رولا بقسماتي لـ"هي":مسلسل "الخائن" نقلة نوعية بمشواري..والجرأة سبب مشاركتي في "عرابة بيروت"
دخلت التمثيل من بوابة الاعلام وسلكت مشواراً مليئاً بالأعمال الفنية الناجحة والأدوار الجريئة والتجارب التي عاشتها شكلت سلم نجاحها خطوة تتلوها الأخرى، لكنها تعتبر مُشاركتها بمسلسل "الخائن" نقلة كبيرة في مشوارها التمثيلي حيث أفسح لها ذلك الحضور بقوة عربيا، بينما جذبتها الجرأة التي حملها مسلسل "عرابة بيروت" بشخصية استفزازية أحبت أن تخوض المغامرة من خلالها.. النجمة اللبنانية رولا بقسماتي في مقابلة خاصة لـ"هي" فتحت لنا قلبها وقالت أنها خرجت من تجربة "الخائن" بصداقة تدوم طوال العمر مع سلافة معمار وقيس الشيخ نجيب في ظل ظروف صعبة تم التصوير فيها حيث زلازل تركيا وسوريا وأحداث مُتصاعدة وكانت مُضطرة لاصطحاب ابنتها معه لتحكي لنا عن مواقف الغربة الصعبة التي عاشتها مع فريق عمل المسلسل كأسرة واحدة وعن البكاء والفرح خلف الكواليس، ونتطرق للسؤال الأهم وهو موقفها من الحضور بأعمال مصرية بعد نجاحها عربيا وجذب انتباه الجمهور بعدة أعمال وتجارب هامة متتالية ظهرت فيها مؤخرا، اضافة الى رأيها حول العودة للجلوس على كرسي "المذيع" من جديد والعمل بمجال الاعلام .. لنتطرق للحوار من أجل اكتشاف التفاصيل في السطور التالية:
في البداية .. تحدثي لنا عما جذبك للمُشاركة ببطولة مسلسل "الخائن" بشخصية "نادين" تلك الزوجة التي تعيش حياة سعيدة وتكتشف خيانة زوجها لها لتشهد الكثير من التحولات داخل الأحداث؟
التجربة ككل هي فكرة جية بالنسبة لي، وحينما قرأت النص وجدته جاذب للغاية لأي ممثل. كذلك شخصية "نادين" والعمل كله فكرة مميزة للغاية تغوص في الخيانة العاطفية بشكل عميق ومليء بالتفاصيل الرامية الدقيقة التي تمس الرجال والنساء. أحببت العمل بشكل عام وأحببت شخصية "نادين" التي تُعبر عن سيكولوجية المرأة في الحصول على حقها من زوجها بعد اكتشاف الخيانة.
هل أفادتك تحولات شخصية "نادين" كممثلة بمسلسل "الخائن" حيث البداية الهادئة ومن ثم التحولات الدرامية الخاصة بشخصية الزوجة التي تعاطف معها الجمهور بعد مرور عدد من الحلقات؟
بالطبع .. شخصية "نادين" حملت الكثير من التغيرات، فلقد بدأت بطريقة هادئة ومُسالمة كأي زوجة تُحب زوجها وترغب بالإنجاب وقد ظهر ذلك بكل الجوانب النفسية والانفعالية للشخصية سواء من خلال تعبيرات الوجه أو نبرة الصوت، ومن ثم يحدث التحول كذلك في كل شئ بناء على اكتشافها خيانة زوجها لها، ومن خلال الحياة تعلمت "نادين" الوصول للتصالح مع نفسها وتحقيق ما ترغب به والتعايش مع ما اكتشفته ووصلت إليه.
