باسم مُغنية

باسم مُغنية يتحدث لـ"هي" عن تجربته مع هدى حسين في "البيت الملعون" ويؤكد: الآراء النقدية أهم من الترند

مصطفى القياس
28 يوليو 2024

ممثل من طراز فريد، استطاع أن يسير وفق مبادئ ومعايير مُحددة في الفن، قائمة بالأساس على الموهبة التمثيلية ومدرسة التجسيد والتقمص الفني، بعيدا عن التركيز على ما قد يعطل موهبته فنيا، هو أحد الأسماء اللبنانية الهامة في الدراما اللبنانية، لديه الكثير من التجارب التمثيلية الهامة في مصر، ورغم ذلك لم يستمر بالتواجد والحضور بشكل سنوي، لديه عرض جديد للعودة للدراما المصرية بموسم رمضان المقبل، ويُناهض حالة الكساد التي تشهدها الدراما اللبنانية بتقديم أعمال مُعبرة عن الواقع اللبناني بمسلسل ضخم يجري التحضير له، ووسف بأنه سيكون من أهم الأعمال اللبنانية خلال سنوات .. هو الممثل باسم مُغنية الذي يتحدث لـ "هي" عن مشاريعه الجديدة، وبطولته مسلسل "البيت الملعون" بجانب النجمة هدى حسين، وموقفه من تصنيف العمل كعمل درامي ينتمي لنوعية الرعب، وعن أسباب توقفه عن التمثيل لعام كامل، وموقفه من البطولة في مصر، والموقف من الابتعاد عن الاخراج وتفاصيل أخرى كثيرة في المقابلة.

في البداية .. ما معايير قبولك بطولة مسلسل "البيت الملعون" أمام النجمة الكويتية هدى حسين؟

كنت أمام تجربة تستحق المشاركة، حيث النص المكتوب بشكل مميز من الكاتبة نجاة حسين، والرؤية الاخراجية المتميزة للمخرج المصري محمد جمعة، جمعتنا جلسات نقاشية حول طبيعة الشخصيات، كان هناك تقبلا لكل الآراء التي تساهم من خروج العمل للنور بأفضل شكل ممكن، كذلك الجهة الانتاجية التي وفرت كافة العوامل والامكانيات لتنفيذه بأفضل شكل ممكن، أستطيع أن أقول عن العمل أنه خلطة عربية مميزة، وعمل فني ينتمي لنوعية لم تعد موجودة حاليا، سعيد ببطولة المسلسل أمام هدى حسين، نجمة كبيرة أكن ها كل الاحترام والتقدير.

باسم مغنية بطل مسلسل "البيت الملعون"
باسم مغنية بطل مسلسل "البيت الملعون" 

هل توافق على تصنيف مسلسل "البيت الملعون" كعمل درامي ينتمي لنوعية الرعب؟

تصنيف المسلسل كعمل درامي ينتمي للرعب ليس معناه أن المشاهد سيظل يشعر بالرعب طوال الأحداث بل أن الأحداث تحمل الكثير من التشويق، كما أن مخرج العمل محمد جمعة له تجربة سابقة من خلال مسلسل "قارئة الفنجان"، لقد بات مخرجا ناضجا ومميزا وقدم طريقة اخراجية أكثر من رائعة، حيث سيجد المشاهد أجواء العائلات والشخصيات المختلفة التي يربطها إيقاع الغموض والتشويق بشكل عام.

مسلسل "البيت الملعون"
مسلسل "البيت الملعون"

ما أسباب غيابك عن التمثيل مؤخرا، هل تعود الاسباب لقرار شخصي أو لغياب النصوص المناسبة؟

لقد اتخذت القرار بالتوقف لعام كامل عن المشاركة بأي أعمال تمثيلية لأسباب تخصني، لا أريد الافصاح عنها، لم تكن لدي الرغبة تماما في الظهور بأي أعمال خلال العام الماضي، رغم العروض المقدمة لي، والتي أغلبها كان يصب في الغياب أفضل من التواجد، والحصول على راحة وتوقف من أجل عودة قوية، حينما لا أجد ما أطمح له من أحلام فنية تتحقق على أرض الواقع وتترجم لأدوار وشخصيات وعروض مميزة، الغياب آنذاك يكون أمر صحي للغاية.

