رشيد عساف لـ "هي": لا أعلم مصير تقديم جزء ثالث من "كسر عضم" وهناك خلل في بعض المسلسلات العربية المشتركة
نجم سوري متميز، أثبت عن جداره استحقاقه للنجومية العربية منذ سنوات طويلة، حيث قدم الكثير من الألوان والنوعيات الفنية المختلفة، طيلة مشوار فني حافل بالإنجازات والنجاحات، التي فرضت شخصيته وشهرته على الصعيد العربي وليس السوري وحسب .. هو الممثل القدير رشيد عساف الذي يكشف لـ "هي" رأيه في الدراما المُشتركة بين سوريا ولبنان، ويوضح مصير تقديم جزء ثالث من مسلسل "كسر عضم"، ويتحدث عن قلة مُشاركات الممثلين السوريين بالدراما المصرية، ويعترف برغبته بتقديم أجزاء جديدة من أعماله البدوية السابقة، هذا إلى جانب حديثه عن الفن والرؤى بين الثوابت والمُتغيرات، ويُبدي رأيه في كثير من الأمور الفنية وتفاصيل كثيرة في المُقابلة التالية:
في البداية .. هل سيشهد مسلسل "كسر عضم" جزء ثالث قريبا بعد النجاح الكبير الذي حققه الجزء الثاني من بطولتك بموسم رمضان الماضي؟
لا أعرف مصير تقديم جزء جديد من العمل، لقد قدمت الجزء الثاني من العمل وتم عرضه بموسم رمضان الماضي، حيث كانت الأصداء إيجابية للغاية، سعدت بما حققه العمل من نجاح، حيث ألقى الضوء على الكثير من المشكلات والقضايا المجتمعية السورية، والتي سلطت الضوء بهدف مجتمعي على ما يتعرض له السوريين من صعوبات وأحداث صعبة في حياتهم المجتمعية وسط الظروف الراهنة.
لماذا وافقت على تقديم الجزء الثاني من العمل رغم أن الأول لم يكن من بطولتك؟
وافقت على تقديم الجزء الثاني، لاقتناعي الشديد بالعمل، ومدى أهميته بالنسبة للمجتمع السوري، والتعبير عن قضاياهم ومشكلاتهم المجتمعية، كان مُقررا أن أُقدم الجزء الأول من العمل، لكن ظروف خاصة حالت دون القيام بذلك، حيث التوقيت الذي كنت أنا مُرتبط فيه بأعمال فنية أخرى بنفس الوقت، لم أستطع الإعتذار عنها، وحينما عُرض علي بطولة الجزء الثاني من العمل، قبلت الأمر من منطلق اقتناعي بالمشروع وأهميته بالنسبة لي وللجمهور السوري.
هل مهمة الدراما في المقام الأول طرح المشكلات الاجتماعية وتقديم الرسائل والحلول؟
أعتقد أن مهمة الدراما في المقام الأول هي تسليط الضوء على القضايا المجتمعية، ليس من اختصاص الدراما أن تُقدم الحلول، لأننا بمنتهى البساطة لا نقوم بكتابة وتقديم روشتة فنية، بل نُسلط الضوء على المشكلات والأحداث المهمة لكل مجتمع، ومن ثم الحلو هي من اختصاص الجهات الأخرى المعنية بالأمر، أحيانا نجد أعمال فنية تُقدم وتطرح رسائل معينة من خلال أحداثها، وأحيانا نجد أعمال من أجل الترفيه، الفن مُتشعب والجمهور مُختلف في الأذواق، لهذا فكل النوعيات الفنية مطلوبة.
ما مصير الأعمال الدرامية البدوية التي طالبت من قبل بتقديم أجزاء جديدة منها بعد تحقيقها نجاحات كبيرة؟
النية موجودة، ولكن بحسب ما يسمح الوقت والمساحة للقيام بذلك، عندما يتوفر هذا الشرط فسوف نفعل ذلك خصوصا وأنه يتم إجراء تعديلات على النصوص، لكي تتمكن تلك الأعمال من مواكبة الزمن والتقنيات المتوفرة اليوم تساعد كثيرا في تنفيذ أجزاء جديدة منها بأفضل شكل ممكن.