كيف جمعتك الكواليس مع سلافة معمار وقيس الشيخ نجيب وصُناع مسلسل "الخائن"، وما الذي كسبتيه على المستوى الانساني من خلال هذه التجربة التي جرى تصويرها بظروف صعبة؟
سلافة معمار بالنسبة لي من أهم الأشخاص الذين تعرفت عليهم وسعدت بصداقتها هي وقيس الشيخ نجيب وبقية فريق المسلسل حيث كنا نعيش مثل العائلة خاصة بالتزامن مع أحداث صعبة مؤخرا من بينها زلزال تركيا وسوريا، فلقد صورنا العمل بظروف صعبة وجمعتنا الغربة والصعوبات وكنا نعيش مثل الأسرة الواحدة. اصطحبت معي ابنتي لأنني لم أستطع تركها طيلة فترة التصوير. وكان هناك تعاطف ودعم كبير لي مع فريق العمل وكنا نتبادل هذا الأمر، وجمعتنا الصداقة وكنا نجلس بشكل يومي وصارت بيننا صداقة حقيقية تدوم لسنوات طويلة" "فالغربة بتجمع وبتعرف الأشخاص على حقيقتهم في الغربة" .. لطالما بكينا خلف الكواليس وضحكنا وفرحنا وحزننا كنا نعيش مثل العائلة وخرجت من هذه التجربة بصداقة قوية تدوم طوال العمر مع "سلافة معمار" و "قيس الشيخ نجيب"، اندمجنا للغاية وجمعنا الحب والأجواء كانت كأسرة واحدة وهذه الأجواء جعلت هناك عفوية وصدق في الأداء من الجميع أمام الكاميرا وهذا ما لمسه الجمهور بالفعل بمشاهدته حلقات المسلسل.
ألم يُرهقك الحضور بمسلسل درامي وهو "الخائن" والمكون من 90 حلقة، كذلك المُغامرة في تقديم هذه النوعية من المسلسلات الدرامية الطويلة؟
لا شك أن تقديم عمل درامي طويل أمر صعب للغاية، لكن صدقني تجربة مسلسل "الخائن" كانت مُمتعة للغاية بالنسبة لي وخصوصا أنه كان هناك تحدي في السيطرة على الشخصية التي يُقدمها كل ممثل، فلقد أصبحت "نادين" جزء مني خلال تصوير حلقات المسلسل وتعاملت مع ذلك بتحدي كبير بناء على توجيهات المخرج "إندر إيمير". والمسلسل تجربة رائعة ومُفيدة بالنسبة لأي ممثل في الحفاظ على إيقاع الشخصية وهذا من ضمن عوامل المتعة الفنية التي شعرت بها بهذه التجربة.
لنتطرق للحديث عن تجربة مسلسل "عرابة بيروت" والجرأة التي حملها العمل من خلال قصص لسيدات تعرضن للعنف الأسري ويناقشها العمل ضمن قصة جريئة للكتاب مازن طه ونور شيشكلي والمخرج فيليب أسمر .. كيف تصفين التجربة بشكل عام؟
شاركت بالمسلسل لجرأة موضوعه وطرحه لقصص انسانية مُختلفة بموضوع واحد جريء. بالنسبة لي لم ألعب أدوار قريبة من دور "باتريسيا" الذي ظهرت به خلال أحداث مسلسل "عرابة بيروت"، لا أنكر أن جرأة الموضوع هي الدافع لقبولي العمل كنقطة انطلاقة وكذلك المخرج فيليب أسمر من المخرجين الذين لهم رؤية اخراجية مميزة، ولدي ثقة كبيرة فيه وبطريقة طرحه للموضوع وكذلك الشركة المنتجة وهي "إيغل فيلمز" وكتاب المسلسل مازن طه ونور شيشكلي، كانت هناك احترافية في هذا العمل بكل المقاييس والاهتمام بكل العناصر لتقديمه بأفضل شكل ممكن، حينما سمعت أن المسلسل جريء شعرت بضوء يتحرك في فكري.
