"جرس إنذار" يضعنا وسط الأحداث الصاخبة المتتالية وعائشة الرفاعي "مفتاح اللغز" بالفيلم تشاركنا بالكواليس
بدأت منصة نتفليكس العالمية بالأمس؛ عرض الفيلم السعودي الجديد "جرس إنذار" الذي بمجرد أن تم الإعلان عن تفاصيله في وقت سابق، خطف انتباه الجمهور وأصبح من بين الأعمال المنتظر عرضها على المنصة خاصة وأنه مأخوذ أيضًا عن أحداث حقيقية
وتدور أحداث الفيلم في مدرسة للبنات، عندما يتحول يوم عادي في المدرسة إلى مأساة حقيقية، بعد وقوع حريق في الطابق الأرضي للمدرسة، ما يتسبب في نشر الذعر عند الطالبات والمعلمات وحدوث فوضى عارمة، ويأخذنا الفيلم في سلسلة من الأحداث الخيالية المستوحاة من إحدى حوادث الحريق بأحد المدارس في المملكة العربية السعودية، والتي أدت إلى نتائج مؤسفة، و"جرس إنذار" من إنتاج استوديوهات Ideation، وإخراج خالد فهد، ويشارك فيه نخبة من النجوم الناشئين والمعروفين، من بينهم شيماء الطيب، وخيرية أبو لبن، وأضواء فهد، ودارين البايض، وعائشة الرفاعي.
تغيرات طرأت على المجتمع السعودي منذ الحادث
فيلم "جرس إنذار" بمجرد مشاهدته يجعلك بشكل تلقائي تقارن بين الوضع الاجتماعي للمملكة قبل أكثر من 10 سنوات، والتطور الذي حدث ومازال يحدث منذ سنوات قريبة، وانعكاس ذلك التطور على العديد من الفئات، فأصبح هناك حرية أكثر للفتيات والنساء في التعبير عن أنفسهن، كما أصبح هناك تسليط أكثر للضوء على العديد من النجاحات في مجالات مختلفة.
أما في الفترة التي عايشها الفيلم، فقد سلط الضوء على بعض الأزمات التي قد تسببت في مضايقة النساء في وقت ما، لدرجة قد تسببت في تأخير الإنقاذ من الحريق بسبب عدم فتح باب المدرسة سريعًا كونها مدرسة للفتيات فقط، كما ركز الفيلم كذلك على المشاعر الخاصة والصعبة التي قد تعاني منها الفتيات في مرحلة المراهقة ولم تستطع بعضهن الحديث عنها بحرية.
التنمر في المدارس بين المراهقات
فيلم "جرس إنذار" أيضًا نجح في تقديم صورة واقعية لفكرة التنمر بين الفتيات المراهقات في المدارس، وهي الأزمة المنتشرة في بعض من مجتمعاتنا، حيث تظهر بين كل مجموعة عدد من الشخصيات سواء فتيات أو فتيان؛ والذين يحاولون فرض سيطرتهم على من حولهم.
وظهرت في الفيلم بعض الفتيات اللواتي قررن أن يصبحن من المسيطرات على الطالبات، سواء بالتنمر عليهن أو إذلالهن، دون خوف من العواقب التي قد تحدث لهن، إلى أن تحدث الكارثة الكبرى وهي الحريق، لتتغير شخصية بعض من هؤلاء ونكتشف الجوانب التي جعلتهن بهذا القدر من التسلط.
أحداث صاخبة متتالية في "جرس إنذار"
من أكثر ما ميز فيلم "جرس إنذار"، وجود الأحداث الصاخبة المتتالية التي تجعل المشاهدين لا يستطيعون التوقف عن المشاهدة، ومع كل حدث يعتقد المشاهد أنه سيقوم بإنهاء القصة؛ يظهر حدث جديد يجعل المشاهد في حالة تفكير وحماس متواصل حتى اللحظات الأخيرة من الفيلم.
فالحدث الرئيسي وهو حريق المدرسة، يقودنا إلى سلسلة من الأحداث الكارثية الأخرى التي تجعلنا في حالة إثارة وتشويق، من بينها وفاة إحدى الطالبات في الحريق والشكوك التي أثيرت حول وفاتها خاصة وأنها قد تم حبسها في أحد الغرف عمدًا، إضافة إلى البحث حول هوية المتسبب في الحريق ووفاة الطالبة، مرورًا بكشف أسرار لم يتوقعها أحد حول الحادث، سواء المتسبب فيه أو المتسبب في حبس الطالبة في الغرفة وهو ما أدى لوفاتها.
للظلم نهاية في معظم الأوقات
الفيلم أيضًا بالرغم من تسليطه الضوء على العديد من الأزمات والسلبيات التي قد يمر بها أي مجتمع عربي، إلا أنه رفع شعار "للظلم نهاية" من خلال بعض مشاهده، فنرى أن التنمر بين الأشخاص وبعضهم البعض قد يؤدي إلى كوارث تؤدي بدورها إلى عواقب أليمة للمتنمرين.
