وليد توفيق لـ "هي": أغنية "ببعت السلام" دعوة للمحبة.. وتوثيق سيرتي الذاتية في عمل درامي قريبًا
فنان من طراز رفيع، أعماله الفنية يتسلمها جيل بعد جيل، قلبه ينبض بالمحبة، وحديثه يقظ الروح، دومًا ما تحب الحياة برفقة صوته المبهج، وتحن لبلدك مع كلمات أغانيه الوطنية.. إنه النجم الكبير وليد توفيق.. حالة من التألق الفني يعيشها الفنان اللبناني الكبير وليد توفيق، مع تصدر أغنيته الجديدة "ببعت السلام" تريند السوشيال ميديا، وتخطيها حاجز المليون مشاهدة على موقع "يوتيوب" خلال فترة وجيزة من طرحها، كذلك يستعد لإحياء حفل ضخم في الساحل الشمالي بمصر يوم 16 أغسطس الجاري.
"هي" حاورت المطرب والملحن اللبناني المتميز وليد توفيق، حول كواليس طرحه لأحدث أعماله الغنائية "ببعت السلام"، وطقوسه الفنية وتحضيراته لحفله الغنائي الضخم ضمن هذا الموسم الصيفي الغنائي، فضلاً عن مشروع توثيق سيرته الذاتية وغيره من التفاصيل الفنية.
لماذا اخترت أغنية "ببعت السلام" لتكون جديدك هذا العام بموسم الصيف الغنائي 2024؟
في البداية "أبعت السلام" لكل الحبايب في مصر والوطن العربي. استمعت للحن أغنية "ببعت السلام" من سنة، لحن تركي لملحن صديقي دخل قلبي من أول مرة؛ قررت أنني يجب أن أسجل الأغنية فورًا والأداء ينبع من إحساسي الشديد بها. التقيت بالشاعر هاني عبد الكريم في مصر، وقررنا أن تكون أغنية السنة فيها ريحة الحب والحنين والسلام، وصورناها واخترنا طرحها في موسم الصيف الغنائي.
"ببعت السلام" تخطت المليون مشاهدة على "يوتيوب".. كيف ترى ذلك؟
رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن العربي، لكن الحمد لله الأغنية نالت تفاعلاً كبيرًا لدى الجمهور، وسعدت للغاية بردود أفعالهم المبهجة والجميلة. واعتقد أنه "ببعت السلام" ستكتسب مكانة أكبر لدى الجمهور الفترة المقبلة؛ لأنها ليست أغنية شعبية؛ سريعة الانتشار، لكن لون "ببعت السلام" الغنائي يدخل القلب رويدًا وتدريجيًا مع الوقت.
هل هناك رسالة قصدت إهدائها للجمهور من خلال فكرة فيديو كليب "ببعت السلام" بجمع الأحبة على مائدة واحدة؟
نعم، بكل تأكيد. فكرته أنني أعزم صحابي على العشاء في ليلة مختلفة تجمع الأحبة. والفكرة نالت استحسان الجمهور لأنها ابتعدت عن التكرار في الأغنية؛ كما هو الشائع؛ استحضار فتاة ترقص بالفيديو كليب على كلمات الأغنية فقط. "ببعت السلام" أهديها كرسالة محبة للجمهور.
دومًا ما تذكر "السلام" في أغانيك، أحدثهم "ببعت السلام" وتحية الأحبة، وسبقها "مصر أم السلام" المرتبطة بالمكان.. لكن لو سألنا وليد توفيق متى يشعر "بالسلام"؟ وماذا تمثل له هذه الكلمة؟
السلام شئ عظيم، فهو هبة من الله عز وجل؛ فعندما تقولين "السلام عليكم" تكتسبين شعور الأمان، حتى عندما تعقد السلام مع عدوك؛ تصل لحالة جيدة "بالسلام" وليس "الاستسلام". كلنا نناشد السلام ولا نحب الحروب أو الظلم. أحب "السلام" والحمد لله تغنيت بكلمته بعدة أغاني من أعمالي.
