أهم ما قدمه الملك تشارلز الثالث للبيئة على مر السنوات
في عام 1969، كتب تشارلز الثالث King Charles III، أمير ويلز الشاب وقتها، رسالة إلى رئيس الوزراء البريطاني في ذلك الوقت، هارولد ويلسون Harold Wilso، يحدثه عن قلقه حيال انخفاض أعداد أسماك السلمون في الأنهار الإسكتلندية وكتب عن ذلك يقول: "الناس قصيرو النظر عندما يتعلق الأمر بالحياة البرية"، وخلال العقود التالية استمر اهتمام تشارلز الثالث الكبير بالحياة البرية والقضايا البيئية الأكثر إلحاحا، وظهر ذلك من خلال مشاركته في مبادرات بيئية محلية (مثل مبادرات تنظيف الشواطئ المحلية من المخلفات البلاستيكية، حتى أنه اعتاد في الماضي على اصطحاب ابنيه الصغيرين للمشاركة في حملات تنظيف الشواطئ خلال عطلات الأسبوع)، ودعمه للعديد من المؤسسات الخيرية المعنية بالحفاظ على البيئة، واتباعه لنمط حياة صديق للبيئة (ويتضمن ذلك استخدامه لوقود عضوي في سيارته الخاصة، وتحويله لغالبية القصور والمنازل الملكية التي يقوم باستخدامها إلى عقارات صديقة للبيئة، وتمسكه "بإطفاء الأنوار وخفض التدفئة في حمام السباحة الخاص به" حسبما ذكرت التقارير الأخيرة عن حياة تشارلز الثالث اليومية)، إضافة إلى ذلك فإن تشارلز الثالث قام على مر السنوات بالكثير من العمل من أجل رفع مستوى الوعي بأزمة تغير المناخ ومشكلات البيئة الأكثر إلحاحا، وتضمن ذلك مشاركته في فعاليات ومؤتمرات دولية للتوعية بالقضايا البيئية الأكثر إلحاحا وخاصة مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي، ومشاركته في كتابة، كتاب للأطفال للتوعية بقضية التغير المناخي.
والآن دعونا نلقي نظرة على أهم ستة أشياء قام بها الملك تشارلز الثالث من أجل حماية البيئة طوال حياته وحتى يومنا هذا:
1. إطلاق مبادرة الأسواق المستدامة
في عام 2020، قام تشارلز الثالث بإطلاق مبادرة الأسواق المستدامة، لزيادة سرعة تحول قطاع التجارة والأعمال في المملكة المتحدة، إلى قطاع صديق للبيئة، من أجل مستقبل أكثر اخضرارا في المملكة المتحدة، وانضم إلى هذه المبادرة حتى الآن، أكثر من 500 رئيس تنفيذي لشركات ومؤسسات تجارية ناجحة، بما في ذلك رؤساء مجموعة من أكبر المؤسسات المالية في العالم.
2. إنشاء مزرعة عضوية في هايجروف Highgrove
في ثمانينيات، القرن الماضي، بدأ تشارلز تشارلز الثالث بتحويل منزله الريفي هايجروف، والذي يقع في مقاطعة جلوسيسترشاير البريطانية، إلى ملاذ عضوي، وعقار صديق للبيئة، وتضمن ذلك، إنشائه لمزرعة عضوية على أرض منزل هايجروف، وقتها شكك الكثيرون في الجدوى الاقتصادية لهذا النوع من المزارع إلا أن مزرعة هايجروف العضوية حققت ناجحا اقتصادي كبير خلال السنوات التالية، وأصبحت منتجاتها تتمتع بقيمة تسويقية مرتفعة، وأصبحت تباع من خلال شركة Duchy Organic للمنتجات العضوية الصديقة للبيئة، والتي أسسها تشارلز الثالث، وتذهب جميع أرباح بيع هذه المنتجات لصالح المبادرات والمشروعات الخيرية التي يدعمها تشارلز الثالث من خلال مؤسسته الخيرية، The Prince's Trust، والتي أسسها تشارلز الثالث في عام 1976.
