دراما نسائية مشوقة في عالم الجاسوسية .. مقابلة مع إليزابيث موس ودينيس دي نوفي حول مسلسل "الستار"
النجمة العالمية إليزابيث موس، المتوجة بأكثر من جائزة مهمة بينها إيمي وغولدن غلوب، تتحدث في حوار خاص لـ"هي" عن جديدها مسلسل "الستار" المعروض بشكل حصري عبر منصّة ديزني+ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا "غولدن غلوب"، وهو العمل الملئ بالإثارة والتشويق، حيث أن مؤلفه هو ستيفن نايت المتربط اسمه بأعمال شديدة التميز من بينها على سبيل المثال "بيكي بلايندرز" "تابو"، كما أنه المنتج التنفيذي أيضاً، إلى جانب المنتجة دينيس دي نوفي، صاحبة شركة الإنتاج الشهيرة "دي نوفي بيكتشرز"، والتي تتحدث في أكثر من مداخلة عبر هذه المقابلة أيضا والتي تكشف فيها مع موس الكثير من كواليس العمل الذي يشارك في بطولته أيضا كل من منى مروان ودالي بن صالح وجوش تشارلز.
تدور أحداث "الستار" حول العلاقة المفاجئة والمشحونة التي تنشأ بين امرأتين تخاطران بحياتهما من خلال لعبة خطرة من الحقيقة والأكاذيب، وهما في طريقهما من إسطنبول إلى باريس ولندن. وتخفي إحداهما سرّاً كبيراً، بينما تسعى الأخرى جاهدةً للكشف عن هذا السرّ قبل أن تتعرّض حياة الآلاف للخطر. أما المسؤولون عن تنفيذ هذه المهمّة بنجاح وسريّة مطلقة، فيديرون العمليات من مكاتبهم في وكالة المخابرات المركزية الأميركية والمديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسية، حيث يتعيّن عليهم وضع خلافاتهم جانباً والتعاون بشكل وثيق لمنع خطر وقوع كارثة كبرى.. تابعوا معنا الكثر من أسراره عبر هذا الحوار.
ما الذي تتوقان إلى إيصاله للمشاهدين من خلال مسلسل "الستار"؟
إليزابيث موس: أحبّ على الصعيد الشخصي كافة أنواع أعمال التجسّس، لكنني لست متأكدة من مشاهدة هذا النوع من القصص على شاشة التلفزيون من قبل. ويمكنني القول على الأقلّ إننا لم نشاهد مثل هذه المسلسلات على شاشة التلفزيون في الآونة الأخيرة. ولذلك، أتوق حقاً لرؤية المشاهدين وهم يتابعون بحماس كبير هذا المسلسل العالمي الترفيهي المليء بالأحداث الممتعة والمشوقة. أعتقد أنّ ذلك هو أكثر ما سيجذب اهتمام المشاهدين. ويوجد بالطبع الشخصيتان الرئيسيتان في هذا العمل المميز. فإيموجين (التي تؤدي دورها إليزابيث موس) وعديلة (التي تؤدي دورها يمنى مروان) هما القلب النابض بالمشاعر والحقائق العاطفية في هذه القصّة الآسرة. وأعتقد أننا نجحنا في إيجاد التوازن الأمثل بين الأحداث الدرامية التي تختبرها الشخصيتان ومدى تعقيد ذلك من جهة وأوقات المتعة والمرح من جهة أخرى.
دينيس دي نوفي: كنّا نطمح منذ البداية إلى قلب المقاييس في هذا النوع من المسلسلات. وسعينا أنا وستيفن نايت (الكاتب والمنتج التنفيذي لمسلسل "الستار") إلى إظهار كلّ ما يرغب المشاهدون برؤيته في هذا النوع من الأعمال، لكننا أحببنا في الوقت نفسه أن نفاجئهم بواقع أنّ هاتين الشخصيتين لا تتصرفان أو تقومان بالأشياء التي قد يتوقّعها المشاهد منهما. ويوجد في الواقع الكثير من القواسم المشتركة التي تجمع بين الشخصيتين، فضلاً عن جانبهما الإنساني الذي يظهر أحياناً بالرغم من محاولتهما الدائمة لقضاء إحداهما على الأخرى. ويوجد حقاً الكثير من التفاصيل التي تجمع بينهما بالرغم من ظروفهما المعاكسة.