وكيف تنظرين الى شخصية "باتريسيا" والاستفزاز الذي حملته دون أن تحمل عوالق الماضي بداخلها كقصص الأخريات اللواتي تعرضن للعنف الأسري والزوجي؟
شخصية مركبة صعبة للغاية تُثبت من خلال ما تحمله من ماضِ ومُقارنة مع قصص الأخريات أنها بمحض ارادتها تُريد أن تسلك الطريق الخطأ ودون اجبار من أحد أو ظروف، لذا الناس كرهت هذه الشخصية خصوصا أنها مؤذية وتحمل الشر بداخلها، وهذا ما لمسته من الجمهور عن الشخصية بانها استفزازية للغاية لكن الجميع ينتظر رؤية هذا الاستفزاز الذي تقوم به تجاه الآخرين من حولها.
منصة "شاهد" تُكرر إنتاجاتها للعام الثاني على التوالي بتجارب دراما الفورمات والتي حملت 90 حلقة سواء "ستيليتو" أو "الخائن" بالتوالي، فكيف ترين هذا التوجه للمنصة للاهتمام بالأعمال الطويلة وضرورة وجود عمل كل عام؟
بالطبع .. هذه النوعية مهمة للغاية والجمهور يُتابعها عن شغف ولقد حققت النجاح بالفعل سواء من خلال مسلسل "ستيليتو" أو "الخائن"، فهي منصة كبيرة وواصلة لكل البيوت بالشرق الأوسط، وأنا برأيي في النهاية أن المنصات الإلكترونية سهلت الأمر على الجمهور لمُشاهدة ما يحلو لهم من أعمال بأي وقت، فهناك من يحبون مُشاهدة الأعمال الدرامية بشكل مُتلاحق دون انتظار حلقة بحلقة على شاشة التليفزيون، لذا المنصات هي وجهة الجمهور بالوقت الحالي ومنصة "شاهد" هي الأهم وقد وصلت لكل البيوت بالعالم العربي وأرى أنها تبذل جهدا كبيرا في صناعة محتوى درامي مهم وقريب من الجمهور.
بذكرك للمنصات الإلكترونية والتليفزيون .. كيف تفضلين مُشاهدة المسلسلات الدرامية بشكل متلاحق أو حلقة بحلقة؟
أفضل بكل تأكيد المُشاهدة بشكل مُتلاحق وبتركيز عميق، فمنذ يومين شاهدت مسلسل "ليه لا" بطولة أمينة خليل بـ 48 ساعة فقط وأعجبني جدا بالمناسبة وأحببت أداء أمينة خليل للغاية وهي من الممثلات المفضلات بالنسبة لي وأحب كذلك نوعية الأعمال الدرامية والقضايا التي تُناقشها بأعمالها الفنية وشاهدت مسلسل "الهرشة السابعة" وأحببته للغاية، وتلمسني الدراما الإنسانية والمجتمعية بشدة والقريبة من الناس وبالخصوص أعمال الأسرة والعلاقات الزوجية على غرار أعمال أمينة خليل.
هل ترين أمينة خليل أهم ممثلة شابة في مصر حاليا؟
بالنسبة لي أعتبرها بالفعل أهم ممثلة شابة في مصر حاليا، فهي حقيقية وطبيعية في أدائها التمثيلي وأنا "مغرومه فيها".
هل ساعدك التناقض بين "باتريسيا" بمسلسل "عرابة بيروت" و "نادين" بـ "الخائن" على المغامرة للظهور بعملين توقيت عرضهما واحد؟
بالتأكيد .. هذا الاختلاف جذبني للعملين، فهناك الضعيفة التي لديها حلم الأمومة، وعلى العكس "باتريسيا" مؤذية، واعتقد أن هذا الأمر خدمني للغاية وجعل الجمهور يُشاهد شخصيتين لممثلة واحدة بشخصيتين على النقيض من بعضهما البعض.