3. تقليل بصمته الكربونية الشخصية
إلى جانب إطلاقه لمبادرات بيئية واسعة النطاق، ومشاركته في مبادرات بيئية لحماية البيئة من التلوث (مثل مبادرة تنظيف الشواطئ من المخلفات البلاستيكية)، أجرى تشارلز الثالث العديد من التغييرات في حياته الشخصية، بهدف تقليل بصمته الكربونية الشخصية، وتضمن ذلك قيامه بخفض درجة التدفئة في حمام السباحة الخاص به، إلى جانب العديد من الأشياء الأخرى والتي تحدث عن بعضها في كلمته في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي لعام 2021 (COP26)، وتضمنت قيامه بتحويل التدفئة في منزله الخاص في اسكتلندا، والمعروف باسم منزل بيركال Birkhall، إلى نظام تدفئة صديق للبيئة، بالاستعانة بما يعرف بغلايات الكتلة الحيوية، وتركيبه الألواح الشمسية في منزله في لندن، والمعروف باسم منزل كلارنس Clarence House، تشارلز الثالث كشف أيضا عن قيامه بتحويل سيارته الأستون مارتن إلى سيارة صديقة للبيئة، تعمل بالوقود الحيوي، أو الإيثانول الحيوي، والمصنوع من المخلفات الثانوية لصناعة الجبن والنبيذ.
4. رعايته لحملة The Campaign For Wool البيئية
عندما كان تشارلز الثالث لا يزال أميرا لويلز، قام بالمشاركة في إطلاق حملة The Campaign For Wool البيئية وأصبح راعيا رسميا لها، وتهدف هذه الحملة إلى زيادة الوعي في المملكة المتحدة حول فوائد استخدام الصوف، وهي مادة تتحلل بيولوجيا بشكل طبيعي وجيد للغاية في البيئة، مما يعني أنها لا تتراكم في مكب النفايات أو المحيطات على غرار غيرها من المواد الأخرى المستخدمة في صناعة المنسوجات، وتهدف الحملة أيضا إلى التشجيع على زيادة استخدام الصوف في صناعة الأزياء والموضة، باعتباره من المواد الصديقة للبيئة.
5. التبرع بمبلغ بقيمة 32 مليون جنيه إسترليني من أرباح مزارع الرياح الخاصة به لصالح مشروعات بيئية وخيرية
أفادت تقارير إخبارية في وقت سابق من هذا العام أن الملك تشارلز الثالث قد تبرع بمبلغ بقيمة 32 مليون جنيه إسترليني، من أرباح مزارع الرياح الخاصة به، والتي جاءت من صفقة بقيمة مليار جنيه إسترليني لبيع ستة تراخيص لمشاريع طاقة الرياح الجديدة قبالة ساحل المملكة المتحدة، وتحديدا قبالة سواحل المملكة المتحدة. شمال ويلز، كمبريا، لانكشاير، يوركشاير ولينكولنشاير، لاستخدامها من أجل "الصالح العام"، ويتضمن ذلك استخدامها في دعم مشروعات بيئية وخيرية في المملكة المتحدة.
6. إطلاق مشروع The Coronation Food Project
بالتزامن مع احتفالات عيد الميلاد الخامس والسبعين للملك تشارلز الثالث، أطلق الملك تشارلز الثالث، ما يعرف بمشروع The Coronation Food Project، وهو مبادرة بيئية جديدة أطلقها تشارلز الثالث، تهدف إلى معالجة مشكلات هدر الطعام والفقر، ويتضمن المشروع شراكة مع مؤسسة Felix Project الخيرية (وهي مؤسسة خيرية تعمل في المملكة المتحدة من أجل منع إهدار الطعام في المملكة المتحدة، والذي يقدر بملايين الأطنان من الغذاء سنويا) ومؤسسة FareShare الخيرية (وهي مؤسسة خيرية تهدف إلى حل مشكلة فقر الغذاء وتقليل مخلفات الطعام في المملكة المتحدة، بإنقاذ بقايا الطعام ذات الجودة الجيدة قبل التخلص منها كمخلفات، وإعادة توزيعها على قرابة 10000 جمعية خيرية واجتماعية في مختلف أنحاء المملكة المتحدة)، ومن خلال هذه الشراكة سيقوم المشروع بإنشاء ثمانية مراكز جديدة في جميع أنحاء المملكة المتحدة للمساعدة في إعادة توزيع بقايا الطعام على بنوك الطعام والمطابخ المجتمعية والخيرية في المملكة المتحدة.
وفقا للتقارير المنشورة فإن المرحلة الأولية من المشروع، ستصل إلى مراكز توزيع الطعام الخيرية في لندن وليفربول وجلاسكو وأيرلندا الشمالية، وتتضمن الخطط مستقبلية للمشروع، افتتاح المزيد من مراكز توزيع الطعام في كارديف وليدز وبرمنغهام وميلتون كينز.