طارق لطفي لـ "هي": تجربتي في "العتاولة" دفعتني للجرأة والمغامرة أكثر.. وأحضّر حاليا لشخصية تاريخية مهمة
ممثل من طراز فريد، وواحد من أهم نجوم التمثيل المُبدعين خلال السنوات الأخيرة، إنتفض مُنذ سنوات، وتمرد على نفسه وأدواره الفنية، ليخوض رحلة من الجرأة الفنية في تقديم أدوار مُفاجئة للجمهور منذ قرابة العشرة أعوام، والتي كانت كفيلة أن تُبرز موهبته في التقمص الفني والتجسيد من خلال الكثير من الأعمال الدرامية والأدوار المختلفة التي جعلته والجمهور ينتفضون على هذه الموهبة الإستثنائية التي لم تظهر قُدراتها الفنية بعد! أنه الفنان المتألق طارق لطفي الذي يكشف في مقابلة خاصة مع "هي" عن تحضيراته واستعداداته التمثيلية التي يقوم بها من أجل تطوير نفسه وموهبته، هذا إلى جانب الحديث عن أبنائه وموقفهم من دخول مجال الفن، ويرفض الكشف عن الشخصيات التاريخية التي يتمنى تجسيدها بأعمال فنية بسبب اقتناص آخرون لتلك الشخصيات بعدما تحدث عنها من قبل، ويكشف عن رؤيته من تقديم الجزء الثاني من فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية" والسينما ومسلسل "العتاولة" الذي تم الاعلان عن تقديم جزء ثانِ منه بموسم دراما رمضان المُقبل، كما يتحدث عن محمد سامي وأحمد خالد موسى ودورهما في تشجيعه على خوض أدوار تمثيلية جريئة، وتفاصيل أخرى وشيقة في الحوار التالي:
القاهرة: مصطفى القياس
في البداية .. بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسل "العتاولة" في رمضان الماضي، هل بدات التحضيرات الخاصة بالجزء الثاني الذي تم الإعلان عن تقديمه مؤخرا؟
لست منوط بالحديث عن أي تفاصيل تخص الجزء الثاني من العمل، أنا ممثل وأركز فقط على الأداء التمثيلي، سعدت للغاية بخطوة مشاركتي بمسلسل "العتاولة" والذي أعتبره نقلة فنية وجرأة كبيرة في حضوري بالدراما الشعبية.
وكيف تصف حضورك بعمل درامي ينتمي للشعبي في خطوة جديدة ومفاجئة بالنسبة لك وللجمهور من خلال "العتاولة" في رمضان الماضي؟
دراما شعبية مختلفة وأقرب إلى الواقع والناس، المسلسل استطاع أن يجذب فئات عمرية كثيرة لمشاهدة الأعمال، مع اختلاف الأسباب اتي تدفع كل فرد داخل الاسرة لمُشاهدة العمل، فئات وشرائح مجتمعية كثيرة شاهدت العمل، نُخبة المجتمع شاهدت المسلسل أيضا رغم انتمائه للدراما الشعبية، أصف العمل بأنه دراما اجتماعية تناولت أحداث وتفاصيل لامست الشعب المصري، وأهم سبب لنجاح هذا العمل هو المختلف في تناول الدراما الشعبية.
ماذا اكتشفت بداخلك من قدرات تمثيلية بعد مسلسل "العتاولة"؟
أصبحت أحب الجرأة التي اكتسبتها من خلال التجربة والخبرة، كنت اخاف للغاية من أن أقترب من المنطقة الشعبية في الأدوار، كنت أشعر بأنني أدفع نفسي داخل النار، والحمد لله أثبتت لنفسي أنني أستطيع القيام بأدوار مختلفة بألوان ومناطق تمثيلية جديدة، هذا العمل دفعني للجرأة أكثر مما سبق، وجعلني لا أفكر في أن أضع نفسي في المنطقة الآمنة وحسب، بل جعلتني أرى المغامرة والجرأة الفنية أمر ضروري، كلما أُقدم تجربة خارج المنطقة المريحة الخاصة بي، أجد مردودا وأصداءً أكبر واهم، وأصبحت من هنا أحب الجرأة.