تاريخك الفني يزخر بالأغاني الدرامية المتميزة منها "يا قلب حاجي تعن" على سبيل المثال، لكنك مؤخرًا تميل لطرح الأغاني الرومانسية المبهجة مثل "ببعت السلام" وأصحاب السعادة" و"دكتور في الحب".. أيهما الأقرب لقلبك؟
الحقيقة إنني اختار أعمالي الغنائية بحسب ما أشعر به تجاه كل عمل فني، ولا أفكر تجاريًا في الأغاني، وربما هذا قد يعيب استراتيجيتي في المفاضلة بين الأعمال الفنية، لكن هذه هي الطريقة التي تريحني؛ على سبيل المثال لو فكرت من الناحية التجارية كنت سأقدم أعمالاً تشبه "إنزل يا جميل"، و"محلاها السمرا"، و"على دقة قلبي". كذلك فضلت في وقت ما تقديم أغنية تحمل حالة فنية خاصة مثل "بكرا رح يرجع أيلول"، أغنية غير التجارية كلماتها أعجبتني، مع شهر سبتمبر الشهير الذي غنت له فيروز. ساعات بحكي مع حالي: "شو عم تعمل إنت؟"، فالإجابة تكون "أعمل الشئ الذي أحبه".. بعدما قدمت اللون الغنائي الشعبي لأول مرة بأغنية "إنزل يا جميل على الساحة" و"يا محلاها السمرا" لكن ساعات تأخذك الأحاسيس الفنية بداخلك، فأقدم أغنية ترضيني كما أقدم غنوة للجمهور.
مَن شعراء الجيل الحالي من الشباب الذين تفضل التعاون معهم في أغانيك وتشعر أنهم يعبرون عن أفكارك بكلمات الأغاني؟
هناك عدة شعراء وملحنين جيدين للغاية من الشباب، استمع للكثير من الأغاني الجديدة الحلوة، وأحب التعاون مع الشباب. تعاونت كثيرًا مع نزار فرانسيس من لبنان، وهاني عبد الكريم في مصر، وحاليًا أتعاون لأول مرة في أغنيتي الجديدة مع الشاعر إسماعيل رأفت، وغيرهم الكثيرين في الأعمال الجديدة المقبلة.
تاريخك الفني الكبير يحفل بالأغاني ذات اللهجات العربية المختلفة، أيهما الأقرب لقلبك؟
قدمت أغاني ناجحة بكل اللهجات الحمد لله؛ اللبنانية منها أغنية "يا بحر"، و "طير صغير"، و"إنتِ الشمس"، اللغة البيضاء والخليجي زمان، قبل ظهور عدة أصوات خليجية حلوة، وقت طلال مداح ومحمد عبده وسميرة توفيق، كأغنية "واه واه"، و"يا منيتي"، و"هيه يا بنية"، لكن اللهجة المصرية هي الأقرب لقلبي وقلوبنا جميعًا، نجحت بها كثيرًا، كذلك في بداياتي مع أغاني "يا عيون بهية"، و"أبوكي ميين يا صبية" وغيرهم الكثير.
هل يتجه وليد توفيق لتوثيق سيرته الذاتية في كتاب؟..وبماذا يُعنون هذا الكتاب باسم أغنية من أعمالك؟
أكيد. نتجه لذلك بالفعل، لكنه ليس كتابًا، نقدم حلقات مسلسل عن مشوار حياتي الطويل 50 سنة. هذا المشروع قائمًا، ونعمل على كتابة حلقاته خلال الفترة الحالية. لو هسميه باسم أغنية من أعمالي هتكون "الطير المسافر".
كثير من أغانيك تعزف من ألحانك.. ︎إلى أي مدى ترى أن تجربة التلحين تخدم المطرب؟
هذا يحدث في حالة ما إذا كان الفنان ملحنًا بالأساس، وليس متعديًا على التلحين لأنه أصبح يعرف بعض الجمل، هكذا أنا أول ما تعلمت العود كنت بلحن، قدمت أغنية "لفيت المدائن"، ولحنت لسميرة توفيق وهاني شاكر وغيرهن الكثير. إذا كان فنانًا مبدعًا "شاطر" في التلحين، سيعرف طبقات صوته ويعرف ما يريد الناس استماعه منه، كذلك أؤيد التعاون مع ملحنين آخرين حتى يتلون صوت المطرب بأكثر من مدرسة مختلفة.
