"يانيس أنتيتوكونمبو" نجم كرة السلة العالمي لـ"هي": كنت قبل 12 سنة أبيع الساعات في الشوارع واليوم أصمم ساعتي الخاصة... هذه نعمة
نيويورك: ADNAN ALKATEB
في نيويورك وخلال حفل إطلاق مجموعة جديدة من ساعات بريتلينغ التقيت نجم كرة السلة العالمي "يانيس أنتيتوكونمبو" GIANNIS ANTETOKOUNMPO، البطل الشهير في الدوري الأمريكي للمحترفين في كرة السلة، والحاصل مرتين على جائزة أفضل لاعب عالميا، وسحرني بلطفه وتواضعه وتعامله بلطف وكياسة مع كل من طلب التقاط صور معه.. هذا البطل الذي وصل إلى القمة، وبات رياضيا عظيما، لم يبدأ بممارسة رياضة كرة السلة، لأنه أراد أن يصبح رياضيا مشهورا أو أن يفوز بالجوائز، بل لأنه أراد أن يحدث تغييرا في حياة أسرته.
ونحن ندردش معا سألته ماذا تريد؟ فابتسم وأجاب:
أريـــــد أن أتـــرك أثــــــرا في حيــــــاة الـــنـــــاس، وأن أحـــــــدث الـــفـــرق، تــمامـــــا كما تــــــرك آخرون أثرا في حياتي.. في الواقع، لقد ألهــــمــــتـــني ريــــاضـــــة كرة السلة، وأتمـــــنى أن ألهم الآخرين ليحذوا حذوي. أحاول الحــــــــفــــاظ على تواضــــــــعي في كل الأوقات، لأنني بذلك أبقى متعطشا، وهو ما يدفــعـــــني أكثر لكي أقدم أداء على أعلى المستويات. ومهما ينجز المرء في حياته أو مهما يجني من أموال، فإن الحفاظ على التواضع يبرز دائما أفضل ما فيه. أنا مهووس بتقديم أفضل نسخة عن نفسي، ولا يتعلّق الأمر بالضرورة برياضة كرة السلة دون غيرها. مثلا، أحاول أن أكون والدا، وزوجا، وابنا، وأخا أفضل، وبعد أن أحقق ذلك كله، أن أكون لاعب كرة سلة أفضل.
كيف يكون يومك خلال استعدادك للمباراة؟
يبدأ يومي الساعة السادسة والنصف صباحا، وينتهي بحلول الساعة العاشرة ليلا، إنه يوم طويل بامتياز. أبدأ بعلاج قبل تناول الفطور. ثم أمارس تمارين الإحماء والتمدد، وتقييد تدفق الدم (ما يسمح لي باللعب للمزيد من السنوات)، ثم نتمرّن. وأنتقل بعد ذلك إلى حمام ثلج، ثم أتوجه إلى المنزل لرؤية أطفالي، والنوم قليلا قبل المباراة. ثم أذهب إلى الملعب قبل ساعات من بدء المباراة لإجراء المزيد من تمارين الإحماء، والتمدد، والتدريب، ومشاهدة فيديوهات لمباريات سابقة، كما أنني أستمع لموسيقى تحمّسني. وقبل المباراة، يلقي المدرّب علينا كلمة تحفّزنا لنتوجه بعدها للعب لمدة 48 دقيقة. المباراة بحد ذاتها هي مسك الختام، أما يومي، فيبدأ قبلها بوقت طويل.
ما نصيحتك للرياضيين الذين يتطلّعون إليك؟
أقول لهم "اضربوا الحديد وهو ساخن". في رياضة كرة السلة، لدينا وقت محدود لنحقق أهدافنا ونترك بصمة. تختلف أهداف الرياضيين، البعض يريد أن يجني أموالا طائلة، والبعض الآخر يريد الفوز بأكبر عدد ممكن من الجوائز، فيما يريد بعضهم تحقيق شهرة واسعة. ومهما كان الهدف، فالوقت ضيّق لتحقيقه. وفي هذا المجال، قد يتذكّركم الناس إذا أبليتم بلاء حسنا، وإذا لم تفعلوا فقد لا يتذكّرونكم أبدا. لذا من المهم أن تلعبوا من كل قلبكم.. بالنسبة لي، في الوقت المحدود الذي أملكه، أحاول أن ألعب بأعلى المستويات، وأبذل قصارى جهدي، وألهم الآخرين بقدر المستطاع. فحين ينتهي وقتي، سأنتهي معه.
ماذا يمثل "الوقت" في حياتك وفي الرياضة؟
اليوم أستفيد من وقتي بشكل أفضل. ربما لم أستفد منه كثيرا حين كنت أصغر سنا، لكن مع تقدمي في السن، أردت أن أمضي المزيد من الوقت مع أسرتي، وخاصة أطفالي، لذلك بدأت أقدر الوقت أكثر. في الماضي، إذا كانت لدي مباراة، كنت أمضي كل وقتي خارج المنزل، من التدريب إلى التعافي، والعلاجات، وساعات التأمل، وغيرها. لكن اليوم أعود إلى أطفالي في المنزل.
