لماذا لم تحتفل العائلة المالكة بعيد ميلاد الأميرة ليليبيت؟

احتفل الأمير هاري دوق ساسكس وزوجته ميغان ماركل، بعيد ابنتهم ليليبيت التي بلغت عامها الثالث يوم الثلاثاء الرابع من يونيو الجاري، وبينما هي أحد أفراد العائلة المالكة البريطانية، وصاحبة الترتيب السابع في وراثة العرش، لم يحتفل جدها الملك تشارلز الثالث ولا عمها الأمير وليام وزوجته الأميرة كيت ميدلتون علنًا على حساباتهما على وسائل التواصل الاجتماعي بهذه المناسبة.

لهذا السبب لم تحتفل العائلة المالكة بعيد ميلاد الأميرة ليليبيت الثالث

التفسير الأولي لعدم الاحتفال علنا بعيد ميلاد ابنة الأمير هاري، قد يبدوا بعيدا عن الخلافات الناشبة داخل العائلة، حيث يميل كبار أفراد العائلة المالكة إلى الاحتفال بأعياد ميلاد الأعضاء العاملين في العائلة فقط على منصاتهم الرسمية.

ووفقا للخبراء، فإن السنوات الأخيرة، وتحديدا منذ أن بدأ عهد الملك تشارلز الثالث في سبتمبر 2022، رأينا فقط رسائل عامة من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالعائلة المالكة للأعضاء العاملين في العائلة، مثل أمير وأميرة ويلز وأبنائهم، دوق ودوقة إدنبره، والأميرة الملكية، أما دوق ودوقة ساسكسهاري وميغان فقد تراجعا عن منصبيهما من كبار أفراد العائلة المالكة في عام 2020، ولم يعودا يقومان بالواجبات الملكية.

تهاني عيد الميلاد قاصرة على الأعضاء العاملين

وللتدليل على أن الأمر ليس له علاقة بالخلافات بين الأمير هاري والعائلة المالكة، فإن حسابات التواصل الخاصة بالقصر الملكي أو عائلة ويلز، لا تحتفل بالمثل ولا تشارك عادة الرسائل المتعلقة بأعياد ميلاد الأميرة بياتريس والأميرة يوجيني وزارا تيندال ولا الأيام الخاصة بأطفالهم، وهذا يفسر أيضًا سبب عدم تلقي الأمير آرتشي، شقيق ليليبيت الأكبر وصاحب الترتيب السادس في وراثة العرش، أي أمنيات عامة من العائلة المالكة في عيد ميلاده الخامس الشهر الماضي.

ومع ذلك، فمن المحتمل أن الأميرة الشابة المقيمة في كاليفورنيا قد تلقت تحية خاصة مباشرة من جدها الملك تشارلز، الذي لم يقابلها سوى بضع مرات.

عائلة ساسكس احتفلت بعيد ميلاد الأميرة الصغيرة

من جهتها احتفلت عائلةساسكس بيوم ليلي الخاص في منزلها في مونتيسيتو ضم الأصدقاء المقربين والعائلة وبعض أصدقاء ليلي الصغار.

يشار هنا إلى أنه في عيد ميلاد ليلي الأول في عام 2022، والذي أقيم في وندسور بينما كانت العائلة في زيارة لحضور احتفالات اليوبيل البلاتيني للملكة الراحلة، أجرى هاري وميغان نزهة غير رسمية في الفناء الخلفي، كما وصف المتحدث باسمهما، وتم إعطاء لمحة عن الاحتفال في المسلسل الوثائقي الخاص بالزوجين على Netflix Harry & Meghan، والذي أظهر آرتشي وهو يساعد ليلي في إطفاء شمعة عيد ميلادها على كعكتها ذات اللون الوردي والأزهار.

وفي الشهر الماضي، خلال رحلة إلى نيجيريا، تحدثت ميغان بصراحة عن أطفالها، ووصفتهم بأنهم أطفال لطيفون للغاية، ولكنهم ثرثارين أيضا، وشهد برنامج هاري وميغان على نتفلكيس ظهور الأمير آرتشي وشقيقته عدة مرات، كما أن صفحة العائلة تضم صورا أخرى لهم.