كيف ترى قلة انتاج المسلسل اللبناني المُعبر عن واقع المجتمع مُقارنة بالدراما المصرية؟

لبنان بلد صغير مُقارنة بمصر، إلى جانب المعوقات الاقتصادية وترامي أطراف الحرب في لبنان، لذا فمحاولات المنتجين اللبنانيين بتقديم دراما لبنانية معبرة عن الواقع اللبناني جيدة ونوجه الشكر لهم، وبالتحديد المنتجين صادق الصباح و جمال سنان ومنتجين آخرون من لبنان قدموا خلال الأعوام الماضية أعمال درامية لبنانية معبرة عن الواقع اللبناني.

باسم مغنية
النجم باسم مغنية

ما المختلف بالنسبة لك بين العمل في مصر ولبنان أو أعمال عربية مشتركة؟

ليس هناك اختلاف، خصوصا أنني أُشارك بأعمال مصرية منذ أكثر من عشرين عاما، لكن الجيل الجديد بالوطن العربي كله سواء مخرجين أو كتاب، لديهم فكر مُتقارب، حينما أكون بمصر أتعامل كنجم مصري وهذا الاستقبال والتعامل باحترام لشخصي يجعلني أعمل بارتياح شديد خلال التصوير، لا تتخيل مدى محبتي لمصر ولشعبها الكريم، علاقة طويلة ممتدة، وستظل لمصر الريادة في الوطن العربي.

لماذا ليس لديك حضور ثابت ومتواصل في الاعمال الفنية المصرية، على الرغم من بدايتك المُبكرة بالحضور في مصر؟

شاركت في الكثير من الأعمال الفنية المصرية، كانت هناك سنوات مُتباعدة  بين كل عمل والآخر، فانا مشكلتي صعوبتي في الاختيار سواء بلبنان أو مصر أو بسوريا، دائما ما أحب المشاركة بأعمال مهمة، على سبيل المثال "امرأة من زمن الحب" مع قطبي الدراما إسماعيل عبد الحافظ وأسامة أنور عكاشة رحمهما الله، و "الباحثات عن الحرية" مع إيناس الدغيدي التي يحبها كل الجيل الجديد ويتعاون معها لأن لديها عمق في طرح القضايا والأفكار الفنية، و"ملكة في المنفى" أول شئ قصة عن تاريخ مصر وأنا أحلم بتقديم هذه المواضيع وكان تعاون مع النجمة نادية الجندي التي تربينا على أعمالها، ومشاركات أخرى بأعمال مصرية ، بالنسبة لي السنوات العشر الأخيرة شهدت تحدِ بيني وبين نفسي تجاه ما أُقدمه وأظهر به من أدوار.

باسم مغنية
باسم مغنية 

ولماذا توقفت منذ سنوات عن إخراج الكليبات الغنائية، هل تعتبرها مراحلة ولت أم توقف لفترة؟

لم أتوقف عن الاخراج، ما زلت أعمل بهذا المجال ولكن ليس الكليبات الغنائية بل أنني أُقدم محتوى أهم وهي إعلانات كبيرة يتم تصويرها ما بين مصر ودبي ولبنان، أشعر بأن موضوع الإعلانات هو فكر ابداعي وابتكاري أكثر من العمل على كليب غنائي لأنك تُقدم وقتها ما يريده المطرب والتفكير يكون بطريقة مختلفة غير الابتكارية الخاصة بالمحتوى الإعلاني، وأنا أحب العمل بمزاج فني دون  توجيه لمطالب خاصة لا علاقة لها بالإخراج في الكليبات الغنائية.

