جهود حماية البيئة، والمساعدة على علاج المشكلات البيئية الأكثر إلحاحا، بطرق عديدة أهمها المشاركة في المبادرات البيئية ودعم المؤسسات الخيرية المعنية بحماية البيئة، وتسليط الضوء على القضايا البيئية الأكثر إلحاحا، كما فعل الملك تشارلز الثالث King Charles III ملك بريطانيا الحالي، عندما شارك في تأليف كتاب للأطفال، يتحدث عن التغير المناخي، ولكن هذا ليس كل شيء، فعلى مر السنوات، خضعت الكثير من القصور والمنازل الملكية إلى عدة تعديلات بحيث تتحول إلى منازل أقل إضرارا بالبيئة، وتضمنت هذه التعديلات تغير مصابيح المنازل الملكية إلى مصابيح LED موفرة للطاقة، وإضافة محطات توليد الطاقة الكهرومائية للمنازل والقصور الملكية، وأكثر من ذلك بكثير.

 وفي ما يلي مجموعة من أهم الإضافات والتعديلات التي شهدتها القصور والمنازل الملكية البريطانية، بهدف المشاركة في حماية البيئة:

جهود توفير الطاقة في المنازل والقصور الملكية

• يعمل المشرفون على القصور والمنازل الملكية على تقليل الطاقة المستخدمة لتدفئة وإضاءة وتبريد القصور والمنازل الملكية، بطرق مختلفة، تتضمن مراقبة استهلاك الطاقة من خلال شبكة تضم أكثر من 60 عداد ذكي يتم تركيبها في جميع أنحاء العقار الملكي، مما يساعد على تحديد واستهداف مواقع إهدار أو زيادة استهلاك الطاقة، والتعامل معها.
•  القصور الملكية مزودة أيضا بنظام إدارة ذكي لأنظمة التدفئة وتبريد وتسخين المياه، لتجنب هدر الطاقة، وخاصة في قصر باكنغهام، والذي يتضمن أيضا نظام تدفئة وتسخين للمياه صديق للبيئة، باستخدام خزانات شمسية ومحطة تدفئة وطاقة مشتركة، مع مبادلات حرارية مسطحة تزيد من كفاءة نقل الحرارة.
•  القصور الملكية تحتوي أيضا على مصابيح LED الموفرة للطاقة في جميع أنحائها، ويتميز هذا النوع من المصابيح باستخدامه لكهرباء أقل بنسبة تصل إلى 86% بالمقارنة بالمصابيح العادية، بالإضافة إلى كونها أقل تكلفة من حيث تكاليف الطاقة والصيانة، بالمقارنة بالمصابيح العادية، كما أنها تنتج حرارة أقل بالمقارنة بمصابيح الهالوجين التنغستن.
• أما قلعة وندسور فإنها تعتمد على محطات الطاقة الكهرومائية على نهر التايمز في رومني وير، للحصول على الكهرباء، مع توربينات لتوليد الكهرباء، بالاستعانة بقوة نقل المياه، وتوفير الطاقة المتجددة والتي تلبي حوالي 40% من احتياجات القلعة من الكهرباء.

حدائق قصر باكنغهام

المبادرات الصديقة للبيئة لا تقتصر على المساحات الداخلية في داخل القصور والمنازل الملكية، وتشمل أيضا الحدائق الملكية، وأكثرها حديقة قصر باكنغهام، وتتضمن هذه المبادرات قيام المشرفين على الحديقة بزراعة أنواع مختلفة من النباتات وتشجيع الحياة البرية والحياة النباتية على الازدهار في الحديقة، مع إبقاء قطع كبيرة من الخشب مكدسة في أكوام في حديقة القصر حيث توفر هذه الأكوام موائل لمجموعة متنوعة من النباتات والحيوانات، بما في ذلك الخنافس والعناكب والفطريات.

المشرفون على حدائق قصر باكنغهام، لا يقومون أيضا بإزالة جذوع الأشجار في الحديقة، وإنما يقوموا بتركها في موضعها حتى تتحلل بشكل طبيعي، مما يوفر بيئة مثالية للحشرات لوضع بيضها وفقس يرقاتها، كما يتم ترك الأشجار الميتة بمفردها في حديقة الورود في قصر باكنغهام لأنها توفر موطن لعائلة من نقار الخشب التي تعيش في الحديقة.

المشرفون على حدائق قصر باكنغهام، يقومون أيضا باستخدام الطرق المستدامة للحفاظ على النباتات والحيوانات الموجودة في الحدائق الملكية، وإضافة أنواع مختلفة من الحياة البرية والنباتية الجديدة إلى الحديقة، وخلال العقد الأخير، تم إدخال العديد من أنواع النباتات المحلية والبذور إلى الحديقة، وهو ما شجع المزيد من الطيور على القدوم إلى حدائق القصر، بحثا عن الغذاء خلال أشهر الشتاء، ويحرص المشرفون على الحدائق الملكية أيضا على التقليل من استخدام المبيدات الحشرية إلى الحد الأدنى في الحدائق الملكية، حتى لا تتسبب المواد الكيميائية في المبيدات بالإضرار بالحياة البرية في الحديقة، والتي تتضمن أنواع مختلفة من الحشرات، تتضمن سبعة أنواع من اليعسوب، 42 نوع من الطيور.

