ندى أبو فرحات لـ "هي": أحب تقديم أدوار تتلامس مع قضايا المرأة في الواقع وشخصيتي في "نقطة انتهى" ليست مثالية
ندى أبو فرحات ..واحدة من مُعلمات التمثيل في لبنان والقلائل اللواتي تعملن في الفن بروح الشغف والتوجه صوب ملامسة ومحاكاة الواقع بعيدا عن أدوار الحسناوات والجميلات، ما يُثبت ذلك التشعب الكبير الذي تقوم به في التمثيل والحضور ما بين الدراما والسينما والمسرح، وبالتحديد الأخير الذي يؤكد على أهمية وعيها كممثلة لديها قدرات تمثيلية كبيرة.
شاركت في رمضان الماضي ببطولة مسلسل "نقطة انتهى" والذي ألقى بظلاله على الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعبين اللبناني والسوري وفق مضمون جريء ورؤية إخراجية إنسانية للمخرج محمد عبدالعزيز، ظهرت ندى أبو فرحات خلال الأحداث بشخصية "كارما" تلك الشخصية المُتزنة سلوكيا وأخلاقيا وإنسانيا لتتلامس مع المرأة في المجتمع العربي بشكل عام، وكان وراء ذلك تحضيرات ونقاشات كثيرة تكشفها "ندى" في حديث خاص لـ"هي" حول التجربة الدرامية الأخيرة لها بموسم دراما رمضان الماضي، وتتحدث عن مشاهد التمثيل الحركي والصامت وصعوباته، والرسائل المجتمعية والأخلاقية التي حملها المسلسل وفق دعوة للترابط ما بين الشعبين. كما تكشف عن مدى أهمية تقديمها أدوار تتلامس مع المرأة اللبنانية والعربية بشكل عام، إلى جانب الحديث عن المسرح وتجاربها وشغفها به، والجديد لديها من عروض تمثيلية في المقابلة التالية:
في البداية .. كيف ترين ردود الأفعال والأصداء حول تجربة مسلسل "نقطة انتهى" وحضورك بشخصية "كارما" المرأة التي تحافظ على التوازن الأخلاقي بشخصية قريبة للمثالية؟
سعيدة للغاية بردود الأفعال والأصداء حول العمل منذ الأيام الأولى لعرضه والموضوعات الجريئة المطروحة فيه والتي تتلامس مع الواقع اللبناني والسوري بشكل إنساني عميق يدعو للتماسك في ظل الظروف الصعبة. كنت مستعدة للتجربة منذ البداية خصوصا مع شغفي للحضور بموضوع درامي مهم مثل "نقطة انتهى" ومع الجهة الإنتاجية وهي الصباح ومع المخرج محمد عبدالعزيز الذي شعرت بحماسة كبيرة للتعاون معه مع حسه الاخراجي العالي والمختلف والذي يجعلني كممثلة استفيد من رؤيته وتوجيهاته بناء على أفضل الطرق التي يستخدمها اخراجيا في ادارة الممثل وتوظيفه بأفضل شكل ممكن. سعدت للغاية بشخصية "كارما" وما زالت ردود الأفعال تصلني عنها حتى الآن، وأكون في قمة سعادتي بمقابلتها خلال التصوير لأنني أحببتها من البداية وبالتفاصيل والمفردات الموجودة بها، لا أراها مثالية إنما تتلامس مع الواقع ولديها التوازن ومعبرة عن واقع المرأة الأخلاقي وفقا للمجتمع العربي.
شهدت أحداث مسلسل "نقطة انتهى" مشاهد التمثيل الحركي والصامت وفقا لتركيزه على العلاقات الإنسانية وطرحها بشكل عميق، فما الصعوبات التي واجهتك؟
كانت هناك صعوبات لكننا تجاوزناها قبل انطلاق التصوير من خلال التحضيرات والتناقش فيما يخص الأدوار مع المخرج المتميز محمد عبدالعزيز الذي كانت لديه رؤى مختلفة ونقاشات إيجابية للغاية مع كل الممثلين، جعلتنا نصل لأفضل صيغة لتقديم كل شخصية مع التركيز كما ذكرت في سؤالك على الجوانب النفسية المتعلقة بكل شخصية ودوافعها تجاه القيام بأفعالها.
