جولدن جلوب 2024.. ترشيحات مُستحقة وموائمات لإرضاء المقاطعين للجائزة!
أعوام من الاتهامات بالفساد والعنصرية وغياب الاحترافية طالت رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية، وهي الجهة المُنظمة لحفل الجولدن جلوب، وهي تُحاول في النسخة رَقْم 81 إعادة تقديم صورتها بشكل جديد، وترشيحات هذا العام تأتي تحت مظلة إدارة جديدة، حرصت على أن تضم عضويتها عدد متنوع من الفئات العرقية، ولا سيما من السود والنساء، ويأمل منظمو الحفل الذي ينعقد يوم 7 يناير 2024 أن تستعيد الجائزة سُمعتها؛ إذ تضررت كثيرًا ووصل الأمر إلى مُقاطعة النجوم وصُناع الدراما الجائزة. من حسن حظ المنظمين أن يأتي الحفل بعد نهاية إضراب الممثلين؛ وستكون فرصة كبيرة لتنظيم حفل يحضره كبار النجوم، وأغلبهم حصلوا على ترشيحات في قوائم الجائزة فعلًا.
لقاء السينما والتليفزيون!
تضم ترشيحات جوائز الجولدن جلوب التي تمنحها رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية فنون الدراما السينمائية والتليفزيونية معًا، وأضافت مؤخرًا جوائز عروض الاستاند أب كوميدي، وجائزة الإنجاز وشباك التذاكر، وهذا يمنح الجائزة رونقًا مُميزًا؛ ففي حفل الجوائز سوف يحصل صُناع الأفلام، والمسلسلات، والعروض الكوميدية على الجوائز والتقدير على نفس المسرح.
جوائز الجولدن جلوب مؤشر قوي عن الأفلام المُحتمل ترشحها لجوائز الأوسكار القادم، وحسب قائمة ترشيحات جوائز عام 2024، يحتل فيلم (أوبنهايمر) ""Oppenheimer صدارة ترشيحات فئة السينما بعدد 8 جوائز، يقابله في مجال التليفزيون مسلسل (الوراثة) "Succession" بعدد 9 ترشيحات.
لا يعني حصول (أوبنهايمر) على هذا العدد الكبير من الترشيحات أن طريقه لاكتساح الجوائز سهلًا؛ فهناك ثلاثة أفلام من قائمة الترشيحات لجائزة أفضل فيلم، حصل كل منها على سبعة ترشيحات، وهي فيلم (باربي) "Barbie"، وفيلم الدراما التاريخي (قتلة زهرة القمر) "Killers of the Flower Moon"، وفيلم (كائنات مسكينة) "Poor Things"، وهذه الأفلام الأربعة هي الأكثر قربًا من الوصول إلى الجائزة الكبرى في حفل الأوسكار القادم؛ فهي تجمع عدد كبير من العناصر الفنية القوية؛ منها التمثيل والإخراج والسيناريو وجماليات الصورة السينمائية، وبالطبع فكرة وموضوع كل منها تضعها في مقدمة التوقعات بالفوز.
الأفلام الأفضل!
فئة ترشيحات الأفلام السينمائية تضم أبرز 12 فيلمًا في عام 2023 من وجهة نظر رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية، من بينها فيلم الجريمة والإثارة الفرنسي (تشريح السقوط) Anatomy of a Fall""، وفيلم الدراما الرومانسي من كوريا الجنوبية (حياة الماضي) "Past Lives"، وفيلم الدراما والموسيقى (مايسترو) Maestro""، بطولة وإخراج "برادلي كوبر"، ويسرد قصة الحب العميقة بين قائد الأوركسترا والملحن "ليونارد بيرنشتاين" والممثلة "فيليسيا مونتيليجري".
هناك أفلام أخرى مُنافسة، منها (المُحتجزون) "The Holdovers"، عن عَلاقة شد وجذب بين مُدرس صارم "بول جاياماتي" وتلميذ مُحتجز في مدة العطلة عقابًا، و(مايو ديسمبر) "May December" ويتناول حكاية مُمثلة "ناتالي بورتمان" تنبش في ماضي زوجة "جوليان مور" قبل تأدية شخصيتها في فيلم، وهذه أفلام تبرز فيها احتمالات الفوز بجوائز التمثيل بصورة أكبر.
