يتحمل الأعباء منفردا.. جدول أعمال الأمير وليام مزدحم بعد غياب تشارلز وكيت
فجأة وجد الأمير وليام ولي عهد بريطانيا نفسه بجدول أعمال مزدحم بعد تشخيص إصابة والده الملك تشارلز الثالث بالسرطان، وإلغاء كل مواعيده المعتادة لأجل التفرغ لبرنامج العلاج الذي يشرف عليه مجموعة من الأطباء في أحد مشافي لندن. هذا إلى جانب انشغال الملكة كاميلا مع الملك تشارلز، وغياب أميرة ويلز كيت ميدلتون التي أجرت عملية جراحية في البطن، وتتعافى حاليا في منزل العائلة في وندسور.
وعاد الأمير وليام إلى مهامه الرسمية الأسبوع الماضي، حيث حضر أمير ويلز حفل عشاء لجمع التبرعات لجمعية الإسعاف الجوي الخيرية في لندن. وتحدث لأول مرة بعد إعلان قصر باكنغهام عن تشخيص إصابة الملك تشارلز بالسرطان. وقال الأمير وليام: "نحن نقدر حقًا الرسائل الطيبة التي يرسلها الجميع.. شكرًا لكم".
وأضاف ولي العهد، بحسب صحيفة نيويورك بوست: "أود أن أغتنم هذه الفرصة لأتقدم بالشكر أيضًا على رسائل الدعم التي أرسلتموها لكاثرين وأبي، خاصة في الأيام الأخيرة. كما قال وليام من داخل المنصة: "هذا يعني الكثير بالنسبة لنا جميعًا". لقد "كانت الأسابيع القليلة الماضية تركز على الطب إلى حد ما، لذلك اعتقدت أنني سأحضر بالإسعاف الجوي للابتعاد عن كل شيء".
حفل تنصيب في قلعة وندسور
وواصل وليام واجباته الملكية كأمير ويلز، حيث استضاف حفل تنصيب في قلعة وندسور. والتقى ولي العهد، وهو طيار سابق لطائرة هليكوبتر للإسعاف الجوي، بزملائه الطيارين وتحدث مع الضيوف بما في ذلك نجم هوليوود توم كروز.
ويقوم وليام حاليا بأغلب الزيارات والمهام الملكية منفردا، وإن كان الملك تشارلز كان قد استدعى الأميرة بياتريس أميرة يورك قبل بدء رحلة علاجه، وجاء استقبال بياتريس ليس لأنه عمها فقط، بل لأنها أحد مستشاري الملك الأوائل، ووفقا للمتعارف عليه فإنه في حال غياب الملك أو تعذر أداء واجبه، يقوم مجلس المستشارين بأداء مهام ملكية نيابة عن صاحب الجلالة، ونظرا لأن أمراء ويلز جورج وتشارلوت ولويس ورثة العرش الأوائل – من الثاني حتى الرابع- لا زالوا صغارا، وغياب عمهم الأمير هاري ولي العهد الخامس وأبنائه السادس والسابع، وتنحي الأمير أندرو صاحب الترتيب الثامن في وراثة العرش عن الحياة الملكية، ستكون بياترس صاحبة الترتيب التاسع هي المساعد الأول للأمير وليام، ويعتقد أنها ستقوم بدور كبير طوال فترة غياب الملك، يساعدها في ذلك الأميرة آن ودوق أدنبره الأمير إدوارد وزوجته صوفي.
حالة كيت ميدلتون الصحية
وقد تنحى وليام مؤقتًا عن واجباته العامة الشهر الماضي للمساعدة في رعاية كيت وأطفالهما الثلاثة الصغار، بعد إجراء العملية الجراحية لها بسبب حالة لم يتم الكشف عنها. من غير المتوقع أن تستأنف أميرة ويلز، كيت ميدلتون سابقًا، واجباتها العامة حتى أبريل.
ويشكل تشخيص إصابة تشارلز بالسرطان في وقت سابق من هذا الأسبوع ضغطًا إضافيًا على العائلة المالكة، حيث أوقف الملك ظهوره العلني للتركيز على العلاج والتعافي. وأثناء تلقيه العلاج لشكل غير محدد من السرطان، سيواصل تشارلز العمل خلف الكواليس مثل مراجعة أوراق الدولة والتوقيع عليها.
وقالت سالي بيديل سميث، مؤلفة كتاب "الأمير تشارلز: عواطف ومفارقات حياة غير محتملة" في تصريحات صحفية: "إن غيابه يضع الكثير من الضغوط على الأعضاء الآخرين في العائلة المالكة، الذين هم بالتأكيد على قدر المسؤولية. ووجود إحدى أعظم نجوم العائلة المالكة، أميرة ويلز، في فترة تعافي من عملية جراحية يزيد من حدة تلك التوترات". ويبدوا أن تشارلز سيبقى الملك دستوريا، فيما سيتحمل الأمير وليام العبء لوحده، ويدير شؤون الملك إداريا.
وقت حرج داخل العائلة المالكة
ويأتي مرض تشارلز في وقت حرج بالنسبة لعائلة وندسور. فقد تعهد الملك، الذي اعتلى العرش قبل 17 شهرا فقط، بخفض تكاليف النظام الملكي جزئيا من خلال الحفاظ على غطاء لعدد "أفراد العائلة المالكة العاملين" الذين يتم دعم واجباتهم العامة من أموال دافعي الضرائب.
ولكن مع إصابة اثنين من أبرز أفراد الأسرة بالمرض، سيكون من الصعب على الأسرة مواكبة ذلك.
بالإضافة إلى احتفالات المواكب الملكية والزيارات الرسمية التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة النطاق.. يحضر آل وندسور مئات الأحداث غير المعروفة كل عام للاعتراف بإنجازات عامة الناس والاحتفال بالأحداث المحلية مثل افتتاح المكتبات والمراكز المجتمعية. كذلك تعتز المئات من الجمعيات الخيرية بالمظاهر الملكية، التي تعطي رؤية ومصداقية لعملها الجيد بين المانحين المحتملين.
البيان الكامل لقصر باكنغهام حول تشخيص إصابة الملك تشارلز بالسرطان
وقال قصر باكنغهام، عند الإعلان عن تشخيص حالة تشارلز، في بيان: "خلال الإجراء الأخير الذي أجراه الملك في المستشفى لعلاج تضخم البروستاتا الحميد، تمت الإشارة إلى مسألة منفصلة مثيرة للقلق. حددت الاختبارات التشخيصية اللاحقة شكلاً من أشكال السرطان. بدأ جلالته اليوم جدولًا للعلاجات المنتظمة، وخلال هذه الفترة نصحه الأطباء بتأجيل واجباته العامة. وطوال هذه الفترة، سيواصل جلالته القيام بأعمال الدولة والأوراق الرسمية كالمعتاد.
وأضاف البيان أن "الملك ممتن لفريقه الطبي على تدخلهم السريع، والذي أصبح ممكنا بفضل الإجراء الذي خضع له في المستشفى مؤخرا". و"إنه لا يزال إيجابيًا تمامًا بشأن معاملته ويتطلع إلى العودة إلى الخدمة العامة الكاملة في أقرب وقت ممكن".
وخلص البيان إلى أن "جلالة الملك اختار مشاركة تشخيصه لمنع التكهنات وعلى أمل أن يساعد ذلك في فهم الجمهور لجميع المصابين بالسرطان في جميع أنحاء العالم".