التمثيل الحركي والصامت من أصعب أنواع التمثيل بلا شك لكن ظروف التصوير والكواليس كانت رائعة والجو كان مهيأً بالفعل للأداء المتميز بكل المشاهد وخلق حالة من الفعل وردة الفعل بين الممثلين.
ما أهم إيجابيات الرسائل المجتمعية التي حملها مسلسل "نقطة انتهى" بالنسبة لكِ، وبناء على طرحه وفق رؤية إنسانية تمس الواقع اللبناني والسوري معا؟
المسلسل بكل تفاصيله تجربة مهمة للغاية في محاكاة الواقع اللبناني والسوري ومدى التأثر والتأثير الذي حدث منذ الحرب، الظروف والواقع الصعب الذي مرت بها البلاد خلال السنوات الماضية، مع التركيز على الجانب النفسي من خلال الشخصيات المتواجدة بأحداث المسلسل بشكل عام وما حملته كل شخصية من بعد نفسي ورسائل لو قمنا بتجميعها لوضعها في رسالة واحدة، سنجد أن العمل هو دعوة للتماسك بين الشعبين اللبناني والسوري.
كيف تعاملتِ مع الجرأة الموجودة بموضوع المسلسل والذي يُحاكي أوجاع الشعبين اللبناني والسوري؟
تعاملت مع الجرأة الموجودة في المسلسل بناء على النص المكتوب والتحضيرات والنقاشات التي دارت بيني وبين مخرج العمل محمد عبدالعزيز، والحقيقة أن النص بالفعل يتلامس مع الواقع اللبناني والسوري، حمل الكثير من القضايا المجتمعية الهامة والمعاناة التي يعيشها الشعبين وسط ظروف صعبة مضى عليها سنوات وما زالت مستمرة إلى الآن. طريقة طرح موضوع المسلسل أعجبتني للغاية وكنت واثقة وراغبة في التعاون مع المخرج محمد عبدالعزيز والممثل عابد فهد الذي سبق واجتمعنا من قبل تمثيليا وبالجهة الإنتاجية الكبيرة وهي "الصباح"، فكل العوامل كانت مطمئنة بالنسبة لي في الجرأة المطروحة بموضوع المسلسل.
هل تسعين لتقديم أدوار تمثيلية تلامس واقع المرأة اللبنانية من خلال أعمالك وبالخصوص "نقطة انتهى" وشخصية "كارما" التي شهدت تقلبات كثيرة خلال أحداث المسلسل؟
أسعى بكل تأكيد لتقديم أدوار تلامس المرأة اللبنانية وتعبر عنها، فمن خلال دوري كفنانة لا بد من انتقاء أدوار تدور في فلك المرأة وتناقش قضاياها بشكل عام. شخصية "كارما" لا أعتبرها مُعبرة عن المرأة اللبنانية وحسب بل المرأة العربية بشكل عام، حيث أنها شخصية واقعية تتلامس مع المرأة في المجتمعات الشرقية حيث التقلبات النفسية التي مرت بها والتركيبة الفريدة الخاصة بها من حيث الطيبة والتحلي بالأخلاق رغم بعض التقلبات النفسية البسيطة وهذا أمر طبيعي لأنه ليس هناك شخصية طيبة أو شريرة في المطلق بل كل شخصية لها دوافعها ومبررات لسلوكها وأفعالها، "كارما" شخصية متزنة نفسيا وأحببتها طيلة فترة التحضيرات والتصوير.
تعملين في المسرح إلى جانب السينما والدراما رغم صعوبة هذا الفن الذي لا يتحرك صوبه إلا من لديه روح الشغف الكبيرة بالتمثيل؟
بالفعل لدي شغف كبير بالتمثيل، سواء الدراما والسينما والمسرح، فكل فن من الأصناف الثلاثة، له خصوصيته التي تجعلني أكون حاضرة ما بين الدراما والسينما والمسرح. يجذبني في الأساس النص والمشروع بشكل عام سواء كان مسرحيا أو في السينما والدراما. بالإجابة عن المسرح، فهو له طبيعة خاصة حيث تحضيرات العمل والعرض على الهواء والتمثيل أمام الجمهور والتعرف على الفعل وردة الفعل بشكل لحظي، هذا بالإضافة إلى أن له جمهور من شرائح وفئات عمرية مختلفة.