هل تعتبر نفسك من أنصار مدرسة التقمص الفني؟
أحب التقمص الفني بكل تأكيد، المشكلة الكبيرة بالنسبة لي، لو هناك مشهد يحوي الحزن أو الفرح، فشخصيتي الواقعية لها طريقتها الخاصة المختلفة عن كل شخصية، أراعي دائما أن أتقمص الشخصية التي أجسدها، وأتساءل بيني وبين نفسي عن الطريقة التي يتناول بها الحزن والبكاء والفرح والسعادة، الأمر لا يحتاج لإفتعال بل لتقمص وتجسيد لكل شخصية بطريقتها الخاصة، أركز دائما على العمق النفسي لكل شخصية، من حيث نبرات الصوت والحركة والإنفعالات الجسدية الخاصة بها، بعد كل ذلك أكون قلقاً وأشعر بالارتباط، ولا أشعر أنني أرتدي عباءة الشخصية التي أجسدها، إلا مع دخولي لتصوير أول مشهد للشخصية.
ما الذي تعلمته من خلال مُشاهدتك للممثلين الأجانب فيما يخص مدرسة التقمص الفني؟
أحاول في كل عمل جديد أن أختار شكل خاص لكل شخصية، يُميزها من الخارج والداخل، فيما يتعلق بالعمق النفسي للشخصيات، تعلمت الكثير من خلال مشاهدتي للكثير من الممثلين الأجانب مثل مارلين براندون وروبرت دي نيرو وآل باتشينو، كل هؤلاء النجوم الكبار أتعلم منهم كيف يتناولون الشخصيات الفنية التي يقومون بتقديمها، ما زلت إلى اليوم أحصل على كورسات تمثيلية، من أجل أن أطور من نفسي، لو أنني نظرت لنفسي على أنني موهبة عظيمة، فهذه نظرية خاطئة تدعو للفشل.
منذ متى بدأت تنظر للجرأة الفنية وتُغامر بالمشاركة بأعمال تكسر بها القوالب الفنية بشكل عام؟
المخرج محمد سامي هو أول من جعلني أتجرأ على تقديم أدوار تمثيلية بعيدا عن المنطقة الآمنة، من خلال مشاركتي بدور مختلف وجرئ بمسلسل "بدون سابق الإصرار"، الأمر كان متعلقا قبل ذلك بالخوف من رد فعل الجمهور والناس، أثق في نفسي للغاية، لكن الخوف من تقبل الناس للأدوار الجريئة من عدمه، هو أكثر ما كان يُخيفني، محمد سامي أدين له بالفضل في ذلك، وطمأنني بأنه الضامن لردة فعل الجمهور، وجعلني أكثر جرأة في هذا الأمر.
ولماذا انقطعت عن التعاون مع محمد سامي منذ أن رفضت المشاركة بدور جريء للغاية بمسلسل "كلام على ورق" منذ سنوات؟
أعتبرمحمد سامي شقيقي، وأحب للغاية أن أتعاون معه من جديد، هو من أشطر المخرجين وأكثرهم جرأة، أعتبر نفسي محظوظ بالتعاون معه، وسعيد للغاية بالتعاون مع المخرج أحمد خالد موسى في أول تجربة اخراج ليه، وقدمني بلون الأكشن، لم أكن أتصور وقتها أن يظهر الأمر بهذه الصورة المُبهرة، لذا أرى نفسي محظوظا بالتعاون مع اثنين من المخرجين الشباب الموهوبين للغاية وهما محمد سامي وأحمد خالد موسى.
كيف تتعامل بأريحية وسلام نفسي غير عادي بعيدا عن التركيز في البطولة والأمور التسويقية، حيث نستمع كثيرا عن فرض الفنان شروطه على أعمال بطولية؟
أرى أن مُصطلح البطولة المطلقة هو مصطلح خاطئ، بل أن هناك أدوارا رئيسية وثانوية وغيره. قدمت البطولة المطلقة وكان كل تصريحاتي في ذلك الوقت أن العمل الفني هو عمل جماعي، حينما يكون الكاست كل النجوم، فكل شخص منهم يأخذ منطقة معينة من التمثيل، وبالتالي نُقدم للجمهور عمل فني متكامل، المخرج هو المايسترو، مهما كان هناك لاعبين متميزين، يحتاجون لمايسترو يقودهم، وإلا فيحدث الخلل في النوتة الموسيقية، المخرج هو أهم عنصر بعد الكتابة.