تاريخ خلافات هاري وميغان مع العائلة المالكة

يشار هنا إلى أن خلافات العائلة المالكة في بريطانيا مع الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل، بدأت قبل ولادة الأميرة ليليبيت، حيث فاجأ هاري وميغان الجميع – بما فيهم أفراد العائلة المالكة الرئيسيين ومن ضمنهم الملكة الراحلة إليزابيث الثانية حينها- بقرارهم الانسحاب جزئيا من العائلة المالكة، وأنهم بصدد الانتقال إلى خارج المملكة المتحدة، على أن يمثلوا العائلة في مهام رسمية بشكل جزئي، وهو ما رفضته الملكة إليزابيث الثانية بعد مشاورات مع ولي العهد في ذلك الوقت الأمير تشارلز ونجله الأكبر الأمير وليام.

وصار لاحقا إلى أن اتفق هاري مع جدته الملكة ووالده تشارلز إلى انسحابه من الحياة الملكية بشكل كامل، وتجريده من ألقابه الشرفية والعسكرية، على أن يسعى هاري وأسرته إلى الاستقلال المادي بعيدا عن العائلة.

وغادرت عائلة ساسكس المملكة المتحدة إلى كندا في البداية، حيث كانت تعمل ميغان ماركل قبل أن تعتزل التمثيل، وبعد فترة وجيزة انتقلت العائلة إلى الولايات المتحدة، حيث استضافهما الممثل الأمريكي الملياردير تايلور بيري، قبل أن يختارا كاليفورنيا لشراء منزلهما الحالي هناك، لتبدأ بعدها الخلافات في التعمق أكثر والظهور أكثر إلى السطح، بعد لقاءات إعلامية لهاري وميغان، هاجما فيها العائلة المالكة بشدة.

ازدادت الأزمة داخل العائلة المالكة، مع كتاب "سبير" أو البديل الذي نشره الأمير هاري ويحكي فيه جزء من مذكراته، حيث هاجم هاري بشدة والده الملك تشارلز الثالث وزوجته الملكة كاميلا وشقيقه الأمير وليام، ووصف هاري نفسه في الكتاب بأنه مجرد قطع غيار لشقيقه وريث التاج، وتعمقت الأزمة حتى فشلت جميع محاولات الصلح داخل العائلة، والتي قيل إن الأميرة يوجيني كانت تقودها، إلى جانب محاولات من كيت ميدلتون أميرة ويلز.

العائلة المالكة رفضت عرضا لعودة هاري

الأمير هاري سعى مؤخرا لتقديم يد المصالحة، بعد أن زار والده الملك على وجه السرعة، حين أعلن عن إصابة الملك بالسرطان، وقال هاري بعدها إن مثل هذه المواقف تستدعي وقوف الجميع معا، وأنها قد تكون سبب للم شمل العائلة، وعرض هاري العودة بشكل "مؤقت" لمساندة والده وشقيقه في مهامهم الملكية، لكن هذا العرض قوبل برفض شديد من الأمير وليام على ما قالته تقارير صحفية إنجليزية وقتها.

دوق ساسكس الذي زار مؤخرا المملكة المتحدة مرتين، أولهما حين زار والده المريض ومكث في لندن لمدة يوم واحد، اجتمع مع والده لفترة قصيرة، قيل إنها لم تتجاوز 45 دقيقة، وعاد إلى الولايات المتحدة دون أن يجتمع بشقيقه الأمير وليام، والمرة الثانية زار هاري المملكة المتحدة للاحتفال بذكرى ألعاب إنفكتوس، ومع أنه مكث أياما في لندن إلا أنه لم يلتقي بشقيقه أو زوجته كيت المصابة بالسرطان، واجتمع هاري بعدها في مطار هيثرو مع زوجته ميغان التي لم تغادر المطار، وانطلقا من هناك إلى نيجيريا.