المزارع العضوية والمناحل الملكية

شهدت القصور والمنازل الملكية أيضا على مر السنوات، إضافة مزارع عضوية، أشهرها المزرعة العضوية في منزل هايغروف الريفي، والتي أشرف على تأسيسها الملك تشارلز الثالث، حتى أصبحت مزرعة عضوية عاملة ومنتجة، كما تضم بعض القصور والمنازل الملكية الأخرى، مناحل عاملة، بما في ذلك قصر باكنغهام والذي يضم منحل

القصور والمنحل

يقع على جزيرة صغيرة مغطاة بالزهور البرية والأعشاب وجذوع الأشجار المتحللة، تقع في وسط بحيرة حدائق قصر باكنغهام، وهي موقع مثالي للنحل في المنحل حيث تضم الجزيرة أكثر من 350 نوع من الزهور البرية، وهي مصدر غني لغذاء النحل، كما أن الموقع المنعزل للمنحل، يضمن عدم تسبب زوار حدائق قصر باكنغهام أو الحفلات الضخمة التي تقام في الحدائق الملكية في إزعاج النحل، ويشرف على رعاية المنحل مربي نحل محترفين من جمعية مربي النحل في لندن.

كيف أصبحت قلعة بالمورال ومنزل العائلة المالكة في ساندرينجهام منازل ملكية صديقة للبيئة

العقارات الملكية في قلعة بالمورال ومنزل العائلة المالكة في ساندرينجهام أصبحت أيضا منازل ملكية صديقة للبيئة بفضل أنظمة إدارة المياه والطاقة الصديقة للبيئة في العقارات التي تضمها كل منهما، بالإضافة إلى الأراضي المزروعة في كل منهما، والتي تمت رعايتها على يد متخصصين، وخاصة غابات بالمورال والتي تتم رعايتها تحت إشراف مجلس رعاية الغابات، وجمعية التربة، التي تشجع على الزراعة العضوية، قلعة بالمورال تضم أيضا أراضي زراعية مزروعة بنظام الزراعة العضوية، مع نظام عملي وفعال، لإعادة تدوير الكمية الهائلة من النفايات العضوية التي تنتجها قلعة بالمورال، ويتضمن ذلك تحويل 50 طن منها إلى سنويا إلى سماد عضوي لتسميد التربة، وفي الوقت نفسه، تنتج مزرعة منزل ساندرينجهام الملكي الخضروات والفواكه العضوية، بالاستعانة بنظام الزراعة العضوية، مع تجنب استخدام المبيدات والكيماويات الزراعية، للحفاظ على الحياة البرية على الأراضي الزراعية في منزل ساندرينجهام.

النفايات وإعادة التدوير في القصور الملكية

تعمل العائلة المالكة على تقليل النفايات، وإعادة استخدام وإعادة تدوير أكبر كم ممكن من النفايات التي تنتجها القصور والمنازل الملكية، ويتضمن ذلك إعادة استخدام وإعادة تدوير أجهزة الكمبيوتر، بالاستعانة بمؤسسة Computer Aid International والتي تقوم بإعادة استخدام أجهزة الكمبيوتر الملكية القديمة أو إعادة تدويرها، لكي يتم استخدامها في المدارس والمنظمات المجتمعية في دول العالم النامي، وخاصة في دول كينيا ومالي وإثيوبيا ورواندا وأجزاء من آسيا وأمريكا الجنوبية، ووفقا للتقارير المنشورة فإن أجهزة كمبيوتر قديمة من قصر باكنغهام، أعيد تدويرها، واستخدامها لاحقا في مدرسة في رواندا وجامعة في كينيا وجمعية خيرية في الهند.

الشراكة بين العائلة المالكة البريطانية ومؤسسة Computer Aid International الخيرية، بدأت منذ عام 2005، ومنذ ذلك الحين، تبرعت العائلة المالكة البريطانية بأكثر من 2300 قطعة من معدات الكمبيوتر، بما في ذلك الشاشات وأجهزة الكمبيوتر المكتبي وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.

عمليات إعادة تدوير تتم أيضا بكفاءة على أراضي منزل العائلة المالكة البريطانية في ساندرينجهام في نورفك وتتضمن عمليات إعادة تدوير مخلفات الطعام والزجاج والمعادن والبلاستيك والكرتون والورق، ومخلفات الزراعة، والتي تأتي من عمليات الزراعة المكثفة على أراضي المنزل، إلى جانب عمليات زراعة الأشجار وعدة أميال من التحوطات كل عام في ساندرينجهام.