ماذا عن السينما وحضورك بها الذي يصفه البعض بالقليل مُقارنة بالدراما، حيث شاركت مؤخرا بفيلم "السيستم" ولم يحظى بنجاح كبير؟
التوقيت هو العامل المُتحكم في هذا العمل، فيلم "السيستم" تجربة سينمائية أعتز بها لغاية، حيث أنها فيلم لايت وخفيف، كان من الممكن أن يكون حظ الفيلم في المشاهدة والعرض أفضل من ذلك بكثير، لو تم اختيار توقيت آخر، الأمور الإنتاجية تتدخل في الأمر، حيث عرض الفيلم قبل شهر رمضان بـ 17 يوم فقط، لم يحظى العمل بالفرصة الكافية ليشاهده الجمهور، الفيلم تعرض للظلم بسبب قلة الخبرة الإنتاجية، لكن أرى أنه سيحقق الإنتشار من خلال المنصات والعروض الأخرى.
هل من الممكن أن تخوض تجربة الإنتاج؟
لا افهم في الإنتاج، لأنها وظيفة تحتاج للتركيز، الإنتاج له ناسه، ويحمل الكثير من التفاصيل التي لا يمكن أن يتخيلها الجمهور، لذلك التعاون مع منتج كبير يُشعر الفنان والممثل بالراحة والتركيز في التمثيل بدقة أكبر، لكن التعاون مع منتجين جُدد أو قليلو الخبرة يجعلك تحمل هموم الإنتاج في جعبتك إلى جانب التمثيل، بالتالي لم أفكر في القيام بهذه الخطوة على الإطلاق، لأنني أحب أن نُعطي العيش لخبازه.
ما الشخصية التاريخية التي تتمنى تقديمها بعمل فني؟
لن أصرح بالشخصية التاريخية التي أرغب في تقديمها بعمل فني، لقد سبق وأعلنت من قبل عن شخصيات تاريخية أرغب في تقديمها وتم تنفيذها بالفعل من قبل آخرين، أنا مهتم بالأساس لتقديم الاعمال التاريخية للغاية، في ظل تنفيذها بإنتاج ضخم وكبير، كنت أتمنى تقديم شخصيتين تاريخيتين، وتم تقديمهم بالفعل من خلال عمل درامي تم عرضه بموسم رمضان الماضي وآخر لم يتم عرضه حتى الآن، أحضر حاليا لشخصية تاريخية لتقديمها بعمل درامي، قد لا تكون تاريخية بالمعنى المعروف، لكنها في حقبة الخمسينيات من القرن الماضي، تأثير الشخصية ممتد من ذلك الوقت حتى الآن، أحضر لهذه الشخصية مع الكاتب الكبير عبدالرحيم كمال، على الرغم من أننا لم نقف على الأمور الإنتاجية بعد، لكننا نُحضر لها حاليا لنقف على كل التفاصيل ومن ثم يلي ذلك البدء في التناقش بالشق الإنتاجي.
ماذا عن الجزء الثاني من فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية"؟ هل من تحضيرات جديدة حالية؟
لا أعرف شيء عن الجزء الثاني من فيلم "صعيدي في الجامعة الامريكية"، لقد عرفت عن تقديم الجزء الثاني من العمل من خلال المستشار تركي آل الشيخ، ومن بعض الأصدقاء الصحافيين، أتمنى تقديم هذا العمل بروح جديدة.
في النهاية .. ما موقفك من دخول أبنائك مجال التمثيل؟
أترك لأبنائي حرية تامة في اختيار طريق وسوق العمل الذي يرغبون به، حتى الآن اثنان من أبنائي لم يختارا دخول التمثيل، "شريف" نجلي الكبير يُحضر حاليا ماجستير في السيكولوجي، وابنتي دخلت الجامعة العام الماضي وتدرس الإقتصاد والعلوم السياسية، وابني الصغير ما زال مُبكرا الحديث عن رغباته باختيار سوق العمل في الوقت الراهن.