ما الشخصية التاريخية أو المُعاصرة التي تطمح لتقديمها بعمل فني؟

أطمح لتقديم الكثير من الشخصيات التاريخية مثل تشارلي شابلن، إذ أشعر بأنني قريب من تقديم هذه الشخصية، وأحب أن أُقدمها خارج الوطن العربي ليكون لها مدى واسع في انتشارها لأنه بالأساس فنان ليس عربي، أحب شخصية صلاح الدين الأيوبي، ولقد قدمت مسلسلات تاريخية من بينها "ثورة الفلاحين" وهو موجود على منصة "نتفليكس" وأعتقد ان دوري بهذا العمل من أفضل الأدوار في مشواري الفني.

النجم اللبناني باسم مغنية
النجم اللبناني باسم مغنية 

 

برأيك.. ما المقياس الحقيقي للنجاح في ظل هيمنة والاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي حاليا؟

الترند غير مهم وكذلك نسب المشاهدة وخصوصا أنه من الممكن أن تكون نسب المشاهدة التي يتم الإعلان عنه لا تكون حقيقية ولا تمثل رأي الشارع ولكن قد نعتبرها متنفس لبعض النجوم، نجاح الفنان في الشارع أهم من أي ترند ومن نسب المشاهدة العالية، السوشيال ميديا لا تحمل إلا مديح للممثلين، على الرغم من أن الآراء النقدية هي الأمر المهم لأنه قائم على دراسة وتحليل دون مجاملات.

النجم اللبناني باسم مغنية 
 باسم مغنية 

كيف تنظر للنجاح السريع الغير مؤثر في وجدان وقضايا المجتمع؟

كل فنان يعمل فقط على النجومية لن يستمر، حينما نقول احمد زكي فنحن نتذكر كل أعماله الرائعة التي قدمها خلال مشوار فني حافل بالإنجازات، بعيدا عن أنه نجم كبير فهو عمود من أعمدة الفن بمصر وحفر اسمه ونجاحه ومازال يعيش حتى الآن حتى بعد وفاته هو والكثير من النجوم الكبار، أنا كممثل أرى أن احمد زكي حقق نجاح وجداني محفور في الجمهور إلى الآن، أدوارك وأعمالك تعيش أكثر من النجومية التي قد تذهب وتختفي مع غياب الفنان.

هل ترى أن اختلاف وتغير الذوق العام للمشاهد من العوامل المؤثرة والتي تخلط بين النجاح الحقيقي والزائف؟

أنا شخصيا أعتمد على التمثيل بالطريقة القديمة والتي يعتبرها البعض "كليشيه"، بمعنى أنه لو أراد الفنان أن يبكي بمشهد ما فلابد أن يكون بصوت عالي وهذا يُسمى التضخيم، هناك بعض الناس من الجمهور الغير مثقف يُحب هذه الطرق الغريبة في التمثيل، لكن أعتقد أن الجمهور بات يميز بين التمثيل الحقيقي والمتكرر، أحب الواقعية في التجسيد من خلال الكثير من العوامل النفسية والجسدية التي تتعلق بعمق وروح الشخصية والدور الذي تؤديه، دون أن يحمل التمثيل التصنع.

باسم مغنية
باسم مغنية 

ما المشاريع الجديدة لديك التي تُحضر لها؟

لدي مشروع مسلسل لبناني سيكون من الانتاجات الضخمة هذا العام، من المقرر عرضه خلال موسم رمضان المقبل، لكن سيتم البدء في التحضير له باكرا، حيث ضخامة القصة والانتاج، فضلا عن عروض للمشاركة بالدراما المصرية بموسم رمضان المقبل، لكنني لم أتخذ القرار بشأنها، لكن هناك عمل قريب أتمنى أن يتم التوفيق فيه، كي اعود للدراما المصرية ولمصر التي اشتقت لها كثيرا.