كما نرى أنه مهما حاول بعض الفاسدين إخفاء الحقائق فإنها سوف تظهر في النهاية أمام الجميع، ويصبح الكل على دراية بالكواليس الصادمة التي تسبب فيها هؤلاء في أي من الأماكن، مثلما حدث مع مديرة مدرسة الفتيات التي تمت إقالتها بعد كشف أحد الأسرار المخيفة التي كانت تحاول إخفائها خلال الأحداث، أيضًا يسلط الفيلم الضوء على فكرة "الضمير الحي" الذي تتمتع به الفتيات من أصحاب السن الصغير، مهما كانت تجاربهن السيئة التي مررن بها، ومهما كانت غيرتهن من بعضهن البعض في مثل هذا العمر.
عائشة الرفاعي كلمة السر في الأحداث
من بين الأحداث الصاخبة وغير المتوقعة في الأحداث كانت كشف سر المتسبب في حادث وفاة الطالبة بالغرفة على إثر الحريق، وذلك عن طريق إحدى المربيات الشهيرات بالمدرسة والتي قامت بدورها الفنانة عائشة الرفاعي، حيث كانت عائشة تملك مفتاح اللغز وكلمة السر وتسببت في كشف الحقيقة الصادمة للجمهور.
وبالرغم من أن دور عائشة الرفاعي كان عبارة عن مشاهد معدودة، لكنها كانت واحدة من أكثر النجمات اللواتي خطفن الانتباه بسبب أدائها المتميز كعادتها، وقدرتها على تقديم دور المربية الحائرة والخائفة على الفتيات بعد نشوب الحريق، والتي حاولت باستماتة إنقاذ معظمهن.
والتقت مجلة هي بالنجمة عائشة الرفاعي التي كشفت الكثير من الكواليس حول دورها في "جرس إنذار" حيث تحدثت عن كواليس ترشيحها للعمل ومساحة الدور التي يمكن أن يعتبرها البعض صغيرة، فقالت عائشة: "بالنسبة لي، لم يكن الدور صغيرا؛ بل كان تأثير الشخصية على القصة جعلها كبيرة.. وما يهم أكثر هو ترك انطباع دائم من خلال الشخصية في جرس إنذار.. ولقد كان اختيار المنتج أيمن جمال شرفًا لي، لكنه حمل أيضا مسؤولية إبراز أفضل ما في شخصية مرزوقة، كما أتمنى أن يتفاعل الجمهور مع تعقيدات الشخصية.
وتابعت عائشة: "عندما استلمت النص، لم أتمكن من الانضمام إلى الفريق للتدريب على الشخصية، ولم يتبق لي سوى أسبوعين للتحضير، ومع ذلك، من خلال الاستفادة من "بروفات الطاولة"، انغمست في الدور وأتقنته، كما أن التواصل المستمر مع المخرج خالد فهد، حتى قبل تصوير المشاهد، سمح لنا بإبراز الفروق الدقيقة في شخصية مرزوقة.
أكثر ما جذب عائشة الرفاعي في "جرس إنذار"
عائشة الرفاعي أكدت في تصريحاتها لمجلة هي أن أكثر ما جذبها في الفيلم هو أن القصة تحاكي المجتمع، وأن الكاتب استوحى الفيلم من أحداث حقيقية، مع صياغة كل الشخصيات والأحداث من خياله، وهو ما يضيف طبقة من الأصالة والتشويق للقصة، وتابعت: "يأخذ الفيلم الحريات الإبداعية من خلال تقديم شخصيات وأحداث خيالية في القصة.. وفي مشاهد محددة تظهر مجموعة من النساء يؤدين أدوارا صعبة، فكانت المشاركة في الفيلم تحديا فريدا، ولعبت شخصية مرزوقة، على وجه الخصوص، دورا محوريا خلال أهم حدث في الفيلم".
وأوضحت عائشة الرفاعي أن شخصيتها في الفيلم موجودة ليس فقط في المملكة العربية السعودية ولكن في جميع أنحاء العالم في حين أن الشخصية المكتوبة لا تعكس بالضرورة شخصا حقيقيا تعرض للحادث، فإن القصة الرئيسية تستمد الإلهام من أحداث حقيقية، على الرغم من أنها ليست مباشرة من أفراد محددين.
وبما أن الفيلم يسلط الضوء في أحداثه على التنمر، فسألنا عائشة عن كونها عانت من هذا الأمر خلال فترة الدراسة، حيث قالت: "يواجه جميع الطلاب صعوبات خلال فترة الدراسة وخاصة في عمر صغير، وأنا شخصيًا واجهت صعوبات وتنمر في المدرسة، ولحسن الحظ، كان لدي الدعم الكامل من المعلمات، والدعم اللا محدود من أهلي، الذين ساعدوني في التغلب على هذه الصعوبات، خاصة أثناء المرحلة الابتدائية، لكن خلال المرحلة المتوسطة والثانوية تحسنت الأمور ولم أواجه مثل هذه الصعوبات.