كيف تختار ساعاتك؟
الــمــــعروف عنــــي أنني أهــــوى الـــســـاعـــــات، وأعتــــقد أنها فعلا استثمار مهم. في أسرتي، لسنا من الأشخاص الذين يتباهون بالثراء، ولا سيما أننا من خلفية متواضعة. لذا، حين أنظر إلى الساعات أرى أنها استثمار أكثر من كونها قطعة تتماشى مع الموضة. أختار الساعات التي تحتفظ بقيمتها مع مرور الوقت، والتي أستطيع أن أتركها لأطفالي.
انتقلت من بيع الساعات إلى امتلاك الساعات، كيف بدأ شغفك بالساعات؟
منذ بضع سنوات، قبل أن أبدأ بالتعاون مع "بريتلينغ"، أهــــداني أخي ســـاعــــــة. وشــــرح لي تــــاريـــخـــــها وقيـــمـــتـــها، وعدد الأشخاص الذين عملوا عليها لإنهائها، وبدأت منذ ذلك الحين أهتم بالساعات. كنت أسهر طوال الليل لكي أقرأ أكثر عـــنـــــها، وأبحث عن مخــــتـــلــــف أنواعها، حتى صرت في نهاية المطاف أشتريها بنفسي. في ذلك الوقت تحديدا، بدأ شغفي بالساعات ينمو.
أنت عـــضـــو في فـــــريق "بريتلينغ" مـــنـــذ سنــــوات عــــدة، ما الذي جذبك لتتعاون مع هذه الدار؟
تواصـــل معي المعنـــيـــون في "بريتـــليـــنـــغ"، وعبــــّروا عن نيــتــهم التعاون معي، لأنهم أعجبوا بقصتي، ولأننا كنا نتشارك القيم عينها. لم أتوقع يوما في حياتي أن أصبح قادرا على انتقاء الأشخاص أو الشركات التي أود العمل معها. أما قصة "بريتلينغ"، فكانت الأهم بالنسبة إلي، وللقيم التي تمثّلها، ولكونها تركّز على العائلة والأصالة. أردت أيضا أن أشعر بأنني أروّج لعلامة تجارية تروّج لي بالمقابل، وتدعمني بالطريقة عينها. ولا أظن أن شركة أخرى سمحت لي أن أكون على سجيّتي، وروّجت لي بالأصالة التي تفعلها "بريتلينغ". كانت رحلتي مع بريتلينغ مذهلة بكل ما للكلمة من معنى، وإنني أستمتع حقا بهذه الشراكة.
كـــيف بــــدأ الــتـــعاون لتـــصــمــيـــم مجــمــوعــتــك الــخــاصــة مع "بريتلينغ"، فضلا عن ساعتك الشخصية؟
بعد نحو سنتين تقريبا من كوني سفيرا لـ"بريتلينغ" سألوني عما إذا كنت مهتما بفرصة تصميم ساعتي الخاصة. وطبعا وافــــقــــت على الـــفـــور. كنـــــت قبــــــل 12 سنة أبيع الساعات في الشوارع، واليوم أصمم ساعتي الخاصة، هذه نعمة. شعرت بحماسة لا توصف. ولا بد لي من التنويه بأن المجموعة استثنائية. أعتقد أن الكثيرين سيحبونها ويستمتعون بها.
أخبرنا بالتفصيل عن العملية الابتكارية وراء تصميم مجموعتك من كرونومات CHRONOMAT، بالإصدارين الذهبي والفولاذ الذي لا يصدأ، إضافة إلى القطعة الواحدة المحدودة التي صُممت خصيصا لك.
لم نتسرّع مطلقا عندما صممنا هذه الساعة، وركّزنا جيدا على تفاصيلها. إذا نظرتم عن كثب، فستجدون أن الحرفين الأولين من اسمي على عقرب الثواني باللغة الإنجليزية GA، مع توقيعي المحفور على الغطاء الخلفي من الإصدار بالفولاذ الذي لا يصدأ، وشعار كرة السلة على الإصدار الــــــذهبي. والمــفـــضــل لدي هو الـلـــــون الأخـــضـــر الــــزيــــتي على الميناء. وتأتي علبة الساعة مع رسالة قصيرة كتبتها بنفسي. أردت لكل شخص يشتري هذه الساعة أن يحصل على رسالة شخصية مني وأن يشعر بمشاركتي في هذه العملية كلها، لا أن تحمل اسمي فقط.
أما بالنسبة إلى قطعتي الوحيدة الشخصية، وهي ساعة كــرونـــومــــات CHRONOMAT، فهي تـــشبه بقية المــــجموعة من حيث الشكل والملمس، وهي بقياس 42 ملم تماما مثل ساعة كرونومات CHRONOMAT الذهبية. أجريت بعض التعديلات البسيطة عليها لكي تصبح شخصية.
لاحظنا أن ساعتك مصممة مع الأعداد باللغة العربية، ما الذي جعلك تختار هذه الأرقام لساعتك؟
أعتقد أن الأرقام العربية تعطي انطباعا بالثقة، وتضيف لمسة مختلفة. أعتقد أنها تبدو أكثر أناقة. رأيت الكثير من الساعات النموذجية، ولطالما قلت إنه إذا تسنت لي الفرصة لأصمم ساعتي الخاصة، فأريدها أن تكون بأرقام عربية لكي تتميّز وتبدو مختلفة عن غيرها. لا أعرف كيفية قراءة الأرقام بالعربية، لكنني أعتقد أنها رائعة!