والسؤال الآن لوليد توفيق الملحن.. مَن المطربين الذين تفضل أن يتغنوا بألحانك؟
عندما قدمت أغنية "كيف بتنسى" من ألحاني لهاني شاكر، كنت اشتغلت عليها لنفسي، لكن تنازلت عنها من حبي الكبير لهذا الفنان الغالي مطرب مصر الأول في الغناء الكلاسيكي هاني شاكر ليغني باللهجة اللبنانية؛ من الجمال أن يرى الملحن صوتًا مبدعًا يضيف لمسته الخاصة وأفق أكثر وحلاوة بصوته للأغنية؛ جمل يعرف كيف يتصرف بها طربيًا. بجانب هاني شاكر، أحب من الأصوات النسائية آمال ماهر، وشيرين عبد الوهاب، وأنغام، والمطربين مدحت صالح أعشق صوته، وعلي الحجار، ومحمد الحلو.
تفضل طرح أغانيك على طريقة السينجل بدلاً من الألبوم.. فما السبب؟
من زمان أفضل "السينجل ، المنفردة" أو"الميني ألبوم"؛ لأنه زمان كان يُطلب مننا بالعشرة أو الأثنى عشر أغنية لكن من الصعب أن يصل ذلك للجمهور؛ وبالتأكيد تتظلم الأغنية لكن طرح أغنية على طريقة السينجل أو ميني ألبوم يعطيها فرصة للانتشار ومساحة للتفاعل مع المستمعين ومجال للوصول لقلوبهم. أؤيد السينجل كثيرًا، وطرح أغنيتين أو ثلاثة خلال السنة.
تستعد لإحياء حفل ضخم بالساحل الشمالي في مصر.. ما مفاجآت الحفل المقبل؟
سعيد للغاية بتواجدي مع جمهوري في الساحل الشمالي ومصر البلد التي أحبها وشعبها كثيرًا، وأحضر باقة متميزة من أعمالي؛ جمهوري في مصر يحبون الفن ويقدرونه؛ خاصة الفن اللبناني. أشعر بمكانتي الخاصة عندهم، وهم لهم مكانة كبيرة في قلبي.
وما طقوسك قبل صعودك على المسرح؟
طقوسي النوم الجيد، أشعر بالراحة الكافية، وتناول الحلاوة الطحينية؛ تعلمتها من الأستاذ عبد الوهاب، وكوب الشاي وأقول "يارب" ثم أصعد للغناء على المسرح.
ما شروط وليد توفيق للموافقة على العودة للتمثيل؟
ليس شروطًا. لكن يهمني أن أجد سيناريو وشخصية تليق بعمري وأعمالي الغنائية خلال هذه الفترة؛ من الصعب أن أجسد الآن دور الولد الصغير الذي يغني. أعشق السينما والتلفزيون كثيرًا، لكنني لا زالت أعمل لفني وليس لأسباب تجارية فقط.
أخيرًا.. ما جديدك الفترة المقبلة؟
أنشغل بالعمل على أغنية جديدة معنونة بـ "إنتِ غيرهم كلهم" مع الموزع أحمد عادل، وإسماعيل رأفتوهو شاعر شاب جديد ومتميز، والملحن الحبيب وليد سعد، الذي أعشق روحه وأعماله وإنسانيته، ومن المقرر طرحها الأسبوع المقبل، بالإضافة لأغنية أفراح معروفة، أتمنى تنال إعجاب الجمهور، تأثرت بكلماتها كثيرًا؛ يمكن لأن لدي بنت أصبحت عروسة، وتقول من كلماتها: "كبرت البنوتة، كبرت ست الكل، وصار بدها تتجوز، وتتركني وتفل.." باللبناني. هكذا أخطط لأعمالي المقبلة ما بين تقديم الأغاني الجديدة أو طرح الأغاني من أعمالي القديمة بتوزيعات جديدة.