أعتبر المسرح من أهم الفنون التي أعشقها وكنت أحلم بتقديم عروض مسرحية مؤثرة مع الجمهور وقد حدث بالفعل وشاركت بعروض مسرحية حققت نجاحا كبيرا مع الجمهور وسوف أواصل المشوار بالمسرح، لأن له طبيعة خاصة وساحرة بالنسبة لي تختلف عن السينما والدراما مع حبي وشغفي صوبهما أيضا.
هذ الشغف الذي تتحدثين عنه هو ما دفعك للانسياق التمثيلي لأدوار صعبة شكلا ومضمونا في بعض الأعمال المسرحية على غرار "مجنون يحكي"؟
بالتأكيد .. لدي شغف كبير في العمل بالمسرح وأحب وأقدر خصوصية هذا الفن وبشدة، هذا الشغف يجعلني أقوم بأي شيء من أجل واقعية ومصداقية الدور الذي أقدمه انسياقا لطبيعة الدور وما يستلزمه من تحضيرات نفسية ومادية ملموسة. لقد كان الدور يستلزم حلاقة الشعر في مسرحية "مجنون يحكي" وقمت بذلك دون تردد، وكذلك فعلتها في عدة أعمال أخرى بالظهور بشكل مختلف خارجي خاص لكل شخصية إلى جانب العمق النفسي، لا يهمني الظهور حسناء الشكل بأي عمل بل الانسياق للدور هو الأهم، فلا بد أن أكون صادقة بيني وبين نفسي تجاه الدور من أجل أن يتحرك هذا الصدق للجمهور في التمثيل.
ما الأعمال التي تنظرين لها بأنها النقلة النوعية في مشوارك بالتمثيل؟
ليس هناك عمل بعينه لكن كل الأعمال الفنية التي قدمتها خلال مشواري في التمثيل كانت النقلة من عمل إلى آخر ومن تجربة إلى أخرى. أرى أن النجاح تراكمي ويكون من خلال مخزون كبير من الأعمال المؤثرة مع الناس، أنا سعيدة بكل عمل فني ظهرت به وسعيدة بأنني تواجدت بأعمال سينمائية ودرامية ومسرحية، كما ذكرت لك الشغف هو ما يحركني صوب التمثيل ويجعلني أقوم بالمستحيل من أجل الواقعية والصدق الفني الذي يستلزمه كل دور، لذا فكل دور قدمته في عمل فني كان نقلة لغيره وساهم في بناء مشوار النجاح التراكمي على مدار سنوات.
لماذا لم تشاركين بأي أدوار مصرية خالصة حتى الآن، هل تؤيدين تقديم الأدوار المصرية للمصريات إيمانا بالواقع الذي يتم تجسيده؟
شاركت بأكثر من عمل فني مشترك من قبل وسعدت بكل هذه التجارب، لكن لم أشارك بعمل مصري خالص وبتقديم شخصية مصرية لأنني أرى أن من الواقعية تقديم المصريات للشخصيات والأدوار المصرية، أحب أن ألعب شخصيات واقعية تشبهني فقد أظهر بدور لبنانية بعمل مصري تحوي أحداثه قصص جنسيات مختلفة. الدراما المصرية لا شك أنها جاذبة للجميع وهي الأقوى بكل تأكيد وأتمنى المشاركة والحضور فيها إن وجدت الفرصة المناسبة، لكنني أحب أن أُقدم أعمال تخص لبنانيتي بأدوار مؤثرة ومعبرة عن الجمهور وطرح القصص التي تلامس الواقع اللبناني.
في النهاية .. ما الجديد لديكِ من عروض تمثيلية جديدة؟
في الوقت الحالي أعيش قسطا من الراحة بعد تقديم مسلسل "نقطة انتهى" في رمضان الماضي، لدي بعض العروض لكنها في مرحلة القراءة ولم أتخذ قرارا بشأنها في الوقت الحالي.