وما رأيك في نسبة حصور الممثل السوري في الدراما المصرية؟
أعتقد أن الأدوار هي ما تتحكم في حضور الممثل السوري بالدراما المصرية من عدمه، لست مع الحضور بأدوار من أجل التواجد في الدراما المصرية .. ما الفائدة من ذلك؟ كما أن الدراما السورية نهضت من جديد وبقوة، هناك مثل قديم يقول " يا رايح مصر مثلك ألوف"، أنا مع التنوع في تبادل الممثلين بين الأعمال الدرامية السورية والمصرية، لكن الأمر قائم على المساحة التي يكون الممثل مطلوب فيها، من غير المقبول بالنسبة لي أن يذهب الممثل السوري الى مصر ويأخذ مكان الممثلين المصريين خاصة في أعمال البيئة والنقابة الفنية في مصر تضم عشرات آلاف الممثلين، فلماذا المضاربة عليهم في رزقهم إلا إذا كان هناك دور مناسب من خلال موقعي كممثل سوري في العمل. ليس مقبولاً أن تأتي جهة إنتاجية معينة وأن تفرض ممثلاُ معيناً لاعتبارات معينة وأن يأخذ مكان الممثل المصري بل هذا غير مقبول، والعكس صحيح أيضا كأن يؤتي بممثل مصري ليحل مكان ممثل لبناني أو سوري.
أيضا كيف ترى مستوى الدراما اللبنانية مؤخرا وكذلك مشاركات نجومها في أعمال عربية متنوعة؟
أرى أن الدراما اللبنانية قادرة بصُناعها وممثليها على تقديم أعمال لبنانية محلية مهمة جداً والنهوض بها وأن تستغني عن الدراما المشتركة التي لا لزوم لها، لسنوات طويلة قدمت الدراما اللبنانية الكثير من الأعمال الدرامية المحلية المتميزة، أتمنى عودة الأمور لوضعها الطبيعي من جديد، كما أن لبنان في الفترة من الفترات كان مؤثرا جدا في الحالة الثقافية في مصر وخصوصا في مجال الصحافة مثل جرجي زيدان والبستاني واليازجي. المد والجزر لطالما كان موجوداً بين الشعوب العربية بين الدول العربية والمشكلة اليوم اننا نفكر بأسلوب محدود وضيق، أتمنى تغيير الفكر والتفكير بطرق أخرى غير المنتشرة حاليا وتعتمد على التصنيفات، حيث أن الفن لا حدود له، لكن طبيعة كل عمل هي ما تتحكم في جلب واستقطاب الممثلين من دول أخرى من عدمه.
كيف ترى الفن ما بين الثوابت والمتغيرات؟
هناك الكثير من التغيرات والتطورات التي لطالما صاحبت مجال الفن والتمثيل، ما بين الحين والآخر نجد قوالب وأشكال درامية جديدة ومُتغيرة، مؤمن بالحرية في تقديم كل فنان ما يرغب به للجمهور، لكن من الضروري مناهضة قضايا المجتمع وطرحها من خلال الأعمال الدرامية، هي أشكال تمثيلية ليس أكثر، حيث تغيرات الفن المُستمرة طوال الوقت دون الثبات على طريقة معينة في طرح الرؤى والأفكار.
في النهاية .. مع أم ضد الدراما العربية المُشتركة ؟
لست ضد الدراما المُشتركة بين سوريا ولبنان، لكن ألوم على الخلل الذي نلحظه في كثير من الأعمال، من حيث التركيبة العامة للشخصيات والترابط فيما بينهم، أرفض أن تكون الدرامة المُشتركة بين البلدين قائمة على أفكار تسويقية وتجمع فني وحسب، بل من الضروري إعادة النظر في الأمر، بطرح موضوعات مختلفة تربط بين المجتمعين السوري واللبناني، من خلال قصص مؤثرة تمسهما عن قُرب، أعتقد أن تراجع هذه النوعية من الدراما مؤخرا يعود لأسباب تخص الكتابة والأفكار الفنية المطروحة والمُكررة.