فئة أفضل فيلم غير ناطق بالانجليزية ضمت ستة أفلام، نصفها مُرشح لجوائز أفضل فيلم فعلًا، وهي أفلام: (تشريح السقوط) من فرنسا، و"حياة الماضي" من كوريا الجنوبية، و(منطقة جذب) "The Zone of Interest" من بولندا، وتضم نفس الفئة الفيلم الفنلندي "أوراق مُتساقطة"، والفيلم الإيطالي Io Capitano""، والفيلم الإسباني (جمعية الثلج) Society of the Snow"".
جوائز المسلسلات والمنصات!
اكتساح مسلسل (Succession) (HBO) ترشيحات جوائز الأعمال التليفزيونية المُرشحة أمر مُستحق؛ فهو عمل درامي مُتقن، ومليء بتفاصيل فنية ودرامية بديعة؛ أبرزها التمثيل بلا شك، وكومة ترشيحات المسلسل تُخفي خلفها ترشيحات أعمال تليفزيونية بارزة أيضًا؛ منها مسلسلي الكوميديا (The Bear)، و(فقط جرائم قتل في المبني) "Only Murders in the Building"، وحصل كل منهما على خمسة ترشيحات، ويليهم في عدد الترشيحات المسلسل البريطاني (التاج) "The Crown"، من انتاج "نتفليكس"، وحصل على 4 ترشيحات، أغلبها في التمثيل، وهذا سيجعل المنافسة بينه وبين "Succession" في فئة التمثيل شرسة.
لم تكتسح منصة واحدة الترشيحات، وتتساوى ترشيحات أعمال منصات "نتفليكس"، و"اتش بي أو"، و"آبل تي في+"، وكل منهم حصل على ترشيحات عن ثلاثة مسلسلات، وتتفوق "اتش بي أو" في العدد الاجمالي للترشيحات (14 ترشيح)، تليها منصة "نتفليكس" (9 ترشيحات)، و"اف إكس" (8 ترشيحات)، وكل من "هولو" و"أمازون" (5 ترشيحات) لكل منهما.
مسلسل الكوميديا "فقط جرائم قتل في المبني" حصل على أربعة ترشيحات في مجال التمثيل، بالإضافة الترشيح لجائزة أفضل مسلسل كوميدي أو موسيقي، وقد رُشح أبطال المسلسل الثلاثة "مارتن شورت- ستيف مارتن- سيلينا جوميز" للجولدن جلوب أعوام 2021 و2022 ولم يحصل أي منهم على الجائزة، حتى أصبح الترشيح بمنزلة نكتة اليهم، وهذا العام رُشح ثُلاثتهم للمرة الثالثة، وستكون النكتة أكثر اضحاكًا لو فازت "ميريل ستريب"، ضيفة شرف الموسم الأخير، وهي تستحق، بجائزة الدور المساعد، ولم يفز أبطال المسلسل بأي شيء.
كيليان ميرفي والآخرون!
شملت ترشيحات التمثيل أكثر من 125 ممثل وممثلة، عن أفلام ومسلسلات عُرضت خلال عام 2023، وهناك العديد من الأسماء الهامة التي يصعب معها التكهن بنتائج هذه الجائزة تحديدًا؛ في مجال أفضل ممثل دور أول فيلم تلمع أسماء "كيليان ميرفي" (أوبنهايمر)، وهو الأكثر ترجيحًا للفوز عن تجسيده ملامح نفسية متناقضة من شخصية العالم "ج. روبرت أوبينهايمر"، الرجل الذي اخترع القنبلة الذرية.
وينافس "ميرفي" أسماء قدمت أداء قوي هذا العام؛ من بينهم مثلًا "ليوناردو دي كابريو" (قتلة زهرة القمر)، و"واكين فينيكس" "Beau Is Afraid" (بو خائف)، و"برادلي كوبر" (مايسترو)، و"بول جياماتي" (المحتجزون)، و"مات ديمون" Air (هواء)، و"نيكولاس كيج" Dream Scenario (سيناريو الحلم).