ما هي البرامج التلفزيونية أو أعمال التجسّس التي كانت بمثابة مصدر إلهام لإعداد مسلسل "الستار"؟
إليزابيث موس: لا أعتقد أنه بإمكاننا مقارنة هذا العمل بأيّ عمل آخر من هذا النوع. وهذا هو ما قصدناه بالتحديد وما كنّا نطمح إلى تحقيقه. لم نرغب بأن يكون عملنا مثل أيّ مسلسل تجسّس آخر أو كتاب مشهور. ويوجد بالطبع الكثيرون ممّن عمل على هذا النوع من العروض باحتراف كبير على مرّ السنين وإننا حقاً من أشدّ المعجبين بأعمالهم، لكننا سعينا بشكل أساسي إلى قلب مقاييس هذا النوع من الأعمال وتقديم محتوىً غير تقليدي. فقد رغبنا بتقديم محتوىً جديد للمشاهدين وسعينا جاهدين إلى النجاح في القيام بذلك. وكان من المهم جداً في الواقع أن نملك نظرة عصرية متجدّدة تجاه هذا النوع من الأعمال.
دينيس دي نوفي: إذا نظرت إلى جميع أعمال ستيفن نايت، لوجدت أنّ أحدها لا يشبه الآخر. فلنأخذ على سبيل المثال مسلسله التلفزيوني الدرامي "بيني دريدفول" أو أيّ من أفلامه أو برامجه التلفزيونية، فهي أعمال أصلية بامتياز وفيها الكثير من عناصر المفاجأة. وأعتقد أنّ هذا ما توقعناه منه وما قدّمه لنا هذه المرّة أيضاً.
أخبرتنا قليلاً عن تدريبات الممثلة البديلة لأداء المشاهد الخطرة في دور إيموجين سالتر؟
إليزابيث موس: قمت بأداء عدد لا بأس به من مشاهد القتال من قبل، لكنّها غالباً ما كانت دفاعية بطبيعتها. وألعب عادة أدوار شخصيات غير مدرّبة على القتال. والممتع حقاً والمختلف هذه المرة هو أنّ الشخصية هي في الواقع شخصية مدرّبة على القتال، لذلك يتعيّن عليها بطبيعة الحال أن تدرك جيداً ما تقوم به وتفعله بحرفية عالية. وكان ذلك بالأمر الممتع حقاً بالنسبة لي، إذ أنني قمت بأسابيع وأسابيع من التدريب المكثّف. ويضمّ المسلسل ثلاثة مشاهد قتال رئيسية استوجب كلّ منها أسابيع وأسابيع من الإعداد والتدريب البدني.
ما هي المشاهد الخطرة التي سُمح لك أداؤها في موقع التصوير؟ هل تخطّى أيّ منها حدود المخاطرة المقبولة؟
إليزابيث موس: لا شكّ أنني تعرّضت للدفع أكثر من مرّة، لكنني استمتعت كثيراً بالعمل مع الفريق المميز المسؤول عن أداء المشاهد الخطرة والممثلة البديلة عني. وإنني لم أتلقَ كلّ ضربة بالتأكيد، لكنّ فريق التصوير رغب بأن أقوم بنفسي بأداء معظم مشاهد القتال نظراً لرغبته بكيفية تصوير المشاهد القتالية. وبالطبع لم أتمكن بنفسي من أداء مشاهد القفزات الكبيرة والوقوع على الأرض، إذ أنني أعجز بالتأكيد عن القيام بذلك. لهذه الغاية، كانت الممثلة البديلة تقوم بأداء هذه المشاهد بالنيابة عني، لكنني تعرّضت طبعاً للدفع كثيراً أثناء تصوير المشاهد الخطرة. وقد تعرّضت أيضاً لكسر في ظهري عند تصوير أحد المشاهد على أسطح الأبنية (في الحلقة الأولى)، ما حتّم علينا العودة بعد ستة أسابيع لتصوير هذا المشهد من جديد. وما يراه المشاهدون في هذا المسلسل هو في الواقع محاولتنا الثانية لتصوير مشاهده، عندما تحسّن أداؤنا بشكل كبير. وقمنا كذلك بتصوير مشهد قتالي آخر في الحلقة الرابعة، حيث تعرّضت لإصابة طفيفة في أحد أضلعي، لكنّني لم أذكر هذه الإصابة قطّ لأتجنّب التوقّف عن التصوير. وقد حاولت جهدي أن أتحمّل الوجع بصمت. فلا شكّ في أنّ التصوير كان صعباً وبالطبع بذلت جهداً إضافياً على الصعيد الشخصي لأقدّم أداءً لم أقدّمه أبداً من قبل.
