فيلم "باص 22".. ما تفرقه الثقافات تجمعه الأمومة
ترسم المخرجة ويندي بيدنارز، أستاذ الفنون بجامعة نيويورك أبوظبي، في فيلمها الروائي الأول باص 22 لوحة معبرة عن النسيج المجتمعي لإحدى دول الخليج. وفي الفيلم الذي يُعد أول فيلم روائي طويل من إنتاج منصة OSN، تجمع بيدنارز امرأتين مختلفتين على خلفية هذا النسيج متعدد الثقافات حيث تختلف ملامح كل ما تراه أمامك، عدا مشاعر الأمومة، فهي الشيء الوحيد الذي يجمع بينهما ويحركهما اتجاه بعضهما حين يفرقهما كل شيء آخر.
تفاصيل قصة فيلم "باص 22"
ووفقا لبيان رسمي صادر عن المكتب الإعلامي للعمل، تنطلق أحداث الفيلم، الذي شهد عرضه العالمي الأول بمهرجان تورنتو وبدأ عرضه التجاري يوم الخميس 16 مايو في السعودية، من رغبة الأم أناندا والتي تقوم بدورها الممثلة والمخرجة الهندية تانيشتا شاترجي في الانتقام لابنتها مما لحق بها جراء حادث وقع بحافلة المدرسة، ورغم محاولات أسرتها والمسؤولين عن المدرسة لتسوية الأمر ومنعه من التفاقم إلا أنها لا تستسلم ولا تتوقف عن محاولة اللحاق بمن تسببوا في وقوع هذا الحادث المأساوي حتى تتأثر علاقتها بابنتها الثانية وزوجها.
وعلى الناحية الأخرى، فإننا نرى شخصية ميرا التي تقوم بدورها الممثلة السورية الشهيرة كندة علوش، وتلعب دور مديرة المدرسة التي تحاول الوصول إلى تسوية ما لتعويض العائلة عن خسارتها لكن دون التورط في المزيد من المشكلات. وعلى خلفية هذا، نرى علاقتها المتوترة بابنتها المغتربة، وكيف تؤثر هذه العلاقة ليس فقط عليها كأم ولكن أيضًا على عملها كمديرة مدرسة، فتنجذب إلى ابنة أناندا الثانية التي وجدت نفسها دون أم في محاولة لتعويض إحساسها بفقدان ابنتها حتى وهي على قيد الحياة، ويجد كلا منهما ملجئًا آمنًا من واقع حياتهما في صحبة بعضهما البعض.
ويندي بيدنارز تتحدث عن كواليس فيلمها
"يجسد السراب العائم على الأسفلت هذيان أولئك الذين ينتمون إلى خلفيات ثقافية لا تعد ولا تحصى والذين وقعوا في فخ خسارتهم"، هكذا تصف بيدنارز فيلمها، الذي ورغم سيطرة مشاعر الانتقام على أحداثه، إلا أن المحرك الأساسي للأحداث هنا هي مشاعر الأمومة. فالمشاعر التي حركت أناندا في رحلة نحو الانتقام حد الهلاك، وملاحقة كل من تظن أن يكون قد اتسبب في ما لحق بابنتها كانت الأمومة التي تسيطر على وجدانها وتأبى أي حل دون الوصول إلى حق ابنتها ومعاقبة المجرمين حتى وإن كانت تلك الرحلة ستأخذها إلى أماكن لم يخطر على بالها يومًا أن تطأها قدماها.
وما دفعها في النهاية إلى التوقف عن الانزلاق إلى الهاوية هي أيضًا مشاعر الأمومة التي استجابت إلى نداء الاستغاثة الأخير الذي أطلقته ابنتها وأفاقها قبل أن تخسرها للأبد هي أيضًا.
كما أن المشاعر التي دفعت ميرا إلى الاعتراف بالخطأ الذي يقع على عاتقها، حتى وإن كان بسيطًا وقد يحدث في أي يوم دون أن يلقي أحدًا له بالًا، هو خوفها من أن تفقد ابنتها أكثر وأن تتسبب في خيبة أمل لها قد تؤدي إلى المزيد من التفرقة بينهما، وهو الأمر الذي يمثل لها كابوسًا أكبر بكثير من خسارة عملها.
وجاء هذا الاعتراف جنبًا إلى جنب مع الخسارة الوشيكة التي شهدتها أناندا في عائلتها كخط نهاية لرحلة طويلة من الحزن والغضب والألم والانتقام، ومنحا أناندا الفرصة لتصل إلى سلامها النفسي والتقبل لما حدث وإطلاق سراح روح ابنتها وتوديعها للمرة الأخيرة.
أماكن عرض فيلم "باص 22"
يعرض الفيلم حاليًا في كل من السينمات التالية: AMC سينما العزيزية بلازا - AMC سينما جاليري - إمباير سينما أبها - إمباير سينما الأندلس مول - إمباير سينما الخبر - موڤي مول الظهران - موڤي سينما الأحساء - موڤي سينما عزيز مول - موڤي مول العرب - موڤي سينما هيفاء مول - موڤي سينما ذا فيو - موڤي سلام مول - موڤي بارك آفنيوز الرياض - فوكس فرونت مول الرياض - جراند سينما الأحساء - جراند أبحر - جراند الطائف.