تذكرها بتجربة أسرتها المؤلمة.. كيف شكلت نشأة دوا ليبا تعاطفها القوي مع معاناة أهالي غزة؟
النجمة البريطانية دوا ليبا أثارت الاهتمام مؤخراً بسبب حديثها المؤثر الجديد عن الوضع الإنساني في غزة، وذلك في إطار حديثها عن نشأتها وطفولتها والظروف التي مرت بها في حياتها وجعلتها تشكل وعيها الفني والإنساني والسياسي أيضاً، والتي جعلتها أكثر تعاطفها مع الوضع الإنساني في غزة.
الوضع الإنساني في غزة يذكر دوا ليبا بطفولتها
وانفتحت النجمة دوا ليبا على الحديث عن طفولتها ومعاناة أسرتها مع الحرب في التسعينيات، فهي تنحدر من أسرة من كوسوفو ولكن الأسرة اضطرت إلى الهرب من الحرب إلى لندن، وهناك استقبلت الأسرة دوا ليبا وبقية أشقائها، قبل العودة مرة أخرى إلى كوسوفو وهي في عمر 11 عاما، وهو ما جعلها تخوض العديد من التجارب الإنسانية التي شكلت وعيها حول الفن والسياسة والحياة وغيرها من الأمور، وكشفت عن هذه الأسرار خلال لقاء لها مؤخراً مع مجلة "رولينغ ستون".
وتذكرت دوا ليبا طفولتها وتجربة أسرتها المؤلمة مع الحرب، وقالت: "والداي هما الأشخاص الذين أتطلع إليهم في كل شيء، عندما كنت طفلاً، لم يجعلوني أشعر أبدًا أن أي شيء كان خاطئًا على الإطلاق، إنهم يعلمون أنهم حاولوا أن يمنحوني طفولة طبيعية قدر الإمكان، بينما يعملون في الوقت نفسه بجد، ويعملون في الحانات والمطاعم وكل ذلك، عندما كانت دوا ليبا في 11 من عمرها، عادت عائلتها إلى كوسوفو بعد الحرب، وبدا الأمر وكأنه جنة بالنسبة إليها، حيث تمكنت من اللعب والبقاء خارج المنزل بحرية أكبر، والتحرك بشكل أكثر استقلالية في شوارع المدينة، التي تصفها بأنها كانت أكثر أمانًا من شوارع لندن.
حديث مؤثر للنجمة دوا ليبا عن الأزمة الإنسانية في غزة
واسترجعت دوا ليبا تجارب والديها مع التهجير والحرب، وكيف ساهمت هذه النشأة في تشكيل نظرتها للعالم، وقالت في تصريحاتها: "إن وجودي سياسي إلى حد ما، وحقيقة أنني عشت في لندن لأن والدي غادرا من الحرب، شعر بالناس الذين يضطرون إلى مغادرة منازلهم، ومن تجربتي في كوسوفو وفهمي لما تفعله الحرب، لا أحد يريد حقًا مغادرة وطنه.. إنهم يفعلون ذلك من أجل الحماية، وإنقاذ أسرهم، ورعاية الأشخاص من حولهم، من أجل حياة أفضل، لذلك أشعر أنني قريب منه".
ولذلك تجد دوا ليبا صعوبة في التزام الصمت بشأن العديد من القضايا الإنسانية حول العالم، خاصة تلك التي تشبه ما مر به والداها خلال الحرب، ولهذا السبب كانت منذ فترة طويلة مناصرة صريحة للشعب الفلسطيني، وفي الآونة الأخيرة قامت بالتوقيع على عريضة لوقف إطلاق النار في غزة، وقالت حول هذه القضية التي تشغلها: "إن مشاعري تجاه النازحين حقيقية وقاسية جدًا، ومن الصعب التحدث عنها لأنها مثيرة للخلاف، ولكن هناك عالم يمكنك أن تشعر فيه بكل الأرواح التي ضاعت".
وتابعت النجمة دوا ليبا في حديثها: "ربما يكون من الأسهل أن تكون غير سياسي، أعتقد أنه لا يوجد أي نوع من النقاش العميق حول الحرب والقمع، إنه شيء رأيناه يحدث مرارًا وتكرارًا، أشعر بأن مجرد كوني موسيقيًا والنشر حول شيء ما لا يحدث فرقًا كافيًا، ولكن آمل أن يكون مجرد إظهار التضامن، وهو في بعض الأحيان كل ما تشعر أنه يمكنك القيام به، أمرًا مهماً"، وشددت دوا ليبا في حديثها عن أهمية تثقيف الناس بشكل صحيح حول الأزمة، خاصة في مواجهة المعلومات الخاطئة المتفشية.
دوا ليبا تبدأ العد التنازلي لطرح ألبومها الجديد
وعبرت دوا ليبا عن تعاطفها العميق مع الأزمة في غزة وقالت: "في الوقت الحالي، ما يتعين علينا أن ننظر إليه هو عدد الأرواح التي فقدت في غزة، والمدنيين الأبرياء، والأرواح التي فقدت للتو، لا يوجد عدد كافٍ من قادة العالم الذين يتخذون موقفًا ويتحدثون عن الأزمة الإنسانية التي تحدث، وعن وقف إطلاق النار الإنساني الذي يجب أن يحدث، وكشفت دوا ليبا عن شعورها بالعجز في مواجهة الصراع المستمر، وأنها تحاول قدر الإمكان استخدام منصتها لتشجيع معجبيها على فعل الشيء نفسه وأن يكون رأيهم مستنيراً في هذه الأزمة.
وكشفت أيضاً النجمة دوا ليبا خلال اللقاء عن العديد من الأسرار حول مسيرتها الفنية، وكذلك حول ألبومها الثالث الجديد، والذي شوقت الجمهور إليه كثيراً في الفترة الماضية، وبدأت النجمة دوا ليبا في العد التنازلي لطرح ألبومها الثالث في مسيرتها الفنية، والمقرر طرحه في عام 2024، ويأتي بعد أبرز نجاحاتها الفنية هذا العام في أغنية "Dance the Night" من فيلم "Barbie" مع مارجو روبي، والتي احتلت المرتبة السادسة على مخطط Billboard Hot 100، بالإضافة إلى ترشيحها لجوائز جرامي 2024، وكشفت دوا ليبا في تصريحات سابقة لها أن الألبوم الجديد سيكون "أكثر شخصية" من ألبومها السابق، وأوضحت دوا ليبا: "الألبوم مختلف، فهو لا يزال شعبيًا ولكنه مختلف من الناحية الصوتية، وهناك المزيد من الموضوعات الغنائية".
