سيدات عرب غيرن وجه صناعة السينما والدراما العربية بالترشح لكبرى الجوائز العالمية وتحقيق أعلى الإيرادات
السنوات الأخيرة شهدت تطورات متسارعة في صناعة السينما والدراما العربية، بداية من دخول المنصات الرقمية، وارتفاع الميزانيات الخاصة ببعض الأفلام، فضلا عن التوسع في عرض الكثير من القضايا التي تلامس الواقع العربي، مما ساهم في تطور كبير في الصناعة بشكل ملفت من كافة النواحي، وتمكنت المرأة العربية من حجز مكانة خاصة، ليس فقط بسبب المساهمة القوية في كافة عناصر الصناعة الفنية، بل بالنجاحات والخطوات الكبرى التي استطاعت أن تتفوق بها، وتصنع تاريخا وواقعا مغاير للسينما والدراما العربية، فيكفي أن هناك أكثر من مخرجة وممثلة عربية ترشحن لكبرى الجوائز العالمية، ونجحن في لفت الأنظار، والتأكيد على أن المرأة العربية قادرة على التفوق والإبهار في كافة عناصر الصناعة.
نادين لبكي صاحبة أعلى الإيرادات في تاريخ السينما العربية
أعتاد الجمهور على سماع إيرادات ضخمة حققتها أفلام عربية في السنوات الأخيرة في قاعات السينما بالعالم العربي، ودائما ما تنحصر تلك الأفلام ما بين الكوميديا والأكشن، لكن تظل كل تلك الأرقام التي تم الإعلان عنها في السنوات الأخيرة أقل كثيرا حال وضعت في مجال المقارنة مع أفلام المخرجة نادين لبكي، التي استطاعت على مدار العقدين الماضيين أن تصنع المستحيل، وتسجل اسمها بحروف من نور في قائمة أنجح المخرجات العرب والممثلات اللاتي استطعن صناعة تجارب سينمائية مختلفة استطاعت أن تحقق المعادلة الصعبة بين تحقق أعلى الإيرادات وأيضا الترشح لأهم الجوائز العالمية.
رحلة نادين لبكي بدأت ناجحة بشكل واضح من خلال فيلم "Caramel"، أول فيلم روائي طويل للمخرجة اللبنانية، التي تمكنت من خلاله أن تحقق إيرادات وصلت لـ14 مليون دولار أمريكي، ليصبح من أكثر الأفلام العربية تحقيقا للإيرادات، لتعود بتجربتها الأبرز في فيلم "Capernaum" إنتاج عام 2018، الذي يعد صاحب أعلى الإيرادات في تاريخ السينما العربية حتى الآن، فوصل إجمالي ما حققه الفيلم، أكثر من 64 مليون دولار حول العالم، كما أن الفيلم حقق إيرادات مقبولة أيضا في شباك التذاكر في الولايات المتحدة الأمريكية، رغم أن الميزانية التي وضعت له لا تزيد على 4 مليون دولار، ولا يزال الإيراد الذي وصل إليه العمل صامدا كشاهد ودليل على نجاح الممثلة والمخرجة نادين لبكي في صناعة التاريخ.
حضور استثنائي للمخرجات العرب في كبرى الجوائز العالمية
رسمت كوثر بن هنية تاريخا جديدا من خلال ترشحها مرتين لجائزة الأوسكار، فالمخرجة التونسية توهجت في السنوات الأخيرة على المستوى الدولي والمشاركة الضخمة في عدد كبير من المهرجانات والفعاليات السينمائية المهمة، ليصبح اسمها مرادفا للنجاح والتأثير السينمائي العربي، ولعل تجربتها الأبرز في فيلم "الرجل الذي باعه ظهره The Man Who Sold His Skin"، دليلا على ما وصلت إليه من تأثير، بعدما ترشح العمل لجائزة أفضل فيلم أجنبي في حفل توزيع جوائز الأوسكار 2020.
لتعود من جديد كوثر بن هنية من خلال فيلم " بنات ألفة"، الذي تم الإعلان عن ترشحه لجائزة أفضل فيلم وثائقي في حفل توزيع جوائز الاوسكار المقرر إقامته في شهر مارس القادم 2024، خصوصا بعد النجاح الذي حققه في العديد من المهرجانات الدولية التي من بينها مهرجان كان السينمائي، وكان الترشيح بمنزلة تأكيد جديد على ما وصلت إليه المرأة العربية من نجاح في عالم صناعة السينما، حيث تعتبر كوثر بن هنية امتداد للنجاحات التي حققتها نادين لبكي.
فالمخرجة اللبنانية نادين لبكي، ترشحت أيضا لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي عن "Capernaum"، كما أن العمل كان مرشحا لعدد ضخم من الجوائز العالمية من بينها في مهرجان كان السينمائي والجولدن جلوب، وسيزار، والبافتا، وغيرها من الفعاليات السينمائية المهمة، كما أنه نال بعد عرضه أكثر من 39 جائزة وترشح لما يزيد عن 55 جائزة أيضا.
منة شلبي تصنع التاريخ بالترشح لجائزة إيمي
منة شلبي نجحت هي كذلك في أن تكشف عن وجه الدراما العربية من خلال دورها في مسلسل "في كل أسبوع يوم جمعة"، وهو العمل الذي شاركت في بطولته، وعرض لأول مرة في عام 2020، أداء منة شلبي في العمل جعلها محط أنظار واهتمام كبير، حيث أشاد به قطاع واسع من النقاد والجمهور بعد عرض العمل، لذلك جاء الإعلان عن ترشحها لجائزة إيمي الأمريكية لعام 2021 اعتراف بنجاحها، وتحول جديد في مسيرة النجمات العرب، وإمكانية أن يصلن إلى أبعد النقاط الممكنة، منة شلبي أكدت في تصريحاتها لبرنامج "تفاعلكم" على سعادتها بالترشح لجائزة الإيمي، مؤكدة على صعوبة دورها في مسلسل "في كل أسبوع يوم جمعة"، كما أوضحت أنها تشعر بالفخر لكونها ضمن قائمة من النجوم الكبار المرشحين لنيل الجائزة.
واعتبرت منة شلبي دورها في المسلسل من أصعب الأدوار التي قدمتها في مسيرتها، لكن نجاح العمل خفف عنها تلك المتاعب التي واجهتها فقالت النجمة المصرية : "مجرد ترشيحي للجائز فخر بالنسبة لي وأن أكون ضمن قائمة بها مجموعة كبيرة من النجوم الذين حصلوا على جوائز كبرى فهذا شيء رائع ومتفائلة بما وصلت إليه ولا اريد أن أشعر بالإحباط، ولا أنكر أنني تفاجئت بترشحي للجائزة خصوصا أنها خطوة تمنيت تحقيقها، وجاءت عن دوري في مسلسل (في كل أسبوع يوم جمعة) الذي اعتبره من الادوار الصعبة التي قدمتها وقد عانى جهازي العصبي منها، لكن سعيدة أن العمل كان على منصة (شاهد) ونجاحه بهذا الشكل وأرى أن هذا المسلسل قد تم تقديمه بحب وإتقان".
الصور من حسابات النجمات ومهرجان البحر الأحمر على انستجرام.