تمّ تصوير مسلسل "الستار" في تركيا وفرنسا والمملكة المتحدة. كيف تصفان لنا الطابع العالمي لهذا المسلسل؟
دينيس دي نوفي: لطالما كان هدفنا أن يكون هذا المسلسل عملاً عالمياً بامتياز. فقد تحدّثنا أنا وستيفن منذ البداية عن رغبتنا بتصوير مشاهد المسلسل في فرنسا وإنجلترا وتركيا. وحرصنا منذ اليوم الأول الذي بدأنا التصوير فيه على إظهار مواقع التصوير بطرق لم يرها المشاهد من قبل. فقد أردنا أن نظهر باريس بطريقة لا تشبه النظرة التقليدية لكونها مدينة الرومانسية والسياحة. والأمر نفسه ينطبق على مواقع التصوير في إنجلترا، حيث أردنا أن نُظهر جمال هذه المدن العالمية ونصوّرها في الوقت نفسه من زاوية مختلفة لم يرها المشاهد من قبل. فيوجد في تلك المدن حياة لا يدركها جميعنا، ما دفعنا بالتالي إلى إلقاء الضوء على ذلك الجانب بالتحديد ضمن مواقع التصوير للتعرّف عليها من خلال مسلسل "الستار".
أيّ من هذه المواقع استمتعتما بالتصوير فيها أكثر من غيرها؟
إليزابيث موس: يصعب عليّ الاختيار هنا إذ أعتبر أننا كنّا من المحظوظين حقاً لنحصل على أفضل فريق عمل أينما تواجدنا. فقد كانت جميع فرق عملنا عالمية بامتياز لا أمام الكاميرا فحسب، بل أيضاً خلف الكواليس. وكان الجميع يتحدّث لغات مختلفة في موقع التصوير، ما جعله من الرائع حقاً أن نرى كلّ هذه الجنسيات يعمل بعضها مع البعض الآخر لنجاح هذا العمل المميز. وكان من المثير للدهشة فعلاً أن نرى مستوى الاحتراف والذكاء العالي لدى الجميع في أيّ مكان قمنا بالتصوير فيه، حتى عندما تواجدنا على جبل في تركيا حيث لا تتوفر بالضرورة البنية التحتية الأمثل للتصوير. لذلك، لن أكون عادلة لو قمت باختيار موقعي المفضّل، إذ أنّ الجميع بذل حقاً قصارى جهده أينما ذهبنا.
إليزابيث، كان عليك أن تتحدثي بلكنة إنجليزية عند أداء دور إيموجين سالتر. هل شعرت بضغط أكبر لإتقان هذه اللكنة عند التصوير في مواقع داخل المملكة المتحدة أم أنه كان من السهل عليك القيام بذلك وسط فريق عمل بريطاني بامتياز؟
إليزابيث موس: إنه سؤال ممتاز حقاً. لقد قمنا بتصوير مشاهد المسلسل في المملكة المتحدة أخيراً. فعندما وصلنا إلى هناك، أعتقد أنني كنت أشعر بثقة كبيرة عند التحدّث بلكنة بريطانية إذ أنني كنت حينها قد تدرّبت على تحدّثها لمدة تسعة أشهر متواصلة. فقد بدأت فعلياً التدرّب على اللكنة منذ شهر سبتمبر الماضي، ثم بدأنا التصوير في فبراير ووصلنا إلى المملكة المتحدة في مايو. وفي الواقع، تواجد معنا طاقم عمل بريطاني طوال الوقت أثناء التصوير، لذلك كنت أسمع اللكنة البريطانية كلّ يوم، بالإضافة إلى اللكنتين التركية والفرنسية اللتين تعذّر عليّ حتماً إتقانهما. وبالطبع، الضغط الذي شعرت به كلّ يوم كان نابعاً من داخلي منذ اللحظة التي قرّرت فيها الالتزام بهذا العمل، ولكن سرعان ما اعتدت هذه اللكنة وأتقنتها بامتياز عند وصولنا إلى مواقع التصوير في المملكة المتحدة.