في قائمة ترشيحات أفضل ممثل دور مُساعد أسماء قوية للغاية؛ منها "روبرت دي نيرو" (قتلة زهرة القمر)، و"روبرت داوني جونيور" (أوبنهايمر)، وكلا منهما دلائل فوزه كبيرة، ويتنافس كلا من "ويليام ديفو" و"مارك روفالو" (كائنات مسكينة) على الجائزة، وكنوع من المزاح تضم القائمة اسم "ريان جوزلينج" (باربي)، وهو اختيار غريب لأداء عادي للغاية.
باربي والملكة واللون القرمزي!
قدمت الممثلة "ليلى جلادستون" أداء مُميز لامرأة من قبيلة الأوساج، تشهد مُقاطعتها موجة من جرائم القتل الغامضة، وربما تكون الاختيار الأفضل عن أدائها شخصية مشاعرها مُمزقة بين حب رجل أبيض، ومجتمع تسوده الأحقاد والعنصرية المكبوتة في بدايات القرن العشرين. قائمة ترشيحات التمثيل عن فئات النساء ضمت أسماء قدمت أداء متميز للغاية؛ منها مثلًا أسماء "جوليان مور"، و"جودي فوستر" و"آنيت بينج"، و"ناتالي بورتمان"، و"ايميلي بلانت"، وأيضًا "ايما ستون" عن فيلم (كائنات مسكينة)، وهي مُرشحة أيضًا لجائزة تمثيل أخرى عن مسلسل The Curse (اللعنة).
الممثلة الأكثر ترجيحًا للحصول على الجائزة هي "مارجو روبي" عن تجسيد شخصية "باربي" بسرد نسوي كوميدي بتوقيع المخرجة "جريتا جرويج"، هذا إذا لم تنل الممثلة "فانتازيا بارينو" الجائزة عن دورها في فيلم (اللون القرمزي)، وهو فوز قد يُساهم في إنهاء مُقاطعة السود لجوائز الجولدن جلوب. الفيلم عن امرأة سوداء تعيش في الجَنُوب الأمريكي في بدايات القرن العشرين، وهو مأخوذ عن رواية سبق تقديمها عام 1985، وشارك في بطولتها "داني جلوفر"، و"ووبي جولدبرج"، و"أوبرا وينفري"، واخراج "ستيفن سبيلبرج".
جوائز التمثيل التليفزيوني تقودها الملكة "اميلدا ستانتون" عن دور الملكة اليزابيث الثانية في مسلسل (التاج)، والمنافسة صعبة في ظل وجود أسماء "هيلين ميرين"، و"راشيل وايز"، و"كيري راسل"، و"ايما ستون".
نسوية "جريتا جرويج" في (باربي)، وتنقيب "مارتن سكورسيزي" في التاريخ للإجابة عن أسئلة الحاضر في (قتلة زهرة القمر)، وغرائبية "يورجس لانثيموس" في (كائنات مسكينة)، جميعها عناصر تُحدد من أكثر هؤلاء المخرجين إبداعا، ويُمكن إضافة المخرجة الكورية الجنوبية "سيلين سونج" مخرجة فيلم "حياة الماضي"، و"برادلي كوبر" مخرج (مايسترو) كاحتمالات مفاجئة ولكنها أقل ترجيحًا.
ترشيحات الجولدن جلوب هذا العام ضمت عدد كبير من ترشيحات الجوائز المُستحقة، وبعض الاختيارات الغريبة، وعدد لا بأس به من ترشيحات السود في فئات التمثيل، ورشحت مُخرجتين لجائزتي الإخراج بعد سنوات من تجاهل الجائزة للنساء المُخرجات، وربما صالحت الترشيحات "كريس روك"، الذي رفض تقديم الحفل القادم؛ بسبب ماضي الجائزة خلال السنوات السابقة، وذلك بعد ترشيح عرضه للاستاند أب كوميدي "كريس روك: غضب انتقائي" "Chris Rock: Selective Outrage" لجائزة أفضل عرض ستاند أب كوميدي.
الصور من حسابات الأفلام على موقع التواصل X "تويتر"