وتابعت: "من الجدير بالذكر هنا أن الفيلم يستكشف بشكل مؤثر التأثير العميق للتنمر على الصحة العقلية للطالب، ويؤكد موضوع التنمر على المسؤولية الجماعية لتعزيز بيئة مدرسية داعمة وشاملة. ويساهم هذا الجانب في حوار أوسع حول التنمر، وحث المشاهدين على مراعاة العوامل المجتمعية التي تدين مثل هذا السلوك وتشجيع التدابير الاستباقية لإنشاء مساحات تعليمية آمنة".
صعوبات واجهتها عائشة الرفاعي في تصوير "جرس إنذار"
وعن الصعوبات التي تعرضت لها عائشة الرفاعي خلال التصوير، وتحديدًا في مشاهد الحريق، قالت: "من المؤكد أننا واجهنا تحديات أثناء التصوير، خاصة في مشهد الحريق، حيث تم الإعداد الدقيق والتصوير على مدار أسبوع كامل مع تدريب شامل للممثلات.. ولقد مررت بلحظة محورية أثناء الحريق حيث كانت هناك حاجة إلى قفزة محددة، مما أثبت أنها كانت صعبة للغاية.. وشدد المخرج على أهمية هذا المشهد، حتى أنه أشار إلى احتمال إلغاء المشهد إذا لم أتمكن من تنفيذه.. ولحسن
الحظ، وبمساعدة المخرج المميز خالد فهد وطاقم العمل، تمكنت من التغلب على هذا التحدي".
وعن أحد المشاهد التي تعد بمثابة "ماستر سين" والتي جمعتها بالنجمة شيماء الطيب، كشفت عائشة كواليس هذا المشهد وتحضيرها له فأوضحت: "التقيت أنا وشيماء الطيب مسبقًا لفهم أنماط شخصيات بعضنا البعض. نظرا لأننا لم نشارك العديد من المشاهد، فقد كان هذا الاجتماع حاسما في موائمة أدائنا.. وسمح لنا هذا الجهد التعاوني بتصوير المشهد بأصالة ونقل حدته للجمهور بشكل فعال".
وتابعت عائشة الرفاعي في تصريحاتها لنا: "إن المشاركة في فيلم سعودي يُعرض على منصة نتفليكس هي تجربة مميزة للغاية، وعلى الرغم من أن لدي العديد من الأعمال في الماضي، إلا أن هذا هو فيلمي الأول الذي يمكن الوصول إليه على نطاق واسع، ولا يقتصر على المهرجانات فقط".
وأضافت: "هذا المشروع فريد من نوعه في تميزه الشامل من حيث القصة والإخراج والممثلين وطاقم العمل، وأنا أعتبر نفسي محظوظة لكوني جزءا من هذا العمل الرائع، وهو بلا شك يؤثر على اختياراتي الفنية القادمة للمضي قدما".
وعن السينما السعودية وأمنياتها لما سوف يميزها في المستقبل، قالت عائشة الرفاعي: "أعتقد أن السينما السعودية فرضت هويتها من خلال روايات مقنعة وأصيلة تلقى صدى لدى الجمهور العربي، كما أن المستقبل يحمل أفضلية للقصص الواقعية والأصيلة والمؤثرة اجتماعياً والتي تمس قلوب الجمهور.. وتوفر المملكة العربية السعودية أرضا خصبة لاستكشاف مثل هذه الروايات، وتشهد الصناعة تطورا رائعًا مع كل خطوة مدروسة.. فهناك تركيز متزايد على الاعتراف بأداء الممثل السعودي وقدراته، إلى جانب ظهور مواهب جديدة في صناعة السينما".
وعن المشروعات الجديدة التي تلي "جرس إنذار" في مسيرة عائشة الرفاعي، قالت: "شاركت في تصوير ثلاثة مشاريع قادمة بالتعاون مع المخرجين أيمن خوجة وممدوح سالم وخالد زيدان ولكن لا يمكنني ذكرها الآن.. وهي أفلام تم تصويرها قبل جرس إنذار، ومن المقرر أن يتم الكشف عنها قريبا، ومع بداية عام 2024، يسعدنا أن ننطلق بهذه السنة الجديدة مع جرس إنذار وعرضه على منصة عالمية مثل نتفليكس، مما يسمح للجمهور في جميع أنحاء العالم بمشاهدة الفيلم، ويمثل هذا الإنجاز الجماهيري الجديد لعائشة الرفاعي في عام 2024.
الصور من المكتب الاعلامي للفيلم