هل كان من الصعب عليكما التوقف عن تحدّث اللكنة البريطانية عند تواجدكما خارج مواقع التصوير؟
إليزابيث موس: بالطبع، كان من الصعب عليّ أن أعاود التحدّث بلكنتي الطبيعية بعد انتهاء التصوير. وحتى عندما رجعت إلى حياتي الشخصية، لاحظت أنني كنت أجمع بين اللكنتين البريطانية والأميركية عند التحدّث. وكنت أستغرب وأعاود تذكير نفسي بضرورة التحدّث باللكنة الأميركية.
دينيس دي نوفي: عندما كانت إليزابيث تتحدث باللكنة الأميركية عوضاً عن البريطانية أثناء التصوير، كنت أتفاجأ لبرهة لأنني كنت أشعر أنّ هذه اللكنة أصبحت جزءاً مكمّلاً لشخصيتها وكانت تجعلها تبدو كما لو أنّ إتقانها سهل جداً. وكان عليّ أن أتأقلم من جديد مع لكنتها الأميركية الطبيعية عند أخذ استراحة بين المشاهد أو بعد الانتهاء من التصوير. فقد اعتدت جداً التحدّث باللكنة البريطانية وسماعها كلّ يوم، وكانت إليزابيث تتقنها بامتياز كسائر فريق العمل البريطاني الذي كنّا نعمل معه.
بادر بعض النقّاد إلى تشبيه مسلسل "الستار" بفيلم "ثيلما آند لويز" الشهير للسفر عبر الطريق. ما هو رأيكما بهذه المقارنة؟
إليزابيث موس: لا يزعجنا هذا التشبيه أبداً، بل إننا نحبّ هذا الفيلم حقاً. فمسلسل "الستار" هو مسلسل رائع يعكس بامتياز الصورة النموذجية الكلاسيكية لأفلام التجسّس والتشويق، بينما يُظهر في الوقت نفسه امرأتين تتواجد إحداهما مع الأخرى بالرغم من كلّ الظروف التي يجب أن تمنعهما من التواجد معاً داخل السيارة نفسها. ولا يمكن أن يتوقّع المرء من خلال الطريقة التي كتب فيها ستيفن النصّ أن تصبح هاتان الامرأتان صديقتين مقرّبتين جداً في نهاية المطاف. ويمكننا القول إنّه سرعان ما يصبح هذا المسلسل أشبه بأفلام مغامرات الأصدقاء، لكنّه يحافظ على مستوىً محدّد من التعقيد ويسرد الأحداث المشوّقة بدرجة عالمية من المصداقية. وباختصار، إننا نحبّ هذا التشبيه ولا يزعجنا أبداً.
دينيس دي نوفي: أعتقد أنّ فيلم "ثيلما آند لويز" هو من أروع الأفلام التي تمّ إصدارها على الإطلاق. والسبب المنطقي هو أنّه من النادر جداً أن نرى امرأتين تدور بين شخصيتيهما هذا النوع من الأحاديث. وأعتقد أنّ المقارنة بين العملين تنبع من هناك بالتحديد، وهو أمر رائع لأننا نقدّم من خلال هذا العمل أكثر من ذلك بكثير. فهو يجمع بطريقة مميزة بين الصداقة التي تنشأ بين الشخصيتين وكلّ الأحداث الأخرى المشوّقة التي تدور خلال المسلسل.
مسلسل "الستار" هو عمل درامي تقدّمه شخصيتان نسائيتان. ما مدى أهمية وجود العنصر النسائي أمام الكاميرا وكذلك خلف الكواليس؟
دينيس دي نوفي: إنه أمر مهم جداً بالطبع. فالمخرج الأول للعمل كانت امرأة وهي المخرجة داينا ريد. وأعتقد أيضاً أنّ ستيفن نايت هو من أولئك الكتاب الذين يتقنون كتابة أدوار النساء بشكل رائع ويملكون الوعي الكافي بأهمية مشاركة المرأة في أيّ عمل إنتاجي. أما على المستوى الشخصي، فقد كان من الرائع حقاً أن أحظى بشريكة مثل ليزي (إليزابيث موس) التي كانت منتجة العمل أيضاً بنسبة 100%. وبصفتها شريكتي في الإنتاج، لعبت حقاً دوراً داعماً في التعامل مع هذه القصة وهاتين الشخصيتين الرائعتين.