هل تعتبرين مسلسل "الخائن" نقلة نوعية في مشوارك للانتشار والحضور بقوة على الساحة الفنية العربية؟
بدون شك خصوصا أنه نقطة في مشواري الفني أعطاني إضافة كبيرة للغاية، أعتقد أن المسلسل وصل لأكبر قدر ممكن من الجمهور عبر منصة "شاهد" في الوطن العربي وخارجه، فلقد شاهد المسلسل جمهور عربي في أستراليا والولايات المتحدة ودول أخرى، فكلما كان الانتشار أوسع كلما يتعرف الجمهور على كل ممثل من خلال الأداء وهذا الأمر متوافر في انتشار منصة "شاهد" كما ذكرت لك، والجمهور تعاطف مع "نادين" وما حدث معها، لذا أعتبر مسلسل "الخائن" نقلة نوعية مهمة في مشواري عربيا.
"رولا بقسماتي" اسم معروف عربيا، فلماذا تأخرت خطوة حضورك بأعمال فنية مصرية للوقت الحالي؟
لم يحدث أي تواصل إطلاقا بيني وبين صُناع الأعمال الفنية بمصر، لكن بذكرك مصر فأنت تحكي عن الدراما المصرية والمسلسلات والأفلام التي تربيت عليهم وكذلك على فوازير "نيللي" و "شريهان" واللهجة المصرية رائعة سهلة قريبة من القلب .. "سبحان الله المصريين محظوظين بخفة دمهم وكتير بحب مصر وشعبها"، أحب الأعمال الفنية المصرية وأتابعها بشكل مُستمر بداية من الكلاسيكيات ووصولا لأحدث الأعمال الفنية.
هل تعتبرين مسلسل "بطلوع الروح" كان سببا في فتح المجال لكِ للانتشار بأعمال أخرى عربية؟
لا اتصور ذلك رغم أهمية المسلسل وجذبه لأهم الأسماء الفنية من مصر بالإضافة لقصة العمل وجرأته وأهميته بالنسبة للناس، لا أُقلل من قيمة الدور الذي لعبته بالمسلسل بل بالعكس أعتبره خطوة هامة بمشواري واعتبر كل عمل فني قدمته بمشواري الفني هو نقطة تلي الاخرى، وبناء على خطوات فنية مُتراكمة واختيارات متنوعة ومختلفة مع الوقت حدث الانتشار والحضور الفني بأعمال لها شهرة عربية. الممثل ينضج مع أعماله وكل مسلسل ودور يأتي بوقته، فلقد شاركت بالمسرح اللبناني مع أهم ممثلي المسرح بلبنان وقدمت أفلام سينمائية ودرامية وكل دور قدمته أعطاني اضافة وسلط الضوء على نقاط تمثيلية في أدائي.
هل من الممكن العودة من جديد للعمل بمجال الاعلام الذي شهد بدايتك أو أنه كان بوابة لدخول التمثيل؟
ليس هناك شك أن الاعلام هو الباب الذي جلب الأضواء لي ومن خلاله دخلت مجال التمثيل، أعتقد أن الاستمرارية في النجاح بالتمثيل جعلتني أواصل مشواري التمثيلي، أحب أن أقول أن الاعلام في دمي الى الآن ولكن أفكار العودة للمجال نفسه هي التي تُحدد العودة للمجال من عدمه، فلا أمانع الجلوس على كرسي المذيعة من جديد ولكن أحب أن يكون بفكرة جديدة ومختلفة.
ليست لديكِ الرغبة في العمل الروتيني؟
أنا من الأشخاص الذين لا يحبون الروتين بصفة عامة، فكل شئ وارد بالنسبة لي وأحب الابداع والعمل الذي ينمي فكري وثقافتي سواء بالتمثيل أو بمجال الاعلام، فكل ظهور بالنسبة لي مُفيد ولكن لا بد أن يكون بمحله وبشكل يُثير شغفي بالعمل بالمقام الأول.